إبراهيم حميدي
كل موجة من الغارات الإسرائيلية على سوريا في السنوات الماضية، مهمة. لكن الدفعة الأخيرة منها ليل الجمعة/ السبت، لها أسباب إضافية من الأهمية، بينها تحول سوريا إلى «صندوق رسائل» بين روسيا وإسرائيل نتيجة التوتر بينهما بسبب أوكرانيا من جهة جهة، وسعي ايران لـ «ملء الفراغ» الروسي بسوريا. الرسالة الروسية الأبلغ جاءت في 13 من الشهر الحالي، عندما شنت إسرائيل غارات في سوريا. الجديد وقتذاك، أن «حميميم» شغلت منظومة صواريخ «إس - 300» المتطورة، واستهدفت قاذفات إسرائيلية بعد انتهائها من حملة القصف.
لو أن شخصاً أسس مشروعاً استثمارياً في القامشلي، الخاضعة لسيطرة حلفاء واشنطن، شمال شرقي سوريا، ووظف فيه عمالاً من «المربع الأمني» التابع لدمشق، هل يعتبر هذا خرقاً للعقوبات الأميركية أم لا؟ ولو أن شخصاً أسس مشروعاً استثمارياً في أعزاز، الخاضعة لحلفاء أنقرة، في ريف حلب شمال البلاد، وحصل على مواد أولية من تل رفعت المجاورة، هل يكون قد خرق العقوبات الأميركية أم لا؟ القرار الذي اتخذته وزارة الخزانة الأميركية الخميس، للسماح بأنشطة استثمارية في 12 قطاعاً، من بينها الزراعة والتشييد والتمويل، سيطرح أمام واشنطن مثل هذه الأسئلة التفصيلية في الفترة المقبلة. فمن حيث المبدأ، كثفت إدارة الرئيس جو بايدن جهودها
أكد الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، في حديث إلى «الشرق الأوسط»، أن روسيا غير مدعوة إلى المؤتمر السادس للمانحين في بروكسل يومي غد (الاثنين) والثلاثاء، بسبب «عدوانها على أوكرانيا». وقال: «بصفتنا مضيفين، ندعو الشركاء الذين لديهم مصلحة حقيقية للمساهمة في إحلال السلام في العالم ومساعدة ضحايا الصراع.
(حوار سياسي) قال الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والأمن بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في حديث إلى «الشرق الأوسط» إن الاتحاد الأوروبي ملتزم بـ«خطوطه الحمراء» الثلاثة، التي تتضمن عدم المساهمة بإعمار سوريا وعدم رفع العقوبات وعدم إقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع دمشق «ما لم يتم إنجاز انتقال سياسي حقيقي وشامل بحزم وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254». وقال بوريل: «لم تتغير المواقف السياسية للاتحاد الأوروبي لأن سلوك نظام الأسد لا يتغير»، مشيراً إلى استمرار الدعم الأوروبي للسوريين داخل البلاد وخارجها، قائلاً: «منذ بداية الصراع السوري في عام 2011.
مرة ثانية، كانت أوكرانيا حاضرة في الاجتماع المغلق للمبعوثين الغربيين والعرب الخاص بسوريا، لكن، هذه المرة من زاوية كيفية التعاطي مع دولة عربية شرق أوسطية، «منسية» سياسياً، وغارقة في أزمتها الاقتصادية وانقساماتها الجغرافية، في ضوء الصدام الناري الروسي - الغربي في أرض دولة شرق أوروبية وجوارها البحري والبري. من حيث المبدأ، كان هدف اجتماع باريس، الذي دعت إليه المبعوثة الفرنسية بريجيب كورمي، ضبط الإيقاع بين الدول العربية والأجنبية المنخرطة بدرجات متفاوتة و«أسلحة مختلفة» في سوريا، فالاطلاع على مواقف هذه الدول وبياناتها وشعاراتها العلنية والمضمرة كان ضرورياً: بعد مرور شهرين على الحرب الأوكرانية، وبعد
إذا خيرت تركيا بين «التطبيع مع النظام السوري» وقبول قيام «دولة كردية» في شمال سوريا وعلى حدودها الجنوبية، فإنها ستنحاز إلى الخيار الأول، على مرارته، باعتباره «أهون الشرين». هذا هو مضمون كلام وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أول من أمس، بل إنه ذهب إلى القول إنه كما حصل في أفغانستان، فهو مع «التعامل مع النظام دون الاعتراف بشرعيته». مقاربة تركيا في «الاختيار بين شرين» قد تكون جديدة، لكنها ليست الوحيدة في ذلك.
كشف المبعوث الأميركي الأسبق لمفاوضات السلام السورية - الإسرائيلية فريد هوف، في كتاب جديد صدر الشهر الماضي، عن أن الرئيس السوري بشار الأسد وافق على مسودة اتفاق سلام بين دمشق وتل أبيب، تضمنت التخلي عن «التحالف» مع إيران و«حزب الله» مقابل استعادة الجولان المحتل إلى خط 4 يونيو (حزيران) 1967، وأن جو بايدن، تعهد عندما كان نائباً للرئيس باراك أوباما بـانسحاب إسرائيل «من كامل الجولان لخط 1967». كما نقل هوف عن الأسد قوله في اجتماع بينهما نهاية فبراير (شباط) 2011، إن «الجميع سيفاجأون بالسرعة التي سوف يلتزم بها حسن نصر الله، أمين عام (حزب الله)، بالقواعد (مسودة اتفاق السلام) بمجرد إعلان سوريا وإسرائيل ال
بين أبريل (نيسان) 2009 ومنتصف مارس (آذار) 2011، كان الدبلوماسي والمبعوث الأميركي فريد هوف «يعيش الحلم». فكرة تحقيق سلام بين سوريا وإسرائيل، خطرت في ذهنه للمرة الأولى عندما كان يزور دمشق وهو في السادسة عشرة من عمره، باعتباره طالباً أميركياً زائراً. وبعد 45 عاماً، سنحت له فرصة تحويل الفكرة إلى «حقيقة».
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة