تركي الدخيل

تركي الدخيل

الدَّرسُ الأول: المُعلمُ مَلِكٌ... والتلميذُ جميل!

وقد تحملُ لك الأقدارُ ما تَجْفُلُ مِنهُ إِذا أَطَلَّ عليك، فإذا هو عين الخِيرة، فالله ألطفُ بالعبد منه بنفسه.

أبو الفتح البستي... أمير الجناس

أبو الفتح البستي... أمير الجناس

استمع إلى المقالة

أول مرة تعرفت فيها على أبي الفتح البُستي، كانت خلالَ مطالعتي قبل سنوات كتابَ الثعالبي: «خاص الخاص»، وهو كتاب فريد، أحسن فيه المؤلف التطواف

جميل الحجيلان... مائة عام من المعالي

كَأَنَّ جميل الحجيلان، وهو يغادر دير الزور، التي وُلد بها، لأبٍ من بريدة بالقصيم، هاجر مع العقيلات، الذين كانوا ينطلقون من نجد،

المُصَابُ بِتَركِ الآدَاب!

المُصَابُ بِتَركِ الآدَاب!

استمع إلى المقالة

روى أبو الفرج الأصبهاني، أن الخليفة أبو جعفر المنصور، وكان عالماً، بلغ حِرصه على العلم مرحلة الشغف، عارفاً بالشعر، والأدب، لمّا مات ابنه جعفر الأكبر، وانصرف

«لا أدري»!

«لا أدري»!

استمع إلى المقالة

ينقل الماوردي حادثة طريفة، حصلت له ذات يوم، وهو عالم شهير، وفقيه نحرير، فيقول: «ومما أُنذِرُكَ به مِن حالي؛ أَنني صَنَّفتُ في البُيوع كِتَاباً،

الامتثال لقيمة الأمثال

الامتثال لقيمة الأمثال

استمع إلى المقالة

تُعَبِّر الأمثالُ في كلِّ ثقافة، عن حكمةِ الشعوب، وعراقةِ تاريخها، وعصارةِ تجاربِها، وامتدادِ حضارتها، وهي مرآة تعكس أخلاقيات الأمم، وقيمها، ووعيها، وطرائق

سِحر البيان وهجاء (قمر نجد)!

سِحر البيان وهجاء (قمر نجد)!

استمع إلى المقالة

كان الزبرقان بن بدر (ت 45هـ)، أحد الشعراء المخضرمين، الذين شهدوا الجاهلية والإسلام، ولأنه من سادات تميم، ذهب على رأس وفد قومه، إلى النبي مبايعاً.

الشعر على الشعر: هَل غادر الشّعراء من متردم؟

والحق، أن الشّعر يحمي الحقيقة، ويكرّس لحظة المجد القومي، كما قال الفرزدق «أنا الشاعر الحامي حقيقة قومه»، ولكنه يزيد على الحقيقة ظلالاً تُفَجِّر المعنى، وتجعله حيّاً، فبذلك فاق الشّعرُ النّثر والخطبة

خصومة الصاحب بن عباد للمتنبي كيف انقلبت ثناءً؟!

بعد أكثرَ من ألف عامٍ على رحيلِ شاعرِ الدّنيا أبي الطيب المتنبي (303 - 354هـ)، وبعد مؤامراتٍ كثيرةٍ كان قد حاكها ضدَّه خصومُه لهَدْمِ بُنيانِ أسطورته، ظلّ الرّجلُ أعظمَ شعراء العربية، ولم تزدْه كراهةُ خصومِه له إلا شهرةً، وعظمةً، وسطوعاً، وإعجاباً به متزايداً، حتى صار في تاريخ ثقافتنا العربية مبدِعاً مُغامِراً بشِعره في نحت حياته، ومُقامِراً بحياته من أجل أن يحيا شِعرُه، بل هو قد مثّل وطناً من الشِّعْرِ لطالما تزاحم أحفادُه الشعراءُ على الانتسابِ إليه، فاستحقَّ بذلك صفةَ الشّاعرِ الشّاعرِ، حيث «كان أبو العلاء المعري إذا ذُكر الشعراء، يقول: قالَ أبو نواس كذا، قال البحتري كذا، قال أبو تمام كذا،

السحر الحلال

عندما أعجب النبي - صلى الله عليه وسلم - بمنطق بعض العرب، قال: «إنَّ من البيان لسحراً»، وهذا هو السحرُ الحلال، الذي نطوف بين جوانبِه اليومَ، من بديع الكلامِ ودررِ المختصر من الألفاظ بإيجاز لا يخلُّ بالمعنى، حتى يوشك أن يصلَ للإعجاز. قال أَبُو عبدِ الله، كَاتب الْمهْدي: «خير الْكَلَام مَا قل وَدلَّ وَلم يُمل»، وباتَ اليوم مثلاً شائعاً على أنَّنا لا نعرف نسبتَه، ونحذفُ عادةً منه آخرَ ثلثٍ في الجملة: «ولم يمل». ولا تنسَ - نفعني الله وإياك - أنَّ كُتَّاب العباسيين ووزراءَهم، كانوا من كبار المفكرين، وأهل صنعة الكتابة، والمتقنين للبيان في أوجز عبارة، وأبلغ معنى.