شاهد عشرات الملايين من البشر في مشارق الأرض ومغاربها أمس عبر قناة القرآن الكريم وداخل المسجد الحرام عملية استبدال كسوة الكعبة المشرفة الحالية بكسوة جديدة، جرياً على العادة السنوية في اليوم التاسع من ذي الحجة من كل عام، حيث قام منسوبو الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، ومجمع الملك عبد العزيز لكسوة الكعبة المشرفة، بإنزال ثوب الكعبة القديم واستبداله بثوب جديد صُنع من الحرير الخالص.
وبدأت عملية استبدال الكسوة بنقل الثوب الجديد إلى المسجد الحرام، والمكون من أربعة جوانب مفرقة وستارة الباب، ثم رفع كل جنب من جوانب الكعبة الأربعة على حدة إلى أعلى الكعبة المشرفة، ثم فردها على الجنب القديم، وتثبيت الجنب من أعلى بربطها من العراوي وإسقاط الطرف الآخر من الجنب.
وبعد أن تم حل حبال الجنب القديم، بتحريك الجنب الجديد إلى أعلى وأسفل في حركة دائمة، بعدها أزيح الجانب القديم من أسفل وبقى الجانب الجديد، وتم تكرار العملية أربع مرات لكل جانب إلى أن اكتمل الثوب. إثر ذلك جرى وزن الحزام على خط مستقيم للجهات الأربع بخياطته، بدءاً من جهة الحطيم لوجود الميزاب وبعد أن تم تثبيت كل الجوانب ثبتت الأركان بحياكتها من أعلى الثوب إلى أسفله.
وبعد الانتهاء من ذلك جرى تركيب ستارة الباب، وهي عملية تحتاج إلى وقت وإتقان في العمل بعمل فتحة بقدر مساحة الستارة في القماش الأسود وعرضه 3.30 أمتار، ومن ثم عمل ثلاث فتحات في القماش لتثبيت الستارة من تحت القماش، وأخيراً تم تثبيت الأطراف بحياكتها في القماش الأسود على الثوب.
يذكر أن كسوة الكعبة المشرفة تصنع من الحرير الطبيعي الخاص الذي يتم صبغه باللون الأسود، ويبلغ ارتفاع الثوب 14 مترا، ويوجد في الثلث الأعلى منه الحزام وعرضه 95 سنتمترا وبطول 47 مترا، ومكون من 16 قطعة محاطة بشكل مربع من الزخارف الإسلامية. كما توجد تحت الحزام آيات قرآنية مكتوب كل منها داخل إطار منفصل، ويوجد في الفواصل التي بينها شكل قنديل مكتوب عليه «يا حي يا قيوم»، «يا رحمن يا رحيم»، «الحمد الله رب العالمين»، ومطرز الحزام بتطريز بارز مغطى بسلك فضي مطلي بالذهب، ويحيط بالكعبة المشرفة بكاملها. وتشتمل الكسوة على ستارة باب الكعبة، ويطلق عليها البرقع، وهي منسوجة من الحرير بارتفاع ستة أمتار ونصف، وبعرض ثلاثة أمتار ونصف، مكتوب عليها آيات قرآنية ومزخرفة بزخارف إسلامية مطرزة تطريزا بارزا مغطى بأسلاك الفضة المطلية بالذهب.
وتتكون الكسوة من 5 قطع تغطى كل قطعة وجها من أوجه الكعبة المشرفة والقطعة الخامسة هي الستارة التي توضع على باب الكعبة، ويتم توصيل هذه القطع مع بعضها البعض.
وتمر صناعة الكسوة بعدة مراحل هي مرحلة الصباغة التي يتم فيها صباغة الحرير الخام المستورد على هيئة شلل باللون الأسود أو الأحمر أو الأخضر ومرحلة النسيج، ويتم فيها تحويل هذا الشلل المصبوغة أما إلى قماش حرير سادة ليطبع ثم يطرز عليه الحزام أو الستارة أو إلى قماش حرير جاكارد المكون لقماش الكسوة ومرحلة الطباعة، ويتم فيها طباعة جميع الخطوط والزخارف الموجودة بالحزام أو الستارة على القماش بطريقة السلك سكرين، وذلك تمهيداً لتطريزها ومرحلة التجميع، ويتم فيها تجميع قماش الجاكارد لتشكل جوانب الكسوة الأربعة، ثم تثبت عليه قطع الحزام والستارة تمهيداً لتركيبها فوق الكعبة المشرفة.
وتتم هذه المراحل في جميع أقسام المجمع المتمثلة في أقسام الحزام والنسيج اليدوي والنسيج الآلي والطباعة والأعلام والستارة والصباغة، ويعمل بها أكثر من مائتي موظف من الكوادر السعودية المؤهلة والمدربة على هذه الصناعة المميزة.
وينتج المجمع الكسوة الخارجية والداخلية للكعبة المشرفة، إضافة إلى الأعلام والقطع التي تقوم الدولة بإهدائها لكبار الشخصيات.
كسوة جديدة للكعبة المشرفة
منسوجة من الحرير الطبيعي المصبوغ باللون الأسود يصل ارتفاعها لـ14 متراً
كسوة جديدة للكعبة المشرفة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة