باكستان تودع «رجل الأعمال الخيرية» وخادم الإنسانية

عبد الستار إدهي تقشف وكرس حياته للمحتاجين

عبد الستار إدهي في صورة تعود إلى 2010 في إحدى مؤسساته التي تعتني بالأطفال (إ.ب.أ)
عبد الستار إدهي في صورة تعود إلى 2010 في إحدى مؤسساته التي تعتني بالأطفال (إ.ب.أ)
TT

باكستان تودع «رجل الأعمال الخيرية» وخادم الإنسانية

عبد الستار إدهي في صورة تعود إلى 2010 في إحدى مؤسساته التي تعتني بالأطفال (إ.ب.أ)
عبد الستار إدهي في صورة تعود إلى 2010 في إحدى مؤسساته التي تعتني بالأطفال (إ.ب.أ)

خسرت باكستان رجل الأعمال الخيرية الشهير عبد الستار إدهي، الذي أسس إحدى كبريات المنظمات الخيرية في البلاد. فالراحل، الذي لم يحصل كثيرا من العلم، كان يرفع لواء خدمة «الإنسانية»، وقد رشح مرارا لنيل جائزة نوبل للسلام. وأثار إعلان وفاته موجة من التكريم على التلفزيون وعلى وسائل التواصل الاجتماعي. ووصفه رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف بأنه «خادم عظيم للإنسانية»، وقال إنه سيمنح وسام الرئاسة بعد وفاته. كما شهدت باكستان حدادا وطنيا يوم أمس، في الوقت الذي بدأت فيه جنازة رسمية لإدهي الذي توفي مساء الجمعة في مدينة كراتشي بجنوب البلاد.
وقال نجله فيصل إدهي، إن والده توفي عن 88 عاما في وقت متأخر من مساء الجمعة، في عيادة، عندما توقفت كليتاه عن العمل خلال غسيل الكلى.
ويحظى إدهي بتقدير واحترام كبيرين في بلاده؛ لأنه كرس حياته في سبيل خدمة الأكثر فقرا، فأسس مؤسسة خيرية عملاقة بنت مستشفيات للتوليد ومشارح ودورا للأيتام وملاجئ ودورا للعجزة، فضلا عن امتلاكها أسطولا من 1500 سيارة إسعاف تشتهر بفعاليتها وسرعة وصولها إلى حيث تقع اعتداءات، بحيث أصبحت رمزا لمؤسسة إدهي.
وعرف بالتقشف والكرم، وكانت لسمعته أصداء كبيرة في باكستان. وهو رجل قصير القامة بلحية بيضاء طويلة، وكان يرتدي دائما غطاء رأس تقليديا. ظل مريضا لسنوات نتيجة إصابته بالفشل الكلوي. وعرضت حكومة شريف نقل إدهي جوا للعلاج في الخارج، لكنه رفض قائلا إنه يرغب في العلاج بمستشفى عام في بلده. وتدير مؤسسة إدهي أسطولا كبيرا من سيارات الإسعاف ودورا للأيتام وعيادات طبية في كل أنحاء البلاد.
وفي العام الماضي عندما ضربت موجة حارة مدمرة كراتشي، وهي مدينة يقطنها 20 مليونا، كانت هذه المؤسسة في طليعة الاستجابة، حيث اعتنت سيارات الإسعاف بالمرضى، واستخدمت غرف حفظ الموتى بمؤسسة إدهي لحفظ الموتى، ودفن كثير من الفقراء أفراد عائلاتهم في مقبرة إدهي دون مقابل.
وكان إدهي معروفا بتوبيخه لجماعات متطرفة، مثل حركة طالبان الباكستانية، لهجماتها على المدنيين، وانتقاده للحكومة لانعدام الكفاءة والفساد، وشجبه للنخب للتهرب من الضرائب.
وقدمت مؤسسة إدهي المساعدة في بنغلاديش وأفغانستان وإيران وسريلانكا وكرواتيا وإندونيسيا والولايات المتحدة بعد الإعصار كاترينا.
يذكر أنه في مطلع العام الجاري عين إدهي ابنه فيصل مديرا لمؤسسته الخيرية، بعد أن أصبح عاجزا عن الاضطلاع بهذه المهمة.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.