عدنان فرزات
مهرجان القرين الثقافي الذي يقيمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت بدورته الثانية والعشرين، يأتي هذا العام «مزدحمًا» بعدة احتفاليات في احتفالية واحدة، فقد اندمجت معًا الفعاليات الثقافية المعتادة في هذا المهرجان، مع احتفالية الكويت عاصمة للثقافة الإسلامية، هذا إلى جانب الأنشطة الرئيسية الأخرى مثل حفل توزيع جوائز الدولة التقديرية والتشجيعية، وتكريم الفنان عبد الحسين عبد الرضا الذي يقام حفل افتتاح المهرجان على مسرح يحمل اسمه، وذلك يوم الثامن عشر من يناير (كانون الثاني) ويستمر لغاية السادس من شهر فبراير (شباط). اختار المهرجان شخصية هذا العام، الشيخ أحمد الطيب، شيخ الجامع الأزهر، ووقع
تتجه اليوم بوصلة عدد من الأدباء الكويتيين نحو ثقافة إسبانيا، وتحط رواحلهم الأدبية في مدن الأندلس. وقد بدا هذا الشغف يظهر في مطبوعات متلاحقة، أو في سلسلة من المقالات التي تتحدث عن «فردوس» عربي، ولكن في أحضان غربية دافئة توليها جلّ الاهتمام والرعاية. تجلى ذلك لدى عدد من الكتاب، فالكتاب الروائي عبد الوهاب الحمادي أصدر كتابًا بعنوان «دروب أندلسية» دار الكتاب الإماراتية، والكاتب الإعلامي إبراهيم المليفي أصدر كتابًا بعنوان «كنا هناك.. صراع مضى وإرث بقي» عن «دار الفراشة».
يستاء الأدباء غالبًا من الطريقة التي تتعامل معهم بها دور النشر على أرض الواقع، سواء في طريقة توزيع كتبهم أو في عائدات الأرباح التي يدعي معظم دور النشر أنها ضعيفة، ويتساءل الأدباء: «إذا كانت فعلا عائدات الكتب ضعيفة، فما الذي يجعل هذه الدور قائمة منذ سنين طويلة، بل كيف تشارك في معارض الكتب الخارجية وتدفع مبالغ طائلة في حجوزات الطيران والفنادق وغيرها من حجز الجناح في المعرض والمعيشة التي لا تقل عن أسبوعين؟»، هذا ما جعل الأدباء يطلقون عبارة «الناشر تاجر». بعض الأدباء ضاقوا ذرعًا بهذه الدور، فتحايلوا على الموضوع، وأسسوا دور نشر إلكترونية غير موجودة على أرض الواقع، مستفيدين من تقنيات العصر الحديث، و
أراح المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت هذا العام رأسه من النقاشات والضجة التي تسبق معرض الكتاب كل عام بشأن الرقابة التي يثيرها الصحافيون في أسئلتهم، فلم يعقد مؤتمرًا صحافيًا سابقًا كعادته، للمعرض المقام حاليًا في دورته الأربعين، بل اكتفى بإصدار بيان صحافي على لسان مدير إدارة المعرض عبد الله المطيري تحدث من خلاله عن أرقام وبيانات هذا المعرض: «يقام خلال الفترة من 18 – 28 نوفمبر (تشرين الثاني)، ويشارك فيه هذا العام 508 دور نشر من الكثير من الدول العربية والأجنبية، إضافة إلى مساهمات الهيئات الدبلوماسية والمؤسسات الثقافية ومراكز الأبحاث، ودور النشر الإلكتروني.
المطبوعات مثلها مثل بقية الكائنات التي إن لم تتطور وتتأقلم مع محيطها العصري فسوف تنقرض.. لذلك فإن الكثير من المجلات الثقافية التي ظهرت قوية منذ الستينات من القرن الماضي، تلاشت اليوم، ولم يعد لها وجود.
من بوابة العلوم السياسية التي حصل فيها على الماجستير من بريطانيا، دخل الكاتب عبد الأمير التركي إلى بوابة العمل الدرامي ليصنع ما يمكن أن نسميه «ثقافة الابتسامة».. فكتب للمسرح وللسينما وللإذاعة. جاء من عالم سياسي متجهم إلى فضاء ساخر. إنها معادلة ليست سهلة، لكن تحقيقها ممكن في ما لو كان لصاحبها رسالة يؤديها. ورسالة عبد الأمير التركي الذي رحل (أمس الثلاثاء) تتمثل في صنع وعي جماعي لقضايا المجتمع عن طريق الانتقاد وليس التهكم، فكان أن حصد نتيجتين، إحداهما صراعه مع الرقابة، والثانية التفاف جمهور كبير حوله.
يبدو اليوم أن عددًا من الأدباء العرب يترقبون كل عام جائزة «نوبل» ثم لا تأتي، وتدور أحاديث همسًا وعلنًا أن هذا الأديب أو ذاك يتصرف بما يرضي توجهات القائمين على «نوبل» مثل أن يكون مهادنًا يتملق ثقافة ضد أخرى، أو أن يهاجم ثقافته وتراثه ويمتدح غيرها على سبيل: «التفتوا إلي»، أو يكون متناقضًا ما بين كتاباته وما هو عليه في أرض الواقع. وهذا يفضي إلى تساؤل آخر: هل اكتفت جائزة «نوبل» من بين العرب بالأديب نجيب محفوظ منذ عام 1988 ثم غيرت مسارها بعيدًا عن الوطن العربي؟ هل يعقل أن أحدًا من الأدباء العرب البارزين لم يستطع أن يلفت أنظارهم مرة أخرى إلى العرب؟
طموح مشروع أن يرى الأديب أعماله وقد ترجمت إلى اللغات الأجنبية، بل إن قصور الترجمة في الوطن العربي إلى اللغات الأخرى، يدفع بكثير من الأدباء لأن يترجموا أعمالهم على حسابهم أملاً في أن تصل أفكارهم إلى العالم. ولكن الذي يحدث على أرض الواقع، أن هذه الجهود الفردية المكلفة والمضنية غالبًا ما تذهب عبثًا، فلا نجد صدى جماهيريًا للأعمال العربية المترجمة، بعكس الأعمال الأجنبية التي تترجم إلى العربية ونجد لها رواجًا كبيرًا في سوق الكتب.
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة