د. حسن أبو طالب

د. حسن أبو طالب
كاتب مصري، يكتب في «الشرق الأوسط» منذ 2019. يعمل حالياً مستشاراً بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، وعضو الهيئة الاستشارية العلمية للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، مُحكم ومستشار أكاديمي في العديد من مراكز البحوث العربية والدولية، وكاتب صحافي في جريدة «الأهرام». عمل سابقاً رئيساً لمجلس إدارة «مؤسسة دار المعارف»، ورئيس تحرير «مجلة أكتوبر» الأسبوعية، ومدير «مركز الأهرام الإقليمي للصحافة»، ورئيس تحرير «التقرير الاستراتيجي العربي» الذي يصدره مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، ونائب رئيس تحرير «الأهرام».

تسريبات «البنتاغون» وتجليات «الجيل زد»

أثارت الوثائق المنسوبة لـ«البنتاغون» الأميركي والاستخبارات الأميركية اهتماماً كبيراً، لما تضمنته من معلومات ذات طبيعة حساسة، ذات صلة مباشرة بالأمن القومي الأميركي، وعلاقات الولايات المتحدة بكثير من الحلفاء، والأزمات الكبرى في العالم؛ لا سيما الحرب الأوكرانية. غير أن مضمون الوثائق على الرغم من أهميته، لا يمثل الجانب الوحيد المثير، فهناك الطريقة التي تم بها هذا التسريب، وهو ما أوضحه تحقيق «الواشنطن بوست» المنشور في 13 أبريل (نيسان) الجاري.

عالم جديد يتشكل وقيادة أميركية مرتبكة

عالمٌ جديدٌ تنبغي علينا قيادته. تصريحٌ جديد للرئيس الأميركي جو بايدن، يعترف فيه بشكل غير مباشر بأن القيادة الأميركية للنظام الدولي لم تعد مؤكدة كما كانت في العقود الأربعة الماضية، جنباً إلى جنب تكاثر المؤشرات التي تؤكد أن العالم يتغير، من حيث منظوماته القيمية وفاعلية مؤسساته الموروثة من نهاية الحرب العالمية الثانية، وأن هناك كثيراً من البدائل تتشكَّل بالفعل، وتكتسب كل يوم زخماً يقضم من فاعلية المؤسسات القديمة. ليس هناك من يجادل بأن تغيير وتعديل موازين القوى خصوصاً بين الدول الكبرى هو عملية جارية مقصود بها وضع أسس لنظام دولي جديد، أو لنقل مختلفاً.

أزمات عربية ممتدة وتسويات مؤجلة

مساعي تسوية الأزمات العربية لا تتوقف. جهود حثيثة تُبذل من أجل صنع بيئة إقليمية أخفّ وطأة مما كانت عليه خلال العقد المنصرم. الأمثلة كثيرة، بعضها كان يصعب تصوره قبل أقل من عام واحد. تأثير الحرب الأوكرانية واضح في تعديل الاتجاهات لدى كثير من الأطراف المعنية دولياً وإقليمياً. الأيام القليلة الماضية زاخرة بأحداث ذات دلالة بارزة: زيارة وزير الخارجية التركي للقاهرة من أجل تدشين مرحلة طبيعية في علاقات البلدين.

العقل الاستراتيجي الأميركي وثغراته عربياً

في اللقاء الذي جمع قادة مصر والأردن ووزير الدفاع الأميركي قبل يومين، تم تأكيد أهمية وضرورة وقف التصعيد الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، جنباً إلى جنب فتح أفق سياسي للقضية الفلسطينية. الموقفان الأردني والمصري معروفان مسبقاً، وتم إبلاغهما لواشنطن مرات كثيرة طوال السنوات الماضية، وكررتهما عواصم عربية كثيرة لرؤساء أميركيين مختلفين ومراكز فكر وصناع قرار.

حرب أهلية في إسرائيل... لِمَ لا؟

الحرب الأهلية مفهوم يثير الالتباس لدى الباحثين ومراكز البحوث المعنية، منهم من يراه يشرح حالة عنف بين مجموعات داخل الدولة بهدف السيطرة على النظام ومؤسساته، ومنهم من يراه حالة صراعية بين مجموعات منظمة ومسلحة من الشعب وبين مؤيدي الحكومة القائمة، إما لانتزاع بعض المزايا المهدورة سياسياً واقتصادياً، أو قلب الحكومة ذاتها والانفراد بالحكم. وفي الحالتين تعمّ الفوضى وتسيل دماء بكثرة، وتتدهور حالة المجتمع ككل، على الأقل لفترة من الزمن إلى أن يبلور النظام الجديد المنتصر أو الذي يُتفق عليه مؤسسات للحكم المركزي تعكس نتائج الصراع.

حل الدولتين في ذمة التاريخ

من أكثرِ التعريفات انتشاراً لمفهوم السياسة أنَّها فنُّ الممكن. الأميركيون يدركون ذلك جيداً، بحسب أنَّهم أكثر من نظَّرَ لمفهوم السياسة وضوابطه العملية.

الذكاء الصناعي... هل يخذل البشرية؟

من مفارقات الحياة الكبرى أن صناع الشيء هم أول من يكتوي بناره. الشركات العملاقة في مجال الذكاء الصناعي آخذة في تسريح عمالها في حدود 10 في المائة أو أعلى قليلاً.

الأسلحة... لا دعم مجانياً لأوكرانيا

على مدى عامٍ كامل لم تتوقف إمدادات الأسلحة العسكرية الأميركية والأوروبية إلى أوكرانيا لمواجهة الجيش الروسي في شرق أوكرانيا. بيان وزير الخارجية الأميركية الصادر في السادس من يناير (كانون الثاني) الحالي يفصح عن مساعدات عسكرية جديدة بقيمة 2.85 مليار دولار ستُسحب من مخازن وزارة الدفاع الأميركية يتم تقديمها فوراً إلى أوكرانيا و225 مليون دولار من التمويل العسكري الخارجي لبناء قدرة الجيش الأوكراني طويلة الأمد ودعم تحديثه. وتتضمن هذه المساعدات الجديدة أيضاً 682 مليون دولار من التمويل العسكري الخارجي للشركاء والحلفاء الأوروبيين للمساعدة على تحفيز مساعدات المعدات العسكرية لأوكرانيا وتوفيرها.

«تسونامي» إسرائيل و«أنسنة» النضال الفلسطيني

مع ظهور ملامح الائتلاف الحكومي اليميني، الذي أوشك بنيامين نتيناهو على إعلانه، ظهرت أوصاف عديدة لهذا الائتلاف المتوقَّع، تعبيراً عن القلق مما تحمله الأيام المقبلة لنموذج الحكم في دولة الكيان؛ كالحكومة الأسوأ، والأكثر تطرفاً، وحكومة القضاء على الحلم الصهيوني والانصياع للشريعة، وغيرها كثير. وفي توصيف جامع، وربما يُعد الأكثر دقة، فإنها حكومة «تسونامي» سياسي اقتصادي ودبلوماسي.

الانفلات الديمقراطي على أبواب أوروبا

من الغريب والمثير حقاً أن يفكّرَ البعضُ ممن يعيشون في ظل نظام ديمقراطي يسمحُ بتعدد الآراء والأفكار وحرية التنظيم بالانقلاب على النظام، ومحاولة استعادة نظام سابق بائد سبّب مآسيَ كثيرة لشعبه وللعالم بأسره. الانقلاب بهذا المعنى يطرح إشكاليات عديدة حول جدوى الديمقراطية كنظام يوصف دائماً بأنَّه الأفضل مقارنةً بغيره من النظم الموجودة في مجتمعات أخرى عبر العالم.