عدنان حسين أحمد
صدر عن «دار ومكتبة أوراق» في بغداد كتاب جديد يحمل عنوان «داخل الرؤية وخارجها... اللقطة السينمائية» للناقد والمخرج السينمائي حسين السلمان، وهو كتاب تنظيري يدرس اللقطة، ويحللها بطريقة نقدية تستند إلى أسس علمية رصينة. يدعو المؤلف في مقدمته المُقتضبة القارئ لأن يلِج في التجربة، ويتفرّج عليها، ولا يكتفي بمراقبتها من الخارج. يَذْكر حسين السلمان أنّ العمر الحقيقي والافتراضي لأول لقطة سينمائية امتدّ إلى 53 ثانية، علماً بأنّ اللقطة الصامتة كانت تعبيرية وبصرية قبل دخول العنصر الصوتي الذي يُعدِّهُ البعض نهاية الإبداع السينمائي.
صدرت عن دار «بتانة للنشر والتوزيع» في القاهرة مجموعة قصصية جديدة تحمل عنوان «ظمأ العيون» للقاصة والروائية المصرية جمال حسّان. وتعمل الروائية استشارية في الطب النفسي في العاصمة البريطانية. ولهذا السبب تتسرّب بعض الثيمات الطبية إلى قصصها القصيرة ورواياتها التي أصدرتها منذ أواسط التسعينات من القرن الماضي. تضم المجموعة 27 قصة قصيرة، تلامس فيها الكاتبة الهم الإنساني، المصري والعربي عموماً، حاضراً وماضياً، فهي تبدأ مجموعتها بقصة «رجائي» التي تتمحور على «حرب الاستنزاف» بتعبير الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، و«الشهداء» الذين قدّمهم الشعب المصري على مدى ثلاث سنوات.
صدر عن دار «الآن ناشرون وموزِّعون» بعمّان كتاب «السينما الأردنية - بشاير وأحلام»، للناقد السينمائي ناجح حسن، وهو الكتاب السابع في رصيده النقدي الذي يوثِّق للسينما الأردنية التي اقترنت بدايتها بفيلم «صراع في جرش» عام 1958. ويتألف الكتاب الذي يقع في 316 صفحة من القطع المتوسط من مقدمة وواحد وعشرين فصلاً، إضافة إلى ثبت بسيرة الناقد الذاتية والإبداعية. ويسعى المؤلف في هذا الكتاب إلى تبيان جهود الأفراد والمؤسسات في دعم الخطاب السينمائي بصورة عامة، وتشجيع المواهب الشابة التي تجد ضالتها في الفن السابع.
على الرغم من المبنى التاريخي لرواية وفاء عبد الرزاق «آن»، الصادرة عن دار «أفاتار للطباعة والنشر» في القاهرة، فإنّ النص السردي ليس كذلك في واقع الحال فهو يُشير إلى الزمن الحاضر ويتطابق معه، ويتماهى معه إذا ما جرّدنا الرواية من مجازيتها، ونزعنا عنها حلّتها التاريخية والرمزية. تُحسِن وفاء عبد الرزاق اختيار الثيمة الروائية التي تتجلى على مدار النص الروائي. لكنها لا تكتفي بثيمة واحدة، بل تلجأ إلى تقنية الثيمات المتعددة التي تتوازى فيها من حيث الأهمية. فحينما تنتحر الملكة «شمس» يصرخ الملك «ماهود»: «ألا لعنة على جسد الرجل ورغباته الشهوانية!».
يُعدّ القاص والروائي السعودي مقبول العلوي أكثر مجايليه ولعاً بالسِير الذاتية للأدباء والفنانين والمفكرين، فقد سبق له أن اشتغل على سيرة «الطائر الأسود ذي الصوت الجميل» في رواية «زرياب»، واستعاد محنة الحلاج وفاجعته المعروفة في رواية «طيف الحلاج»، وها هو اليوم يوظِّف السيرة الذاتية للفنان الهولندي فنسنت فان غوخ ويتعالق مع معطياتها التقنية والجمالية في رواية «زهور فان غوخ» الصادرة عن «دار الساقي» ببيروت. لا تخلو «زهور فان غوخ» من لمسات بوليسية مشوّقة رغم أنها تبدأ بداية واقعية لكنها سرعان ما تقع في الفنتازيا وتحلّق بنا إلى فضاءات غريبة تقلب حياة الراوي العليم حميد وزوجته وفاء رأساً على عقب.
يُنقِّب القاص الروائي العراقي سلام إبراهيم، في مجموعته القصصية الجديدة «طفلان ضائعان»، الصادرة عن دار «الدراويش» بمدينة بلوفديف البلغارية، في منجم سيرته الذاتية والعائلية، لكنه لا يتردد في الانتقال من الفضاء الذاتي المُحتشِد بالأحداث إلى الحيِّز الموضوعي الذي يُعمِّق نصهُ القصصي ويُثريه.
تأخذنا رواية «نوتة الظلام» لفجر يعقوب، الصادرة عن دار «الدراويش» في بلغاريا، إلى المنطقة الرمادية التي يتماهى فيها الخيال المُجنّح مع الواقع الأسيان، وهي تحتاج مثل غالبية رواياته الأخرى إلى علامات دالة تُرشد المُتلقّي في متاهة النص وتذكّره إن كان يمشي على الأرض أو يُحلّق في تجليات الأحلام. ومَنْ ينتهي من قراءة الفصل الأول من هذه الرواية، يكتشف أنّ البطل كان مُستغرقاً في حلمه الأول، وأنّ ما يجري في متن النص ما هو إلاّ تداعيات حُلُمية، مع الأخذ بعين الاعتبار أن معظم الأحلام، إن لم نقل كلها، تنبثق من نتوءات واقعية قبل أن تتسامى إلى ملكوت الخيال الذي ينطوي على كثير من السحر والدهشة والغموض.
ربما تنفرد رواية «ربيع التنّومة» لقصيّ الشيخ عسكر، الصادرة عن «مؤسسة المثقف العربي» في سيدْني بمقاصصة الذهنيتين القامعة والمقموعة في آنٍ واحد، إذ ينهمك المؤلف بتفكيك طرَفَي المعادلة من دون التركيز على الضحيّة وإهمال الجلاد، كما يمكن اعتبار هذه الرواية أنموذجاً للأدب «السوداوي» الذي يفحص الشخصية العراقية ويضعها على مِحك الاختبار لدراسة عُقَدها النفسية والاجتماعية والثقافية أو تلك الإشكالات التي تنبثق من التاريخ والجغرافية مثل «عُقدة السندباد» الذي يركب المخاطر والأهوال من دولة تمتلك بالكاد منفذاً بحرياً صغيراً على الخليج العربي.
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة