«شارلي شابلن» المغربي في مهرجان مراكش

«عبد الرؤوف» الشخصية التي أضحكت أجيالاً من المغاربة

عبد الرحيم التونسي يتسلم نجمة التكريم من الفنانة حنان الفاضلي (تصوير: أيوب منال)
عبد الرحيم التونسي يتسلم نجمة التكريم من الفنانة حنان الفاضلي (تصوير: أيوب منال)
TT

«شارلي شابلن» المغربي في مهرجان مراكش

عبد الرحيم التونسي يتسلم نجمة التكريم من الفنانة حنان الفاضلي (تصوير: أيوب منال)
عبد الرحيم التونسي يتسلم نجمة التكريم من الفنانة حنان الفاضلي (تصوير: أيوب منال)

كانت أمسية مغربية خالصة، حضرت فيها كل توابل المتعة والحنين إلى مغرب الفن الجميل، مغرب ستينات وسبعينات وثمانينات القرن الماضي، على الخصوص، أيام كانت بساطة الحياة، في مختلف تجلياتها، تملأ على المغاربة يومهم، فتجدهم يجدون في إبداع فنانيهم متعة، مع الانفتاح على الفن القادم من الغرب والشرق، من دون عقد. أمسية كرَّم فيها المغاربة، من خلال مهرجان الفيلم بمراكش، في دورته السادسة عشرة، ذكرى المخرج والمنتج وكاتب السيناريو والمنتج عبد الله المصباحي، الذي توفي يوم 16 سبتمبر (أيلول) الماضي، كما كرَّموا عبد الرحيم التونسي، الذي عُرف بأدائه لشخصية «عبد الرؤوف»، الفنان الفكاهي، الذي حقق حوله إجماع المغاربة، على مدى عقود، بعد أن أدخل البسمة إلى بيوتهم وقلوبهم، على حد سواء. لذلك توفقت الفنانة الفكاهية حنان الفاضلي كثيرًا عند تقديمها لهذا الهرم الفني، حين قالت: إن «المغربي، على مدى عقود ماضية، حين كان يرى الشوارع وأحياء المدن والقرى المغربية فارغة من سكانها، يقول إن هناك حدثًا من اثنين: إما أن المنتخب الوطني يجري مباراة في كرة القدم، أو أن هناك مسرحية معروضة لعبد الرحيم التونسي في التلفزيون المغربي، سوى أنه مع المنتخب المغربي لكرة القدم تتوتر الأعصاب ويكون المغاربة مع خسارة أو ربح أو تعادل، فيما يبقى الربح مضمونًا مع (عبد الرؤوف)؛ لأن الفرجة تكون مضمونة».
وشددت الفاضلي على أن «تكريم عبد الرحيم التونسي هو تكريم للفكاهة المغربية وللفكاهيين المغاربة؛ لأنه أمتع الجمهور المغربي بفكاهة حلوة من دون ميوعة، وامتهن التمثيل الشعبي بتلقائية مباشرة، علمتنا أن نضحك على كل شيء حتى لا نبكي على كل شيء، كما كان الناطق الرسمي الساخر باسم الفقراء والمظلومين والبسطاء، بحيث إن ما لم يكن يستطيع المواطن البسيط التعبير عنه، في ذلك الوقت، كان ينقله عبد الرحيم التونسي عبر شخصية (عبد الرؤوف)، كما أنه تفادى النمطية بشخصية واحدة، فكانت موضوعاته جريئة وعميقة، لعب فيها على الجميع دور الساذج والمهرج، الذي لا يفهم شيئًا، فيما كان يمرر رسائل ومواقف تفضح آفات كثيرة تنخر المجتمع وتنغص حياة المغاربة، كالرشوة والاستغلال والاحتيال والزبونية، وغيرها».
وتحدث عبد الرحيم التونسي، في كلمات قليلة، عن حدث تكريمه، معتبرًا التكريم أسعد أيام حياته، قبل أن يشكر العاهل المغربي الملك محمد السادس والأمير مولاي رشيد، ويهدي تكريمه للجمهور المغربي وللفنانين المغاربة.
واشتهر عبد الرحيم التونسي، الذي ولد بالدار البيضاء، في 1936، بفضل شخصية «عبد الرؤوف» الهزلية البسيطة والساذجة التي خلقها لنفسه، في بداية مشواره في ستينات القرن الماضي، حيث استطاع أن يحقق، بفضل التلفزيون المغربي، نجاحًا كبيرًا، وبرزت شخصيته، التي استوحاها من زميل سابق له في الدراسة كان يعتبر تجسيدًا لبلاهة، ترادف في العامية المغربية كل ما هو مثير للسخرية والتهكم، فاشتهر بأدواره الهزلية ولباسه الفضفاض وطربوشه الأحمر الشهير.
وتتفق شهادات المغاربة، بمختلف أطيافهم وطبقاتهم وتوجهاتهم وأعمارهم وتجاربهم الحياتية على الإشادة بمسيرة عبد الرحيم التونسي، وشخصية «عبر الرؤوف» التي تقمصها، ومن ذلك أن يقول عنه الفكاهي جمال الدبوز: «(عبد الرؤوف) هو عميد كل الفكاهيين المعاصرين»، فيما قال عنه الفكاهي حسن الفد: «إنه أكثر من مجرد فكاهي، بل هو من أطلق الفكاهة الفردية في شكلها الحديث»، فيما تحدث عنه الفكاهي جاد المالح، مستحضرًا طفولته الخاصة: «(عبد الرؤوف) صديق وأخ، بل هو معلمي، هو معلم كل الفكاهيين ورمز لكثير من الهزليين. عندما كنت صغيرًا، كنت أشاهد أشرطته مرارًا وتكرارًا، وكنت، أيضًا، أستمع له كثيرًا؛ لأنه في تلك الفترة، كانت أشرطة الكاسيت هي المتوفرة. في غرفتي، كنت أضعها بصوت عال، وكان والدي يصرخ في وجهي بسبب ذلك. كنت أستمتع بعروضه. وعندما أسمعه اليوم، أجد أنه يحتل فعلاً صفحة مهمة من حياتي بالمغرب». أما الممثل عزيز داداس، فلخَّص قيمة عبد الرحيم التونسي، وشخصية «عبد الرؤوف»، حين قال: «عبد الرحيم التونسي، من خلال شخصية (عبد الرؤوف)، أضحك والدي، قبل أن يضحكني. إنه رمز الفكاهة في المغرب».



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.