زين العابدين الركابي
كاتب سعوديّ

نعم.. (بدعة التكفير).. جناية تعاقب عليها الشريعة

(أداة الطرح) الحسابية - 9 ناقص 3 مثلا - إذا استخدمت في الحكم على (إسلام) المسلمين، فإن حاصل الطرح سيهبط من خانة الآحاد والجموع الصحيحة إلى (خانة الصفر): هذا مسلم عاص فلنطرحه من الحساب.. وهذا مسلم زان.. وثالث شارب خمر.. ورابع آكل ربا.. وخامس نادى بفكرة قد تؤدي إلى الفساد.. هؤلاء جميعا كفرة فلنطرحهم من الحساب ولنخرجهم من الملة إخراجا. لا ريب في أن هذا منزع غير واقعي من جهة، إذ إن معظم المسلمين في العصور كافة لم يتطهروا بالكلية من هذه المعاصي والكبائر والآثام..

لماذا أصبح نهر المذاهب الاجتهادي.. مستنقعا للجمود والتعصب؟!

لا نبرح نعرض لقضية «المذاهب الإسلامية». ولقد انتهى مقال الأسبوع الماضي بسؤال تعليلي وهو أن المذاهب الإسلامية كانت ثمرة لاجتهاد رحيب خصيب: حلو وجميل ومتسامح ونافع.. فلماذا تحولت هذه المذاهب (بتفكير وسلوك المقلدين من أتباعها) إلى جمود فكري وفقهي، وتعصب مذهبي، شديد الضيق، بادي العدوان؟ من علل وأسباب هذه الظلمة: 1) الابتعاد عن المنبع الصافي وهو الكتاب والسنة، ذلك أنه كلما ابتعد العالم عن هذين المصدرين الرائقين مال إلى التقليد بعد أن زاغ بصره – مثلا - عن قول الله جل ثناؤه: أ - «كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون.

«المذاهب الإسلامية»: تعصب وصراع.. أم تسامح وتعايش؟

كما وعدنا في الأسبوع الماضي، نعرض اليوم لقضية كبرى وهي قضية «المذاهب الإسلامية»، وضرورة التحاور والتعايش والتسامح بين أتباعها.. وثمة مقتضيات لطرح هذه القضية وتفصيل القول فيها..

(خادم الحرمين الشريفين): اللقب.. والنهوض الناجز بمسؤولياته

لهجت ألسنة مئات الألوف من الحجاج بمعاني الارتياح والمناخ الآمن وتيسير الحركة ودقة التنظيم وعزائم الحزم والرعاية الصحية.. إلى غير ذلك مما تمتع به الحجاج وهم يؤدون مناسكهم لهذا العام. ولئن انسابت هذه الخدمات انسيابا في كل خطوة وكل مكان، فإن وراء هذا الانسياب: تخطيطا وتدبيرا تمثلا في (تطبيق ميداني): يراه الناس ويعايشونه مباشرة. وهذه ظاهرة مفرحة في أزمنة: اعتلت فيها أمة الإسلام، واعتل فيها كل شيء تقريبا. وهي ظاهرة تستحق التأمل والبسط والتأصيل. لقد جعل الله مكة المكرمة بلدا حراما منذ خلق السموات والأرض: بنص حديث نبوي شريف رواه البخاري ومسلم..

العلاقات الأميركية - الإيرانية.. بين السر والعلانية.. عبر 35 عاما

لم نفاجأ بالتطور الجديد في العلاقات الإيرانية - الأميركية: ليس لأننا كتبنا - في هذا المكان - وقبل ذهاب الشيخ روحاني إلى نيويورك، مقالا بعنوان (ماذا يجري بين الغرب وإيران رغم الظاهر الخادع؟)، توقعنا فيه (توافقا نسبيا) بين إيران والغرب بوجه عام وبينها وبين أميركا بوجه خاص..

من «الربان العربي».. المرشح لقيادة «سفينة الاستقرار والسلام»

السفينة التي تحمل العرب والمسلمين تكاد تغرق بسبب اضطراب البحار التي تمخرها.. وبسبب شدة العواصف العاتية التي لا تفتأ تزيد البحار اضطرابا وهيجانا وهديرا وتمويجا.. ولئن كنا نثق في الذكاء الذي يستكمل الصورة من خلال تفاصيل عديدة، فإنه مع ذلك لا مانع من إيراد قرائن وتفاصيل إضافية.. فمن نيروبي التي ضرب الإرهاب أكبر مجمع تجاري فيها، إلى باكستان التي خرب الإرهاب إحدى كنائسها، وقتل العشرات من المصلين فيها، وحولها.. إلى ما يجري في العراق وسوريا واليمن وليبيا من نسف وخسف وقتل واغتيال..

ماذا يجري بين إيران والغرب على الرغم من الظاهر الخادع؟

أوباما وروحاني: هل سيلتقيان في نيويورك في مناخ الانعقاد الدوري للجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر (أيلول) الحالي؟ سواء تم اللقاء أو لم يتم، فهذه مجرد «دبلوماسية شكلية ظاهرية» لا تنقض «التغير» الذي طرأ على العلاقات الإيرانية الأميركية في الشهور والأسابيع الأخيرة. ومن حق القارئ أن يطالب بتقديم «قرائن» تدل على هذا التغير.. ومن واجب الكاتب تقديم هذه القرائن.. وها نحن نفعل ذلك: 1) جرى تبادل رسائل بين روحاني وأوباما باعتراف مسؤولين في البلدين.. وقال روحاني عن أهم هذه الرسائل التي وصلت إليه من أوباما: «لقد كانت الرسالة إيجابية وبناءة»..

وبغتة.. برد سطح المسرح الساخن بـ«المبادرة الروسية»!!

من الأخطاء السياسية المدمرة تصور أن ما يجري على المسرح، وما يقال على السطح، هو «الحقيقة» أو هو «كل شيء»، أو أن السياسة تستقى من «طرح الإعلام السياسي» الذي هو نفسه - في كثير من الأحيان - يكون مجرد تغطية لما يدبر في الخفاء أو «تحت الطاولة» لتحقيق أهداف هي نقيض ما يطرحه الإعلام السياسي!! ولنضرب لذلك مثلين اثنين: 1) المثل هو ذلك الشيء الذي سموه «الربيع العربي».. فقد حمل كثير من المثقفين والإعلاميين هذا المصطلح، اللامع المثير، على ظاهره. وطفق فلاسفة هذا الربيع – ودراويشه - يلحون على الرأي العام العربي بشعارات ومفردات من مثل «الآن.. الآن انطلقت النهضة العربية الحقة»..

هل هو ربيع (كاسحات الألغام).. أمام الزحف الصهيوني؟!

في اللغة والتقاليد العسكرية مصطلح (كاسحات الألغام).. ويقصدون بهذا المصطلح: آليات معينة مهمتها الرئيسة: تنظيف الطريق أو الطرق أمام زحف الجيوش من الألغام التي تقتل جنودا، وتفجر آليات، وتعطل حركة الزحف تعطيلا يخل بـ(توقيتات) المعركة: من هجوم وانقضاض ومباغتة العدو وتبديل في موازين القوى. وبتوظيف هذا المصطلح العسكري في مجال السياسة نسأل: هل ما سمي بـ(الربيع العربي) هو مقدمة أو تمهيد لما هو أخطر منه؟..