طارق الشناوي
كتب أحدهم على صفحته الحمد لله إن رمضان خلانا نشوف هيفاء وهبي ترتدي الخمار وتصلي، كان ذلك بالطبع في مشهد بمسلسل «الحرباية»، ونسي هؤلاء أن هيفاء في أحد مشاهد فيلم «دكان شحاتة» ارتدت النقاب أيضا وذلك قبل نحو 8 سنوات، فالأمر ليس جديدا عليها ولا علينا. يحلو للبعض أن يحطم الخط الفاصل بين هيفاء وهبي الفنانة وهيفاء وهبي الإنسانة، لدينا صورة ذهنية عن هيفاء يسعى البعض حثيثا لتثبيتها، متجاهلين أن هيفاء من المؤكد ليست هي الخادمة «عسلية» بنت البلد الشعبية في «الحرباية». المسلسل مهدد بالمصادرة حيث إن المنتج والقناة لم يتقدما به للرقابة، قبل العرض، حتى يتم تصنيفه رقابيا فوق 18.
تقول الأغنية الشهيرة «يا حلاوة الدنيا يا حلاوة يا حلو لو يا حلاوة».. هل نحن نغني للحياة فقط في لحظات السعادة أم أننا عندما نقترب من حافة الخطر نتمسك بالحياة بخيوط أوثق ونغني لها بصوت أعلى، ونشعر بحلاوتها أكثر وأكثر. الخوف من فقدان الحياة يلعب دور المحفز لكي يولد بداخلنا كل أسلحة المقاومة للبقاء على قيد الحياة، وهذا هو الدافع السحري الذي حرك ومضة الإبداع داخل صُناع هذا المسلسل الاستثنائي، الذي كان بحق يسبح في مياه درامية مغايرة، عن كل ما نراه من أعمال درامية تتناثر حولنا في هذا الموسم الرمضاني الذي ملأ شاشاتنا العربية بنحو 100 مسلسل.
عندما رحل محمود عبد العزيز قبل نحو سبعة أشهر، قرأنا وشاهدنا واستمعنا إلى بيان من جهاز المخابرات المصرية ينعي فيه للأمة العربية النجم الكبير، فهو الفنان المصري الوحيد الذي جرى تأبينه من قبل هذا الجهاز السري. على الفور تذكر الناس «رأفت الهجان»، إنه دور عمر نجمنا الذي غاب عن الحياة، ولكنه لم يغب أبداً عن مشاعرنا. الشخصية الدرامية التي تستند إلى وقائع حقيقية، لو نجحت في تقديمها تحقق جماهيرية غير مسبوقة، وهكذا عاش «رأفت الهجان».
أخيراً قرر المجلس الأعلى للإعلام ألا يكتفي فقط بالتهديد والوعيد لكل من يقدم عملاً فنياً أو لقاءً تلفزيونياً، وبه كلمة يراها مسفة، ولكنه سيبدأ فوراً تطبيق القانون الذي يلزم كل مخالف بدفع 200 ألف جنيه مصري (12 ألف دولار) عن الكلمة الواحدة. في بعض المسلسلات تم رصد أكثر من عشر كلمات مسفة في الحلقة الواحدة، أي أن حصيلة المخالفات في اليوم الواحد من الممكن أن تصل في المسلسل إلى 120 ألف دولار. ولن يصبح فقط المجلس هو المنوط به فقط ذلك.المجلس الأعلى يؤمن بالديمقراطية ولهذا سيدخل إلى جهاز المراقبة الجمهور أيضاً ليصبح 100 مليون مواطن مصري من حقهم المشاركة في الرصد.
«إذا مت ظمآناً فلا نزل القطر»، بيت شعر لأبي فراس الحمداني في رائعته «أراك عصي الدمع» التي غنتها أم كلثوم فحققت لها الذيوع والانتشار.
معلومة خارج النص، مهرجان القاهرة السينمائي الدولي يسعى لاستضافة النجم الهندي الأشهر شاروخان لتكريمه في افتتاح المهرجان الذي يحتفل بدورته رقم 39 يوم 21 نوفمبر (تشرين الثاني) القادم، حتى كتابة هذه السطور لم يتلق المسؤولون رأياً قاطعاً؛ فالمهرجان يحمل اسم مصر وتقيمه الدولة، وهو الوحيد المعترف به رسمياً في الشرق الأوسط من قبل اتحاد المنتجين العالميين. وفي محاولة لإقناع شاروخان، فإن المهرجان سوف يهديه الدكتوراه الفخرية، بالإضافة إلى جائزة خاصة تحمل اسم فاتن حمامة؛ تقديراً لعطائه الفني.
«أنتم عملتوا ثورة، يبقى ح تشوفوا أيام سوده» كان هذا هو تعقيب عادل إمام أو شخصية عدلي علام في مسلسل «عفاريت عدلي علام»، على العفريتة «سلا»، التي أدَّت دورها غادة عادل، عندما أخبرته أنهم في عالمها السفلي قد قاموا بثورة أطاحت بملك الجن. ربما يراها البعض مجرَّدَ كلمة عابرة لا تحمل موقفاً سياسياً، إلا أن عادل إمام بتكوينه الشخصي، لا يمكن أن يعتبِرَها عابرة، نظراً لحساسية الموقف سياسياً، فأنا أراها مقصودة، لتحمل أيضاً رأي عادل إمام، وليس فقط عدلي علام، المسلسل كتبه يوسف معاطي، وأخرجه رامي إمام، هذا هو اللقاء السادس الذي يجمع بين معاطي وعادل.
قال الكاتب الكبير وحيد حامد، إنه حرص على أن يتأكد حتى من نوع السجائر التي كان يدخنها الرئيس جمال عبد الناصر، الذي شغل قبل وبعد ثورة يوليو (تموز) 1952 مساحة رئيسية في الأحداث التاريخية لمسلسل «الجماعة» الجزء الثاني، رغم أنها تفصيلة قد لا يعيرها المتلقي أدني اهتمام، إلا أن الدقة التي انتهجها وحيد أثناء التحضير لكتابة المسلسل فرضت عليه التحري عن كل شيء، ورغم ذلك فإنك سوف تكتشف أن أول اتهام يوجه للمسلسل هو عدم الالتزام بوقائع التاريخ. بداية يجب أن نذكر أن كل منا يُطل على العمل الفني بقناعة مسبقة، وينتظر أن تؤكد الشاشة الصورة الذهنية التي سكنت بداخله عبر كثير من المؤثرات الداخلية والخارجية التي عاش
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة