مصطفى الآغا

مصطفى الآغا

سيد الشغف

إذا كان أول كتاب يمسكه الطلاب يكتب أول سطر في مستقبلهم، وإذا كانت القراءة تفتح العقول وتوسّع المدارك وتزيد الفضول وترسخ قيم الانفتاح والاعتدال، وتسهم في التفوق المعرفي والحضاري، كما يقول الشيخ محمد بن راشد، فإن القراءة على علاقة بكل ما يمكن أن يقوم البشر به من نشاطات إنسانية؛ لهذا فالمقالة ليست حكرا على فئة بعينها، بل هي لكل من يعيش على كوكبنا، فمبادرة الشيخ محمد بن راشد وإن كانت تحمل اسم «تحدي القراءة العربي»، إلا أن 54 جنسية شاركت بها، ولا أعتقد أنه حتى المنظمين والمشرفين توقعوا هذا النجاح المذهل من طموح لقراءة خمسين مليون كتاب إلى واقع تجسد بقراءة 150 مليون كتاب عبر ثلاثة ملايين ونصف طالب م

ابن البلد

بعد الأداء الكبير واللافت للشباب بقيادة (ابن البلد) سامي الجابر إن كان أمام الاتحاد حين ضرب كل العصافير بحجر الفوز بهدف الجزائري بن يطو، إذ ألحق بالاتحاد أول هزيمة وارتقى بفريقه ثلاثة مراكز ولو مؤقتا وساهم في صدارة الهلال فريقه السابق وقبلها هزم الأهلي بطل الثلاثية 3 / 2 ولن أتحدث عن بداياته المتعثرة لأن الجميع يعرفون السبب وهو عدم تسجيل المحترفين آنذاك..

ما بين الأمس واليوم

فقط منذ بضعة أسابيع كان هناك حملة عنيفة عبر البرامج التلفزيونية والإذاعية ووسائل التواصل الاجتماعي على مدرب المنتخب السعودي، الهولندي مارفيك الذي قيل إنه يقود المنتخب بالريموت كونترول بعدما ترك الرجل أهم اللقاءات مثل مواجهة الأهلي بالاتحاد ليحلل الدوري الإنجليزي لإحدى القنوات وزاد الانتقاد بعد الفوز «الصعب» على تايلاند بضربة جزاء وصفها البعض من المحللين السعوديين الفضائيين بأنها غير صحيحة ووصلت الأمور إلى حد المطالبة بإقالة الرجل، ولم تتوقف الانتقادات رغم الفوز على العراق بهدفين متأخرين أيضا من ضربتي جزاء.

الأخضر بخير

حتى نكون شفافين وصريحين، فإن الغالبية من الجماهير والنقاد والخبراء كانوا يقولون إن الامتحان الأسترالي هو المحك الحقيقي للمنتخب السعودي بعد مواجهتي تايلاند والعراق، والسبب أن الفوز على تايلاند تأخر حتى الدقيقة 84 وبضربة جزاء هناك من شكك بصحتها، فيما تحسن الأداء في الشوط الثاني فقط أمام العراق وحوّل الأخضر تأخره بهدف إلى فوز بهدفين. أستراليا المتوجة بطلة لآسيا وبمحترفيها في الدوريات الأوروبية مرشحة مع اليابان للعب دور البطولة في المجموعة، وهذا الأمر أجمع عليه الكثيرون، لهذا ترقبنا المباراة التي حسنا فعل اتحاد الكرة بإقامتها على ملعب الجوهرة، فحضر الآلاف مساندين ومؤازرين، فردّ لهم المنتخب الجميل

تدحرج الرؤوس

تغيير المدربين أمر تعودنا عليه في العالم كله ولكن سرعة تغيير المدربين أمر اشتهرت به منطقتنا، فمثلا مر على المنتخب السعودي 11 مدربا خلال العشر سنوات الأخيرة، وهو رقم كبير جدا بدأ بكالديرون الذي أقيل عام 2006 تلاه باكيتا ثم آنجوس مرورا بناصر الجوهر ثم بيسيرو وبعده ريكارد ولوبيز كارو وكوزمين المؤقت ثم فيصل البدين المؤقت أيضا وانتهاء بمارفيك. المفترض أن يكون هناك صبر على أي مدرب ولا نقول أن يصبروا عليه سنوات بل على الأقل سنتين أو ثلاث سنوات حتى يهضم فكر اللاعب السعودي وأسلوب حياته ويتابع البطولات المختلفة ويشكل فكرة متكاملة عن كرة البلد، والأندية تغزل على نفس المنوال وأحيانا أكثر، ومع بداية دوري ج

سامي الجابر واللا واقعية

أعرف أن التعصب في كرة القدم قد يعمي عن الحقائق وعن البديهيات، وأعرف أن البعض يرفض حتى الاعتراف بما هو بديهي، ولكن أحيانا تجد نفسك وسط متاهة من التعليقات التي تجبرك على الرد حتى لو كنت تعرف أن ردك سيكون مجرد صرخة في واد. ليس سرا أن سامي الجابر صديق لي على المستوى الشخصي، ولكن ليس سرا أيضا أن الرجل عندما تسلم مهامه مدربا للهلال أغلق علينا كل المنافذ، ولم يظهر معي إلا بعد إقالته، ومع هذا احترمت رأيه، واحترمت طريقته في التدريب وهو ما يفعله حاليا كونه مدربا للشباب، ومع هذا لم أتحول من صديق إلى عدو فقط لأنه لا يريد التصريح، ولأنني لا أشخصن علاقاتي المهنية أبدًا. وطالما تحدثت عن المهنية؛ فهي تفترض أن

«إنت مع مين؟»

من زار العاصمة البريطانية لندن خلال فترة عيد الأضحى المبارك سيعرف أن العرب كانوا يمثلون أغلبية زوارها، أو على الأقل في بعض الأماكن التي يوجدون فيها بكثرة وبأعداد كبيرة ومن كل الجنسيات، ومن الطبيعي أن ألتقي بالعشرات منهم إما في الشوارع أو مراكز التسوق أو حتى المطاعم، ولكن من غير الطبيعي أن يكون السؤال الأول بعد السلام عليكم ليس كيف حالك أو كيف صحتك، بل السؤال المباشر ودون أي تمهيد هو: «إنت مع مين؟» وسبق وقلت أكثر من مرة إنه ليس لدي ما يمنع من التعبير عن انتمائي إلى ناد معين لو كان المستمع أو السائل يتقبل فكرة أن لكل إنسان الحق أن يشجع ناديا أو منتخبًا، أو ما يشاء، ولكن الغالبية يمزجون ويخلطون ب

جدلية الست

رغم أن المنتخب السعودي هو واحد من ثلاثة منتخبات بين 12 منتخبًا تشارك في التصفيات الآسيوية المؤهلة مباشرة لكأس العالم حقق النقاط الست كاملة من مباراتين، إضافة لأستراليا وأوزبكستان، فإن الشارع والمغردين عبر وسائل التواصل الاجتماعي وحتى نفر كبير من المحللين الرياضيين عبّروا عن عدم رضاهم من مستوى المنتخب، لا، بل عن تشاؤمهم حتى بوصوله لكأس العالم، خصوصًا أنه لم يخُض المنافسات التي يعتبرونها قوية جدًا أمام اليابان وأستراليا والإمارات. بالتأكيد هم عاشقون لمنتخب بلادهم وليس قصدهم إحباطه أو تكسير مجاديفه، وبالتأكيد لم يكن المنتخب جيدًا أمام تايلاند ولا في الشوط الأول أمام العراق الذي سلّم المباراة في ا

النتيجة.. والأداء؟

لا يمكن الحديث عن نتيجة لقاء المنتخبين السعودي والتايلاندي دون الحديث عن بقية منتخبات المجموعة التي تتنافس فيما بينها للوصول لنهائيات كأس العالم 2018 في روسيا. نعم فاز المنتخب السعودي بهدف من علامة الجزاء بتوقيع نواف العابد ونقول له ألف مبروك، فالنقاط مهمة في مثل هذه المنافسات ولكن بقيت هناك ألف علامة استفهام حول الأداء وخلق الفرص وصناعتها وخطي الوسط والهجوم الذي لعب بلاعب واحد هو نايف هزازي بعد إصابة محمد السهلاوي، وهو ما أثار حيرتنا قبل بدء التصفيات عندما اختار الهولندي مارفيك لاعبيْن اثنين فقط لهذا المركز وتساءلنا ماذا سيحدث لو أصيب أحدهما والآخر لم يكن جاهزًا مائة في المائة كما تأكدنا من خ

وماذا بعد؟

في كل دورة أولمبية أو كأس عالمية يخرج فيها العرب من المولد إما «من دون حمّص» أو بحمّص قليل، يبدأ الإعلام والإعلاميون ووسائل التواصل الاجتماعي بموشح الشكوى والصراخ، وحتى العويل، على أحلام ضاعت، وأبطال ذهبت للبطولات بآمال، ثم عادت بخفي حنين، وشكوى من مصروفات بالملايين تم هدرها، وعلى... وعلى... وعلى.... وفي بعض الدول، يكون هناك ردود فعل آنية، مثل تشكيل لجان لدراسة «الواقع»، وكأنّ هذا الواقع كان سرّا من أسرار الدولة، أو من الأسرار النووية، ثم تبدأ الوعود بالتفكير جديًا في الرياضة المدرسية، والغذاء الصحي، ورعاية المواهب، ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب... إلخ... إلخ... إلخ.