فصائل المعارضة تتوزع على 3 جبهات رئيسية للحد من توغل النظام في حلب

مصادر: النظام يقصف محاور القتال في ريف اللاذقية بشكل غير مسبوق

سوريون يعاينون الدمار الذي حل باحد المباني نتيجة غارات طائرات النظام على بلدة ساخور التي تسيطر عليها قوات المعارضة في ريف حلب  (أ.ف.ب)
سوريون يعاينون الدمار الذي حل باحد المباني نتيجة غارات طائرات النظام على بلدة ساخور التي تسيطر عليها قوات المعارضة في ريف حلب (أ.ف.ب)
TT

فصائل المعارضة تتوزع على 3 جبهات رئيسية للحد من توغل النظام في حلب

سوريون يعاينون الدمار الذي حل باحد المباني نتيجة غارات طائرات النظام على بلدة ساخور التي تسيطر عليها قوات المعارضة في ريف حلب  (أ.ف.ب)
سوريون يعاينون الدمار الذي حل باحد المباني نتيجة غارات طائرات النظام على بلدة ساخور التي تسيطر عليها قوات المعارضة في ريف حلب (أ.ف.ب)

قسّمت قوات المعارضة السورية المناطق المحيطة بمدينة حلب إلى ثلاثة قطاعات عسكرية، ضمن خطة للحدّ من تقدم قوات النظام السوري التي واصلت عمليات التوغل باتجاه أحياء المدينة الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة وسط قصف جوي، غابت عنه البراميل المتفجرة يوم الاثنين الماضي للمرة الأولى منذ عام 2013.
وقالت مصادر معارضة في حلب إن غياب القصف بالبراميل المتفجرة يوم الاثنين، يعود إلى تداعيات الانفجار الذي وقع في معامل الدفاع فجر الأحد الماضي، وأتى على مستودعات للذخيرة. وقال المصدر لـ«الشرق الأوسط»، إن تفجيرات معامل الدفاع «أحدثت إرباكًا لوجيستيًا في صفوف قوات النظام، وأعاقت عملية القصف المعتادة، مما اضطرها إلى حل المشكلة أمس عبر نقل البراميل المتفجرة بالمروحيات الخاصة بها من مطار حماه العسكري».
وأكد مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، رامي عبد الرحمن، لـ«الشرق الأوسط»، أن البراميل المتفجرة «تنقل عادة من مطار حماه العسكري ومطار تي فور في ريف حمص الشرقي»، مضيفا أن تفجيرات معامل الدفاع «لم تعق قوات النظام عن شن هجمات على مناطق سيطرة المعارضة في حلب، حيث حاولت التقدم على أطراف المدينة المحاصرة».
وأكد أن قوات النظام وحلفاءها «شنت هجمات على مخيم حندرات، في محاولة للتقدم باتجاه دوار الجندول في مسعى منها لإطباق الحصار كليًا على أحياء حلب الشرقية، ومنع المؤازرات من إحداث أي خرق على خط كسر الحصار المفروض على المدينة»، مشيرًا إلى أن محاولات التقدم «تسعى للتوغل أكثر إلى عمق المناطق المؤدية للمدينة لعزلها عن المساعدات العسكرية من ريف المدينة».
وتقدمت قوات النظام بدعم من مجموعات الدفاع الشعبية خلال اليومين الماضيين إلى ثلاث مزارع جانب الجرف الصخري بالكاستيلو، وتابعت عملياتها العسكرية باتجاه منطقة الليرمون، بحسب ما ذكرت وكالة «سانا» الرسمية السورية للأنباء.
غير أن قوات المعارضة، بدأت بالفعل بتنفيذ خطط وضعتها مساء السبت الماضي، للحد من توغل قوات النظام، والآيلة لاستهداف جميع خطوط التماس مع النظام على أطراف المدينة وليس ريفها، منعًا لاستخدام النظام للطائرات والدبابات في الاشتباكات المباشرة. وقال مصدر عسكري في حلب مطلع على الخطة لـ«الشرق الأوسط»، إن مدينة حلب ومحيطها «تم تقسيمها إلى ثلاثة قطاعات عسكرية»، أولها «قطاع الراموسة وبستان القصر وتقاتل فيها فصائل مثل نور الدين الزنكي وفتح حلب وغيرها من فصائل الجيش السوري الحر»، أما القطاع الثاني فهو قطاع الخالدية - الشيخ مقصود - بني زيد، وتقاتل فيه فصائل الجيش الحر وبينها الفرقة 16 مشاة. أما القطاع الثالث، وهو الأكبر والأوسع، فهو قطاع الملاح - جمعية الزهراء - المخابرات الجوية - الكاستيلو، وتقاتل فيه فصائل «جيش الفتح» وفصائل متشددة مثل «جبهة النصرة» و«أحفاد حمزة» و«جيش السنة» و«جيش محمد» و«جيش الخلفاء الراشدين». وقال المصدر إن الخطة تقضي بـ«توزيع المهام بين الفصائل، علما بأن تلك المحاور تغطي سائر مناطق حلب»، مشيرًا إلى أن إشعال الجبهات على مختلف القطاعات «أربك قوات النظام».
وفي المقابل، ردت قوات النظام بقصف مناطق ريف حلب الشمالي المتاخم لمداخل حلب الشمالية، حيث قصفت مناطق في حي الحيدرية بمدينة حلب، ومنطقتي الليرمون والكاستيلو بأطراف حلب، وحيي الصاخور والقاطرجي داخل المدينة ومناطق أخرى مثل بلدة كفر حمرة بريف حلب الشمالي الغربي، ترافق مع قصف من قبل قوات النظام استهدف أماكن في مناطق الملاح ومخيم حندرات والكاستيلو بأطراف حلب الشمالية، وسط معارك مستمرة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من طرف آخر في عدة محاور بمدينة حلب، وامتدت إلى محور الخالدية بمدينة حلب ومحوري الليرمون وجمعية الزهراء بأطراف حلب. وقصف الطيران الحربي مناطق في حي الراشدين بأطراف حلب الغربية، بينما استهدفت الفصائل الإسلامية بصاروخ جرافة لقوات النظام في محيط بلدة الحاضر بريف حلب الجنوبي.
في غضون ذلك، استعادت فصائل المعارضة، أمس، السيطرة على بلدة كنسبا بريف اللاذقية الشمالي، بعد أن انتزعتها القوات النظامية منها مساء أول من أمس (الاثنين)، وسط قصف نظامي مكثف على مواقع المعارضة.
وأوضح عضو «تجمع ثوار سوريا» الإعلامي المعارض هاشم أبو العبد، لـ«مكتب أخبار سوريا»، أن معارك كر وفر تدور بشكل يومي بين القوات النظامية وفصائل المعارضة على محاور القتال في جبل الأكراد وسط تبادل السيطرة على كنسبا وقرية وقلعة شلف.
وأضاف العبد أن القوات النظامية قصفت مواقع المعارضة في محاور القتال بـ«شكل جنوني وغير مسبوق»، إذ شن الطيران الحربي الروسي والنظامي عشرات الغارات عليها، كما استهدفتها بمئات القذائف والصواريخ، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف المعارضة والانسحاب من بعض المواقع في كنسبا وشلف.
وتدور على جبهات القتال في ريف اللاذقية مواجهات يومية بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة، منذ نحو خمسة أيام، بهدف تثبيت المواقع ببلدة كنسبا الاستراتيجية.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.