رجينا يوسف
عاصفة الصّحراء تكتسح أهدافها وتدكّ الحرس الجّمهوري... «الملك فهد: ارتفع سيف الحقّ وصوته الدّاعي لرفع الظّلم»... صدّام مُكتئب وقصره أُصيب وتسلّم رسالة غورباتشوف في مخبأ مظلم»...صواريخ عراقية سقطت على إسرائيل. في 18 يناير (كانون الثاني) من عام 1991. كتبت جريدة «الشرق الأوسط» في صفحتها الأولى، غارات جوية مكثّفة تجاوز عددها 1300 طلعة، لم تتوقّف على مدى 21 ساعة من القصف المتواصل، الذي يُعتقد أنّه دمرّ 80 في المائة من الأهداف العراقية. وفي تطوّر مفاجئ: صّواريخ عراقية تسقط في أنحاء عدّة في إسرائيل.
عنوان عريض تصدّر الصفحة الأولى من جريدة «الشرق الأوسط» في 10 يناير (كانون الثاني) 1991: «انهيار محادثات جنيف يُقرّب احتمال الحرب». وعناوين أخرى تتعلّق بالوجود العسكري العراقي في الكويت: «الملك فهد يتلقّى اتصالاً من الرئيس الأميركي» و«بيكر: العراق تصلب وأخطأ التقدير وعزيز رفض تسلم رسالة بوش». بعد أكثر من ثلاث ساعات وثلاث جلسات جمعت بين وزير الخارجية الأميركي جيمس بيكر ونظيره العراقي طارق عزيز في جنيف، انتهى اللقاء بالفشل الذي ردّه بيكر إلى «تصلّب العراق وحساباته الخاطئة»، فيما قال عزيز إنّ اللائمة تقع على عدم تنظيم لقاءات سابقة ومبكّرة بين واشنطن وبغداد.
في أول رحلة خارج بلدها مصر، حطت الرسامة راندا إسماعيل بلوحاتها في معرض جماعي استضافته قاعة «آرت هيل غاليري» بالعاصمة البريطانية لندن، وشارك فيه فنانون من الشرق الأوسط واليونان والهند. لطالما عشقت راندا الرسم وكان أفضل هواياتها، لكنها أرادت أن تتقنه فبدأت بدراسته على يد أساتذة من كبار الفنانين المصريين في هذا المجال لتتعلم أصوله. «أتمنى أن يرى الناس مفردات وروح مصر الشعبية في لوحاتي»، تقول راندا في حديث لـ«الشرق الأوسط». لوحتان من مجموعة معرضها «بر أمان» معلقتان إلى جانب لوحات لفنانين آخرين.
للتّعريف بأحدث ابتكاراتها في ميدان «الطب الشخصي» الموجه لمريض واحد بمفرده، نظّمت شركة «سيمنس» الألمانية، بين 9 و13 سبتمبر (أيلول)، جولة صحافية خاصة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حضرتها «الشرق الأوسط»، شملت مدينتي فرانكفورت وميونيخ الألمانيتين، والعاصمة النمساوية فيينا، حيث عقدت مؤتمراً للغاية نفسها. «طب شخصي» وتحدّث خلال المؤتمر برينهارد كينلاين، رئيس قطاع العمليات الصّناعية والقوى المحرّكة لمنطقة شرق ووسط أوروبا، في الشركة قائلاً: «إن الأهمية المتزايدة للطب الشخصي، على سبيل المثال تعزز الطّلب على التكنولوجيا الرقمية في قطاع الصناعات الدوائية، بما يتيح استمرارية الإنتاج من دون الاعتماد
يجمّلون ما هدّمته ماكينة الحرب، وما شوّهته سنوات الزّمن، وبريشة ملونة يرسمون جداريات أبنية أكل الدّهر عليها ناسياً بعد رحيله آثار بؤسه. أنامل شباب موهوب، تترك بفرح مسحة جمال ونظرة تريح عيون المارة في شوارع مرّت موهبتهم بها. انتشر في لبنان قبل سنوات، فن «الغرافيتي» (الرّسم في الشّارع)، لتتزيّن بعض مباني العاصمة بيروت برسوم عملاقة على جدرانها. وفي شارع الحمراء، ترتفع جدارية لأسطورة لبنان الشحرورة صباح، مبتسمةً للمارة. العمل من تنفيذ الفنان يزن حلواني، وكان من ضمن مشروع تنظّمه جمعية «أحلى فوضى».
في كلّ عام تُطلق «ناشيونال جيوغرافيك»، المنظمة العالمية غير الربحية، مسابقة التقاط الصّور، ليجول المصوّرون في جميع بقاع الأرض متربصين لحظة مناسبة لخطف مشهد مميّز من عمق مياه البحر والمحيطات أو من فوق الأرض أو من السّماء، مستخدمين جميع الوسائل التي تساعدهم على التقاطها من هليكوبتر إلى طائرة الدرون «طائرة بلا طيّار»، للفوز بلقطة يتفردون بها، تُظهر روعة مشهد ما بصورة فوتوغرافية، تخطفها عدسات كاميرات عالية التقنية لتوقف الزمن في إطار ملوّن خلّاب. تشمل المسابقة قائمة تصنيفات تتوزّع على فئات ثلاث: الطّبيعة، والمدن، والنّاس.
بالعودة إلى جميع الأزمنة حين بدأت الابتكارات تظهر وتتطوّر يومياً، لم يستطع أي منها أن يقضي على ما سبقه، بل شكّل وصلة ونقلة ما بين القديم والجديد. كل تطوّر تشهده البشرية يلقى في بداياته هجمة قوية من الجمهور المتعطش لتلقف كل جديد؛ لكن الشركات الكبرى ورؤوس الأموال تستطيع خلق نوع من التجديد والتوازن للحفاظ على أرباحها. ومن الأمثلة على ذلك أن اختراع التلفاز لم يقتل السينما، بدليل أنها استطاعت العيش والاستمرارية لأكثر من 120 سنة من ظهورها لأوّل مرّة، حتى مع ظهور الإنترنت ومنصات الفيديو. بيد أن هذا التطوّر قد ينظر إليه البعض على أنه سلاح فتّاك يقتل كل ما سبقه.
تبتلع شهرة المعالم السياحية الكبرى كالقصور والنصب والمتاحف كثيراً من الأماكن المتواضعة ببنيانها، ولكنّها تبقى مهمة بمن عاش بين جدرانها من كتاب وأدباء ومفكرين وفنانين قدّموا أعمالا عبرت الحدود ونهلت منها البشرية.
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة