الياس حرفوش

الياس حرفوش
صحافي وكاتب سياسي لبناني، عمل مسؤولاً في القسم السياسي في مجلتي «الحوادث» و«المجلة»، وكان له مقال أسبوعي فيهما. كما عمل في صحيفة «الحياة» التي شارك في إدارة تحريرها، وكان كاتباً ومشرفاً على صفحات «الرأي» فيها. أجرى العديد من المقابلات مع شخصيات عربية ودولية، وشارك في حوارات ومقابلات تلفزيونية معلقاً على أحداث المنطقة.

غاز لبنان وانتخابات إسرائيل

مثل من يبيع سمكاً في البحر، استعجل المسؤولون في لبنان المفاخرة بالفرص التي ستوفرها كميات الغاز التي قالوا إنها متوفرة في مياهه الإقليمية، حتى قبل توقيع اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، وقبل معرفة حجم كميات الغاز الموجودة في تلك المياه.

بوتين بين التصعيد والاستسلام

كان هناك خياران أمام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بعد التقدم الأخير للقوات الأوكرانية في مناطقها الشرقية واحتفاء القوى الغربية بهذه الانتصارات التي اضطرت القوات الروسية إلى التراجع: الاستسلام وإعلان الهزيمة والبحث عن وساطة تسمح بصيغة مقبولة لإعادة الجيش الروسي إلى حدود ما قبل 24 فبراير (شباط) الماضي، أو رفع السقف وحشد عدد أكبر من القوات في ساحة القتال، وصولاً إلى التهديد بالسلاح النووي لوضع حلفاء أوكرانيا في مواجهة خطر استثنائي، يتوقع بوتين أن يدفعهم إلى إعادة حساباتهم والتفكير في عواقب استمرار تسليح قوات أوكرانيا. لا يعرف قاموس بوتين كلمة الاستسلام. لذلك كان التصعيد الكبير هو خياره الوحيد.

بلاد تهوى الفراغ

الفراغ هو الحل. كل شيء قابل للتأجيل في هذه البلاد.

بوتين والركام الأوكراني

مثلما يَنشغِلُ العالم بالطريقة التي ستنتهي بها الحربُ الأوكرانية، يمكن أن نتوقَّعَ قلقاً مماثلاً ينتاب فلاديمير بوتين. يعرف الرجل أثمانَ الحرب. كيف يمكن أن تنتهي بقدرٍ أقل من الخسائر لبلده، وبعدد أقل من الضحايا والجرحى في جيشه، وبوعد بالانتصار في آخر الطريق التي اختار لروسيا أن تسلكَها برغم كل التحذيرات والصعوبات؟ ليس بوتين غريباً عن ذيول الانكسارات والهزائم التي واجهتها بلاده. ليس غريباً أيضاً عن تكاليف هذه الهزائم.

«نحكم العراق أو نشلّه»

خلال احتدام المواجهات بين أنصار بشار الأسد ومعارضيه في سوريا في السنوات الأولى من الثورة على نظامه، وفيما كان النظام يترنح تحت ضغط التحركات الشعبية الواسعة، انتشر بين أنصار الرئيس السوري شعار واضح يعبر عن مدى تجاوب ذلك النظام مع أصوات المعارضين! كان الشعار يقول: «نحكمكم أو نقتلكم». وطبعاً نجح الأسد وأنصاره نجاحاً باهراً في تحقيق الأمرين معاً، من دون حاجة إلى التورط في الخيارات. ما يحصل في العراق اليوم داخل ما يسمى «البيت الشيعي»، لا يصل إلى حدود طرح خيارات مماثلة، بين الحكم أو القتل، مع أن سلاح الاغتيال جاهز في أي وقت عندما تصل إمكانات الحلول إلى طريق مسدود.

مقتدى الصدر يسجل هدفاً

يسعى الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر إلى إجهاض محاولات غريمه رئيس الحكومة السابق نوري المالكي لوضع من يمثّله على رأس الحكومة العراقية الجديدة، التي لا تزال تنتظر من يشكّلها منذ إجراء الانتخابات الأخيرة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. عمل المالكي ورفاقه في «الإطار التنسيقي»، ومعظمهم، إن لم يكن كلهم، يوصفون بـ«أصوات إيران» على الساحة العراقية، على استغلال قرار الصدر بدعوة النواب المحسوبين عليه (73 نائباً) الذين فازوا في الانتخابات إلى الاستقالة، بدافع «التضحية من أجل الوطن، ومواصلة الحرب على الفساد»، كما قال الزعيم الصدري.

ملفات المنطقة مفتوحة ولبنان مهمَل

لا مبالغة في هذا العنوان. أسبوع حافل بالاجتماعات في المنطقة على أعلى المستويات بمناسبة الجولة التي يقوم بها الرئيس جو بايدن. كل الملفات مفتوحة للنقاش. العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والدول الأساسية في المنطقة. القضية الفلسطينية ومستقبل حل الدولتين ووضع القدس. أسعار الطاقة والسعي الأميركي إلى الحصول على موقف مشترك مع الحلفاء حيال الحرب الروسية في أوكرانيا وما تخلفه من ذيول على مستقبل العلاقات الدولية وعلى اقتصادات العالم... ولبنان، في خضم هذه النقاشات، مهمَل وغائب تماماً.

الأوراق التي في يد بوتين

سيطرت الحرب الروسية على أوكرانيا على القمتين الغربيتين في مقاطعة بافاريا الألمانية ومدينة مدريد الإسبانية. حاول قادة مجموعة السبع التحدث بصوت واحد لإعلان دعمهم للرئيس الأوكراني زيلينسكي وتأكيد وقوفهم إلى جانب بلاده سياسياً وعسكرياً. قرارات مهمة اتُّخذت. زيادة ملحوظة في المساعدات العسكرية والتمويل. توفير صواريخ بعيدة المدى للقوات الأوكرانية وتدريبها المتواصل على الأسلحة الغربية. مخاوف متزايدة من تهديد روسيا للأمن الأوروبي. وتحت ضغط هذه المخاوف كان القرار «التاريخي» بفتح الباب أمام انضمام السويد وفنلندا لعضوية «الناتو».

مقتدى الصدر و«الضوء الأخضر» الإيراني

يتصرف الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر وكأن الديمقراطية بألف خير في العراق. من يفز بالعدد الأكبر من الأصوات يكسب الحق في الحكم، ومن يفشل في ذلك الامتحان الديمقراطي يذهب إلى المعارضة، وهو يفعل ذلك مع أنه من داخل ما يمكن أن نسميه مؤسسة الحكم في العراق، سواء كان ذلك بالمعنى السياسي كشريك يكاد يكون دائماً في صنع القرار، أو حتى بالمعنى الديني، بالنظر إلى موقعه المتميز وموقع عائلته، منذ الصراع الطويل مع نظام البعث إلى اليوم.

حرب المائة يوم... متى تنتهي؟

هذا هو اليوم المائة من الحرب الروسية في أوكرانيا. ولا أحد يملك الجواب عن الطريقة التي ستنتهي بها هذه الحرب ولا عن عدد الشهور أو السنين (؟) التي ستستغرقها. الأكيد أن روسيا وحلفاء أوكرانيا الغربيين دخلوا (وأدخلوا العالم معهم) في مغامرة صار صعباً العثور على مخرج منها. كميات الأسلحة القادمة إلى الجبهة الأوكرانية، وأكثرها تطوراً الصفقة الأخيرة من الصواريخ الأميركية التي يصل مداها إلى 70 كلم، من بين حزمة أسلحة تبلغ قيمتها 700 مليون دولار، لن تفعل سوى «زيادة صب الزيت على النار»، كما وصفها بحقّ الناطق باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف.