شمال غزة يشهد أول صلاة جمعة منذ اجتياح الجيش الإسرائيلي

فلسطينيون يسيرون بجوار أنقاض مسجد السقا الذي تضرّر خلال غارة إسرائيلية في خان يونس جنوب قطاع غزة 2 فبراير (شباط) 2024 (إ.ب.أ)
فلسطينيون يسيرون بجوار أنقاض مسجد السقا الذي تضرّر خلال غارة إسرائيلية في خان يونس جنوب قطاع غزة 2 فبراير (شباط) 2024 (إ.ب.أ)
TT
20

شمال غزة يشهد أول صلاة جمعة منذ اجتياح الجيش الإسرائيلي

فلسطينيون يسيرون بجوار أنقاض مسجد السقا الذي تضرّر خلال غارة إسرائيلية في خان يونس جنوب قطاع غزة 2 فبراير (شباط) 2024 (إ.ب.أ)
فلسطينيون يسيرون بجوار أنقاض مسجد السقا الذي تضرّر خلال غارة إسرائيلية في خان يونس جنوب قطاع غزة 2 فبراير (شباط) 2024 (إ.ب.أ)

وسط أكوام الركام، اصطفّ مئات المصلّين في جباليا لأداء أول صلاة جمعة تُقام منذ اجتياح الجيش الإسرائيلي شمال قطاع غزة. أكثر من أربعة شهور غاب فيها صوت الأذان، وما لبث أن عاد اليوم حتى تدفّق المصلّون، بعدما غادرت الآليات الإسرائيلية تلك المنطقة التي شهدت تدميراً واسعاً، وتعرّض أكثر من 90 في المائة من مساجدها للتدمير، وفق ما يؤكده شهود عيان.

تجمّع الناس وشرعوا في رفع الأنقاض لتجهيز ساحة للصلاة، ليُرفَع بعدها الأذان بين 200 ألف فلسطيني لم يغادروا شمال غزة مع النازحين وظلّوا يبحثون عن حياتهم بين الركام.

فلسطينيون يسيرون بجوار أنقاض مسجد السقا الذي تضرّر خلال غارة إسرائيلية في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
فلسطينيون يسيرون بجوار أنقاض مسجد السقا الذي تضرّر خلال غارة إسرائيلية في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

يقول إيهاب عبد السلام، الذي جاء لأداء صلاة الجمعة في تلك الساحة، إنه عاش لحظاتٍ حُرم منها منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وتحدّث عن اشتياقه لصوت الأذان ولصلاة الجماعة وللذهاب إلى المسجد.

ويضيف، لـ«وكالة أنباء العالم العربي»: «كنا نصلّي في بيوتنا بينما أصوات القذائف تتوالى، كنا نرفع صوتنا في القرآن لعلّنا نحصل على جرعة من الطمأنينة تسكن القلوب وتُبعد شبح الخوف والذعر الذي نعيشه».

ويصف عبد السلام مشهد صلاة الجماعة في ساحة جباليا، ويقول: «كانت أرواحنا تتواصل مع السماء، بينما الأمل يتجدد في قلوبنا بأن تتغير الحال وتتوقف هذه الحرب؛ الصلاة كانت تُرفَع إلى السماء ومعها دعوات الإمام والمصلّين بأن يحلّ السلام على غزة».

وفي الصلاة، تحدَّث خطيب الجمعة، الذي اختاره المواطنون من بينهم، عن الصبر وضرورة الثبات في وجه آلة الحرب. وقال محمد أبو جزر، أحد الحاضرين، إن اللحظات التي عاشها المصلّون لا توصَف. ويضيف: «اشتقنا لصوت المؤذن، واشتقنا للمساجد وإنارة المآذن».

وتابع: «اليوم، أدركنا أن الصلاة ليست مجرد كلمات... كنا على يقين بأن الله يسمع الدعاء، كانت الصلاة ترتفع، والأرواح تلتئم».

وتشير إحصائية للمكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة إلى أن الدمار طال 447 مسجداً في قطاع غزة منذ بدء الحرب، بالإضافة إلى ثلاث كنائس.


مقالات ذات صلة

الغزيون يحتفلون بقدوم رمضان لكنهم يخشون عودة الحرب

خاص أطفال وسط أبنية مهدمة بفعل الغارات الإسرائيلية في قطاع غزة (الشرق الأوسط)

الغزيون يحتفلون بقدوم رمضان لكنهم يخشون عودة الحرب

مع قدوم شهر رمضان المبارك، يخشى كثيرون من سكان غزة من إمكانية عودة الحرب وتوقف تدفق الإمدادات الإنسانية والمواد الأساسية للقطاع المنكوب.

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية توابيت رمزية يحملها عرب إسرائيل في تل أبيب احتجاجاً على جرائم العنف بالمجتمع العربي أغسطس 2023 (أ.ف.ب)

كيف أصبح غزّيون مواطنين في إسرائيل بعد 7 أكتوبر؟

والحديث يدور هنا عن نساء حملت - لأسباب مختلفة - المواطنة الإسرائيليّة، كما أنهن عشنَ في قطاع غزّة معظم حياتهنّ وهن بالغات، وأنشأنَ عائلات وربّين أطفالهن

نظير مجلي (تل أبيب)
خاص معتقلون فلسطينيون مفرج عنهم يعانقون ذويهم لدى وصولهم إلى قطاع غزة مساء الأربعاء (د.ب.أ)

خاص «حماس» تسعى إلى ثمن «مناسب ومختلف» مقابل أسرى المرحلة الثانية

أُسدل الستار على تبادل تسليم المحتجزين بين إسرائيل و«حماس» في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، ويسعى الوسطاء حثيثاً لإطلاق المرحلة الثانية.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (إ.ب.أ)

ماكرون: تأكد وفاة الرهينة أوهاد ياهالومي

قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم (الخميس)، إن وفاة الرهينة الفرنسي - الإسرائيلي أوهاد ياهالومي تأكدت.

المشرق العربي أسير فلسطيني محرر يعانق أفراد عائلته في رام الله بعيد إطلاق سراحه من السجون الإسرائيلية (أ.ب) play-circle

«حماس» تسلم جثث 4 رهائن وإسرائيل تفرج عن سجناء فلسطينيين

قال مصدر أمني إسرائيلي في وقت مبكر من صباح الخميس إن حركة «حماس» سلمت جثث 4 رهائن إسرائيليين للصليب الأحمر في غزة، في حين وصلت حافلة تقل 47 أسيراً فلسطينياً.

«الشرق الأوسط» (غزة)

إسرائيل تهدد بالتدخل عسكرياً في سوريا «إذ تعرض النظام للدروز»

جنود إسرائيليون خلال انتشارهم في مناطق سورية (الجيش الإسرائيلي)
جنود إسرائيليون خلال انتشارهم في مناطق سورية (الجيش الإسرائيلي)
TT
20

إسرائيل تهدد بالتدخل عسكرياً في سوريا «إذ تعرض النظام للدروز»

جنود إسرائيليون خلال انتشارهم في مناطق سورية (الجيش الإسرائيلي)
جنود إسرائيليون خلال انتشارهم في مناطق سورية (الجيش الإسرائيلي)

هدّد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، مساء السبت، بالتدخل عسكرياً في سوريا ضد قوات دمشق «إذا أقدم النظام على المساس بالدروز».

وقال كاتس، في بيان أصدرته وزارته: «لن نسمح للنظام الإرهابي المتطرف في سوريا بإيذاء الدروز»، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وأضاف: «إذا هاجم النظام الدروز فإنه سيتحمل عواقب من جانبنا. لقد أصدرنا أوامرنا للجيش بالاستعداد وإرسال تحذير صارم وواضح: إذا أقدم النظام على المساس بالدروز فإننا سنؤذيه».

وقتل شخص وأصيب تسعة آخرون بجروح، السبت، جراء اشتباكات بين عناصر أمن تابعين للسلطة السورية الجديدة ومسلحين محليين دروز في ضاحية جرمانا قرب دمشق، على خلفية توتر بدأ الجمعة، وفق ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان».

وتقطن غالبية من الدروز والمسيحيين، وعائلات نزحت خلال سنوات الحرب التي تشهدها سوريا منذ عام 2011، ضاحية جرمانا الواقعة جنوب شرقي دمشق.

وكانت من أولى المناطق التي أسقط فيها السكان في السابع من ديسمبر (كانون الأول)، عشية إطاحة حكم بشار الأسد، تمثالاً نصفياً لوالده الرئيس الراحل حافظ الأسد كان موضوعاً في ساحة رئيسية تحمل اسمه.

وأفاد المرصد بـ«مقتل شخص وإصابة تسعة آخرين من سكان منطقة جرمانا خلال اشتباكات بين عناصر أمن تابعين للسلطة الجديدة ومسلحين محليين مكلفين بحماية المنطقة». وتعذر على «المرصد» تحديد ما إذا كان القتيل مدنياً أم مسلحاً محلياً.

عناصر تابعون لقوات الأمن العام في سوريا (سانا)
عناصر تابعون لقوات الأمن العام في سوريا (سانا)

وتشهد المنطقة توتراً بدأ الجمعة مع مقتل عنصر من قوات الأمن وإصابة آخر بجروح جراء إطلاق نار من مسلحين عند حاجز في جرمانا، أعقب مشاجرة بين الجانبين، وفق المرصد.

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مدير مديرية أمن ريف دمشق، المقدم حسام الطحان، السبت، قوله إن الحاجز أوقف الجمعة عناصر تابعين لوزارة الدفاع أثناء دخولهم المنطقة لزيارة أقاربهم. وبعدما سلموا أسلحتهم، تعرضوا للضرب «قبل أن يتم استهداف سيارتهم بإطلاق نار مباشر»، ما أسفر عن مقتل أحد العناصر وإصابة آخر.

إثر ذلك، هاجم مسلحون محليون مركزاً للشرطة في جرمانا، وتم طرد العناصر منه، وفق طحان الذي أكد مواصلة «جهودنا بالتعاون مع الوجهاء في مدينة جرمانا لملاحقة جميع المتورطين في حادثة إطلاق النار»، منبهاً من تداعيات حوادث مماثلة على «أمن واستقرار ووحدة سوريا».

وفي وقت لاحق، أصدر مشايخ جرمانا بياناً أكدوا فيه «رفع الغطاء عن جميع المسيئين والخارجين عن القانون»، وتعهدوا تسليم كل من «تثبت مسؤوليته» إلى «الجهة المختصة حتى ينال جزاءه العادل».

ومنذ وصول السلطة الجديدة إلى دمشق في الثامن من ديسمبر (كانون الأول)، تُسجّل اشتباكات وحوادث إطلاق نار في عدد من المناطق، يتهم مسؤولون أمنيون مسلحين موالين للحكم السابق بالوقوف خلفها. وتنفذ السلطات حملات أمنية تقول إنها تستهدف «فلول النظام» السابق، يتخللها اعتقالات.

ويفيد سكان ومنظمات بين الحين والآخر بحصول انتهاكات تتضمن مصادرة منازل أو إعدامات ميدانية وحوادث خطف، تضعها السلطات في إطار «حوادث فردية» وتتعهد ملاحقة المسؤولين عنها.

ويشكل فرض الأمن وضبطه في عموم سوريا أحد أبرز التحديات التي تواجه الرئيس الانتقالي أحمد الشرع، بعد نزاع مدمر بدأ قبل 13 عاماً.