المجتمع السعودي في حضوره اليوم، عاش طيف منهم مراحل التسعينات وأحداثها، مراحل الطفولة الأولى لمجمل من يدونون تغريداتهم في مواقع التواصل الاجتماعي، وبخاصة «تويتر» الذي يعد مقياس النبض للشارع السعودي.
دوما ما كانت هاشتاغات السعوديين، تموج بأحداث رياضية على الغالب، لكن الراحة الإجبارية جعلتهم في سياق مختلف بتفريغ شحناتهم الكلامية على هيئة نصوص، كان بعضها منذ أشهر على عكس رياح الإجازة الصيفية، لم تهدأ، وظل الأمر في تصاعد ووهج يستقطب حتى النخب التي بدأت تكسر رتابة حضورها بواقع متبدل عبر منصات التواصل الاجتماعي.
بالأمس، كان «الترند» المحلي السعودي، على هيئة رواية مجتمعية مفتوحة، أعاد فيها الآلاف تصفير أعوامهم لتعود إلى أكثر من عشرين عاما، حينها لم يكن لوسائل التواصل الاجتماعي فرصة الابتكار في أذهان عرابيها، طرائف مجتمعية، يقيسها من مرّ بتلك المرحلة التي كانت خليطا في نواح مجتمعية، وخطابات دينية ونجوم كانوا على شباك الشهرة غاب حضورهم اليوم.
طغى اللون الفكاهي على حضور السعوديين في كتاب إلكتروني كان عنوانه (#تويت_كأنك_في_التسعينات)، المخضرمون وحدهم من غيروا الوجهة في الحديث، فكانت برامج تلفزيونية حضرت في عرضها عبر القنوات السعودية المحتكرة في بيوت غالب السعوديين؛ نظرا لأن دعوات التحريم كانت تطال القنوات الفضائية وأنظمة البث الحالية التي جعلت البساط تحتها بدلا من قنواتهم التي كانت محل عشق.
من أحداث حرب الخليج الثانية وتحرير الكويت، وقصص الرعب الذي عاشته المنطقة، وصافرات الإنذار التي دوّت في المناطق القريبة من المنطقة الشرقية في السعودية والعاصمة الرياض، ومن الشخصيات السعودية ذات الحضور الأدبي والثقافي والإعلامي، إلى أطفال المدينة المنورة، وفوازير وبرامج الأطفال التي كانت تبث على القنوات السعودية، كان عمرا يُعاد في فهم أحداث سعودية ونجومها.
قناعات كانت راسخة في أفكار تلك المرحلة، أضحت لدى السعوديين في روايتهم الإلكترونية التي ضمها بالأمس، خرافات نتيجة المد المؤثر وغير المنسجم مع مراحل تطور يعيشها العالم اليوم، وهي مراحل كانت مرتكزة في صراع ما يعرف بـ«الحداثة» الذي بدأ في الثمانينات، وزاد على ذلك أن خلق التساؤلات مع جيل متطور عن ما سبقه في التسعينات، وبدأت معها أسئلة الإنسان، وزاد النقد وبدأ وميض وسائل الاتصالات الحديثة في الحضور.
ترند السعوديين، خلق نوعا من الذكريات في تساؤلات المجتمع، الذي كانت تتنازعه طرائق عدة نحو بلوغ ومسايرة العالم مع تفتح نوافذ التطور، نسق جديد بدأ في الحضور تلك المرحلة لم يغب عن الحالة السعودية في «تويتر»، قبل أن يتحول خطابهم نحو العالم المفتوح الذي فرضه الإنترنت.
الرأي العام كان قابعا في فلسفة مختلفة، لم يعد أمام الغالبية اليوم سوى أن ينثروا بعض ورودهم عليها، علاوة على خجل من مرحلة كانت محصورة في خطاب تقليدي، تأثرت به كل النسق والأعراف الاجتماعية، لكنها تُعاد مع صيغة الكوميديا السعودية، مقللا بعضهم من حدة المراحل بفلسفة تطور الوعي نتيجة الثقافة ومخرجاتها التي أصبحت على رفوف الذاكرة السعودية، إضافة إلى ذكريات رياضية كانت المنتخبات السعودية على صعيد تشكيل الفرح آنذاك؛ مما حدا بأحدهم للتعليق: «ليت الحياة وقفت على التسعينات».
سعوديون يستذكرون التسعينات بملامح الفكاهة
سعوديون يستذكرون التسعينات بملامح الفكاهة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة