د. عبد الله بن خالد بن سعود الكبير
أستاذ مساعد بكلية العلوم الاستراتيجية بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية وباحث زائر بالمركز الدولي لدراسة التطرف والعنف السياسي - جامعة كينغز كوليدج - لندن.

التعدّدية العالمية والتعاون الدولي في ظل «كورونا الجديد»

في فترة زمنية أقل من أربعة أشهر حتى الآن، خلّفت جائحة فيروس «كورونا الجديد» وراءها دماراً هائلاً في الأرواح، والاقتصاد، والحياة الاجتماعية. للمقارنة والمقاربة، فإن عدد ضحايا الإرهاب في العالم كله خلال العامين 2017 و2018 بلغ نحو 34.800 شخص، بينما خلّفت هذه الجائحة وراءها في أقل من أربعة أشهر أكثر من 104.000 حالة وفاة. أما بالنسبة للاقتصاد فقد بدأ في الانكماش فعلاً وبسرعة أكبر من وتيرته في الأيام الأولى للأزمة الاقتصادية العالمية عام 2008.

«رمتني بدائها وانسلّت»

في لقاء معه في تشاثام هاوس بلندن، الأسبوع الماضي (19 يوليو/ تموز)، ذكر الدبلوماسي الإيراني وزير الخارجية الأسبق كمال خرازي أن موقف إيران ضد الإرهاب التكفيري هو سبب عداء السعودية لها. قبل ذلك بيومين، كان جواد ظريف، وزير الخارجية الإيراني الحالي، ضيفاً على مركز مجلس العلاقات الخارجية في الولايات المتحدة، حيث ذكر أن السعودية استطاعت أخيراً أن تجلب الإرهابيين إلى برلماننا، في إشارة للهجوم الذي تبناه «داعش» في طهران، في 7 يونيو (حزيران) الماضي، لأنه يرمز لديمقراطيتنا التي يفتقدون إليها. لا أعلم حقيقة إن كان الساسة والدبلوماسيون الإيرانيون فعلاً مصدقين لما يتفوهون به أم أنهم يتعمدون الكذب والخداع.

ما بعد سقوط «داعش»

بدا واضحاً منذ فترة أن نهاية سيطرة التنظيم الإرهابي الداعشي على أراضيه في كل من العراق وسوريا باتت مسألة وقت. فبحسب أحدث إحصائيات التحالف الدولي، خسر التنظيم نحو 63 في المائة من أراضيه في العراق، و35 في المائة من أراضيه في سوريا منذ ذروة توسعه في صيف 2014.

الإرهاب عبر أجيال ثلاثة

حتى يسهل تصور المستقبل، لا بد من الإلمام وفهم الماضي وكيفية تطور الجماعات الإرهابية على مدى العقود الماضية. إن الجيل الحالي ممن اصطلح على تسميتهم بـ«المقاتلين الأجانب» في الجماعات الإرهابية يعد الجيل الثالث، فالجيل الأول وهو جيل المحاربين القدامى في أفغانستان في الثمانينات من القرن الماضي إبان الغزو السوفياتي، والجيل الثاني وهو جيل أفغانستان «طالبان» ما بعد 1996، والبوسنة والعراق في بداية الألفية الجديدة.

«الجماعات الإرهابية» وقوة التأثير الناعمة

صاغ جوزيف ناي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة هارفارد، مصطلح «القوة الناعمة» لأول مرة في بداية العقد الأخير من القرن الماضي٬ وعرّفه بشكل عام بأنه القدرة على التأثير والإقناع من دون اللجوء للقوة والإكراه. وانتشر بعد ذلك هذا المصطلح واستخداماته انتشار النار في الهشيم بين الساسة والأكاديميين وطلبة العلوم السياسية. قد يتساءل شخص ما عن علاقة هذا المفهوم بجماعات العنف والإرهاب الموغلة في الوحشية والقائمة على المواجهة المسلحة. من الصعب تصور امتلاك هذه الجماعات - بالأخص «داعش» - لأي نوع من القوة سوى القوة الصلبة.