محمود أبو عواد
تواجه طواقم الدفاع المدني في قطاع غزة ظروفا مأساوية ومعاناة لا تقف فقط عند محاولات إنقاذ الضحايا من تحت الركام، بل تتعدى «المأساة الجهنمية» كما يصفها رجال الدفاع المدني، لأنهم لا يملكون من المعدات ما يمكنهم من العمل بسهولة وبسرعة لإنقاذ مزيد من أرواح الناس التي تزهق بفعل صواريخ الاحتلال وتدمير منازل على رؤوس ساكنيها. ويعاني جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة من نقص في الإمكانيات والمعدات التي تستخدم في عمليات الإنقاذ التي تنفذها طواقم من الجهاز، حيث يؤثر ذلك بشكل كبير على عملهم في ظل العملية العسكرية الإسرائيلية المتصاعدة في قطاع غزة والتي تستهدف بشكل مباشر منازل المدنيين. ويقول أحد أفراد طواقم ال
16 يوما مرت على العدوان الإسرائيلي الذي ما زال متواصلا على قطاع غزة، عشت فيها، كالذين يقطنون في هذه البقعة الجغرافية الصغيرة المسماة «غزة»، حيّا أنتظر الموت الذي قد يداهمنا في أي لحظة، حتى مللنا من الصواريخ الإسرائيلية والخوف والقلق. ليلة عصيبة مرت تحت قذف البوارج البحرية حمم نيران قذائفها وصواريخها على مخيم الشاطئ..
يعيش المسعف أحمد المدهون (31 سنة) تجربته الثانية على التوالي في العمل تحت القصف والاستهداف المباشر للطواقم الطبية من قبل الاحتلال الإسرائيلي، بعد أن عايش العملية العسكرية الإسرائيلية على غزة منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) 2012 والتي قتل وجرح فيها المئات من الفلسطينيين. ويواجه المسعفون في غزة ظروفا صعبة في ظل الغارات الإسرائيلية، ويقولون لـ«الشرق الأوسط» إنهم «يعملون في الجحيم» إذ أن الجيش الإسرائيلي «يتعمد» استهداف سيارات الإسعاف والطواقم الطبية التي تهرع لأماكن القصف لانتشال القتلى وإنقاذ الجرحى، وإنه يشن غاراته عدة مرات على المناطق المستهدفة بعد وصول المسعفين إليها. ويوضح المدهون لـ«الشرق الأو
مر يومان لم أتذوق فيهما طعم النوم، عيون ذابلة ومواجع تهدد جسدي، وأرق لا ينقطع وأنا أفكر في مستقبل عائلتي التي تعيش منذ العدوان أياما عصيبة وهي تترقب مصيرها مع انتشار رائحة الموت من كل مكان في قطاع غزة. ساعة واحدة.. كان نصيب جسدي وعقلي بأن غفوت قليلا، قبل أن أصحوا مفزوعا عند السادسة صباحا على صوت قنبلة دمرت منزلا لا يبعد عن بيتي سوى بضع مئات من الأمتار، حتى إنني استنشقت من نوافذ غرفتي بواعث الدخان من آثار القصف العنيف الذي هز المنزل. حاولت إشعال ضوء لكن الكهرباء لم تسعفني، كنت أعتقد لوهلة أنها عادت لمخيمي (الشاطئ) بعد 32 ساعة من الانقطاع.
لم تجد عائلة البطش في حي التفاح شرق مدينة غزة، التي قتل 18 فردا منها وأصيب 50 آخرون في مجزرة إسرائيلية طالت منازل العائلة في المنطقة، مكانا في مقبرة الحي لدفن جثامين أبنائها، فاضطرت إلى تجهيز قبور خاصة بالضحايا في أرض تعود ملكيتها للعائلة بعد أن نفدت أمامهم كل الخيارات لدفنهم في المقابر القريبة. وفضلت العائلة بإجماع الأحياء منهم دفن ضحايا المجزرة الإسرائيلية في أرض مجاورة تماما للمنازل المستهدفة من قبل الاحتلال.
اعتاد الطبيب الفلسطيني أيمن السحباني، الذي يعمل رئيسا لقسم الاستقبال والطوارئ في مستشفى الشفاء بمدينة غزة، مشاهد الدماء والأشلاء من ضحايا وجرحى الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة، إلا أن العدوان الجديد على القطاع أضاف مزيدا من الضغوط عليه، بفعل تدفق عشرات القتلى يوميا ومئات الجرحى على المستشفى. والسحباني واحد من بين عشرات الأطباء والممرضين الذين يعملون في قسم الطوارئ، بالإضافة للعشرات من الأطباء الذين يعملون في أقسام مختلفة من المستشفى الرئيس والوحيد في القطاع الذي يمتلك إمكانيات كبيرة أفضل من المستشفيات الأخرى. ويقول السحباني (56 سنة) لـ«الشرق الأوسط» إنه لم يغادر المستشفى منذ الساعة الأولى للع
لم يدر في مخيلة محمد محيسن (39 سنة) ولو لوهلة أنه سينجح إلى جانب زوجته وأطفاله الستة في الوصول إلى ميدان فلسطين آمنا سالما معافى دون أن يتأذي أي من أفراد عائلته جراء سقوط العشرات من القذائف المدفعية التي استهدفته إلى جانب عشرات الآلاف من سكان حي الشجاعية الذين فروا من منازلهم تحت مرمى القذائف العشوائية الإسرائيلية. محيسن الذي اضطر للمشي على الأقدام أكثر من أربعة كيلومترات، للوصول إلى أقرب نقطة آمنة بمحيط حي الشجاعية في غزة، عمل جاهدا على توفير الحماية لزوجته وأطفاله من بطش القذائف الإسرائيلية التي انهمرت على الحي كالمطر لتقتل وتجرح كل من كان في طريقه باحثا عن الأمن والأمان في ربوع الحي الذي تح
بات القلق يسيطر على حياة سكان قطاع غزة مع إعلان إسرائيل بدء عمليتها البرية، وإطلاقها مئات قذائف المدفعية تزامنا مع قصف بحري وجوي تجاه المناطق السكنية الحدودية لغزة، وهو ما نتج عنه ارتفاع حاد في حصيلة الشهداء والجرحى خلال الساعات الأخيرة مع بدء عملية التوغل التي ما زالت محدودة حتى اللحظة في أطراف بعض المناطق الحدودية من جنوب وشرق وشمال القطاع. ويشهد الشارع الغزي حالة من الترقب الحذر، ويتابع عن كثب الأخبار الميدانية في القطاع والحراك السياسي الذي تشهده العاصمة المصرية القاهرة، من قبل بعض الأطراف العربية والدولية في محاولة التوصل لاتفاق يثبت وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل بما يلبي شروط الجانبي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة