فيتالي نعومكين

فيتالي نعومكين
رئيس «معهد الاستشراق» التابع لأكاديمية العلوم الروسية/ موسكو

انعطافات غير متوقعة في المواجهة الروسية ـ الأوكرانية

بات يُلاحَظ اليوم بعض العناصر الجديدة في عملية المواجهة، التي بدا كأنها تجري في مسار ثابت، بين روسيا من جهة، والسلطات القومية المتطرفة في كييف، المدعومة من الغرب، والتي تقصف بهمجية الأحياء المسالمة والمواقع المدنية في دونباس، من جهة أخرى. ومن بين هذه العناصر العمل الإرهابي الفردي في وسط روسيا، الذي قام بتنفيذه عملاء الاستخبارات الأوكرانية، حيث ولأول مرة، كان من بين المشاركين فيه امرأة.

دروس من حرب فيتنام الثانية

لفتت الأزمة الأوكرانية الانتباه إلى تجربة تلك الشعوب التي تمكَّنت من الدفاع عن حقها في تقرير مصيرها بشكل مستقل، والفوز في المعركة ضد خصم رهيب، كما هو حال سكان دونباس في عصرنا الحالي، الذين تعرضوا للتمييز والاضطهاد و«الروسوفوبيا» طوال مدة ثماني سنوات من قبل نظام كييف القومي المتطرف، المُتحكَّم فيه من الخارج. فقد خاض الوطنيون الفيتناميون، في الفترة الممتدة بين عامي 1946 - 1954، خلال حرب فيتنام الأولى، كفاحاً بطولياً من أجل تحرير البلاد من احتلال فرنسا المدعومة من الولايات المتحدة، وتُوّج هذا النضال بانتصار الفيتناميين.

روسيا وزيارة الرئيس بايدن للشرق الأوسط

كان الغرض الرئيسي من الزيارة الأولى للرئيس الأميركي جو بايدن إلى الشرق الأوسط هو المملكة العربية السعودية، حيث كانت وجهته، مع التوقف في محطتين، هما إسرائيل والضفة الغربية. ورغم أن الزيارة كانت بشكل عام خطوة نحو عودة أميركا إلى المنطقة، التي تقلصت مكانتها فيها بمقياس أولويات سياسة واشنطن الخارجية بشكل جديّ بعد التحول إلى آسيا، وعلى وجه الخصوص إلى الصين؛ فمن الواضح تماماً أن مهام رحلة بايدن السياسية كانت أوسع من الشرق الأوسط والمنطقة، فهي تشمل توسيع الجبهة المعارضة لروسيا، والتغلب على أزمة الطاقة، ورفع مستوى شعبية الرئيس الأميركي المتدهورة بشكل كبير في المجال السياسي المحلي.

تهجين غير متناظر للصراع

تفرض ما تسمّى الأزمة الأوكرانية، اليوم، تأثيراً كبيراً على العالم، وعلى آفاق تشكيل نظام عالمي جديد، إذ تواجه روسيا في هذه الأزمة عدوانَ الغرب مُجتمِعاً الذي يحاول استخدام النظام القومي المتطرف في كييف لإضعافها. لا تواجه روسيا أوكرانيا فقط التي استولت على السلطة فيها، عن طريق الانقلاب، عناصرُ متطرفة تهدد أسس أمن روسيا وأمن السكان الناطقين بالروسية في الدونباس ومناطق أخرى؛ بل هي تواجه أيضاً القوى العالمية التي تقف خلف أوكرانيا وخلف هذه العناصر المتطرفة. فقد أغرقت هذه القوى أوكرانيا، بما تحمله هذه الكلمة من معنى، بالأسلحة الحديثة، فقط بهدف منع وقف العمليات العسكرية والتوصل إلى السلام.

حرب الهويات العالمية

يتغير عالمنا بسرعة كبيرة، لدرجة أنه حتى خلال الوقت القصير الذي لم أنشر فيه مقالاتي، بات مختلفاً عما كان؛ إذ ينمو فيه التوتر والصراع، وهيكل الأمن العالمي والنظام القانوني الدولي آخذان في الانهيار، وهوة الخلافات العميقة التي تقسم المجتمع الدولي آخذة في الاتساع، خصوصاً على طول خط ما يسمى «الغرب - وخارج الغرب»، كما أن الأزمة الاقتصادية تزداد سوءاً. في روسيا، يُعتقد أن أحد الخلافات الرئيسية يتمثل في التناقضات الحادة بين النموذج النيوليبرالي للعولمة ونموذج التنمية القائم على التمسك بالقيم الحضارية التقليدية.

هل العالم على أبواب حرب نووية؟

أصبح موضوع الاستخدام المحتمل للأسلحة النووية في الأفق المنظور في العمليات العسكرية في أوكرانيا أمراً مألوفاً في وسائل الإعلام العالمية.

هل يتصدع التعاون بين إيران وأوكرانيا؟

يشير المحللون الروس إلى أن الشعب الإيراني ليس لديه موقف موحد بشأن تصرفات روسيا في أوكرانيا. فالدوائر الرسمية، وكذلك الغالبية العظمى من الإيرانيين، تعتبر العملية العسكرية الروسية الخاصة إجراءً اضطرارياً، وتدعم موسكو بشكل عام.

كرّة جديدة لاجتثاث النازية

وضعت روسيا أمامها اليوم مهمة اجتثاث النازية في أوكرانيا حيث تشكل هذه الآيديولوجيا الراديكالية تهديداً لأمن روسيا لا يقل عن تهديد الفاشية الألمانية للاتحاد السوفياتي كما هو معروف، خاضت شعوب الاتحاد السوفياتي بين عامي 1941 و1945 حرباً دموية ضد ألمانيا الفاشية، كلّفها الانتصار فيها حياة 26.6 مليون شخص (من عسكريين ومدنيين)، بمَن فيهم من الروس والأوكرانيين.

مراحل العملية الروسية في أوكرانيا... كما تراها موسكو

تمر العملية العسكرية الخاصة التي أطلقتها روسيا في أوكرانيا، مثل أي عملية عسكرية، بأطوار أو مراحل تتطور بشكل منهجي وفقاً لخطة القائد الأعلى للقوات المسلحة، رئيس الاتحاد الروسي، بطبيعة الحال. ولا نعرف المضمون الفعلي لهذه الخطة، ولكن، بالاعتماد على ملخص تصريحات كبار العسكريين الروس، وتعليقات الخبراء والمحللين الروس في وسائل الإعلام الروسية، يمكننا الحكم على بعض الملامح المهمة للعملية العسكرية الموجهة لحماية سكان الدونباس من الإبادة الجماعية التي تعرضوا لها طوال مدة ثماني سنوات، وعلى النتائج التي حققتها. - أولاً، لقد تم الانتهاء من المرحلة الأولى للعملية الخاصة، التي كان مضمونها الرئيسي يكمن في إض

«روسوفوبيا» غربية... و«هدوء أولمبي» روسي

يتماسك الرأي العام الروسي، باستثناء أقلية صغيرة، دعماً لتحركات القيادة الروسية والجيش الروسي، الذي ينفّذ مهامه في إطار العملية العسكرية الخاصة لحماية دونباس. هناك أيضاً الكثير من الأصوات التي تطالب موسكو باتخاذ إجراءات وعقوبات مضادة رداً على ضغوط العقوبات غير المسبوقة على روسيا وشعبها. بصراحة، لا أفهم، كما كنت قد كتبت في المقالات السابقة، بماذا يسترشد السياسيون الغربيون عندما يتخذون إجراءات تقييدية ضد جميع الروس من دون استثناء، وبالنتيجة ضد مصالح مواطنيهم أيضاً؟