سينما الهواء الطلق تغزو عاصمة النمسا صيفًا

متنقلة.. تأتيك حتى باب البيت في فيينا

جانب من مهرجان السينما الصيفية في فيينا
جانب من مهرجان السينما الصيفية في فيينا
TT

سينما الهواء الطلق تغزو عاصمة النمسا صيفًا

جانب من مهرجان السينما الصيفية في فيينا
جانب من مهرجان السينما الصيفية في فيينا

تختلف العاصمة النمساوية فيينا صيفا عن كثير غيرها من تلك المدن السياحية التي يهجرها أهلها ويتركونها للسياح. ولا تعود الأسباب لروعة طقس فيينا معظم أيام الصيف فحسب أو لجمالها وحلاوة الاستمتاع بالجلوس في طرقاتها وميادينها فقط وإنما لكونها مدينة نشطة تزخر ببرامج يومية جاذبة تستمر أكثر من شهري الصيف؛ يوليو (تموز) وأغسطس (آب)، وقد يبدأ بعضها من نهاية يونيو (حزيران)، وينتهي مطلع سبتمبر (أيلول).
في مقدمة العروض الجاذبة صيفا تأتي برامج «السينما تحت النجوم» أو «سينما الهواء الطلق» أو «مهرجانات السينما الصيفية»، وهي برامج سينمائية صيفية في الهواء الطلق تقدم أفلاما في مختلف المواقع، ومنها على سبيل المثال سينما متنقلة تتجول قد تأتيك في ساحة لا تبعد غير خطوات حيث تقيم.
أهم تلك السينمات دون شك «مهرجان السينما الصيفية» الذي يحتفل هذا العام بدورته الـ26 ويقام بساحة مبنى بلدية فيينا أمام قاعة المجلس البلدي، ذلك المبنى التاريخي الذي تم تشييده خلال الأعوام 1872 - 1883.
بشاشة عرضها 23 مترا وارتفاعها 13.25 يستقبل مجلس بلدي فيينا أو «الراتهاوس» كما ينادونه، محبي السينما من أفلام الموسيقى الكلاسيكية والأوبرا والبالية وهناك عروض لمحبي الجاز والبوب وقليل من الموسيقى الحديثة.
يوميا وما إن يحل الظلام تبدأ العروض حتى 4 سبتمبر.
كما يتوفر البرنامج «أون لاين» كما أن هناك مطبوعات تقدم معلومات وافرة ودقيقة عن فيلم اليوم ومتى يبدأ بالضبط ونوعه وأبطاله وتاريخ إنتاجه. وهكذا الحال إن كان العرض نقلا عن حفل حي وأين تم التصوير وما المناسبة.
ولا يحتاج المرء لحجز مقعد أو بطاقة دخول فالعروض مجانية وهناك 5 آلاف مقعد رصت بطريقة تسمح بالحركة دون إزعاج للآخرين. كما أن هناك فضاءات واسعة للجلوس أرضا.
ومما يسهل الأمر وفرة وسائل المواصلات العامة من وإلى الراتهاوس ليس ذلك فحسب بل يضم الجزء الأمامي للساحة 26 كشكا جهزت كمطاعم بعضها عالمي وبعضها محلي تقدم مختلف أنواع الأطعمة بما في ذلك مطعم أسترالي يقدم لحم كانغرو ولحم تمساح.
الغريب في الأمر أن المطاعم والشاشة لا يبعدان عن بعضهما البعض غير بضعة أمتار، ورغم ذلك تتوفر للمشاهدين فرص هدوء للاستماع بما في ذلك عروض لأوبرات خالدة لموتسارت وبوتشيني وتشايكوفسكي وفيردي وبالطبع يتم تقديم أفلام تنقل أوبرا عايدة وبحيرة البجع وروميو وجولييت والأرملة الطروب والجمال النائم وسندريلا، مثالا وليس حصرا.
من جانب آخر يتوفر هذا العام أكثر من عرض لسامي ديفيس جونيور كما أن هناك ديون وارويك بصوتها العميق الدافئ وحكيها المميز.
ورغم صرامة الجمهور النمساوي واهتمامه بالنظام والصمت المطبق عند بدء العروض احتراما للنفس وللآخرين وتقديرا للمعروض فإن الفرصة متاحة بحكم نوع السينما للحضور والخروج متى شاء المشاهد إذ لا التزام بموعد محدد تغلق بعده الأبواب، إذ لا أبواب هناك. وبينما يفضل البعض مشاهدة الفيلم كاملا هناك من يجلس لمشاهدة بعض المقاطع ثم يغادر لتناول بعض الطعام وقد يعود أو لا يعود حسب الرغبة.
ومما يساعد في نجاح هذه البرامج الصيفية المفتوحة، دقة نشرات الأحوال الجوية، وسرعة المواصلات في فيينا مما يسهل الحركة حتى لو هطلت أمطار مساء.
على مسافة ليس بعيدة عن سينما الراتهاوس يتوفر موقع آخر لسينما تحت النجوم بـ«ساحة كارلس بلاتز» هذه أصغر كثيرا وتشوبها أو تغلب عليها لمسة محلية، ويحتفي بها سكان الدائرة الرابعة وما حولها، وبالطبع هناك سياح ممن يعرفون فيينا ويبحثون عن أفلام ليس بالضرورة موسيقية ولمخرجين مميزين بعضها باللغة الأصلية، مصحوبة بنقاش.
ومما يزيد ساحة كارلس بلاتز بهاء وجود بركة مياه واسعة وحديقة عامة فيما تمتاز حدائق الراتهاوس بعدد من النوافير الصغيرة، ولكل جماله واهتمام بالغ بالحفاظ على ذلك الجمال ونظافته سواء من القائمين عليه أو الحضور.
وبدأت برامج السينما المتنقلة هذا الموسم من 3 يونيو وتستمر حتى 16 سبتمبر وهذه دورتها الـ27. وحدد لها 35 موقعا في 16 دائرة من دوائر ومناطق فيينا، وعددهم 23 منطقة.
خلال هذه الفترة يتكرر عرض 50 فيلما منها القصير والوثائقي المثير للجدل كما أن منها 15 فيلما نمساوي الأصل. هذا وتشترك جميعها في كونها أفلاما حصدت جوائز في مهرجانات أو تم تقديمها خلال ما يوصف بعروض استثنائية، وما ذلك الجهد إلا بحثا عن أفلام تجذب المشاهدين، وتثير نقاشات هادفة في المواقع التي يفتح فيها مجال للنقاش.
هذا بالطبع فيما تنشط دور السينما العادية بفيينا مواصلة عروضها اليومية مقدمة أحسن الأفلام العالمية خشية المنافسة المجانية، خاصة أن عروض الهواء الطلق تتميز عنها بإمكانية اصطحاب الأطفال والكلاب، وذلك مما يسهل ويشجع العوائل النمساوية على قضاء نزهة مسائية ثقافية أسرية.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.