مشروع البحر الأحمر... مقومات عالمية تعزز مكانة السياحة السعودية

200 نوع من الشعاب المرجانية تقود السائح لتجربة استثنائية

تمتلك المملكة ما يقرب من 1300 جزيرة في البحر الأحمر - تمتاز الجزر الموجودة ما بين مدينتي أملج والوجه بشواطئها الرملية البيضاء والشعب المرجانية
تمتلك المملكة ما يقرب من 1300 جزيرة في البحر الأحمر - تمتاز الجزر الموجودة ما بين مدينتي أملج والوجه بشواطئها الرملية البيضاء والشعب المرجانية
TT

مشروع البحر الأحمر... مقومات عالمية تعزز مكانة السياحة السعودية

تمتلك المملكة ما يقرب من 1300 جزيرة في البحر الأحمر - تمتاز الجزر الموجودة ما بين مدينتي أملج والوجه بشواطئها الرملية البيضاء والشعب المرجانية
تمتلك المملكة ما يقرب من 1300 جزيرة في البحر الأحمر - تمتاز الجزر الموجودة ما بين مدينتي أملج والوجه بشواطئها الرملية البيضاء والشعب المرجانية

تجتمع عوامل كثيرة لتجعل من «مشروع البحر الأحمر»، مكان جذب للسياح من أنحاء العالم؛ إذ إن شواطئ الجزر التي سيقام عليها المشروع بين مدينتي أملج والوجه رملية بيضاء يمكن الاستفادة منها في إقامة المنتجعات والقرى السياحية، كما تتميز بصفاء مياهها، والتنوع الحيوي لكائناتها البحرية، ونظافة شواطئها، ونقاء هوائها البعيد عن مصادر التلوث، ناهيك عن تنوع الشعاب المرجانية التي تغري برياضة الغوص، ووجود أكثر من 1350 نوعاً من الأسماك.
ويمتد المشروع الذي أطلقه نائب خادم الحرمين الشريفين، الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، على مسافة 200 كيلومتر على سواحل البحر الأحمر من الجهة الشمالية الغربية للمملكة.
وذكر الدكتور هاني العبدلي، المدير العام لمركز تاريخ البحر الأحمر وغرب المملكة التابع لدارة الملك عبد العزيز، أن المملكة تمتلك ما يقرب من 1300 جزيرة في البحر الأحمر، مفيداً بأن الجزر الموجودة ما بين مدينتي أملج والوجه تمتاز بشواطئها الرملية البيضاء التي يمكن الاستفادة منها في إقامة المنتجعات والقرى السياحية، ناهيك عن الشعب المرجانية التي تضفي على البحر صوراً جمالية تعبر عن الغنى البيئي الذي تتمتع به سواحل البحر الأحمر، ولا سيما في جزرها البكر.
ويتضمن المشروع وضع حجر أساس المشروع في الربع الثالث من عام 2019، والانتهاء من المرحلة الأولى في الربع الأخير من عام 2022. وستشهد هذه المرحلة تطوير المطار والميناء والفنادق والمساكن الفخمة وجميع خدمات البنية التحتية والنقل.
ووفقاً لقراءة السجل المناخي من الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة، فإن مناخ منطقة مشروع البحر الأحمر بشكل عام معتدل، ومن أفضل الأجواء في المملكة، حيث تصل درجات الحرارة في شهر يناير (كانون الثاني) من كل عام إلى 19.7 درجة مئوية، بينما في شهر أغسطس (آب)، إلى 31.1 درجة مئوية، واتجاه الرياح بشكل عام شمالي غربي، وموسم الأمطار خلال فصل الشتاء.
وتتنوع في البحر الأحمر المصائد لأن سواحله من أجمل أماكن الاستيطان للكثير من الطيور، والثدييات ومنها 12 نوعاً من الحيتان والدلافين والزواحف والفقاريات وبعض النباتات والطحالب والأشجار مثل شجر الشورى، لكنه عُرف بالشعب المرجانية التي تحفظ التوازن البيئي فيه، وتتكون من 200 نوع، تؤوي 400 نوع من الأسماك التي تتعايش معها.
إلى ذلك، أكد الدكتور هتان تمراز، عميد كلية الدراسات البحرية في جامعة الملك عبد العزيز، أن الجزر الواقعة ضمن مشروع البحر الأحمر من أجمل جزر العالم من حيث صفاء وشفافية مياهها، والتنوع الحيوي لكائناته البحرية، ونظافة شواطئها، ونقاء هوائها البعيد عن مصادر التلوث، ومنها جزر: ريخة وغوار وأم روغة وشيبارة وسويحل وجبل حسان، وتتمتع سواحلها ببيئة شعاب مرجانية غنية جداً بالمراجين، سواء الناعمة أو الحجرية ذات الألوان الجذابة.
ولفت إلى وجود أكثر من 1350 نوعاً من أسماك الزينة في البحر الأحمر، وتشتهر مدينتا أملج والوجه بحجم إنتاجهما من الأسماك الطازجة، وأغلبها يعيش في بيئة الشعاب المرجانية، ومن أكثر الأسماك الاقتصادية انتشارا أسماك: الناجل والطرادي وأسماك الشريف، والكشر والهامور، والشعور والسيجان، والبهار والبياض، والعربي والحريد والكناية والديراك، بالإضافة إلى الاستاكوزا. وأضاف أن أسماك الزينة التي تعيش بين أحضان الشعاب المرجانية في أملج والوجه تضاهي أسماك العالم في جمالها، ومنها أسماك: الفراشة والكرومس وزهرة الأوركيد والزناد ودجاجة البحر والسحل والجراح والجوبي.
وتضم منطقة «مشروع البحر الأحمر» طيوراً بحرية تلعب دوراً مهماً في النظام البيئي البحري بصفة عامة، ووضعها العلماء على قائمة الهرم الغذائي في البيئات البحرية؛ لأنها تتغذى على الأسماك الصغيرة والقشريات، والأخيرة تتغذى على الكائنات الأصغر منها من قشريات وكائنات دقيقة مثل: البلانكتون، والطحالب، والنباتات البحرية.
ووصف تمراز هذا المشروع الوطني الطموح سيتيح الفرصة للكوادر الوطنية المؤهلة لتحقيق الاستدامة والكفاءة في مجال المساحة البحرية، حيث تدرب الكلية طلابها على مستوى عالمي على السفن التابعة للجامعة مثل سفينة المسح البحري (هيدروغرافيا 1). وقال إن أهمية مشروع البحر الأحمر تكمن في حجمه الذي سوف يحفز تطور صناعات وقطاعات جديدة مثل: تنظيم رياضة الصيد البحري، والغوص، والنزهة، وتطوير قطاع صيانة القوارب والمعدات البحرية، فضلا عن توفير كم كبير من الوظائف للشباب السعودي في مجالات الإرشاد السياحي، والفندقة والضيافة.
وربط القائمون على «مشروع البحر الأحمر» معالم جذبه بوجود آثار البراكين الخامدة في الموقع، وإزاء ذلك أكد البروفسور عبد الله العمري، المشرف على مركز الدراسات الزلزالية في جامعة الملك سعود رئيس الجمعية السعودية لعلوم الأرض، أن هذه البراكين أحادية التكوين، بمعنى أن خروج الحمم البركانية منها لن يتكرر من الفوهة ذاتها.
وقال العمري: إن منطقة «مشروع البحر الأحمر» عبارة عن سهول ساحلية منخفضة ترتفع عن سطح البحر نحو 300 متر، ويوجد فيها أعلى القمم الجبلية مثل «جبل أملج» الذي يصل ارتفاعه إلى 2580 متراً، و«جبل شاد» الذي يصل ارتفاعه إلى 2350 متراً، ويقع بالقرب منهما الكثير من الحرات البركانية مثل: «حرة الشاقة» و«حرة الرحى».
وأشار إلى أن هاتين الحرتين من أصل 19 حرة بركانية خامدة تكونت في المرحلة الثانية لانفتاح البحر الأحمر قبل خمسة ملايين سنة تقريباً، مفيداً بأن الجيولوجيين، ودارسي علوم الأرض، والهواة، يحرصون على زيارة مواقع الحرات البركانية في العالم، ويجرون عليها الدراسات، أي أن استثمارها في مشروع البحر الأحمر سيزيد من تنوع السياح.
وأكد، أن المناطق البركانية في شمال غربي المملكة آمنة، حيث لم يسبق أن تم رصد أي غازات منبعثة منها أو حدث أي مظاهر للنشاط البركاني فيها، داعياً إلى استثمار المشروع في تطوير المناطق البركانية على امتداد البحر الأحمر وفق أسس علمية وتثقيفية وإدارية سليمة من خلال مفهوم صناعة جديدة للسياحة الجيولوجية في المملكة.
من جهته، أشار الغوّاص السعودي مروان عبد العاط،ي مشرف القسم البحري في كلية علوم البحار بجامعة الملك عبد العزيز، إلى أن منطقة «مشروع البحر الأحمر» التي سبق له الغوص فيها ضمن مشروعات بحثية مع الكلية، تتميز بثلاثة جوانب تجعلها من أفضل مناطق الغوص في العالم، وهي: تنوع الشعاب المرجانية والحياة السمكية وصفاء الماء وتعد هذه الجوانب عوامل جذب لملايين السياح خاصة من محبي الغوص في البحار.
ونشرت مجلات علمية مرموقة عدداً من الدراسات العلمية عن البحر الأحمر، ومن ذلك ما قامت به كلية علوم البحار في جامعة الملك عبد العزيز؛ إذ نشرت 100 دراسة علمية في مجلات محكمة عن البحر الأحمر من الناحية الإحيائية، والكيميائية، والفيزيائية، والجيولوجية، أجراها أعضاء هيئة التدريس وطلاب الدراسات العليا في الكلية خلال السنوات الخمس الماضية.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.