هال براندز
كاتب رأي من خدمة «بلومبيرغ» وأستاذ في كلية الدراسات الدولية المتقدمة بجامعة «جونز هوبكنز» الأميركية

الولايات المتحدة لن تتعافى بالانعزال عن العالم

لم يمر وقت طويل قبل أن تصدر الحكومة الصينية، بنبرة مزجت بين الجدية والسخرية، تعليقاً على الفوضى التي اعتملت داخل مبنى الكابيتول الأميركي. وقالت وزارة الخارجية الصينية: «تأمل الصين أن ينعم الأميركيون بالسلام والاستقرار والأمن في أسرع وقت ممكن». وبطبيعة الحال، فإنَّ السلام والاستقرار تبعاً للمعايير الصينية يتمثل في النمط الذي تتمخض عنه انتهاكات حقوق الإنسان على نطاق واسع، وقمع الحريات المدنية، والقمع المنهجي للأقليات، بل وحتى حملات التعقيم القسري على ما يبدو.

بعد 2020... حقبة تناغم عالمي أم عصر مظلم جديد؟

تبعاً لأغلب المعايير، كان عام 2020 مريعاً، جلب معه الموت والاضطراب إلى المجتمعات في مختلف أرجاء المعمورة. والتساؤل الآن: كيف سينظر المؤرخون بعد نصف قرن من الآن إلى هذه الفترة التي شهدت تحديات جساماً؟ بطبيعة الحال، من الصعب الإجابة عن هذا التساؤل، بالنظر إلى حقيقة أن أسلوب تقييمنا لأي حدث تاريخي يعتمد بدرجة كبيرة على الاختيارات التي يتخذها الأفراد في وقت لاحق للحدث ذاته.

حول الصراع السيبراني الروسي ـ الصيني ـ الأميركي

عندما اخترق قراصنة صينيون مكتب إدارة شؤون الموظفين بالولايات المتحدة عام 2014، وجمعوا بيانات شخصية حساسة عن أميركيين يحملون تصاريح أمنية حكومية، ظهر إجماع بين الخبراء الأمنيين، مفاده أن هذا الاختراق ألحق أضراراً كبيرة للغاية، ولكن ليس خارج الحدود الآمنة. وعلق مايكل هايدن، الرئيس السابق لوكالة الأمن الوطني قائلاً: «التعليق المناسب هنا ليس (العار على الصين)، وإنما (العار علينا) لعدم توفيرنا الحماية المناسبة لهذا النمط من المعلومات». وسيكون خطأ فادحاً الرد على هجوم مزعوم وقع حديثاً في وقت أقرب، وعلى مستوى أكبر، على أيدي عملاء روس على النحو ذاته.

العالم الثالث ساحة مواجهة بين الصين وأميركا

كانت دول العالم الثالث ساحة معركة كبرى أثناء الحرب الباردة، حيث كانت الولايات المتحدة تتنافس مع الاتحاد السوفياتي على النفوذ والمكانة حول العالم؛ وتعود المنطقة نفسها اليوم لتصبح ساحة قتال وتنافس مرة أخرى، لكن المعركة هذه المرة بين أميركا والصين. ومع قرب نهاية فترة حكم الرئيس دونالد ترمب، يبدو أن واشنطن قد تفادت، عن طريق المصادفة، الخطر المتمثل في محاولة الصين إقصاءها عن الدول الديمقراطية في أوروبا، ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ. إذا كانت الحدود العالمية تتجه نحو قلب الصراع الأميركي الصيني، فهذا يُعزى إلى أن الجوهر الديمقراطي لم يعد متزعزعاً كما كان منذ وقت قريب.

دبلوماسية اللقاح سباق الفضاء الجديد

بمرور الوقت، تحول سباق الفضاء إلى التجسيد الأبرز للمنافسة التكنولوجية أثناء الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي. اليوم، تخيل لو كان هذا السباق يشكل مسألة حياة أو موت لملايين الناس حول العالم. حسناً، هذه تحديداً المخاطر التي ينطوي عليها السباق من أجل إنتاج لقاح لفيروس «كوفيد ـ 19». ومن شأن هذه المحاولات التنافسية حتماً في نهاية الأمر أن تصوغ كيفية تأثير فيروس «كوفيد ـ 19» على التوازن بين القوى العالمية ونفوذها.

ترمب حقق 3 انتصارات للسياسة الخارجية الأميركية

عادة ما تعد السياسة الخارجية مسألة ثانوية الأهمية في الحملات الرئاسية، ولكن في 2020 لم يكن الأمر كذلك، فقد أدت النقاشات حول جائحة فيروس (كورونا المستجد)، ومستقبل المحكمة الأميركية العليا، والسلوك غير المسبوق للرئيس الأميركي دونالد ترمب، إلى خفض أهمية النقاش الموضوعي حول الدبلوماسية الأميركية لتصبح على الهامش السياسي للبلاد. ومع ذلك، فإن هناك سبباً وجيهاً للبحث فيما تم بشكل خاطئ، وما تم بشكل صحيح، خلال السنوات الأربع الماضية؛ ففي حين أن سياسة ترمب الخارجية تميل بشكل أكبر للفشل وإيذاء الذات، فإن إدارته قد قامت في أماكن قليلة مهمة ببناء أساس لتحقيق تقدم استراتيجي، وربما يمكن لإدارة ترمب البناء عل

حرب القوقاز الصغيرة دروس كبيرة للعملاقين

تخبرنا الحروب الصغيرة بالكثير من الأشياء عن أكبر القضايا الجيوسياسية والعسكرية الموجودة في عالمنا اليوم، لننظر إلى الصراع الحالي بين أرمينيا وأذربيجان حول ناغورني قره باغ، فربما لم يسمع معظم الأميركيين عن تلك المنطقة المتنازع عليها في القوقاز، لكن القتال هناك يكشف عن خطوط الصدع الرئيسية في البيئة العالمية المضطربة بشكل متزايد اليوم، كما أنه يؤكد الاتجاهات المهمة في تطور الحرب الحديثة. فمن بعض النواحي، لا يوجد شيء جديد حول ما يحدث في ناغورني قره باغ، وهي منطقة عرقية أرمنية داخل حدود أذربيجان، والصراع حول تلك المنطقة هو واحد من الكثير من «الصراعات المجمدة» التي خلفها تفكك الاتحاد السوفياتي، فبعد

هل تقاطع أميركا أولمبياد الصين 2022؟

الألعاب الأولمبية غير سياسية من الناحية الاسمية، لكن السذج فقط هم من يصدقون ذلك. وفي تاريخ الألعاب الأولمبية وصلتها بالجغرافيا السياسية طيلة القرن الماضي أصدق دليل. ففي عام 1936 سمح أولمبياد برلين لنظام ديكتاتوري معادٍ للسامية أن يحظى باهتمام العالم. وبعد اثني عشر عاماً استبعدت ألمانيا واليابان من أولمبياد لندن لدورهما في قيام الحرب العالمية الثانية. وجاء منح حق استضافة الألعاب الأولمبية الصيفية في طوكيو عام 1964 وميونخ عام 1972 ليرمز إلى إعادة تأهيل ألمانيا واليابان في الحرب الباردة كأعضاء في الغرب الديمقراطي.

التعاظم النووي الصيني يغير من موازين القوى

لن تكون هناك حرب باردة جديدة من دون شهود سباق متسارع في مضمار التسلح النووي.

هل على الولايات المتحدة أن تخشى اجتياحاً صينياً محتملاً لتايوان؟

ما من سيناريو يمكن أن يُقلقَ الخبراء الاستراتيجيين الأميركيين مثل احتمال شن الصين حرباً على تايوان. فقد جاءت الأشهر الأخيرة بسلسلة من التقارير التي أوضحت أمرين غير مريحين: أنَّ خطر هجوم صيني على تايوان قد أخذ في التفاقم، وأنَّ الولايات المتحدة - الملتزمة أمنياً وبشكل غامض بأمن تايبيه - قد تخسر حال دخلت هذه الحرب نيابة عن تايوان. بالنظر إلى تلك التوقعات القاتمة، يحق لكثير من الأميركيين التساؤل عن سبب محاولة الولايات المتحدة الدفاع عن جزيرة تبعد آلاف الأميال، وهي الدولة التي لم يكن من المفترض أن تبقى على قيد الحياة كل تلك الفترة الطويلة.