سليم الترك لـ«الشرق الأوسط»: دخولي المسرح خطوة إلى الأمام

«آي فيل غود» تنقل المخرج اللبناني إلى الخشبة بعد السينما والفيديو كليب

تعاون الترك مع هيفاء وهبي (سليم الترك)
تعاون الترك مع هيفاء وهبي (سليم الترك)
TT
20

سليم الترك لـ«الشرق الأوسط»: دخولي المسرح خطوة إلى الأمام

تعاون الترك مع هيفاء وهبي (سليم الترك)
تعاون الترك مع هيفاء وهبي (سليم الترك)

نحو 27 سنة أمضاها المخرج سليم الترك في تصوير كليبات الأغاني، وتعاونت معه كوكبة من نجوم الفن اللبناني والعربي، وترك بصمته على أعمال لإليسا، وهيفاء وهبي، ولطيفة التونسية، وفارس كرم، وأصالة وغيرهم. كما كانت له تجربته السينمائية «ماي لاست فالنتاين».

اليوم يشدّ سليم الترك رحاله لينتقل إلى عالم المسرح في عمل يحمل اسم «آي فيل غود»، يقدم خلاله مغامرات حقيقية عاشها. كما تتضمن المسرحية مواقف وتجارب خبرها شخصياً ورغب في إخبارها للناس عبر الخشبة. ويلعب المخرج على اسم العمل بالإنجليزية، إذ يحضر الفيل في المسرحية، ليروي الترك حادثة حصلت معه في الهند.

وبدءاً من 21 فبراير (شباط) لغاية 10 مارس (آذار) تُعرض المسرحية على خشبة «مسرح المدينة» في بيروت. وهي من تأليف وتمثيل وإخراج سليم الترك.

ويوضح لـ«الشرق الأوسط»: «إنها مسرحية كوميدية اجتماعية تتحدث عن مغامرات حقيقية خضتها في مشواري الإخراجي. لا أفشي أسراراً أو أتحدث عن فضائح، إنما أقف فيها على المسرح لنحو ساعة كحكواتي من العصر الحديث. مسرحية فيها تحفيز نحو التغيير والثورة، يخرج مُشاهدها متأثراً بموضوعاتها، كأنه شاهد للتوّ عملية تفجير من نوع آخر. فما يعيشه قبل المسرحية ليس شبيهاً، بما بعدها».

مع الفنان الكويتي نبيل شعيل (سليم الترك)
مع الفنان الكويتي نبيل شعيل (سليم الترك)

خطوة التحول إلى المسرح لا يرى فيها الترك مجازفة أو خطورة. «إنها خطوة إلى الأمام لا سيما أن المسرح هو (أبو الفنون)، حيث يجمع هذا العمل الإخراج والتمثيل والموسيقى والإضاءة. على المسرح يمكن أن نلجأ إلى تعديل في النص في اللحظة نفسها حسب ردود فعل الناس. أجد بذلك قوة مضاعفة 10 مرات أكثر. فجمهور المسرح يتذوّق العمل بتفاصيله من دون (فوشار) وقرمشة (تشيبس) وما إلى هنالك من أمور ترافق العروض السينمائية. فيكون للعمل وقعه على الفنان والناس أهم بكثير من فيلم سينمائي أو عمل تلفزيوني».

يرى سليم الترك أن الفن هو أكثر مهنة جرى الاعتداء عليها. فالدخلاء كانوا كثراً من مؤثرين وهواة وغيرهم. وصار بإمكان أي شخص أن يغنّي ويُخرج أغنية وأن يمثل أيضاً. أما عن عالم الفيديو كليب فله رأيه الخاص، «مصلحة تراجعت كثيراً. لا أتكلم من هذا المنطلق على صعيد شخصي. فجميع المخرجين وأنا منهم نلمس الأمر نفسه. وهذا التراجع أعاد الكليب إلى زمن المطربة والشجرة وما يذكّرنا في بداياته. حرام ما يحصل على هذا الصعيد، ولا أسميه تراجعاً بل هو تدهور. فالمغني بات يكتفي بذلك والأهم عنده أن ينتشر الكليب على (تيك توك). أصف الأمر بالاستسهال مقابل ما كنا ننجزه في السابق».

الترك مع إليسا (سليم الترك)
الترك مع إليسا (سليم الترك)

كل شيء تغير في رأي الترك، فالزمن الذي نعيشه اليوم لا يشبه أبداً ما عشناه سابقاً. وهذا الأمر ينسحب أيضاً على الساحة الفنية، يقول: «أطلق على زمننا اليوم (زمن البيجاما). جميعنا نعيش بقلق ونبقى متيقظين وحاضرين للهروب من كارثة ما قد تقع؛ حرب من هنا، وهزة أرضية من هناك، وجائحة وأزمات متلاحقة جعلت الناس في توتر مستمر. ومن ناحية ثانية أرى الإنسانية تتراجع. الجميع يقدم مصلحته على أي مصلحة جماعية. وصار العنوان العريض السائد اليوم (يا ربي نفسي)».

حتى المآسي في رأي الترك باتت تُستغل في الفن، وهذا أمر أفقدها معانيها الإنسانية الحقيقية؛ «في الماضي القريب كان كل شيء يُعطَى حقه في ظل قيم ومبادئ نتمسك بها. فالناس كانوا من طينة أفضل واهتماماتهم ليست سطحية. من قبل كان صوت عبد الحليم حافظ يحرّك المشاعر والأحاسيس. اليوم صارت عبارات تُردَّد على الـ(تيك توك) لا معنى لها يفضلونها ويكررونها بدورهم. وباختصار هناك تدهور للذوق العام، والتسطيح بالفن صار عنواناً. فأسلحة الفنان من كاميرا وفن حقيقيين أصبحت شبيهة تماماً بتلك الحربية المتفلتة. فهي موجودة عند أي شخص ويمكنه أن يُشهرها علينا بمناسبة أو من دونها عبر وسائل التواصل الاجتماعي».


مقالات ذات صلة

اللبنانية سابين من لوس أنجليس: الكوميديا أبعدُ من ضحكة

يوميات الشرق تُغيّب سابين السياسة والإيحاء المبتذل عن الكوميديا التي تقدّم (صور الفنانة)

اللبنانية سابين من لوس أنجليس: الكوميديا أبعدُ من ضحكة

تصوَّرت اللبنانية سابين نفسها على مسارح، أو أنّ اسمها سيترك وَقْعاً في شباب العمر. مع ذلك، تخصَّصت في تنظيم الأعراس، ونجحت في اعتمادها مهنتها.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق ستحتضن أكاديمية الفنون عروضاً متنوعة في المهرجان (أكاديمية الفنون)

مهرجان «الفضاءات المسرحية» يراهن على اكتشاف المواهب بمصر

يراهن مهرجان «الفضاءات المسرحية» الذي تنظمه «أكاديمية الفنون» المصرية خلال شهر أبريل المقبل على اكتشاف المواهب الشابة

أحمد عدلي (القاهرة)
يوميات الشرق بوستر فيلم «أن تقرأ لوليتا في طهران»

نينا كافاني تقرأ «لوليتا» في طهران وتشوِّق الفرنسيين لمُشاهدة أشهر كتب آذر نفيسي

تقف نينا على المسرح منفردةً لتروي وقائع طفولتها ومراهقتها في بلد يحكُمه المتشدّدون. كما تحكي مسيرتها في بلد المنفى، ومعنى أن تنتقل من فضاء مُغلق لتصبح فنانة...

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق «ميديا» المأساة اليونانية الأكثر شيوعاً في القرن الـ20 (صور المخرج)

«ميديا» الأسطورة الإغريقية بنسخة لبنانية على «مسرح مونو»

تروي «ميديا» قصة امرأة وهبت حياتها وحبّها لزوجها ياسون، لكنه يخذلها ويتخلّى عنها من أجل امرأة أصغر سناً، فتُواجه صدمة الخيانة والعزلة...

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق جوزيف وزينة السجن جمعهما والغربة وحدتهما (الشرق الأوسط)

«اللي شبكنا يخلّصنا»... جرعة درامية للشفاء الجماعي 

مسرحية «اللي شبكنا يخلّصنا» لزينة دكاش تأخذك في رحلة فريدة من نوعها، تُهدئ من روعك وتلطّف أفكارك، ممّا ينعكس إيجاباً على مزاجك.

فيفيان حداد (بيروت)

السينما المستقلة تسطع في ليلة الأوسكار

شون بيكر يحمل أربع جوائز أوسكار نالها شخصيا عن فيلمه "أنورا" (أ.ب)
شون بيكر يحمل أربع جوائز أوسكار نالها شخصيا عن فيلمه "أنورا" (أ.ب)
TT
20

السينما المستقلة تسطع في ليلة الأوسكار

شون بيكر يحمل أربع جوائز أوسكار نالها شخصيا عن فيلمه "أنورا" (أ.ب)
شون بيكر يحمل أربع جوائز أوسكار نالها شخصيا عن فيلمه "أنورا" (أ.ب)

سطعت السينما المستقلة في ليلة الأوسكار بهوليوود وخرج «أنورا» بجائزة أفضل فيلم، تاركاً الأفلام التسعة الأخرى، من بينها منافِسه الأشد «ذَا بروتاليست»، في حسرة.

ولم يَفُز فيلم شون بيكر، صانع الأفلام المستقل، بأوسكار أفضل فيلم فحسب، بل خطف جوائز أفضل مخرج (بيكر)، وأفضل سيناريو أصلي، وأفضل توليف (مونتاج) وكان المخرج قد كتب السيناريو وولّفه، وشارك في إنتاج الفيلم، مما جعل فوزه رُباعياً. وفازت بطلة الفيلم ميكي ماديسون بجائزة أفضل ممثلة.

وكانت فلسطين حاضرة بفيلم «لا أرض أخرى» من إخراج الفلسطينيين باسل عدرا وحمدان بلال، والإسرائيليين يوڤال إبراهيم وراشيل سزور. الفيلم، الذي نال جائزة أفضل وثائقي، مناهض للسياسة الإسرائيلية والحرب التي تشنُّها على قطاع غزة. ونال أدريان برودي الأوسكار عن دوره الأول في «ذا بروتاليست».