مهرجان عمّان السينمائي يناقش «الذكاء الاصطناعي» وأخلاقيات المهنة

الأميرة ريم علي لـ«الشرق الأوسط»: المهرجان صار منصة لصناعة المحتوى السينمائي

يحمل «مهرجان عمّان السينمائي الدولي - أول فيلم» في دورته الرابعة شعار «حكايات وبدايات» (AIFF)
يحمل «مهرجان عمّان السينمائي الدولي - أول فيلم» في دورته الرابعة شعار «حكايات وبدايات» (AIFF)
TT

مهرجان عمّان السينمائي يناقش «الذكاء الاصطناعي» وأخلاقيات المهنة

يحمل «مهرجان عمّان السينمائي الدولي - أول فيلم» في دورته الرابعة شعار «حكايات وبدايات» (AIFF)
يحمل «مهرجان عمّان السينمائي الدولي - أول فيلم» في دورته الرابعة شعار «حكايات وبدايات» (AIFF)

ينطلق مهرجان عمّان السينمائي الدولي بنسخته الرابعة في 15 أغسطس (آب) الحالي، وفي جعبته 56 فيلماً من إنتاج 2022 و2023 تشمل أفلاماً روائية ووثائقية عربية ودولية. تضيء رئيسة المهرجان والمؤسِسة المشارِكة فيه الأميرة ريم علي في حديث مع «الشرق الأوسط» على خصوصيته، لافتةً إلى أنه الوحيد من بين مهرجانات المنطقة الذي يكرّس فعالياته للتجارب السينمائية الأولى.

يحتفي المهرجان بأول الأفلام بالنسبة إلى مخرجيها، وكتّابها، أو ممثّليها الرئيسيين. توضح علي أن «التركيز على الإنجازات التي تحققت لأول مرة لا يعني بالضرورة أن المهرجان مخصص لصانعي الأفلام الشباب. ننسى أحياناً أنه يمكن للشخص أن يبدأ بتحقيق شغفه بعد الخمسين أو الستّين أو حتى أكثر من ذلك»، والدليل على ذلك أن بعض الأعمال الأولى المشارِكة هذا الموسم، هي لمخرجين تخطّوا الـ50 عاماً.

كان مخاض مهرجان عمّان السينمائي عسيراً، فهو خرج إلى الضوء من قلب عتمة جائحة «كورونا». عندما تعود الأميرة ريم بالذاكرة إلى النسخة الأولى عام 2020، تحاول التركيز على النصف الممتلئ من المهرجان: «لن أنسى لحظة الافتتاح أبداً. كان العالم في حالة جمود لكننا كنّا هناك، نعرض الأفلام المتنافسة على الشاشة الفضية، والناس يتابعون من أمام سياراتهم على طريقة الـ(drive-in) سينما».

الأميرة ريم علي رئيسة مهرجان عمّان السينمائي الدولي (AIFF)

رغم المساحة التي يفردها المهرجان للسينما العالمية، فإنّ التركيز الأكبر يبقى على الأفلام العربية التي تتنافس ضمن 3 فئات على جائزة «السوسنة السوداء» وهي: أفضل فيلم روائي طويل، وأفضل وثائقي طويل، وأفضل وثائقي قصير. وفق مديرة المهرجان ندى دوماني، فإنّ الأسبوع الذي يمتدّ خلاله الحدث، حافلٌ بالأنشطة المستحدثة.

تقول دوماني لـ«الشرق الأوسط» إنه، إضافةً إلى عروض الأفلام والنقاشات بين الجمهور والمخرجين، سيشهد المهرجان ورشات عمل وندوات يتمحور معظمها حول قضيتَين أساسيتَين هما الأخلاقيات في صناعة الأفلام الوثائقية، و«الذكاء الاصطناعي» في عالم السينما. ومن ضمن الأنشطة الموازية كذلك، منصات لتسويق المشروعات السينمائية، و«موعد مع السينما الفرنسية - العربية» من خلال عرض أول لأعمال من إنتاج عربي - فرنسي مشترك.

تلفت دوماني إلى أن «جديد هذا العام هو المجلس الاستشاري الخاص بالمهرجان الذي يضم عدداً من كبار الصنّاع السينمائيين، على رأسهم المخرج العالمي ريدلي سكوت». تُضاف إلى المكافآت هذه السنة كذلك، جائزة «فيبريسكي (Fipresci)»، وهي جائزة النقّاد الدوليين التي تُمنح في أكبر المهرجانات مثل «كان» و«برلين»، وتقدّمها مجموعة من النقّاد السينمائيين المعتمَدين لدى اتّحاد النقّاد الدوليين.

مديرة مهرجان عمّان السينمائي الدولي ندى دوماني (AIFF)

بات المهرجان جزءاً أساسياً من المشهديّة الفنية في العاصمة الأردنية، وتقول علي في هذا السياق إن «المهرجان خلق ضجّة ثقافية في المدينة. رغم أنه متوسط الحجم فإنه مصمّم بعناية، ما يتيح كثيراً من فرص التواصل».

تفتخر زوجة الأمير علي بن الحسين بالروابط الصلبة التي نشأت بين صنّاع الأفلام على مدى مواسم المهرجان، وبأنه تحوّل إلى منصة لصناعة المحتوى وليس لإطلاقه فحسب، «حتى إن فيلماً وُلد داخل المهرجان، بعد أن التقى صنّاعه هنا وقرروا إنجاز عمل مشترك»، تقول بسرور. وتضيف أن بعض الأفلام التي دعمتها «أيام صناعة الأفلام في عمّان»، أبصرت النور وهي نافست أو ستنافس دولياً.

إضافةً إلى ذلك، فإن اللجان التحكيمية تستقطب أسماء بارزة من عالم السينما. ومن بين الحكّام هذه السنة الممثل الأردني إياد نصار الذي اشتهر في عدد كبير من الأفلام والمسلسلات العربية، المصرية منها تحديداً. ومن بين الحكّام، المنتج الإسباني الحائز «أوسكار» عام 1992 أندريس فيسنتي غوميز، والمخرجة التونسية رجاء عماري، والممثلة ومقدمة البرامج المصرية بشرى رزة، وغيرهم.

المخرج ريدلي سكوت عضو المجلس الاستشاري للمهرجان والممثل إياد نصار عضو اللجنة التحكيمية (AIFF)

على مرّ مواسم المهرجان، شهدت الأميرة ريم علي لغة جديدة في السينما العربية، ومزيداً من القصص الساحرة والآسرة والجريئة. تلفت إلى أنه «على الرغم من كون معظم الأفلام المشاركة في مهرجان عمّان أنجزَها مخرجون في تجربة هي الأولى لهم، فإنهم فازوا خلال السنوات القليلة الماضية بجوائز في المهرجانات الكبرى، حيث تنافسوا مع مخرجين أكثر خبرةً».

تلاقي دوماني رأي علي لتعلن: «أظن أننا اتّخذنا القرار الصائب بالتركيز على أول الأفلام، فنحن متفاجئون بنوعيّة تلك الأفلام الحديثة وبكفاءة صنّاعها». وتضيف: «نحن فعلاً أردنا خصوصية لهذا المهرجان، لا أن يكون مجرّد مهرجان إضافي على لائحة المهرجانات السينمائية في المنطقة. ثم إن السينما الأردنية حديثة العهد وشابّة، فكان لا بدّ من بصمة وهويّة تعكسان ذلك».

جائزة «السوسنة السوداء» التي تُمنح للفائزين مستوحاة من زهرة الأردن الوطنية (AIFF)

تتخلّل المهرجان «إضاءة على السينما الأردنية» من خلال عروض لأفلام أردنية قصيرة غير مؤهلة للمنافسة؛ لأنها ليست العمل الأول بالنسبة لصنّاعها. وتشير علي في هذا السياق إلى أنه «من المهم جداً عرض الأفلام التي من المحتمل ألا تصل أبداً إلى المسارح التجارية، وذلك بهدف تشجيع الإنتاج المحلي وتطوير جودة الأفلام.» وتشرح كيف أن إنشاء الهيئة الملكيّة للأفلام قبل 20 عاماً من قبل الأمير علي بن الحسين أسهم في تنمية الإنتاج المحلي، ليبلغ ذروته مع ولادة مهرجان عمّان السينمائي.

يحمل المهرجان هذا العام شعار «حكايات وبدايات»، انطلاقاً من كونه «يساعد حقاً في فتح نافذة على رواياتنا المحلية والإقليمية، ويسمح لثقافة السينما بأن تكون متاحة على نطاق واسع في عمّان وحتى خارجها»، وفق تعبير علي.


مقالات ذات صلة

«الست» يفجر زخماً واسعاً بمصر حول حياة أم كلثوم

يوميات الشرق منى زكي وكريم عبد العزيز وعدد من صناع الفيلم في كواليس التصوير - حساب مراد على «فيسبوك»

«الست» يفجر زخماً واسعاً بمصر حول حياة أم كلثوم

فجر فيلم «الست» زخما واسعاً في مصر حول كواليس حياة أم كلثوم، بمراحلها المختلفة وعلاقاتها الشخصية بمن حولها من عائلتها وزملائها، بالإضافة إلى قصص حبها.

أحمد عدلي (القاهرة)
يوميات الشرق الفنان محمد بكري في لقطة مع أسرته من فيلم «اللي باقي منك» (الشركة المنتجة)

كيف تمكنت 4 أفلام عربية من الوصول لقائمة الأوسكار المختصرة؟

لعلها المرة الأولى التي تنجح فيها 4 أفلام عربية في الوصول لـ«القائمة المختصرة» بترشيحات الأوسكار لأفضل فيلم دولي، وهو ما اعتبره سينمائيون عرب إنجازاً كبيراً.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق  نيفين مندور (صفحتها الرسمية في «فيسبوك»)

وفاة الفنانة المصرية نيفين مندور إثر حريق شبّ في منزلها

تُوفيت الفنانة المصرية نيفين مندور صباح اليوم (الأربعاء)، عن عمر يناهز 53 عاماً، وذلك إثر حريق مفاجئ شبّ في منزلها.

يسرا سلامة (القاهرة)
سينما الممثل معتز ملحيس وأمامه صورة الطفلة هند رجب في مشهد من الفيلم (أ.م.د.ب)

«صوت هند رجب»... من المهرجانات العالمية إلى السينما السعودية

منذ عرضه الأول في مهرجان البندقية السينمائي، وصولاً إلى عرضه الخاص في مهرجان البحر الأحمر السينمائي بجدة الأسبوع الماضي، أثار فيلم «صوت هند رجب» نقاشاً واسعاً.

إيمان الخطاف (الدمام)
لمسات الموضة المجوهرات كانت ضمن الحبكة السردية والبصرة للفيلم ونجحت أمينة غالي في تحقيق رؤية مروان حامد (عزة فهمي)

كيف صنعت مجوهرات عزة فهمي لغة فيلم أم كلثوم «الست»

دخول عزة فهمي عالم السينما ينسجم أولاً مع تاريخها في صناعة التراث وثانياً مع حركة عالمية لم تعد تكتفي برعاية المهرجانات أو الظهور على السجادة الحمراء.

جميلة حلفيشي (القاهرة)

البروفسور ماجد شرقي يحصد جائزة «نوابغ العرب» عن فئة العلوم الطبيعية

تسلط جائزة «نوابغ العرب» الضوء على قصص نجاح عباقرة مبدعين بارزين في تخصصاتهم (الشرق الأوسط)
تسلط جائزة «نوابغ العرب» الضوء على قصص نجاح عباقرة مبدعين بارزين في تخصصاتهم (الشرق الأوسط)
TT

البروفسور ماجد شرقي يحصد جائزة «نوابغ العرب» عن فئة العلوم الطبيعية

تسلط جائزة «نوابغ العرب» الضوء على قصص نجاح عباقرة مبدعين بارزين في تخصصاتهم (الشرق الأوسط)
تسلط جائزة «نوابغ العرب» الضوء على قصص نجاح عباقرة مبدعين بارزين في تخصصاتهم (الشرق الأوسط)

حصد البروفسور ماجد شرقي جائزة «نوابغ العرب 2025» عن فئة العلوم الطبيعية، تقديراً لإسهاماته في فهم تفاعلات الضوء مع المادة، وتطوير أدوات وتجارب مكّنت العلماء من رصد الحركة فائقة السرعة داخل الجزيئات والمواد على المستوى الذري بدقة غير مسبوقة.

وأكد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أن المساهمات العلمية والبحثية والإنجازات المعرفية العربية تمثل ركيزة أساسية في تقدّم المجتمعات البشرية، وأن العلوم كانت عبر العصور أحد أعمدة التقدم الحضاري في العالم العربي.

وقال في منشور على منصة «إكس» إن «الحضارات لا تعيش على أمجادها، بل تُجدّد مكانتها بعلمائها اليوم»، مهنئاً الفائز بصفته أستاذاً فخرياً في المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا.

وأشار محمد بن راشد إلى أن شرقي كرّس مسيرته لتطوير أدوات وتجارب مكّنت العلماء من مراقبة حركة الجزيئات والمواد بدقة «فيمتوثانية»، وأسهم في تطوير تقنيات الأشعة السينية فائقة السرعة، ونشر أكثر من 450 بحثاً علمياً، محققاً ما يزيد على 23 ألف استشهاد علمي عالمياً، ليعد من أبرز المؤثرين في مجالات المطيافية فائقة السرعة وعلوم المواد والطاقة. وأضاف أن الجائزة تؤكد أن الإبداع العلمي العربي ليس «حبيس الماضي»، بل يمتلك أسماءً حاضرة لا تقل أثراً وطموحاً.

البروفسور ماجد شرقي

وبحسب القائمين على «نوابغ العرب»، فإن أعمال شرقي فتحت مجالات تجريبية جديدة في الكيمياء والفيزياء وعلوم المواد والطاقة المتجددة، وأتاحت رصد ظواهر لم تكن قابلة للملاحظة بالأساليب التقليدية. كما أسهم في ابتكار أدوات بحثية حديثة، من بينها تقنيات الأشعة فوق البنفسجية ثنائية الأبعاد وثنائية الانكسار الدائري فائق السرعة، بما عزز قدرة الباحثين على دراسة الأنظمة الحيوية المعقدة والمواد الصلبة المتقدمة.

وتطرق البيان إلى أدواره الأكاديمية، من بينها مشاركاته في لجان علمية دولية، ورئاسته تحرير مجلة «الفيزياء الكيميائية» الصادرة عن «إلسفير»، وتأسيسه مجلة «الديناميكيات الهيكلية» التابعة للمعهد الأميركي للفيزياء، إضافة إلى تطويره مطياف الأشعة السينية فائق السرعة القادر على التقاط الإشارات آنياً بدقة عالية.

من جهته، أجرى محمد القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء رئيس اللجنة العليا لمبادرة «نوابغ العرب»، اتصالاً مرئياً مع شرقي أبلغه خلاله بالفوز، مشيداً بما قدمه من بحوث ودراسات باتت مرجعاً لآلاف الباحثين وطلاب الدراسات العليا حول العالم، ومؤكداً أن الجائزة تستهدف تكريم الرواد العرب وإبراز قصص نجاحهم بوصفهم قدوة ملهمة للأجيال الجديدة.


المسرح المصري يراهن على إعادة «العروض الناجحة» لاجتذاب الجمهور

مسرحية «كارمن» حصدت عدة جوائز (البيت الفني للمسرح)
مسرحية «كارمن» حصدت عدة جوائز (البيت الفني للمسرح)
TT

المسرح المصري يراهن على إعادة «العروض الناجحة» لاجتذاب الجمهور

مسرحية «كارمن» حصدت عدة جوائز (البيت الفني للمسرح)
مسرحية «كارمن» حصدت عدة جوائز (البيت الفني للمسرح)

يراهن المسرح المصري على إعادة تقديم العروض الناجحة لاجتذاب الجمهور من كل الفئات، وفي هذا الصدد أعلن البيت الفني للمسرح عن أسبوع حافل بالعروض في مسارح الدولة، من بينها «الملك لير» و«سجن النساء» و«كارمن» وهي عروض حققت نجاحات لافتة وحصدت جوائز بمهرجانات مصرية وعربية خلال الفترة الماضية.

ويستمر عرض رائعة ويليام شكسبير «الملك لير» على خشبة المسرح القومي بالعتبة (وسط القاهرة) بطولة يحيى الفخراني، ويشاركه البطولة طارق دسوقي، وحسن يوسف، وأحمد عثمان، وتامر الكاشف، وأمل عبد الله، وإيمان رجائي، ولقاء علي، وبسمة دويدار، وطارق شرف، ومحمد العزايزي، وعادل خلف، ومحمد حسن، والمسرحية تعتمد على ترجمة الدكتورة فاطمة موسى، وإخراج شادي سرور.

وسبق تقديم عرض «الملك لير» في عدة مواسم منذ عام 2001، وعزز حضوره في الحركة المسرحية العربية عبر اختياره كعرض الافتتاح في الدورة الـ26 من مهرجان أيام قرطاج المسرحية في تونس، التي أقيمت في الفترة من 22 إلى 29 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

ويسعى البيت الفني للمسرح إلى تقديم أنشطة مسرحية تعكس تنوع الحركة الفنية، حيث تتوزع العروض بين الكلاسيكيات العالمية والنصوص المعاصرة وعروض الأطفال، مشيراً، في بيان، الأربعاء، إلى حرصه على تقديم عروض جادة ومتنوعة تخاطب جميع الفئات العمرية.

وتقدم فرقة المسرح الحديث عرض «سجن النسا»، من تأليف فتحية العسال وإخراج يوسف مراد منير، وبطولة صفاء جلال، رباب طارق، شريهان الشاذلي، آية أبو زيد، عبير الطوخي، صافي فهمي، شريهان قطب، ليلى مراد، إيريني مجدي، ساندرا مُلقي، زينة قُطري، ولاء الجندي، إكرامي وزيري، مع بطولة غنائية للفنانة هبة سليمان.

وسبق تقديم العرض منذ موسم عيد الفطر الماضي، وحظي بقبول جماهيري كبير ورفع لافتة «كامل العدد»، وترشح العرض لحصد عدة جوائز في المهرجان القومي للمسرح، العام الحالي.

مسرحية «سجن النساء» يعاد تقديمها على مسرح السلام (البيت الفني للمسرح)

كما تشهد قاعة يوسف إدريس عرض «يمين في أول شمال» تأليف محمود جمال حديني، وإخراج عبد الله صابر، بطولة إيهاب محفوظ، أمنية حسن، عبد الله صابر، طارق راغب.

بينما تعرض مسرحية «كارمن» على مسرح الطليعة، وهي مأخوذة عن رواية بروسبير ميريميه، دراماتورج محمد علي إبراهيم، وتتناول حياة كارمن، الفتاة الغجرية المتمردة، وصراعها مع ثقافة المجتمع الإسباني القائمة على النظام والقانون. والعرض من بطولة ريم أحمد، وميدو عبد القادر، ومحمد حسيب، وعبد الرحمن جميل، وميار يحيى، ولمياء الخولي، وأحمد علاء، وعصام شرف الدين، وأحمد بدالي، إعداد موسيقي لحازم الكفراوي، استعراضات: سالي أحمد، وإخراج ناصر عبد المنعم، وحصد العرض عدة جوائز في المهرجان القومي للمسرح 2025.

ويرى الناقد الفني المصري، أحمد السماحي، أن «إعادة العروض الناجحة تقليد ثابت في المسرح المصري والعربي، خصوصاً أن عروض (الملك لير) و (كارمن) و(سجن النسا) وغيرها حققت نجاحات لافتة»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «هذه العروض متجددة وقادرة على جذب الجمهور، فقد شاهدت هذه العروض على فترات مختلفة، ووجدت أنها تجدد دماءها»، ولفت السماحي إلى أن هذه الأعمال الثلاثة تحديداً مأخوذة عن أعمال أدبية، وربما يكون هذا سر نجاحها لما تتضمنه من عمق، وعدّ إعادة هذه الأعمال «انتصاراً للقيمة الراقية وللجمهور الواعي وللأدب وقيمته الفنية العالية وحضوره على المسرح».

مسرحية «كارمن» حصدت عدة جوائز (البيت الفني للمسرح)

وضمن الأسبوع المسرحي، يقدم مسرح الغد عرض «حفلة الكاتشب» من إنتاج فرقة الغد، ضمن مشروع مدرسة العصفوري، تحت إشراف المخرج الكبير سمير العصفوري، وإخراج أحمد صبري. وهو من تأليف وأشعار محمد زناتي، بطولة بسمة شوقي، وفكري سليم، وضياء الدين زكريا، ووليد فوزي، ومحمد عشماوي، وياسمين أسامة.

وقال الناقد الفني المصري، أحمد سعد الدين عن إعادة هذه العروض: «أمر جيد تقديم عروض الريبرتوار أو المخزون المسرحي من الأعمال الناجحة فيذهب لها الجمهور وفقاً لنجاحها السابق». ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «على جانب آخر يحمل هذا الأمر نقطة سلبية لأنه يشير إلى عدم وجود أعمال جديدة، وهي أمر مهم يجب الانتباه له، فعلى المدى الطويل يجب أن نتوقف ونسأل عن الإنتاج المسرحي الجديد».

كما تقدم فرقة القاهرة للعرائس عرض «ذات الرداء الأحمر» على مسرح القاهرة للعرائس، والأداء الصوتي لإسعاد يونس وهالة فاخر، والبطولة على خشبة المسرح للفنانة ريم طارق، من تأليف وأشعار وليد كمال، وإخراج نادية الشويخ.

ويقدم المسرح القومي للأطفال عرض «عبور وانتصار» على خشبة مسرح متروبول، من تأليف وإخراج محمد الخولي، ويقدّم العرض رؤية وطنية للأطفال في إطار فني استعراضي.


حزن في الوسط الفني المصري لدراما رحيل بطلة «اللي بالي بالك»

الفنانة نيفين مندور (حسابها على «فيسبوك»)
الفنانة نيفين مندور (حسابها على «فيسبوك»)
TT

حزن في الوسط الفني المصري لدراما رحيل بطلة «اللي بالي بالك»

الفنانة نيفين مندور (حسابها على «فيسبوك»)
الفنانة نيفين مندور (حسابها على «فيسبوك»)

خيَّم الحزن على الوسط الفني المصري عقب الإعلان عن وفاة الفنانة نيفين مندور بطلة فيلم «اللي بالي بالك»، التي رحلت صباح الأربعاء، إثر اختناقها في حريق بشقتها، بأحد أحياء محافظة الإسكندرية الساحلية، حيث فوجئ الجيران بتصاعد الأدخنة، قبل وجود قوات الحماية المدنية والإسعاف بموقع الحادث.

وحسب وسائل إعلام محلية، فإن المعاينة الأولية تشير إلى أن الحريق تسبب في انتشار دخان كثيف داخل الشقة، ما أدى إلى إصابة نيفين مندور باختناق، بينما لم تنجح محاولات إنقاذها، وتم نقل الجثمان للمشرحة بعد المعاينة، والحادث قيد التحقيقات.

وتصدّر اسم نيفين مندور «الترند»، على موقعَي «غوغل»، و«إكس»، بمصر، الأربعاء، حيث وصف متابعون الخبر بالصدمة.

وعقب مشاركتها في فيلم «اللي بالي بالك»، قبل 22 عاماً، مع الفنان محمد سعد، اختفت نيفين، وعادت لتقديم بعض الأدوار القليلة، إلا أنها اختفت مجدداً، بينما ظهرت إعلامياً في برنامج «كلام الناس»، تقديم المذيعة ياسمين عز، على قناة «إم بي سي»، قبل سنوات، وأوضحت أن الفنان الراحل حسن حسني، والفنان والمنتج الراحل سامي العدل كانا وراء دخولها المجال الفني، والأخير أقنع أسرتها بالأمر نظراً للصداقة التي كانت تجمعه بوالدها.

وأرجعت نيفين مندور سبب ابتعادها عن الفن لمرض والدتها لسنوات، وتفضيلها الوجود بقربها، بجانب شعورها بالكسل، والخوف بعد النجاح الكبير الذي حققه فيلم «اللي بالي بالك»، مؤكدة أنها عندما قررت الرجوع اعترض والدها، كما أنه لم يعرض عليها سيناريوهات مناسبة.

نيفين مندور ومحمد سعد في فيلم «اللي بالي بالك» (حسابها على «فيسبوك»)

وقبل ساعات من الحادث نشر حساب يحمل اسم نيفين مندور على «فيسبوك»، ويتابعه ما يقرب من نصف مليون شخص صورة لها بالحجاب، كما نعاها عدد من الفنانين، من بينهم ليلى علوي، ولقاء الخميسي، ونهال عنبر، وشريف إدريس، وسيمون، وغيرهم.

وتحدثت الناقدة الفنية المصرية ماجدة خير الله عن موهبة الراحلة، وجماهيرية فيلم «اللي بالك بالك»، مؤكدة أنها «لم تعمل بالفن كثيراً، كما أنها لم تكن ضمن أسباب نجاح الفيلم الشهير، بل محمد سعد الذي قدم شخصيتين بالعمل، وأن وجودها كان ثانوياً، وحضورها كان بسبب جمالها».

وعن سبب اختفائها قالت ماجدة في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «السبب غير معلوم، ولكن الموهبة الفنية عامة لأي شخص تفرض الوجود بكثافة بعد ذلك، ويبدو أن الفنانة الراحلة لم تهتم بهذا الجانب ولم تستغل نجاح (اللي بالي بالك) لصالحها».

وشاركت نيفين مندور في أعمال فنية أخرى عقب تقديمها شخصية «فيحاء»، في فيلم «اللي بالي بالك»، قبل 22 عاماً، بجانب محمد سعد، وعبلة كامل، وحسن حسني، تأليف نادر صلاح الدين، وسامح سر الختم، وإخراج وائل إحسان، من بينها مشاركتها في مسلسل «راجعلك يا إسكندرية»، مع خالد النبوي قبل 20 عاماً.

من جانبه وصف الكاتب والناقد الفني المصري محمد عبد الرحمن الفنانة الراحلة بأنها «نموذج تكرر كثيراً في الوسط الفني، حيث النجاح في عمل أو عملين، والاختفاء لظروف مختلفة»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»، أن «نيفين لم تحصل على فرصة كاملة للحكم على موهبتها، لكن ظهورها في فيلم من أشهر الأفلام وهو (اللي بالي بالك)، جعل الجمهور يحفظها عن ظهر قلب، لذلك كان خبر وفاتها صادماً للجميع».