وزير الصحة اللبناني لـ «الشرق الأوسط»: ضغط الوجود السوري تسبب بأزمة استيعاب

حاصباني يؤكد أن الخدمات الصحية متاحة لجميع الأطراف

وزير الصحة اللبناني لـ «الشرق الأوسط»: ضغط الوجود السوري تسبب بأزمة استيعاب
TT

وزير الصحة اللبناني لـ «الشرق الأوسط»: ضغط الوجود السوري تسبب بأزمة استيعاب

وزير الصحة اللبناني لـ «الشرق الأوسط»: ضغط الوجود السوري تسبب بأزمة استيعاب

قال غسان حاصباني، نائب رئيس الوزراء وزير الصحة اللبناني، إنّ النظام الصحي في لبنان «يعتبر جيداً جداً إذا ما قيس بمؤشرات الصحة العامة من متوسط عمر الفرد، وعدد الأمراض المتفشية، ومقارنة مع الدول الأخرى التي نتشارك معها بالسوية ذاتها». إلا أنه تناول خلال لقاء خاص مع «الشرق الأوسط» تأثير اللجوء والنزوح من سوريا على مستوى الخدمات الصحية.
الوزير رأى أنّ القطاع الصحي «في ظل الظروف الاقتصادية التي يعيشها لبنان، هو الأكثر تأثيراً على حياة الناس، ومن هذا المنطلق يبذل القائمون على هذا القطاع كل ما بوسعهم للنهوض به والتخفيف عن كواهل الناس من خلال تخفيض أجور المعالجة وتكلفة الاستشفاء». وأشار إلى أنّ «المشاريع التي تقوم بها الدولة، كاستخدام التكنولوجيا، ومراجعة السياسات العامة للأدوية والاستشفاء، وما يتعلّق بالاستثمارات في المجال الصحي والبنى التحتية الطبية، كلّها تخدم هذا الهدف».
من جهة ثانية، أوضح حاصباني أنّ الوزارة تغطي حالياً 52 في المائة من علاج المرضى اللبنانيين، ويأتي ذلك على شكل ضمان صحّي تتحمّله الدّولة في مؤسّساتها المختلفة وكل مؤسسة بحسب قوانينها الداخلية. وبهذا الصدد أوضح أنّ «دمج الجهات الضامنة للعلاج وتوحيد سياساتها سيوفّر كثيراً على خزينة الدولة، وسيقدّم للمريض علاجات أفضل»، ثمّ تحدّث عن «الضغط الذي أحدثه وجود عدد كبير من اللاجئين السوريين في لبنان، على القطاع الصحي في البلد، رغم أنّ الدولة اللبنانية ليست مكلفة بتغطية علاجهم؛ إذ تتحمّل الأمم المتحدة تغطية هذه المصاريف»، وأوضح أنّ الأمر «يتعلّق بالقدرة الاستيعابية للمستشفيات اللبنانية للأعداد الكبيرة الطارئة على نزلائها، فعدد المرضى السوريين يتجاوز مائة ألف يتلقون العلاج في مستشفيات خاصة أو حكومية تغطي الأمم المتحدة عدداً كبيراً منهم أو الدولة كحالات غسل الكلى التي تغطيها الدولة بشكل عام». وأردف: «كي لا تكون تكلفة هذه التغطية على حساب الشعب اللبناني، وجدنا الحل في المساعدات الدولية التي تمنح للاجئين السوريين. ولكن تبقى مشكلة القدرة الاستيعابية، كما ذكرت سابقاً، للمستشفيات هي المعضلة التي نحاول حلّها من خلال وضع آليات تسهّل عمل المستشفيات وزيادة الاستثمار في القطاعين الاستشفائي والبنى التحتية له».
واستطرد حاصباني قائلاً إنّه ظهرت خلال الحرب في سوريا «أوبئة كثيرة، بيد أنّنا في لبنان استطعنا تفاديها بسبب الخطط الاستباقية واللقاحات، بالإضافة إلى العمل والتنسيق الدائمين مع منظمة الصحة العالمية والبنك الدولي، لنتمكن بالتالي من تأمين الأداء الصحي الجيد وحصر الأوبئة. وكمثال، لم يشهد لبنان منذ نحو 14 سنة، أي حالة شلل أطفال، والأمر نفسه ينطبق على اللاجئين والنازحين السوريين في لبنان، حيث لم تظهر أي حالة، والفضل يعود إلى اللقاحات المستمرة لجميع الأطراف بغض النظر عن جنسياتهم».
وتابع حاصباني في حواره مع «الشرق الأوسط»، قائلاً: «من هذا المنطلق، استطعنا تأمين السلامة والصحة العامة في لبنان، من دون أن نتأثر بالحالة الاستثنائية التي يمر بها البلد». ورد الفضل إلى أجهزة رصد الأوبئة التي تتبع خطة استباقية في مراكز الرعاية الصحية الأولية لرصد الأوبئة وتفاديها.
وبجانب التطرق إلى وضع اللاجئين والنازحين السورين، لم ينس الوزير الإشارة إلى الوضع الصحي للاجئين الفلسطينيين في لبنان، فتحدث عن الاجتماعات المستمرة مع منظمة الـ«أونروا» لتغطية كل حالات الفلسطينيين في لبنان، والتنسيق لتغطية الجميع... «نتعامل مع الـ(أونروا) لتأمين التغطية المستدامة، وهذا رغم أن الـ(أونروا) لا تغطي تكاليف علاج المرضى من الفلسطينيين 100 في المائة، بل هناك جمعيات أهلية محلية وإقليمية تساهم لحل هذه المشكلة».
وأنهى الوزير كلامه عن النظام الصحي في لبنان وخدماته تجاه اللاجئين الفلسطينيين والسوريين على حد سواء، بالقول: «رغم الضغط الذي يشكله وجود اللاجئين السوريين والفلسطينيين في لبنان، على نظامنا الصحي، فإنّنا نحاول التعاون مع الجهات المعنية في هذا الوضع ليبقى الاستشفاء مؤمنا لجميع الأطراف، إنّما من دون أن يصيب ضرر استشفاء المرضى من المواطنين اللبنانيين».



«مسام» ينتزع 840 لغماً في اليمن

فرق «مسام» تواصل انتزاع الألغام والذخائر غير المنفجرة في اليمن (مسام)
فرق «مسام» تواصل انتزاع الألغام والذخائر غير المنفجرة في اليمن (مسام)
TT

«مسام» ينتزع 840 لغماً في اليمن

فرق «مسام» تواصل انتزاع الألغام والذخائر غير المنفجرة في اليمن (مسام)
فرق «مسام» تواصل انتزاع الألغام والذخائر غير المنفجرة في اليمن (مسام)

أعلن مشروع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية (مسام) عن انتزاع 840 من الألغام والمتفجرات في مناطق يمنية مختلفة، خلال الأسبوع الثالث من شهر نوفمبر (تشرين الثاني) هذا العام، بينها 29 لغماً مضاداً للأفراد، و129 لغماً مضاداً للدبابات، و682 ذخيرة غير منفجرة.

وقال «مسام» إن فرقه انتزعت 4 ذخائر غير منفجرة في مديرية زنجبار التابعة لمحافظة أبين، و162 ذخيرة غير منفجرة في محافظة عدن، ولغمين مضادين للدبابات في مديرية الخوخة في محافظة الحديدة، وذخيرة واحدة غير منفجرة في مديرية حيس بالمحافظة نفسها، ولغم واحد وذخيرة واحدة غير منفجرة في مديرية قعطبة التابعة لمحافظة الضالع.

وفي محافظة لحج، تمكّنت الفرق الفنية من نزع 14 ذخيرة غير منفجرة بمديرية الوهط، و22 ذخيرة غير منفجرة بمديرية المضاربة، وفي محافظة مأرب تمكنت من نزع 4 ذخائر غير منفجرة في مديرية الوادي، و12 لغماً مضاداً للأفراد و120 لغماً مضاداً للدبابات في مديرية مأرب.

كما نزع الفريق في محافظة شبوة 400 ذخيرة غير منفجرة في مديرية بيحان، و16 لغماً مضاداً للأفراد و4 ألغام مضادة للدبابات بمديرية عسيلان، وبمحافظة تعز تمّ نزع لغم واحد مضاد للدبابات و7 ذخائر غير منفجرة بمديرية ذباب، ونزع لغم واحد مضاد للدبابات و36 ذخيرة غير منفجرة في مديرية المخاء، ولغم واحد مضاد للدبابات وذخيرة واحدة غير منفجرة بمديرية موزع، و30 ذخيرة غير منفجرة بمديرية المظفر.

فرق «مسام» تواصل انتزاع الألغام والذخائر غير المنفجرة في اليمن (مسام)

ويرتفع بذلك عدد الألغام التي نزعت خلال شهر نوفمبر، إلى 2.349 لغماً، فيما ارتفع عدد الألغام المنزوعة منذ بداية مشروع «مسام» حتى الآن، إلى 470 ألفاً و416 لغماً زرعتها الجماعة الحوثية بصورة عشوائية في أرجاء اليمن، مثل قنابل موقوتة تحمل في طياتها خطراً شديداً يهدد حياة الأبرياء من الأطفال والنساء وكِبار السن.

من جهة أخرى وقّع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، الجمعة الماضي، اتفاقيتين جديدتين لتشغيل مركزَين للأطراف الاصطناعية في اليمن، يستفيد منهما أكثر من 14 ألف شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة، والكوادر الطبية والفنية المتخصصة.

وذكرت «وكالة الأنباء السعودية»، أن مساعد المشرف العام للعمليات والبرامج؛ أحمد البيز، وقّع اتفاقيتَي تعاون مشترك مع الجمعية الدولية لرعاية ضحايا الحروب والكوارث، لتشغيل مركزَي الأطراف الاصطناعية وإعادة التأهيل في محافظتي تعز وعدن.

ويستفيد من الاتفاقيتين اللتين جرى التوقيع عليهما على هامش أعمال المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة في الرياض، 14,308 أشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة، والكوادر الطبية والفنية المتخصصة في المحافظتين، وبواقع 7,710 أشخاص في تعز، و6,598 آخرين في عدن.

«مركز سلمان» يوقع اتفاقية لتشغيل مركزين للأطراف في عدن وتعز (واس)

وأشارت الوكالة إلى أنه، وبموجب الاتفاقيتين، سيتم تقديم خدمات التأهيل الجسدي لذوي الاحتياجات الخاصة، ومتابعتهم والاستفادة منهم في خدمة المجتمع، وتشخيص الحالات وتحديد الخطة العلاجية لكل حالة على حدة.

كما تتضمنان تركيب مختلف الأطراف الاصطناعية للمستفيدين، وتوفير خدمة إعادة التأهيل الوظيفي لهذه الأطراف، إضافة إلى رفع قدرات الكادر الطبي والفني مهنياً وعلمياً وتهيئته للتعامل مع الحالات النوعية، والحد من هجرة الكوادر الطبية والفنية المتخصصة.

وكان المركز وقع الأربعاء الماضي اتفاقية مع الجمعية الدولية لرعاية ضحايا الحروب والكوارث، لتشغيل مركز الأطراف الاصطناعية وإعادة التأهيل في محافظة مأرب.

وسيجري بموجب الاتفاقية تقديم خدمات التأهيل الجسدي لذوي الاحتياجات الخاصة، بالإضافة إلى متابعتهم والاستفادة منهم في خدمة المجتمع، والتشخيص وتحديد الخطة العلاجية لكل مريض على حدة، وتركيب الأطراف الاصطناعية بأنواعها.

من توزيع حقائب شتوية في محافظة المهرة في وقت سابق هذا العام (واس)

وفي غضون ذلك دشن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في محافظة مأرب، الجمعة الماضي، توزيع الحقيبة الشتوية للأسر الأشد احتياجاً، عبر ائتلاف الخير للإغاثة ضمن 6 محافظات محررة مستهدفة.

وأشاد مسؤولون محليون بالتدخلات الإنسانية لمركز الملك سلمان للإغاثة في مختلف الجوانب، مشيرين إلى أهمية توزيع هذه الحقائب بالتزامن مع قدوم موسم الشتاء، التي تستهدف مساعدة الأسر الضعيفة والنازحين الذين يعيشون في الخيام في مواجهة برده القارس.

ومن المتوقع أن يتم توزيع 5300 حقيبة شتوية في محافظات «حضرموت، المهرة، مأرب، شبوة، تعز، الضالع»، منها 2500 حقيبة سيتم توزيعها في محافظة مأرب نظراً لحاجة أعداد كبيرة من النازحين الذين يعانون في خيام النزوح فيها إلى ما يواجهون به برد الشتاء القارس.