أقرأُ - بكثير من التفكّر والاستبصار والمتعة - التنقيبات الثقافية للدكتور سعد البازعي، تلك التنقيبات التي نراها شاخصة أمامنا في مقالاته الثرية أو في كتبه العديدة
قبل ما يقاربُ العشر سنوات ترجمتُ - في سياق ترجمات منتخبة لحوارات مع روائيات وروائيين من شتى الجغرافيات العالمية - حواراً مع الروائي الأسترالي توماس كينيللي…
قد نرى مغالاة في تخصص ثلاثي الأطراف (فلسفة وسياسة واقتصاد) لكنّ جامعة أكسفورد البريطانية تدرّسُ هذا التخصص المشتبك منذ سنوات بعيدة.
تقترن كلّ حياة طويلة في العادة بمناسيب أعظم من الخبرات التي قد ترتقي لتكون «حكمة» تتعالى على محدّدات الزمان والمكان والبيئة.
قد تساعد بعض الحِيَل التشويقية واللمسات البوليسية في كتابة رواية تبيع بالملايين؛ لكنّ هذه الحِيَل ما كانت وسيلة لانضمام كُتّابها إلى نادي كِبار الروائيين.
تفكّرتُ كثيراً في غلاف الكتاب الماثل أمامي. مثّل عنوانه «مهنة القراءة» صدمة قوية لي لم أختبر مثيلاتها من قبلُ. نحنُ نقرأ منذ سنوات بعيدة، لكننا أغفلنا التساؤل؛ هل نقرأ من أجل أن تكون القراءة مهنة لنا؟ هل القراءة مهنة حقيقية؟ حتى لو كان ممكناً من الناحية الواقعية أن تكون القراءة مهنة؛ فهل يجب أن نجعلها مهنة؟rnلا أحسبُ أنّ مؤلف الكتاب (برنار بيفو، وهو كاتبٌ فرنسي ومقدم برامج ثقافية شهير)، أو مترجم الكتاب، وهو الناقد المغربي سعيد بوكرامي، قصدا بمهنة القراءة أي توصيف يفهم منه القارئ أنّ القراءة مهنة بالمعنى المتداول؛ عملٌ يتقاضى معه القارئ أجراً يعتاشُ منه.
نعيشُ هذه الأيام عصراً غير مسبوق، تبدو فيه البشرية وقد ولجت أولى البوّابات التي قد تؤدّي بنا إلى عصر المتفرّدة التقنية Technological Singularity التي تبشّرُ بها التطورات التقنية المتسارعة في الذكاء الصناعي، وهي تطوّرات لم تأتِ مفاجئة أو غير متوقّعة، بل كانت مدار كشوفات بحثية معمّقة منذ عقود بعيدة. لعلّنا نعرفُ جميعاً بعض طبيعة الكلام الذي يثارُ حول الفتوحات التقنية المستجدة في حقل الذكاء الصناعي، وهي فتوحات عنوانها الأشمل «روبوتات المحادثة» على شاكلة ChatGPT الذي طوّرته شركة OpenAI إحدى الأذرع التقنية للعملاق الرقمي «مايكروسوفت».
يبدو فاكلاف سمل Vaclav Smil مصداقاً لعبارة (وُلِد ليعمل Born to Work)، إنه قاطرة عمل بشرية حقيقية وأحد كبار المفكّرين في هذا العالم، ولديه القدرة على التفكير بالمشخّصات المادية والأفكار الموغِلة في التجريدية. لا تكاد تمرّ سنة أو سنتان - في أقصى الحالات - إلا ونشهد له كتاباً جديداً يحقق أعلى أرقام المبيعات، رغم صعوبة مادته وطبيعتها التي تتطلب ذهناً بحثياً مدققاً لا يرتاح للقراءات السياحية العابرة. تمتاز كتب سمل بخصيصتين مميزتين: الموسوعية، والعمل على حقول معرفية متعددة.
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة