شارل جبور

شارل جبور

الدولة اللبنانية كذبة... ولكن

الهجوم المفتعل على مكاتب صحيفة «الشرق الأوسط» في بيروت ألغى أي إمكانية لفتح باب النقاش العقلاني بين معارض للكاريكاتير الذي نشرته الصحيفة حول «كذبة نيسان... دولة لبنان» ومؤيد له، لأن الرد على كاريكاتير لا يكون بالتخريب والفوضى والتهديد، خصوصًا أن رد الفعل لم يكن عفويًا، بل منظمًا من قِبل مجموعة احترفت أعمال الشغب، وحاولت أن تستثمر الكاريكاتير للتعبئة والتحريض ضد السعودية، فضلاً عن أنها آخر من يحق له الدفاع عن لبنان، لأن ممارساتها تسيء للبلد وتجربته، ودوره وقيمته المضافة.

ماذا يريد مسيحيو لبنان من السعودية؟

يسجّل للسعودية في وعي ولا وعي الفرد والجماعات اللبنانية وتحديدًا المسيحية، أنها لم تسعَ يوما إلى الهيمنة على القرار اللبناني، ولم تدعم فريقًا على قاعدة طائفية أو مذهبية، وتكفي الإشارة إلى الحرب الأهلية التي كانت بأحد أشكالها مسيحية - إسلامية، حيث كان يفترض موضوعيًا ومنطقيًا أن تكون الرياض إلى جانب المسلمين ضد المسيحيين، ولكنها عمليًا كانت على مسافة واحدة من الطرفين، بل سعت جاهدة على مدى سنوات للتوفيق بينهما، فكان اتفاق الطائف. ويسجّل للسعودية في وعي ولاوعي الفرد والجماعات اللبنانية وتحديدًا المسيحية، أن دورها لم يشكل يومًا هاجسًا سياديًا وخطرًا على الاستقلال اللبناني على غرار مصر عبد الناصر وف

أي دور للبنان في مستقبل سوريا؟

أكثر شعب في العالم يفترض أن يكون معنيًا بمستقبل سوريا هو الشعب اللبناني، لأن كل معاناته في العقود الأربعة الأخيرة متأتية من النظام السوري، الذي كانت مساهمته أساسية في اندلاع الحرب الأهلية واستمرارها، ومن ثم وصايته على لبنان لمدة 15 عامًا. وقد وصلت شريحة واسعة من الشعب اللبناني إلى قناعة ثابتة بأن الوضع في لبنان لن يستقر في وجود النظام الحالي، وذلك لسببين أساسيين: السبب الأول يتصل بنظرته العقائدية التي تعتبر لبنان جزءًا لا يتجزأ من سوريا، وترفض الاعتراف بسيادته واستقلاله، وتسعى إلى ضمه إلى سوريا تحت عنوان تصحيح الخطأ التاريخي المتمثل بسايكس - بيكو.

الهدف المرحلي للسعودية.. الأذرع الإيرانية في المنطقة

من الواضح أن المملكة العربية السعودية اتخذت قرارًا من طبيعة استراتيجية بمواجهة الأذرع الإيرانية في المنطقة في رسالة مباشرة إلى طهران بأن دورها الإقليمي داخل الدول العربية عبر التنظيمات والميليشيات المسلحة والممولة والمدعومة من قبلها غير مرغوب فيه إطلاقًا، وأنها لن تسمح من الآن فصاعدًا باستمراره. لقد قررت الرياض حسم هذا الملف بنفسها كي لا يكون بندًا في أي مفاوضات مرتقبة على قاعدة أن لا مساومة أو تسوية على الأذرع الإيرانية في المنطقة، وكي لا تتركه ورقة بيد طهران للمقايضة في رسالة واضحة بأنه لا حوارَ مجديًا قبل إنهاء الأذرع الإيرانية. ويخطئ من يتعامل مع الموقف السعودي في السياق التكتيكي واللحظة ا

ثلاث لاءات جديدة

يشكل الموقف السعودي من «حزب الله» فرصة حقيقية للقوى السيادية في لبنان شرط أن تُحسن التقاطها، وأن تحظى بتفهم سعودي لكيفية الاستفادة منها والبناء عليها والتعامل معها.

لبنان أمام خيارين

الإعلان السعودي المفاجئ برفض استمرار العلاقة مع الدولة اللبنانية في حال لم تُدخل تعديلا على سياساتها حيال «حزب الله» الذي يتخذ من لبنان منطلقا لمواجهة السعودية والدول الخليجية وضع القوى السيادية، وتحديدا فريق 14 آذار، أمام خيارين: خيار التقاط فرصة الغضبة الخليجية ودخول الدول الخليجية في مواجهة مع «حزب الله»، وبالتالي التمسك بهذا التحول السعودي ومواكبته على أرض الواقع، على رغم أن هذا التوجه المستجد يختلف جذريا عن التوجه السابق الذي كان يشجع على التنازلات للحزب والتسويات معه تحت عنواني الواقعية السياسية وأولوية الاستقرار. والقوى اللبنانية المؤيدة لهذا الخيار، أي خيار الاستفادة من التوجه الخليجي