تطبيقات قصصية وإخبارية تحاكي أسلوب الرسائل النصية

تنقل مستخدميها إلى عالم ثري بالمحادثات

تطبيق «كوارتز»
تطبيق «كوارتز»
TT
20

تطبيقات قصصية وإخبارية تحاكي أسلوب الرسائل النصية

تطبيق «كوارتز»
تطبيق «كوارتز»

نحن نرسل يوميًا مليارات الرسائل النصية، سواء كانت رسالة عن طريق «آي ماسيدج»، أو «واتساب»، أو «سنابشات»، أو «فيسبوك ماسنجر» أو «إنستغرام». وقد أصبحت هذه الطريقة ذات الإيقاع السريع في التواصل راسخة ومتأصلة في حياتنا إلى حد جعل التطبيقات الأخرى تستعير شكل هذه المحادثة لأغراض مختلفة.
* تطبيقات «قصصية»
إذا ألقينا نظرة على تطبيق «هوكد Hooked»، سنجد أنه يقوم على فكرة نقل السرد بالرسائل إلى القرن الواحد والعشرين من خلال تقديم قصة إلى القرّاء في شكل وحدات صغيرة تشبه المحادثة بالرسائل النصية. كل ما على المرء فعله هو النقر على أيقونة «التالي»، لتظهر الدوائر المكتوب داخلها الحديث الخاص بكل شخصية من شخصيات القصة على الشاشة، ولا تحتاج سوى إلى الاتجاه نحو الأسفل كما تفعل في أي محادثة عادية.
يبدو هذا التطبيق مربكًا في استخدامه في البداية، لكن بعد مدة زمنية قصيرة، يصبح «هوكد» ممتعًا، وقصصه جذابة، وبخاصة في قصص الرعب. هناك شيء يشبع فضولنا في قراءة نصوص شخص آخر حتى لو كانت خيالية.
الصفحة الرئيسية لتطبيق «هوكد» تجذبك نحو قراءة قصص متنوعة على أساس الاسم والصورة الصغيرة. كذلك، يمكنك البحث باستخدام التصنيف أو النوع، مثل «أفضل الخيارات» أو «الخيال العلمي»، أو بكتابة كلمة مفتاحية. إذا أنشأت حسابا مجانيا داخل التطبيق، وشعرت بحسّ الإبداع بداخلك، فيمكنك تأليف قصص خاصة بك ونشرها.
واجهة التفاعل سهلة الاستخدام رغم أنها قد تكون مربكة في بعض الأحيان. في الوقت الذي يمكنك فيه تنزيل التطبيق، وقراءة القصص مجانًا على نظامي «أي أو إس»، و«أندرويد»، هناك حد زمني، حيث لا يمكنك سوى قراءة أجزاء من القصة، ثم الانتظار قليلا لقراءة المزيد. تبلغ تكلفة استخدام التطبيق 3 دولارات شهريًا، و40 دولارا سنويًا مقابل التمتع بكل الخصائص التي تتيح لك قراءة القصص وقتما شئت، والمشاركة بما تؤلفه من قصص.
* قصص للأطفال والشباب
ولدى «أمازون» تطبيق مماثل لتطبيق «هوكد» يسمى «رابيدز Rapids»؛ لكن الفرق يكمن في أن محتوى «هوكد» متنوع، بينما «رابيدز» تطبيق خاص بقصة أساسها المحادثة موجهة للشباب.
تغطي القصص التي تستهدف الأطفال، الذين تتراوح أعمارهم بين 7 و12 عاما، موضوعات بسيطة، ويتم تعديلها بحيث تكون مسلية. كذلك، هناك معجم صغير يتيح للأطفال الاطلاع على تعريف الكلمات غير المألوفة. واجهة التفاعل للتطبيق سهلة الاستخدام، والرسوم تشبه الرسوم الكارتونية، ولكل شخصية مساعد يحدد أجزاء الحديث الخاصة بكل منها في القصة. هناك خيار يتيح قراءة القصة بصوت مرتفع، وهو ما يناسب وقت النوم كثيرًا.
مع ذلك، لا تروق لي فكرة رواية قصص للشباب بهذه الطريقة القصيرة جدًا، وبخاصة إذا كنت تشعر بالفعل بأن الأطفال مشتتون بسبب الإنترنت. يمكن تنزيل التطبيق مجانًا على نظامي «أي أو إس»، و«أندرويد»، وهناك نسخة تجريبية مدتها قصيرة تكلفتها 3 دولارات شهريًا للحصول على المحتوى بالكامل.
* تطبيقات إخبارية
التطبيقات التي تعتمد على رواية قصص من خلال الرسائل، ليست بالأمر الجديد من أوجه عدة. وكان هذا الشكل من السمات الرئيسية لتطبيق إخباري يسمى «سيركا Circa» الذي حقق شعبية لمدة قصيرة منذ بضع سنوات.
وفي الوقت الذي كانت التطبيقات الإخبارية الأخرى تنشر قصصا في قالب تقليدي، مثل تلك التي قد تجدها على مواقع إلكترونية أخرى، كان تطبيق «سيركا» يعرض الأخبار في وحدات صغيرة.
وجعل هذا من الأسهل متابعة ما كان يحدث في العالم وقت حدوثه؛ لأنك تستطيع الاطلاع على العناوين الرئيسية وبعض الفقرات التمهيدية لكل موضوع.
وإذا كنت مهتمًا بشكل خاص بأحد الموضوعات، تستطيع متابعة قراءته مع توالي الأحداث، وموافاتك بأي تفاصيل جديدة عنه. مع ذلك، لم يجمع هذا التطبيق ما يكفي من المال اللازم لاستمراره، وتم إغلاقه.
اعتمد تطبيق «كوارتز» الإخباري مؤخرًا على الفكرة الرئيسية لتطبيق «سيركا»، وطوّرها، وانتقل بها إلى مستوى جديد من محاكاة الرسائل النصية. يبدو معرفة الأخبار من خلال تطبيق «كوارتز» مثل معرفة الأمر من خلال سلسلة من الرسائل الفورية. يمكنك الإجابة عن أسئلة يطرحها التطبيق من خلال الاختيار بين الردود التي تشبه كثيرًا الرسائل الفورية؛ وتوضح تلك الردود الموضوعات التي تود قراءتها. كذلك، يصلك من خلال هذا التطبيق إخطارات على شكل محادثة على الهاتف أو ساعة «آبل ووتش»، وذلك حتى تظل متابعًا للأحداث لحظة بلحظة. التطبيق متوفر مجانًا على نظامي «أي أو إس»، و«أندرويد».
أخيرًا، هناك لعبة ممتعة تستخدم الرسائل الفورية واجهة تفاعل، وهي تطبيق «فريكوينسي Frequency». في هذا التطبيق، الذي جزء منه قصة، وجزء منه لعبة مغامرات، تبعث إليك شخصية غامضة رسائل من المستقبل، وتظهر تلك الرسائل وكأنها نصوص حقيقية. ولحظة اتخاذ القرار، يكون لديك إمكانية الاختيار بين ردود نصية عدة. إنه تطبيق بسيط ومسلٍ، والطريقة التي يتلاعب بها بالزمن تجعل من التفاعل مع القصة مثيرًا للاهتمام. تطبيق «فريكوينسي» متوفر مجانًا على نظام «أي أو إس».

*خدمة «نيويورك تايمز»



التلسكوب جيمس ويب يرصد مجرة في لحظة محورية من عمر الكون المبكر

هكذا رصد التليسكوب جيمس ويب المجرة المسماة (جيدز-جي.إس-زد13-1) على الحال التي كانت عليها بعد حوالي 330 مليون سنة من الانفجار العظيم (رويترز)
هكذا رصد التليسكوب جيمس ويب المجرة المسماة (جيدز-جي.إس-زد13-1) على الحال التي كانت عليها بعد حوالي 330 مليون سنة من الانفجار العظيم (رويترز)
TT
20

التلسكوب جيمس ويب يرصد مجرة في لحظة محورية من عمر الكون المبكر

هكذا رصد التليسكوب جيمس ويب المجرة المسماة (جيدز-جي.إس-زد13-1) على الحال التي كانت عليها بعد حوالي 330 مليون سنة من الانفجار العظيم (رويترز)
هكذا رصد التليسكوب جيمس ويب المجرة المسماة (جيدز-جي.إس-زد13-1) على الحال التي كانت عليها بعد حوالي 330 مليون سنة من الانفجار العظيم (رويترز)

اكتشف علماء باستخدام التلسكوب جيمس ويب الفضائي مجرة عتيقة وبعيدة تقدم دليلا على حدوث فترة انتقالية مهمة أخرجت الكون المبكر من «عصوره المظلمة» في وقت أسبق عما كان يُعتقد.

وقال الباحثون إن التلسكوب، الذي يعود بالزمن عبر النظر في مسافات كونية شاسعة، رصد المجرة المسماة (جيدز-جي.إس-زد13-1) على الحال التي كانت عليها بعد حوالي 330 مليون سنة من الانفجار العظيم الذي وقع قبل حوالي 13.8 مليار سنة. وعلى سبيل المقارنة، يبلغ عمر الأرض نحو 4.5 مليار سنة.

ويُعتقد أن الكون شهد تمددا ونموا سريعين في جزء من الثانية بعد الانفجار العظيم. وبعد أن برد بدرجة كافية، حدثت فترة تُسمى عصور الظلام الكوني عندما كان الكون الوليد مغلفا بضباب كثيف من غاز الهيدروجين في حالة محايدة كهربائيا. وتلت ذلك فترة تُعرف بعصر إعادة التأين عندما بدأ الكون في البريق. وحصل التلسكوب ويب على أدلة على أن المجرة (جيدز-جي.إس-زد13-1)، إحدى أقدم المجرات المعروفة، انتقلت إلى هذا العصر.

وقال يوريس ويتستوك عالم الفيزياء الفلكية من مركز فجر الكون بجامعة كوبنهاجن ومعهد نيلز بور «في (جيدز-جي.إس-زد13-1)، أكد التلسكوب ويب وجود إحدى أبعد المجرات المعروفة حتى الآن». وويتستوك أحد المعدين الرئيسيين للدراسة المنشورة في دورية (نيتشر) العلمية. وأضاف ويتستوك «على عكس أي مجرة بعيدة أخرى مشابهة، تُظهر هذه المجرة بصمة واضحة للغاية تشير إلى احتوائها على مصدر قوي للغاية للأشعة فوق البنفسجية عالية الطاقة، وأنها بدأت عملية إعادة التأين في وقت مبكر غير متوقع».

سؤال بلا إجابة

يُطلق على الفترة التي تشكلت فيها النجوم والثقوب السوداء والمجرات الأولى في الكون اسم فجر الكون. وخلال تشكلها، غيّرت الأشعة فوق البنفسجية المنبعثة منها كيمياء غاز الهيدروجين المتعادل في عملية تُسمى إعادة التأين، ما سمح للأشعة فوق البنفسجية بالتسرب، ما أدى فعليا إلى «إضاءة» الكون.

وقال كيفن هينلاين عالم الفيزياء الفلكية في مرصد ستيوارد بجامعة أريزونا «كان الكون، بعد الانفجار العظيم، خليطا من الهيدروجين والهيليوم والمادة المظلمة التي تبرد تدريجيا. وفي النهاية، أصبح الكون معتما تماما للأشعة فوق البنفسجية عالية الطاقة. كان الهيدروجين يطفو في حالة محايدة، أي إن كل ذرة هيدروجين صغيرة كانت مرتبطة بإلكترون». وهينلاين معد مشارك للدراسة.

وأضاف هينلاين «لكن مع بدء تشكل النجوم والمجرات الأولى من غاز الكون المبكر هذا، بدأت الأشعة فوق البنفسجية المنبعثة من النجوم الحديثة والثقوب السوداء الهائلة المتنامية بفصل الإلكترونات عن ذرات الهيدروجين المتعادلة. وعلى مدى مئات الملايين من السنين، تحول الكون من معتم إلى ضوء شفاف ثم إلى ضوء يحمل أشعة فوق بنفسجية، وهو ما نحن عليه الآن».

وقال الباحثون إن الضوء الذي اكتشفه التلسكوب ويب في هذه المجرة ربما يكون مصدره تشكل النجوم بقوة في نواة المجرة، أو وجود ثقب أسود فائق الكتلة ينمو في قلب المجرة ويلتهم المواد المحيطة، أو مزيجا من هذين العاملين. ويبلغ عرض هذه المجرة حوالي 230 سنة ضوئية، أي أصغر بمئات المرات من مجرة درب التبانة. والسنة الضوئية هي المسافة التي يقطعها الضوء في سنة واحدة، أي 9.5 تريليون كيلومتر.

وبدأ التلسكوب ويب، الذي أطلقته ناسا في 2022 وبدأ تشغيله في 2023، في إتاحة فهم أعمق للكون المبكر. ولم يرصد التلسكوب سوى أربع مجرات يعود تاريخها إلى ما قبل هذه المجرة بقليل، بما في ذلك المجرة التي تحمل الرقم القياسي الحالي، والتي رُصدت بعد 294 مليون سنة من الانفجار العظيم. ولم تُظهر هذه المجرات أي دليل على إعادة التأين.

وذُهل الباحثون عندما اكتشفوا أن المجرة (جيدز-جي.إس-زد13-1) أظهرت مثل هذا الدليل، في صورة فقاعة كبيرة من الهيدروجين المؤين المحيطة بها، لأنه كان من المعتقد أن إعادة التأين بدأت بعد ملايين السنين.

وقال ويتستوك «أثبتت العديد من القياسات المستقلة أن إعادة التأين لم تكتمل إلا بعد أن بلغ عمر الكون حوالي مليار سنة، أي بعد 700 مليون سنة من عمر هذه المجرة، مما يضع هذه المجرة على الأرجح في بداية عصر إعادة التأين. ويُعد التوقيت الدقيق لبداية ذلك العصر أحد أهم الأسئلة التي لم تُجب بعد في علم الكونيات».