وسائل التواصل الاجتماعي مصيدة العملاء الإسرائيليين في لبنان

القبض على عدد منهم في الأيام الأخيرة

نصر الله يخاطب الحشود من خلال خطاب مُتَلفز في الضاحية الجنوبية لبيروت (د.ب.أ)
نصر الله يخاطب الحشود من خلال خطاب مُتَلفز في الضاحية الجنوبية لبيروت (د.ب.أ)
TT

وسائل التواصل الاجتماعي مصيدة العملاء الإسرائيليين في لبنان

نصر الله يخاطب الحشود من خلال خطاب مُتَلفز في الضاحية الجنوبية لبيروت (د.ب.أ)
نصر الله يخاطب الحشود من خلال خطاب مُتَلفز في الضاحية الجنوبية لبيروت (د.ب.أ)

تتوالى في الفترة الأخيرة عمليات الكشف عن عملاء لإسرائيل في لبنان، بعد أسابيع على انتهاء الحرب المدمرة التي استهدفت بشكل أساسي مناطق الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت، لا سيما منها المحسوبة على «حزب الله»، الذي تم اغتيال عدد كبير من قياديه، أبرزهم أمينه العام حسن نصر الله.

وكان آخر هذه العمليات، تلك التي أدَّت إلى توقيف عميل في منطقة النبطية جنوب لبنان، وفق ما أعلنت المديرية العامة لأمن الدولة، علماً بأن وسائل التواصل الاجتماعي تحوّلت إلى وسيلة أساسية، يتم عبرها تجنيد العملاء في لبنان.

وقالت المديرية في بيان لها الخميس: «إنه بعد عملية مراقبة ورصد دقيقة، تمكّنت مديرية النبطية الإقليمية في أمن الدولة (مكتب مدينة بنت جبيل)، من توقيف المدعو (ع. ص.) أثناء عودته من الأراضي المحتلة، التي كان قد دخلها خلسة».

ولفت البيان إلى أن الموقوف «اعترف أثناء التحقيق معه بحيازته جهازاً متطوراً زوّده به الإسرائيليون، يُستخدم لمراقبة وتصوير بعض المراكز المهمة في لبنان، ويتيح تواصلاً مباشراً بينه وبين العدو. وأقر بأن الإسرائيليين زوّدوه بسترة تحتوي بطريقة مخفية على مبلغ مالي كبير لدعمه في تنفيذ مهامه التجسسية».

واعترف المدعوّ (ع. ص.)، حسب البيان، «بتعامله مع العدو الإسرائيلي منذ بداية حرب غزة، إضافة إلى قيامه بالمهام التي كُلّف بها من قِبَلهم، وبعد مراجعة مفوّض الحكومة لدى المحكمة العسكرية، أُشير إلى ضبط جميع الأعتدة المضبوطة بحوزته، بما في ذلك تلك التي وُجدت في منزله بعد تفتيشه، وتمّ تسليم الموقوف إلى مديرية المخابرات في الجيش اللبناني، للتوسع في التحقيق واتخاذ الإجراءات القانونيّة اللازمة».

متظاهر يرفع صورة حسن نصر الله والجنرال قاسم سليماني بمظاهرة في لبنان لمساندة الفلسطينيين في غزة (أ.ف.ب)

ويأتي ذلك بعد أيام قليلة من تحذير الأمن العام من مخاطر التفاعل على صفحة «sawa» عبر «فيسبوك»، وتوقيف عميلين في جنوب لبنان أيضاً، تم تجنيدهما عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وكان الجيش اللبناني قد أعلن الأسبوع الماضي عن توقيف عميل تم تجنيده عبر «فيسبوك» ويُدعى ح. أيوب، من بلدة بيت ليف في الجنوب؛ إذ أشارت المعلومات إلى أنه كان عنصراً في «حزب الله»، وقدّم معلومات للإسرائيليين عن قياديين في الحزب وزار إسرائيل بحماية «الدرون».

وقبل يومين، أعلن أيضاً عن توقيف شعبة المعلومات مواطناً لبنانياً من آل حاريصي، تعامل مع إسرائيلي عبر تقديم معلومات أمنية مرتبطة بقياديين بـ«حزب الله» مقابل مبالغ مالية. وخاريصي أيضاً، كما أيوب، يتحدّر من عائلة معروفة بأنها محسوبة على «حزب الله»، وعدد من أفراد عائلته قتلوا خلال قتالهم مع «حزب الله».

وفي هذا الإطار، كانت المديرية العامة للأمن العام قد حذّرت في بيان الاثنين الماضي، المواطنين «من مخاطر التفاعل مع صفحة (SAWA) على موقع (فيسبوك)، مرجحاً أنها تعود للموساد الإسرائيلي، وتهدف إلى تجنيد المواطنين اللبنانيين للعمل لصالحهم».


مقالات ذات صلة

المشرق العربي رئيس الحكومة اللبناني نواف سلام (رويترز)

سلام: الدولة اللبنانية وحدها يمكنها امتلاك السلاح داخل أراضيها

أكد رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام أن لبنان يواجه انهياراً شبه كامل بعد عقود من سوء الإدارة والفساد والطائفية والحروب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الخليج السلطان هيثم بن طارق والرئيس اللبناني العماد جوزيف عون عقدا الأربعاء جلسة خاصة بقصر العلم في مسقط (العمانية)

عُمان ولبنان ينددان بالاعتداءات الإسرائيلية ودعم الجهود الدولية لمنع التصعيد

أعربت سلطنة عُمان ولبنان، في بيان مشترك، الأربعاء، عن قلقهما الشديد إزاء استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية واحتلال الأراضي العربية.

«الشرق الأوسط» (مسقط)
المشرق العربي جنود من الجيش اللبناني في بلدة علما الشعب الحدودية نوفمبر الماضي (رويترز) play-circle

هل يدفع مسار التفاوض إسرائيل إلى تبريد جبهة لبنان؟

منذ تكليف السفير السابق سيمون كرم ترؤس الوفد اللبناني في لجنة «الميكانيزم»، شهد جنوب لبنان تبدّلاً لافتاً تمثل بوقف إسرائيل الاغتيالات مع تفاوت في التصعيد.

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي الرئيس اللبناني جوزيف عون مستقبلاً الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس يوم 8 نوفمبر (الرئاسة اللبنانية)

«الميكانيزم» تستعد للدخول في اختبار «تبادل نيات» بين لبنان وإسرائيل

تدخل المفاوضات اللبنانية - الإسرائيلية برعاية لجنة «الميكانيزم» حتى موعد انعقاد اجتماعها المقبل في 19 ديسمبر الحالي بمرحلة اختبار النيات.

محمد شقير (بيروت)

3 أولويات في «اجتماع باريس» لدعم الجيش اللبناني

 قائد الجيش العماد رودولف هيكل مع سفراء ودبلوماسيين وملحقين عسكريين خلال جولة للاطّلاع على تطبيق المرحلة الأولى من خطة نزع السلاح في الجنوب يوم الاثنين (مديرية التوجيه)
قائد الجيش العماد رودولف هيكل مع سفراء ودبلوماسيين وملحقين عسكريين خلال جولة للاطّلاع على تطبيق المرحلة الأولى من خطة نزع السلاح في الجنوب يوم الاثنين (مديرية التوجيه)
TT

3 أولويات في «اجتماع باريس» لدعم الجيش اللبناني

 قائد الجيش العماد رودولف هيكل مع سفراء ودبلوماسيين وملحقين عسكريين خلال جولة للاطّلاع على تطبيق المرحلة الأولى من خطة نزع السلاح في الجنوب يوم الاثنين (مديرية التوجيه)
قائد الجيش العماد رودولف هيكل مع سفراء ودبلوماسيين وملحقين عسكريين خلال جولة للاطّلاع على تطبيق المرحلة الأولى من خطة نزع السلاح في الجنوب يوم الاثنين (مديرية التوجيه)

على وقع مخاوف من تصعيد إسرائيلي يطيح اتفاق وقف النار مع لبنان، ينعقد في باريس، اليوم (الخميس)، اجتماع رباعي يضم ممثلين عن فرنسا والمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة ولبنان، يتناول سبل دعم الجيش اللبناني والاطلاع على جهوده لنزع سلاح «حزب الله».

وتفيد مصادر فرنسية بأن باريس تشعر بخطر داهم محدق بلبنان، في ظل تهديدات إسرائيلية معلنة ومتواترة بالعودة إلى الحرب.

وتقول مصادر مطلعة في باريس إن اجتماع الخميس يندرج في إطار ثلاث أولويات رئيسية؛ أُولاها النظر في عمل آلية «الميكانيزم» المنوطة بها مهمة مراقبة وقف الأعمال العدائية بين إسرائيل ولبنان، والنظر في تطويرها.

ويمثّل لجم التصعيد الإسرائيلي في لبنان الأولوية الثانية للاجتماع الذي يشارك فيه قائد الجيش اللبناني العماد رودولف هيكل الذي سيقدم عرضاً للجهود اللبنانية لحصر السلاح في يد الدولة.

أما الأولوية الثالثة فتتعلق بما ستقوله الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس بخصوص خطط بلادها في لبنان.


غوتيريش: بيئة العمل في مناطق الحوثيين غير قابلة للاستمرار

غوتيريش: بيئة العمل في مناطق الحوثيين غير قابلة للاستمرار
TT

غوتيريش: بيئة العمل في مناطق الحوثيين غير قابلة للاستمرار

غوتيريش: بيئة العمل في مناطق الحوثيين غير قابلة للاستمرار

حثّ الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أمس (الأربعاء)، جميع الأطراف في اليمن على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وذلك بعد تقدم الانفصاليين في الجنوب، في تطور ينذر بتأجيج الحرب الأهلية المستمرة منذ عشر سنوات، بعد فترة هدوء طويلة، طبقاً لما أوردته وكالة «رويترز».

وأشار غوتيريش إلى أن عمليات المنظمة الدولية باتت غير قابلة للاستمرار في المناطق التي تسيطر عليها جماعة الحوثي، وتحديداً العاصمة اليمنية صنعاء، إلى جانب شمال غربي البلاد ذي الكثافة السكانية العالية.

من ناحية ثانية، نفى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني، معمر الإرياني، صحة الأنباء التي تداولتها بعض المنصات الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي بشأن وقف منح تصاريح دخول السفن إلى ميناء العاصمة المؤقتة عدن، مؤكداً أن هذه المزاعم لا أساس لها من الصحة، وأنها تندرج في إطار الشائعات التي تستهدف إرباك المشهد الاقتصادي والملاحي في البلاد.


إسرائيل تريد اتفاقاً مع سوريا «يخدم الطرفين»

 فلسطينيون يتزاحمون للحصول على حصص غذاء في خان يونس بجنوب قطاع غزة أمس (أ.ف.ب)
فلسطينيون يتزاحمون للحصول على حصص غذاء في خان يونس بجنوب قطاع غزة أمس (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تريد اتفاقاً مع سوريا «يخدم الطرفين»

 فلسطينيون يتزاحمون للحصول على حصص غذاء في خان يونس بجنوب قطاع غزة أمس (أ.ف.ب)
فلسطينيون يتزاحمون للحصول على حصص غذاء في خان يونس بجنوب قطاع غزة أمس (أ.ف.ب)

عبّر وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، عن رغبة بلاده في إبرام اتفاق أمني مع سوريا يخدم الطرفين، لكنه قال إن أي اتفاق من هذا النوع «يجب أن يراعي الوضع بالجنوب»، في إشارة إلى رغبة تل أبيب في جعلها منطقة منزوعة السلاح.

وزعم ساعر في مقابلة مع قناة «العربية الإنجليزية»، أمس، أن تل أبيب، «ليس لها أطماع في أراضي سوريا»، مستدركاً أنها «لا تريد انطلاق أنشطة إرهابية من سوريا».

وفي الشأن اللبناني، قال ساعر إن لدى إسرائيل رغبة في «التطبيع مع لبنان»، عادّاً أن «الخلافات بسيطة، ويُمكن تجاوزها».

وتطرق وزير خارجية إسرائيل، إلى ملف غزة، زاعماً أن سلاح حركة «حماس» هو العقبة أمام الانتقال للمرحلة الثانية من اتفاق وقف النار.

من جهته، قال الوسيط المقرب من الإدارة الأميركية، بشارة بحبح، لـ«الشرق الأوسط»، إن المرحلة الثانية لاتفاق غزة ستبدأ الشهر المقبل.