حسين دمير
على وقع القصف المدفعي التركي لمعاقل وحدات حماية الشعب الكردية في شمال سوريا تزداد التكهنات، رغم النفي الحكومي التركي، بتدخل بري تركي يحمي أمن تركيا القومي الذي يهدده اقتراب المسلحين الأكراد أكثر نحو تركيا ويعيدهم إلى مناطقهم السابقة البعيدة عن الحدود. القصف التركي للفصائل الكردية في شمال سوريا استمر لليوم الثالث على التوالي، ورئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو قال للصحافيين أثناء رحلته إلى أوكرانيا حرفيا: «لن يصلوا إلى أعزاز». وتركيا لمحت في أكثر من مناسبة إلى أنها ستتخذ التدابير المناسبة لحماية أمنها القومي، كل هذه الأمور مجتمعة تصب في كفة ترجيح التدخل البري التركي في سوريا، لكن وزير الدفاع
الموت الذي يعرفه السوريون جيدا، دفع عشرات الآلاف منهم إلى النزوح صوب تركيا، ليجدوا الباب الذي ما انفك المسؤولون الأتراك عن وصفه بـ«المفتوح»، موصدا بإحكام بوجههم هذه المرة، ولم يكن سوى العراء بانتظارهم وخيام لا تكفي لإيواء أعداد بسيطة منهم، ومساعدات إنسانية لا تسمن ولا تغني من جوع. أكثر من عشرة أيام مرت، ولا تزال بوابة أونجو بينار التركية، مغلقة، ولا يُسمح بالعبور، إلا لمن تحملهم سيارات الإسعاف من جرحى القصف الجوي، وذوي الحالات الحرجة، فيما تتزايد على الجانب الآخر من الحدود، مع استمرار القصف الروسي وتقدم قوات النظام من جهة، الهجمات التي يشنها المسلحون الأكراد على قرى وبلدات ريف حلب الشمالي، الذ
واصل الجيش التركي أمس قصفه لمناطق خاضعة لسيطرة وحدات حماية الشعب الكردي في شمال سوريا، وسط معلومات عن أن القصف «استهدف طريق الإمداد الذي تسلكه القوات الكردية وحلفاؤها باتجاه بلدة تل رفعت» التي اندلعت فيها اشتباكات عنيفة، إثر محاولة القوات الكردية السيطرة عليها. وتعتبر تركيا، حزب الاتحاد الديمقراطي (الكردي السوري)، الذي تصفه بـ«الإرهابي» أشد خطرا من تنظيم داعش، على حدودها وأمنها القومي، فالحزب الذي تربطه علاقة وثيقة بحزب العمال الكردستاني (التركي)، لا ينوي التوقف عند نقطة معينة، مستفيدا من الدعم الأميركي والروسي، يحاول السيطرة على أوسع مساحة في الشمال السوري، وربط «كانتونات» الإدارة الذاتية على
من دون جدوى، يتجمع عشرات السوريين، يوميا أمام بوابة معبر أونجو بينار التركي، في محاولة منهم للعبور إلى الجانب الآخر من الحدود، أي إلى الأراضي السورية. معظمهم مقاتلون في الفصائل العسكرية المعارضة، ويريدون العودة للقتال ضد قوات النظام من جهة، والمقاتلين الأكراد على جبهة أخرى. يقول أحمد، وهو مقاتل في الفصيل الرابع التابع للجيش السوري الحر، من أمام بوابة المعبر الحدودي، إن «الوضع سيئ في الداخل، ونريد العودة للقتال، وإلا سنخسر كل شيء».
كانت الساعة، تمام الخامسة والنصف مساءً، عندما بدأت الشمس، غروبها، لتترك خيوط الضوء الأخيرة، سماءً صافية، عندها، تمكنا من رؤية، مقاتلة تحوم في الأجواء، على مقربة من الحدود التركية - السورية، لم نتمكن من معرفة هوية الطائرة، لكن وبعد وقت قصير جدًا، كشفت عن هويتها، بصواريخ وجهتها إلى بلدة (كفر كلبين)، على محيط بلدة إعزاز، التي لا تبعد عن الحدود التركية سوى (5) كلم. فجأة، سمعنا أصوات سيارات الإسعاف، تقترب منا، وبسرعة بالغة، اجتازت البوابة الحدودية، لتنطلق إلى المستشفى الحكومي بولاية كيليس جنوب تركيا.
حذر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مما وصفه بـ«نفاد صبر بلاده» تجاه الأزمة السورية، مؤكدا أن تركيا، قد «تضطر للتحرك»، في ظل اقتراب آليات الحرب على حدود بلاده، متهما إيران بارتكاب مذابح داخل سوريا، في ظل صمت دولي مطبق. وقال إردوغان الذي بدا متوترا في كلمة ألقاها في أنقرة، إن كلمة «أغبياء» ليست مكتوبة على جبيننا. لا تظنّوا أن الطائرات والحافلات موجودة هنا من دون سبب. سنقوم بما يلزم.
حذر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مما وصفه بـ«نفاد صبر» بلاده تجاه الأزمة السورية، مؤكدا أن تركيا قد «تضطر للتحرك» في ظل اقتراب آليات الحرب من حدود بلاده. وقال إردوغان في كلمة ألقاها بأنقرة أمس، إن «كلمة (أغبياء) ليست مكتوبة على جبيننا. لا تظنّوا أن الطائرات والحافلات موجودة هنا من دون سبب. سنقوم بما يلزم». وهدد إردوغان بفتح حدود بلاده البرية لعبور اللاجئين إلى أوروبا، مضيفا: «لقد أحضرنا الحافلات للمعتصمين في مدينة أدرنة على حدودنا مع أوروبا وأعدناهم. هذا حصل مرة أو مرتين، ولكن لا تؤاخذونا من الآن فصاعدا، سنفتح الحدود ونتمنى لهم رحلة سعيدة».
على مسافة أمتار من معبر أونجو بينار (باب السلامة) يقف عشرات السوريين ممن دخلوا الأراضي التركية قبل أيام، بينهم مرضى ومرافقوهم، علّ سلطات المعبر التركي تسمح لهم بالعودة إلى سوريا، لكن دون جدوى، فالسلطات لا تسمح بذلك، بل وترفض بشدة. في الصباح الباكر، وبعد خروجها من مستشفى مدينة كيليس جنوب تركيا، وصلت سيدة مسنة على كرسي متحرك إلى المعبر الحدودي البري المغلق، ومعها ابنها الذي دخل معها يوم الجمعة، عبر سيارة إسعاف أقلتهم من الأراضي السورية إلى تركيا، اليوم تريد هذه العجوز العودة إلى قريتها، أو على الأقل دخول الأراضي السورية، القريبة جدا من حيث المسافة، البعيدة من حيث إمكانية العبور إليها. قالت باختص
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة