معرض «سينمائي» يدمج فنون الشرق والغرب في الرياض

الفنانتان إيمي روز ومي عبد الله لـ«الشرق الأوسط»: جُلْنا دول العالم... والسعودية محطة هامة

عمل «حلم الهروب» يشارك في المعرض (الشرق الأوسط)
عمل «حلم الهروب» يشارك في المعرض (الشرق الأوسط)
TT
20

معرض «سينمائي» يدمج فنون الشرق والغرب في الرياض

عمل «حلم الهروب» يشارك في المعرض (الشرق الأوسط)
عمل «حلم الهروب» يشارك في المعرض (الشرق الأوسط)

أشكال السينما لا تقتصر على الأفلام المعروضة في المهرجانات وشباك التذاكر، بل لها عوالم أخرى استلهم منها صُناع أفلام لتشكيل أعمال فنية بتقنيات مبتكرة، يقدمها المعرض السينمائي المصاحب لمؤتمر النقد السينمائي، الذي تنظمه هيئة الأفلام في الرياض، ويجمع أعمال وتجارب فنانين من الشرق والغرب، قدموها في أعمال سينمائية مبتكرة تدمج ما بين الفنون والتاريخ والسيكولوجيا.

يبدأ المعرض بـ«المصادم»، وهو فيلم تفاعلي صدر عام 2019 قامت بتأليفه وإخراجه الفنانتان مي عبد الله وإيمي روز، ويروي قصة شخصين يقومان باستخدام جهاز الواقع الافتراضي، ومهمة الجهاز هي تحديد القوة غير المرئية التي تربط بين الناس؛ حيث يتحكم الشخصان في الرحلة داخل تصميم حركي يؤثر في المشهد الذي يُعْرَض داخل قلب الجهاز.

عمل «المصادم» من داخل الغرفة التي ابتكرتها الفنانتان (الشرق الأوسط)
عمل «المصادم» من داخل الغرفة التي ابتكرتها الفنانتان (الشرق الأوسط)

أبعاد النفس البشرية في «المصادم»

الفنانه إيمي روز أوضحت في حديث لها مع لـ«الشرق الأوسط» أن هذا العمل يأتي بعد إنشائها مع شريكتها مي عبد الله استوديو «أناجرام»، عام 2013، ويرتكز بشكل كبير على خلفيتهما في صناعة الأفلام الوثائقية، وأضافت: «أردنا أن نكون مبدعتين في استخدام طرق التعبير وسرد القصص الحياتية، ونقلنا مشاريعنا إلى مواقع عدة حول العالم، مثل نيويورك والصين... وغيرها، واليوم نصل إلى الرياض للمرة الأولى التي نعدها محطة هامة؛ متشوقين لها».

وكشفت روز أن رحلة العمل على «المصادم» استغرقت نحو 5 سنوات، وتابعت قائلة: «أصبحت تقنية الواقع الافتراضي شائعة على مستوى العالم، وهو ما يرتكز عليه هذا العمل، حيث يتشارك طرفان، أحدهما متحكم والآخر تابع، ومن هنا ينشأ صراع ذاتي خفي، فهل يسيطر أحدهما على الآخر؟ أم يعملان معاً لابتكار شيء جميل»، وهنا تشاركها مي عبد الله الحديث في التأكيد على أن عملهما الفني يعيد الإنسان إلى الداخل.

⁨الفنانتان إيمي روز ومي عبد الله تشاهدان الشاشة في جلسة حوارية لهما في الرياض (الشرق الأوسط)⁩
⁨الفنانتان إيمي روز ومي عبد الله تشاهدان الشاشة في جلسة حوارية لهما في الرياض (الشرق الأوسط)⁩

وفي تجربة «الشرق الأوسط» لهذه الرحلة الافتراضية العجيبة من نوعها، يتضح من المواد المستخدمة في العمل أنها تحاكي الأدوات المنزلية الدارجة، ليشعر المتلقي كأنه داخل مكان يألفه، ومن ثم يصل إلى الإحساس بالأريحية في التفاعل الفني مع العمل الذي يوجهه صوتياً عبر سماعة وذبذبات ترافقه على مدى نصف ساعة تقريباً.

الإرث السينمائي للقرن الماضي

ومن أهم الأعمال المشاركة في المعرض «كتاب الصورة» للمخرج الفرنسي - السويسري جان لوك غودار، الذي توفي العالم الماضي، بعد أن اشتهر بابتكاره الأسلوبي الذي تجاوز تقاليد سينما هوليوود، وهذا العمل هو فيلم وثائقي من إخراجه، صدر عام 2018، يجمع فيه غودار قطعاً ومقاطع من بعض أعظم أفلام الماضي، ومن ثم قام بتحويلها رقمياً وتبييضها وغسلها ليقدم فهماً موسوعياً للسينما وتاريخها.

كما يتأمل الفيلم أيضاً مفهوم الزمان والمكان وموقع المعنى، ولكن يركز بشكل أكبر على الصورة نفسها، وهو الهوس الذي يعتمد عليه الفيلم، بحيث يستكشف أيضاً موضوع الإرث الرهيب للقرن الماضي، والأحداث الساخنة بما في ذلك أحداث هيروشيما ومعسكر أوشفيتس التي تزامنت مع تاريخ السينما، لكنها لا تزال صعبة الفهم بطريقة أو بأخرى. كما يستعرض الفيلم استشراق الثقافة العربية والعالم العربي بشكل مؤثر، وهذا يضع الفيلم في سياق القرن الحالي إلى حد كبير.

ما بين الحلم واليقظة

إضافة إلى ذلك يضم المعرض عملاً تفاعلياً آخر وهو «حلم الهروب»، المتمثل في فيلم صدر عام 2021 من تأليف المخرجة لايا كابريرا والفنانة البصرية إيزابيل دوفيرجر. ويقدم هذا الفيلم تجربة تفاعلية غامرة تركز على اكتشاف الجوانب السريالية للأحلام. وفي هذه الرحلة، يتلاشى الحد بين العالم المادي والعالم الرقمي وبين الواقعية والخيال، كما يتناول الفيلم مفهوم الحلم الواضح، وهي الحالة التي ندرك فيها أننا نحلم ونستطيع التحكم في الأحلام والسيطرة على أفكارنا ورغباتنا، ومن هنا يأتي السؤال: هل نحن مستيقظون أم نائمون في أحلامنا؟

عمل الفنانة الكويتية هيا الغانم عن النواخذة الكويتيين (الشرق الأوسط)
عمل الفنانة الكويتية هيا الغانم عن النواخذة الكويتيين (الشرق الأوسط)

تاريخ بحّارة الخليج

من الكويت، تقدم الفنانة هيا الغانم عملها «نوخذاوين طبّعوا مركب» الصادر عام 2023، وهو عمل يستخدم تكنولوجيا الفيديو ذات الثلاث قنوات وتصل مدته إلى 5 دقائق و20 ثانية. ويستند الفيلم إلى المثل الشهير في المجتمعات البحرية في الكويت «نوخذاوين طبّعوا مركب»، والذي يعني أنه إذا حاول أكثر من قبطان التحكم في السفينة، فستتعرض للخراب.

واللافت أن الغانم استخدمت في الفيلم مشاهد أرشيفية رقمية التُقطت بواسطة التلفزيون الكويتي في الفترة من عام 1961 إلى عام 1979، بالإضافة إلى مقطع فيديو صورته مؤخراً لاستكشاف علاقة المجتمع بالبحر، يجري فيه عرض المواد على شاشات متعددة لخلق قصيدة مرئية تعطي سياقاً عاطفياً للروايات التاريخية، وتقدم استخدامات جديدة للأرشيف، وقد صدر الفيلم بالتعاون مع وزارة الإعلام في دولة الكويت.

خيالات سينمائية بتقنيات مبتكرة

ليس هذا كل شيء، فهناك أعمال فنية مذهلة أخرى يضمها المعرض، منها على سبيل المثال فيلم «كوبو يجول المدينة» للفنانة هايون كوون التي تمتلك خبرة في مجال الواقع الافتراضي. إضافة إلى العمل الفني القصير «راقصة التوصيل» للفنانة أيونج كيم، في حين يوجد العمل الفني البديع «صوت الساحرة» للفنانة السيريلانكية - البيروفية هارشيني جيه كاروناراتني الذي يبحث ظهور واختفاء أساطير حوريات وجنيات البحر بوصفها وسيلة لاستكشاف الأجسام الهجينة في ضوء التقنيات التكنولوجية والتطورات البشرية الجديدة،

وفي منطقة فنية مختلفة توجد «أفلام السفر: مشاهد من ﻏﺮﺏ ﺁﺳﻴﺎ وشمال ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ» وهي مجموعة من الأفلام القصيرة أُنتجت بواسطة صانعي أفلام غربيين في تركيا ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بداية القرن العشرين وأوائل القرن الحادي والعشرين، وتغطي مجموعة واسعة من المواقع والموضوعات، بما في ذلك إسطنبول ودمشق وطرابلس ومراكش، وتتميز بمجموعة رائعة من الألوان الأصلية التي كانت تعد موضة فريدة وغير معروفة للسينما في تلك الفترة.


مقالات ذات صلة

الحديقة الإسلامية المعاصرة في بينالي جدة... ما بين أزهار غزة وعين عذارى

يوميات الشرق جانب من قسم "المظلة" في بينالي الفنون الإسلامية بجدة (تصوير ماركو كابيليتي-مؤسسة بينالي الدرعية) play-circle 03:09

الحديقة الإسلامية المعاصرة في بينالي جدة... ما بين أزهار غزة وعين عذارى

حاول كل فنان من المعروضة أعمالهم في قسم «المظلة» استكشاف علاقة الإنسان بالأرض والسماء، وهو استجابة لعنوان البينالي في هذه الدورة «وما بينهما».

عبير مشخص (جدة)
يوميات الشرق لوحة غير معروف صاحبها (إدارة المعرض)

معرض تشكيلي مصري يحتفي بتجارب «فنانين منسيين»

من خلال معرض «من؟ متى؟» الذي يحتضنه غاليري «ليوان» بالقاهرة نتعمق في تجارب فنية متميزة لأسماء ربما نسمعها لأول مرة.

نادية عبد الحليم (القاهرة )
يوميات الشرق الشخصيات آسرة بأشكالها وتوظيفها تسرد جَمْعه المذهل بين الخرافة والحقيقة (فيسبوك)

وائل شوقي يُبدِّد غموض العالم بجَمْعه المذهل بين الخرافة والحقيقة

هذا فيلم وائل شوقي الأول حول تصوّرات مبنية على الأساطير الإغريقية؛ عبره يطرح مفهوم نشأة الكون من وجهة نظرها، حيث البداية من الصمت قبل تحوّله إلى فوضى.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق «حفارات النفط» عمل للفنانة الإيطالية سيمونا غلورياني (مؤسسة أرتوداي)

«ألوان النيل والتيبر»... حوار عابر للقارات بين فناني مصر وإيطاليا

رغم أن نهري النيل والتيبر لا يلتقيان جغرافياً، فإنهما يجتمعان فنياً في الوقت الحالي، عبر معرض تشكيلي في القاهرة.

محمد عجم (القاهرة )
يوميات الشرق جانب من أغلفة وصور مجلة المصوّر في المعرض (مجلة المصور)

مئوية «المُصوّر» تفتح نافذة على ذاكرة الصحافة المصرية

تبدو كل صورة في المعرض كأنها تفتح كادراً واسعاً على التاريخ والحكايات السياسية والاجتماعية والفنية.

منى أبو النصر (القاهرة)

منذ 84 عاماً... معمَّران يحطمان الرقم القياسي لأطول زواج في التاريخ

ماريا دي سوزا دينو (101 عام) ومانويل أنجيليم دينو (105 أعوام) معاً منذ 84 عاماً محطمين بذلك الرقم القياسي العالمي السابق في موسوعة «غينيس»... (وسائل إعلام محلية)
ماريا دي سوزا دينو (101 عام) ومانويل أنجيليم دينو (105 أعوام) معاً منذ 84 عاماً محطمين بذلك الرقم القياسي العالمي السابق في موسوعة «غينيس»... (وسائل إعلام محلية)
TT
20

منذ 84 عاماً... معمَّران يحطمان الرقم القياسي لأطول زواج في التاريخ

ماريا دي سوزا دينو (101 عام) ومانويل أنجيليم دينو (105 أعوام) معاً منذ 84 عاماً محطمين بذلك الرقم القياسي العالمي السابق في موسوعة «غينيس»... (وسائل إعلام محلية)
ماريا دي سوزا دينو (101 عام) ومانويل أنجيليم دينو (105 أعوام) معاً منذ 84 عاماً محطمين بذلك الرقم القياسي العالمي السابق في موسوعة «غينيس»... (وسائل إعلام محلية)

حطَّم معمِّران يبلغان من العمر أكثر من 100 عام الرقم القياسي العالمي لموسوعة «غينيس» لأطول زواج بين زوجين على قيد الحياة.

التقى مانويل أنجيليم دينو (105 أعوام)، ماريا دي سوزا دينو (101 عام) لأول مرة في أثناء جمع الحلوى في البرازيل عام 1936، ثم التقيا مرة أخرى عام 1940، وفق ما ذكر موقع LongeviQuest، وهي قاعدة بيانات عن حياة المعمرين في العالم.

وعندما اجتمع الزوجان مرة أخرى، قال مانويل إنه وقع في الحب من النظرة الأولى. وأعلن عن مشاعره لماريا، التي شعرت بنفس الشيء. والآن أصبح الزوجان متزوجين بسعادة منذ 84 عاماً و85 يوماً.

لم تكن والدة ماريا توافق علي ارتباط الزوجين في البداية، ولكن سرعان ما نال مانويل رضاها بعد بناء منزل لنفسه وماريا وعائلتهما المستقبلية، وفق ما ذكر تقرير لشبكة «فوكس نيوز» الأميركية.

وفي هذا الوقت من عام 1940 اندلعت الحرب العالمية الثانية في أوروبا، وفي البرازيل قام الزوجان بزراعة التبغ لإعالة أطفالهما الثلاثة عشر.

واليوم، وصل أعضاء عائلة الزوجين إلى 55 حفيداً و54 من أبناء الأحفاد و12 من أبناء أبناء الأحفاد.

يقضي الزوجان وقتهما الآن في المنزل مستمتعين بالحياة التي بنوها.

وبسبب سنه، يقضي مانويل معظم وقته في الراحة. ومع ذلك، فإنه يقضي بعض الوقت مع زوجته في غرفة المعيشة، حيث يستمعان إلى الراديو، وعندما سُئِلت ماريا عن سر زواجهما الطويل، قالت ببساطة: «الحب. وهذا شيء لا يمكن حتى لأجهزة الكمبيوتر الأكثر تقدماً حسابه».

يُذكر أن الرقم القياسي السابق لأقدم زوجين، كان مسجلاً باسم زوجين أمريكيين، هربرت فيشر، الذي وُلد عام 1905، وزلمايرا فيشر، التي وُلدت عام 1907. وظلا معاً لمدة 86 عاماً و290 يوماً حتى توفي هربرت في 27 فبراير (شباط) 2011، وفقاً لموسوعة «غينيس».

وأطول زواج مسجل على الإطلاق يعود إلى ديفيد جاكوب هيلر، الذي وُلد عام 1789، وسارة ديفي هيلر، التي وُلدت عام 1792، بعد أن عقدا قرانهما في كندا عام 1809، واستمر اتحادهما لمدة لا تصدق لـ88 عاماً و349 يوماً حتى توفيت سارة عام 1898، وفقاً لموسوعة «غينيس».