مينا الدروبي
اتهم عمدة لندن الجديد، صديق خان، أمس، رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والمرشح الخاسر زاك غولدسميث بتحريض الأقليات ضد بعضها خلال الحملة الانتخابية. وقال خان في مقال نشرته صحيفة «أوبزيرفر» البريطانية إن رئيس الوزراء وغولدسميث استخدما أساليب من «الكتاب ذاته الذي يقرأ منه المرشح الجمهوري دونالد ترامب»، في إشارة إلى التصريحات التي قال فيها ترامب إنه «سيمنع المسلمين من الدخول إلى الولايات المتحدة». وأدان خان محاولة كاميرون للربط بينه وبين المتطرفين خلال الحملة الانتخابية الخاصة به، وذلك بعد أدائه اليمين الدستورية أول من أمس، واعدا بأن يكون «عمدة لجميع سكان العاصمة».
شهدت المملكة المتحدة انتخابات محلية وبلدية أمس، كان أبرزها انتخابات بلدية العاصمة لندن التي شهدت منافسة شرسة بين المرشح العمالي صديق خان والمحافظ زاك غولدسميث. وانطلقت عمليات التصويت، صباح أمس، عند تمام الساعة السابعة في انتخابات المجالس المحلية في بريطانيا، وتشريعية باسكوتلندا وويلز وآيرلندا الشمالية.
بينما يتوجه البريطانيون إلى صناديق الاقتراع اليوم للمشاركة في انتخابات محلية وبلدية، بات مرشح «حزب العمال» صديق خان، الأوفر حظا للفوز بمنصب عمدة لندن، ويصبح بذلك أول مسلم يتولي هذا المنصب المهم، حسب استطلاعات الرأي التي نشرت في الساعات الأخيرة قبل الاقتراع. وتعد انتخابات عمودية لندن الأكثر جذبا للاهتمام. وبعد حملة محتدمة، أظهرت الاستطلاعات أن المرشح العمالي خان يتقدم بـ14 نقطة على منافسه المحافظ المليونير زاك غولدسميث.
يتوجه الناخبون في بريطانيا اليوم إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في انتخابات محلية وبلدية ساخنة، وسيدلي الناخبون في ويلز واسكتلندا وآيرلندا الشمالية بأصواتهم لانتخاب أعضاء البرلمانات المحلية في المقاطعات الثلاث. ويطلب شغل نحو 2700 مقعد، وتنظم اقتراعات لاختيار 4 عمد في لندن وبريستول وليفربول وسالفورد.
قرّر حزب العمال البريطاني أمس، تعليق عضوية ثلاثة من أعضائه، بعد أن واجه ضغوطا كبيرة عقب تصريحات وصفت بأنها «معادية للسامية». وتم تعليق عضوية آلياس عزيز، وسليم ملا، وشاه حسين، لينضموا إلى سلسلة من المستشارين والنواب البارزين في الحزب، بينهم عمدة لندن سابقا كين ليفينغستون، وعضو البرلمان ناز شاه، الذين علقت عضويتهم الأسبوع الماضي. وكشفت صحيفة «التلغراف» البريطانية عن «تعليق عضوية أكثر من 50 عضوا في حزب العمال في الشهرين الماضيين بسبب تعليقات أدلوا بها، وصفت بالعنصرية أو المعادية للسامية، وبينهم عمدة لندن السابق كين ليفينغستون».
اشتعلت حدة المنافسة بين مرشحي حزب العمال والمحافظين لمنصب عمدة لندن أمس، في سباق الأمتار الأخيرة قبيل الانتخابات المقررة الخميس المقبل. وحذر المرشح المحافظ، زاك غولدسميث، في مقال نشرته صحيفة «الديلي ميل» البريطانية، أمس، من انتخاب المرشح العمالي المسلم صديق خان. وقال: «ستسلمون أعظم عواصم العالم إلى من يرى أن الإرهابيين أقرب أصدقائه»، واضعا صورة من تفجيرات لندن لعام 2005.
مع اقتراب موعد الانتخابات لاختيار عمدة جديد للعاصمة البريطانية لندن، في الخامس من مايو (أيار) المقبل، خلفا للعمدة الحالي بوريس جونسون، طالب المرشح عن حزب العمال صديق خان الجالية المسلمة القيام بمزيد من الجهد للاندماج في المجتمع البريطاني ودعا البعض منهم لتعلم اللغة الإنجليزية, وتكوين صداقات مع شخصيات ذات خلفيات متعددة. وقال خان في حوار مع {الشرق الأوسط} إنه يعتزم مراقبة مواقع التواصل الاجتماعي لمواجهة التطرف ومكافحة الإرهاب، وتعزيز الأمن في مناطق الأقليات.
تزايدت الضغوط على حزب العمال البريطاني بعد تجميد عضوية العضو البارز رئيس بلدية لندن السابق كين ليفنغستون أول من أمس وسط خلاف يتعلق بمعاداة السامية، وذلك في أحدث فضيحة تكشف خلافات عميقة في الحزب، منذ انتخاب جيرمي كوربن زعيما له العام الماضي. وقال حزب العمال في بيان إنه أوقف كين ليفنغستون لحين انتهاء التحقيق بسبب إساءته لسمعة الحزب، علما بأن ليفنغستون يلقب بـ(كين الأحمر) نظرا لآيديولوجيته اليسارية المتشددة. وأعلن حزب العمال أنه جمد عضوية كان ليفنغستون، رغم أنه يعد أحد أبرز رموز الحزب، بسبب تصريحات اعتبرت مناهضة لليهودية، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الإيطالية (أنسا).
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة