ديون سيرسي
وضعت الشابات الست قنابلهن جانباً، ووقفن حول البئر يحدقن في الفراغ المظلم. فباعتبارهنّ أسيرات لجماعة «بوكو حرام»، إحدى أكثر الجماعات الإرهابية دموية على وجه الأرض، فقد جرى إرسال هؤلاء النساء للقيام بأبشع المهام، وهي تفجير مسجد بكل من فيه. لكن النساء أردن التخلص من القنابل دون قتل أحد، بما في ذلك أنفسهن. تفتق ذهن إحداهن، وتدعى بالاربا محمد (كانت تبلغ من العمر آنذاك 19 عاماً، وكانت قد اختطفت بعد أن عصبت «بوكو حرام» عينيها قبل بضعة أشهر)، عن فكرة، وهي إزالة حجاب رؤوسهن لعمل حبل طويل وربط القنابل به وإنزاله إلى البئر بحذر شديد، وكُنّ يدعون الله أن تكون البئر مملوءة بالماء، ونجحت الخطة.
بعد مرور عقد من الحرب المهلكة مع متطرفي جماعة «بوكو حرام» الإرهابية، صاروا الآن أفضل تسليحاً من أي وقت مضى، ويملكون الطائرات «الدرون» المسيّرة (من غير طيار) الأكثر تطوراً من الجيش النيجيري المنهك والمحبطة معنوياته. وقف الصبي عبدول البالغ عشر سنوات من عمره على أول الطريق الترابي في قريته المحاصَرة بين حقول الذرة البيضاء، ورفع قميصه لتظهر ندبة غائرة طويلة في أسفل بطنه كانت نتيجة تفجير انتحاري نفذه مجرمو «بوكو حرام» في يونيو (حزيران) الماضي، وطارت شظاياه لتمزق بطن الصبي الصغير. وتجمع نحو عشرة من الصبية الصغار حول عبدول رافعين قمصانهم وبكل منهم ندبته المميزة من الهجوم الدموي الجبان نفسه. كان من ال
كان المفترض أن يكون المخيم ملجأ لسكن اللاجئين، لكن في ذلك المكان سرق حياة فالماتا منذ كانت في السنة السادسة من المرحلة الابتدائية، تحديداً بعدما اختطفت من بيتها وتعرضت للاغتصاب مراراً على يد مقاتلي تنظيم «بوكو حرام» الإرهابي على مدى السنوات الثلاث التالية. أخيراً تمكنت فالماتا من الفرار في الربيع الماضي بعدما تسللت إلى الغابة عندما كان الحراس يغطون في نوم عميق. كانت وحيدة ولم يتعد عمرها الـ14 عندما وصلت إلى مخيمات مخصصة لضحايا الحرب. وصلت هناك في المساء ومكثت طيلة الليل، وبعدها سمعت صوتا يناديها. كان صوت ضابط الأمن الذي أمرها بالخروج من الخيمة، وكان على الفتاة المرتعبة إطاعة الأمر.
لم تكن الفتيات يرغبن في قتل أي شخص. لقد ساروا في صمت لفترة من الوقت، وكان حمل المتفجرات المعلقة حول أجسادهن ثقيلا للغاية عندما كن يتلمسن الصواعق وهن يفكرن في وسيلة للفرار. تقول هاديزا (16 عاما): «لا أعرف كيف أتخلص من هذه الأشياء حول جسدي»، وهي تتذكر كيف كانت تسير نحو تنفيذ مهمتها. وسألت الفتاة البالغة من العمر 12 عاما بجانبها التي كانت ترتدي حزاما ناسفا هي الأخرى: «ماذا سوف تفعلين بحزامك الناسف؟». فأجابتها تقول: «سوف أذهب إلى حيث يقولون وأفجر نفسي هناك». لقد كان الأمر يجري بسرعة فائقة.
منذ أن كان صبياً صغيراً، حرص بونو بوكار على المشاركة في ألعاب المطاردات الكبرى داخل غابات شمال شرقي نيجيريا، حيث كان يقتفي آثار أقدام خنازير برية وأفيال عبر الأشجار الكثيفة. أما اليوم، فإن الفرائس التي يتتبعها تترك وراءها آثار دراجات نارية! كان بوكار والعشرات من أعضاء اتحاد للصيد يعود تاريخ تأسيسه إلى قرن مضى قد حولوا أسلحتهم نحو جماعة «بوكو حرام» المسلحة التي تورط أفرادها في أعمال قتل واختطاف وحرق للقرى على امتداد 8 سنوات من الدمار والخراب بمختلف أرجاء المنطقة. أيضاً، دفعت نيجيريا بفرق ضخمة من الجيش في عملية اكتساح ضخمة ضد المتمردين الذي تقهقروا منذ ذلك الحين إلى مخابئ نائية داخل الغابات. خلا
اصطفت عشرات السيارات المحملة بأواني الطهي ومتعلقات أخرى على طريق مزدحم خارج واحد من أخطر المخيمات التي تعمل كملاذ للفارين من الحرب مع جماعة «بوكو حرام».
اعتقدت زارا وشقيقها الأصغر أنهما في أمان. فبعد احتجازهما من قبل جماعة «بوكو حرام» لعدة شهور، تمكنا من الوصول إلى المخيم الحكومي المفتوح لاستقبال آلاف المدنيين الذين تمكنوا من الفرار من قسوة ووحشية المسلحين الإرهابيين.
يمتلك هارون كومار ثلاث شقق في نيودلهي، وكان الرجل وفر لذاته قدرا من الحياة المريحة بصفته ينتمي إلى الطبقة الوسطى التي تشهد نموا سريعا في الهند. ومنذ وقت ليس ببعيد، صار من الملاك العقاريين العالميين كذلك، حيث ابتاع منزلا غير باهظ التكاليف من ثلاث غرف نوم، ومنزلا آخرا من طابقين، على بعد ثمانية آلاف ميل، في مدينة سانت لويس. بالنسبة لكومار وغيره من الهنود الأثرياء، تعتبر سوق العقارات الأميركية بمثابة غطاء آمن.
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة
