إعتدال سلامة
قبل بضعة أسابيع فقط ساد جو من التفاؤل مصارف ألمانيا الكبرى، التي تحدث مديروها عن تحسّن تدريجي في التجارة المصرفية الوطنية، لكن سرعان ما أطاح فيروس «كورونا» بموجة التفاؤل هذه. فالعاصفة الفيروسية دمّرت، في أيام معدودة، كل ما بنته المصارف الألمانية من إجراءات طارئة، في عام 2019، لإعادة إنعاش أنشطتها المتعثّرة. ومن وجهة نظر الخبراء الألمان في العاصمة برلين، تتوسّع الأزمة التي ولّدها فيروس «كورونا»، حول العالم، كرقعة الزيت.
منذ عام 2000 بدأت الاستشارات المالية المتطوّرة التعويل أكثر فأكثر على مجموعة من الخوارزميات لإعطاء المستثمرين الدوليين الأجوبة المواتية والخدمات المطلوبة. وبهذا، وبدلاً من التعامل مع المستشارين البشريين دخل العالم منحى جديداً يتميّز بوجود المستشارين الروبوتيين، عبر الإنترنت، القادرين على العمل من دون تعب. ويفيدنا الخبراء الألمان في برلين بأن هؤلاء المستشارين الآليين أداروا عمليات مالية رسا إجماليها عند 400 مليون يورو، على صعيد ألمانيا، عام 2019. تقول سوزان هوبر الباحثة الألمانية من قسم الأبحاث الاقتصادية في جامعة (لايبزيغ) إن ظاهرة المستشارين الروبوتيين تتفشى بسرعة أوروبياً.
يرى ينس فايدمان، حاكم المصرف المركزي الألماني الذي كان مرشحاً قوياً ليكون خلفاً لحاكم المصرف المركزي الأوروبي السابق ماريو دراغي، أن معدل التضخّم في منطقة اليورو ينبغي أن يحوم هذا العام حول 2 في المائة، ما يجعل نظرته تتطابق مع مخططات كريستين لاغارد، حاكمة المصرف المركزي الأوروبي الحالية. مع ذلك، يستعدّ المصرف المركزي الألماني لجولة من «الصدمات» الحادة مع لاغارد بسبب مواقف الأخيرة المصيرية التي قد تضرّ بالمصالح الألمانية، ومن بينها عزمها تخفيض شراء أذون الخزينة الألمانية. في سياق متصل، تقول الخبيرة أنيا روبل، من مصرف «دويتشه بنك»، إنّ السيولة النقدية لدى المصارف الألمانية وصلت في أواخر عام 2019
تَعِدُ تجارة المعطيات أو البيانات المالية بآفاق ذهبية واعدة أمام بورصات العالم لناحية الأرباح. فحجم السوق الدولية المتعلّقة بها ترسو قيمتها الكلية عند 30 مليار دولار لعام 2020 وحده. وتعتبر سوق لندن للأوراق المالية بين الأوائل عالمياً في شمّ رائحة الأرباح الهائلة المخفية في تجارة المعطيات المالية، مما دفعها في صيف عام 2019 إلى شراء شركة «ريفينيتيف» الرائدة في تجهيز الأسواق بالمعطيات المالية. وبهذا احتدمت المنافسة الشرسة بين البورصات العالمية للحصول على أكبر شريحة في أسواق المعطيات المالية، حديثة الولادة، مهما كلّف الثمن.
قد يكون قطاع السيارات العالمي بين القطاعات الأكثر تضرراً مع تفشّي فيروس كورونا القاتل. في المقام الأول، يشير الخبراء في العاصمة برلين إلى أن مبيعات السيارات، في الأسواق الصينية، ليست اليوم في أفضل حال لها وقد تقلّصت بصورة تخطّت التوقعات منذ بداية انتشار فيروس كورونا. من جهة أخرى، تراجع إنتاج السيارات، عموماً، جراّء الإقفال الإجباري للعديد من المنشآت في الصين، ضمن إجراءات حكومية احترازية للحدّ من انتشار الفيروس. لذا، يتوقّع الجميع تراجعاً في مبيعات السيارات وإنتاجها، عالمياً، في الربع الأول من عام 2020. على الأقل.
يغرق العالم اليوم في بحر من الديون المُقدّرة بنحو 253 تريليون دولار، أي 322 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي. وقفزت هذه الديون في الربع الثالث من عام 2019 إلى مستوى قياسي، وذلك بدعم من أسعار الفائدة المتدنية والتسهيلات الائتمانية، ما يزيد من الأموال الرخيصة في الأسواق. ويعيد الخبراء الألمان حالة الديون العالمية التي يُرثى لها إلى بارومترين اثنين؛ هما أسعار الفائدة المتدنية ووفرة الائتمان السهل، قد يُشعلان توتّرات مالية مستقبلية مخيفة. علاوة على ذلك، تلاحق الديون كل الأُسر الأوروبية على حد سواء.
يعمد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في الوقت الحالي، على تفعيل استراتيجية تأجيج التوتّرات السياسية حول العالم. مع ذلك لا تأبه الأسواق المالية الدولية ولا المستثمرون الدوليون وبينهم الألمان بالطبخة السياسية الأميركية التي يعتقد الخبراء في برلين أنها مُتعمّدة لتوليد تغيّرات اقتصادية وجيوسياسية في العالم هدفها طرح نموذج نظام مالي دولي جديد.
سجل الأسبوع الأخضر الـ85 الذي يقام سنوياً في برلين أرقاماً قياسية، سواء من ناحية عدد المشاركين أو حجم العقود التي أبرمت، أو ما أنفقه الزوار في شراء مواد غذائية من كل أنحاء العالم، وتناول الأطعمة اللذيذة في المطاعم التي أقامتها الدول المشاركة. حيث وصلت الحصيلة إلى 52 مليون يورو، كما شارك 1810 عارضين (مقابل 1751 عام 2019)، من 72 دولة (مقابل 61 العام الماضي)، على مساحة 129 ألف متر مربع (125 ألفاً العام الماضي).
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة