هل قُتل مروان عيسى «كابوس» إسرائيل؟

مصير الرجل الثالث في «حماس» لا يزال غامضاً

مروان عيسى وسط معتقلين أُفرج عنهم في صفقة جلعاد شاليط (أرشيفية - بي بي سي)
مروان عيسى وسط معتقلين أُفرج عنهم في صفقة جلعاد شاليط (أرشيفية - بي بي سي)
TT
20

هل قُتل مروان عيسى «كابوس» إسرائيل؟

مروان عيسى وسط معتقلين أُفرج عنهم في صفقة جلعاد شاليط (أرشيفية - بي بي سي)
مروان عيسى وسط معتقلين أُفرج عنهم في صفقة جلعاد شاليط (أرشيفية - بي بي سي)

مروان عيسى القيادي المراوغ بحركة «حماس»، الذي قالت الولايات المتحدة إن إسرائيل قتلته، كان قد نجا من محاولات اغتيال سابقة ليُمضي سنوات في التخطيط لعمليات توغل في إسرائيل، منها هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الذي أطلق شرارة الحرب الدائرة في غزة.

وقال مصدر في «حماس» لوكالة «رويترز»: «الأخ عيسى عبارة عن كابوس بيمشي على الأرض بالنسبة للعدو»، مشيداً بمهاراته شبه العسكرية.

ويقول مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، إن عيسى قُتل في عملية إسرائيلية الأسبوع الماضي. ولم تؤكد إسرائيل ولا «حماس» ذلك.

وعيسى، الذي يُطلق عليه الفلسطينيون لقب «رجل الظل» لقدرته على التخفي عن أعين العدو، ارتقى إلى المرتبة الثالثة داخل الحركة. وشكّل مع قياديَّين آخرَين في «حماس» مجلساً عسكرياً سرياً من 3 أعضاء على رأس الحركة. وخططوا لهجوم السابع من أكتوبر، ويُعتقد أنهم يديرون العمليات العسكرية من الأنفاق والشوارع الخلفية في غزة منذ ذلك الحين.

ووفقاً للإحصاءات الإسرائيلية، تسبب الهجوم في مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز 253 رهينة تقريباً. وهو الهجوم الأكثر دموية في تاريخ إسرائيل منذ قيامها قبل 75 عاماً.

بعد ذلك، توعّدت حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بقتل الثلاثة، وهم يحيى السنوار زعيم «حماس» في غزة، ومحمد الضيف قائد الجناح العسكري، وعيسى نائبه.

وسيكون مقتل عيسى بمثابة ضربة قوية لـ«حماس» التي تواجه حملة جوية وبرية إسرائيلية لا هوادة فيها؛ للقضاء عليها وسحق معقلها في قطاع غزة، حيث تقول السلطات الصحية إن الحملة الإسرائيلية قتلت نحو 32 ألفاً حتى الآن.

وقد يؤدي مقتله أيضاً إلى تعقيد الجهود الرامية إلى التوصّل لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، لكن إسرائيل تقول إن المحادثات مستمرة من خلال وسطاء مصريين وقطريين.

ورداً على سؤال حول ما تردد عن مقتله، قال المصدر إن تلك الأخبار قد تكون حرباً نفسية إسرائيلية. وأضاف أن عيسى «ساعد على بناء القدرات العسكرية لـ(حماس)، بما في ذلك الصواريخ».

وبحسب مصادر في الحركة، تعلّم عيسى مهارات النجاة من محمد الضيف، الذي نجا من 7 محاولات اغتيال دبّرتها إسرائيل وتسببت في إصابته بتشوهات واضطراره لاستخدام كرسي متحرك.

تدمير المنزل... ومقتل الابن

كان عيسى، الذي وُلد عام 1965، على قائمة أبرز المطلوبين لدى إسرائيل، وأُصيب في محاولة اغتيال عام 2006 خلال لقاء مع الضيف.

ودمرّت الطائرات الحربية الإسرائيلية منزله مرتين خلال اجتياحَي غزة عامي 2014 و2021، مما أدى إلى مقتل شقيقه.

وقُتل نجل عيسى، وهو من مؤيدي «حماس» المعروفين، في غارة جوية إسرائيلية على وسط قطاع غزة في ديسمبر (كانون الأول).

وصَنّفت الولايات المتحدة عيسى على أنه «إرهابي عالمي مصنف تصنيفاً خاصاً» في سبتمبر (أيلول) عام 2019.

ومثل محمد الضيف، لم تكن ملامحه معروفة للعامة حتى عام 2011 عندما ظهر في صورة جماعية التُقطت خلال عملية تبادل للأسرى والمعتقلين مع إسرائيل، كان قد ساعد على تنظيمها.

وتكهنت مصادر فلسطينية بأن كبار قادة «حماس» الثلاثة يختبئون في أنفاق طويلة ومتشابكة تحت القطاع، لكنهم قد يكونون في أي مكان في غزة، وهي واحدة من أكبر المناطق كثافة سكانية في العالم.

وشارك عيسى، وربما هو الأقل شهرة بين الثلاثة، في عديد من القرارات الكبرى التي اتخذتها «حماس» في السنوات القليلة الماضية. ووُلد الثلاثة في عائلات للاجئين فروا أو طُردوا عام 1948 من المناطق التي أصبحت بعد ذلك تابعة لإسرائيل.

وقضى جميعهم سنوات في سجون الاحتلال الإسرائيلي، إذ قضى عيسى 5 سنوات بداية من عام 1987.

وقضى السنوار 22 عاماً في السجن بداية من عام 1988 بجرم اختطاف وقتل جنديين إسرائيليين، بالإضافة إلى قتل 4 فلسطينيين متعاونين مع إسرائيل.

وكان الشخصية الأبرز من بين 1027 فلسطينياً أطلقت إسرائيل سراحهم في عام 2011 مقابل إطلاق سراح أحد جنودها، جلعاد شاليط، الذي أسرته «حماس» في غارة عبر الحدود قبل ذلك بـ5 سنوات.

وكان عيسى واحداً من قادة «حماس» الذين تفاوضوا على تلك الصفقة.

وكانت السلطة الفلسطينية، المنافس الداخلي لـ«حماس»، قد اعتقلت عيسى وعدداً من المسلحين الآخرين فيما يتصل بهجمات الحركة الانتحارية داخل إسرائيل في عام 1997.

وقتلت إسرائيل أكثر من قيادي من «حماس» في الماضي، منهم مؤسس الحركة الشيخ أحمد ياسين، وزعيمها السابق عبد العزيز الرنتيسي الذي اغتيل في غارة جوية عام 2004. وجرت ترقية قادة جدد لملء أماكنهم.


مقالات ذات صلة

ترمب يوجه «التحذير الأخير» لحماس لإطلاق سراح الرهائن

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب (د.ب.أ)

ترمب يوجه «التحذير الأخير» لحماس لإطلاق سراح الرهائن

طالب الرئيس الأميركي دونالد ترمب مقاتلي حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) بإطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين في غزة على الفور.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي مقاتلون من «حماس» يحمون منطقة تسليم رهائن إسرائيليين لفريق الصليب الأحمر بخان يونس في جنوب قطاع غزة الشهر الماضي (أ.ف.ب)

دول أوروبية بالأمم المتحدة ترفض «أي دور» لـ«حماس» في غزة مستقبلاً

شدّدت دول أوروبية عدة في أعقاب اجتماع لمجلس الأمن الدولي الأربعاء، على أنّ حركة «حماس» يجب ألا تؤدي «أي دور» في قطاع غزة مستقبلاً، بموجب الخطة التي قدّمها…

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
شؤون إقليمية رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجديد إيال زامير

زامير رئيساً لأركان الجيش الإسرائيلي بعد استقالة هاليفي

انتقلت رئاسة أركان الجيش الإسرائيلي إلى إيال زامير بعد استقالة سلفه هيرتسي هاليفي على خلفية هجوم 7 أكتوبر 2023.

نظير مجلي (تل أبيب)
شؤون إقليمية فلسطينيون يتسوقون في إحدى الأسواق بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة (إ.ب.أ) play-circle

إسرائيل رداً على بيان أوروبي مشترك: لن نسمح بدخول مساعدات إنسانية إلى غزة

قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية، اليوم (الأربعاء)، رداً على بيان أوروبي مشترك، إن إسرائيل لن تسمح بدخول مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية رئيس الأركان الإسرائيلي الجديد إيال زامير (أ.ف.ب)

رئيس الأركان الإسرائيلي: المهمة ضد «حماس» لم تنتهِ بعد

أكد رئيس الأركان الإسرائيلي الجديد إيال زامير، اليوم الأربعاء، أن «مهمة إسرائيل ضد حركة (حماس) لم تنتهِ بعد» فيما الهدنة التي أوقفت القتال منذ 19 يناير مهددة.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

دول أوروبية بالأمم المتحدة ترفض «أي دور» لـ«حماس» في غزة مستقبلاً

مقاتلون من «حماس» يحمون منطقة تسليم رهائن إسرائيليين لفريق الصليب الأحمر بخان يونس في جنوب قطاع غزة الشهر الماضي (أ.ف.ب)
مقاتلون من «حماس» يحمون منطقة تسليم رهائن إسرائيليين لفريق الصليب الأحمر بخان يونس في جنوب قطاع غزة الشهر الماضي (أ.ف.ب)
TT
20

دول أوروبية بالأمم المتحدة ترفض «أي دور» لـ«حماس» في غزة مستقبلاً

مقاتلون من «حماس» يحمون منطقة تسليم رهائن إسرائيليين لفريق الصليب الأحمر بخان يونس في جنوب قطاع غزة الشهر الماضي (أ.ف.ب)
مقاتلون من «حماس» يحمون منطقة تسليم رهائن إسرائيليين لفريق الصليب الأحمر بخان يونس في جنوب قطاع غزة الشهر الماضي (أ.ف.ب)

شدّدت دول أوروبية عدة في أعقاب اجتماع لمجلس الأمن الدولي الأربعاء، على أنّ حركة «حماس» يجب ألا تؤدي «أي دور» في قطاع غزة مستقبلاً، بموجب الخطة التي قدّمها القادة العرب.

وقال القائم بأعمال البعثة الفرنسية لدى الأمم المتحدة في نيويورك جاي دارماد هيكاري للصحافيين، في بيان باسم فرنسا والدنمارك واليونان وسلوفينيا والمملكة المتحدة، «نحن واضحون لجهة أنّ الخطة المستقبلية يجب ألا تعطي أي دور لحماس، ويجب أن تضمن أمن إسرائيل ويجب ألا تشرد الفلسطينيين من غزة».

وأضاف أنّ الخطّة «يجب أن تدعم وحدة الضفة الغربية (المحتلة) وقطاع غزة في ظل السلطة الفلسطينية»، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.

واعتمد القادة العرب الثلاثاء خطة لإعادة اعمار قطاع غزة وعودة السلطة الفلسطينية إليه، كبديل من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي اقترح السيطرة على قطاع غزة وترحيل سكانه وتحويله إلى «ريفييرا الشرق الأوسط».

ودعت الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية المجتمعة في القاهرة، إلى توحيد الفلسطينيين تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية.

وتابع القائم بأعمال البعثة الفرنسية لدى الأمم المتحدة في أعقاب اجتماع مغلق لمجلس الأمن عُقد لمناقشة هذه المسألة الأربعاء، «نرحّب بالجهود الإقليمية الهادفة إلى التوحد حول خطة واحدة للمرحلة المقبلة في غزة، ونحن مستعدون لدعم وتطوير هذه الأفكار».

وحثّت فرنسا والدول الأربع إسرائيل على السماح بدخول المساعدات الإنسانية «غير المشروطة» إلى غزة، مذكّرة بأنّ الأمر «غير قابل للتفاوض».

وأعلنت الدولة العبرية الأحد قرارا بتعليق دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وسط خلاف مع حركة «حماس» بشأن كيفية مواصلة تطبيق اتفاق الهدنة الهش الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير (كانون الثاني)، بعد 15 شهراً من حرب مدمّرة في القطاع الفلسطيني.