تامر حسني افتتح «أعياد بيروت» بعد غياب 7 سنوات عن مسارحها

في حفل اتّسم بالديناميكية والشبابية وحضره نحو 5 آلاف شخص

طلب تامر من الجمهور استخدام أضواء الهواتف الجوالة بدلاً من أضواء المسرح - لم يمتنع تامر حسني عن التقاط صور سيلفي  لكثير من المشاهدين
طلب تامر من الجمهور استخدام أضواء الهواتف الجوالة بدلاً من أضواء المسرح - لم يمتنع تامر حسني عن التقاط صور سيلفي لكثير من المشاهدين
TT

تامر حسني افتتح «أعياد بيروت» بعد غياب 7 سنوات عن مسارحها

طلب تامر من الجمهور استخدام أضواء الهواتف الجوالة بدلاً من أضواء المسرح - لم يمتنع تامر حسني عن التقاط صور سيلفي  لكثير من المشاهدين
طلب تامر من الجمهور استخدام أضواء الهواتف الجوالة بدلاً من أضواء المسرح - لم يمتنع تامر حسني عن التقاط صور سيلفي لكثير من المشاهدين

لم يمرّ ليل العاصمة اللبنانية مساء الجمعة الماضي مرور الكرام على أهلها، من خلال إحياء الفنان المصري تامر حسني أولى سهرات «أعياد بيروت» فيها. فالنجم الشبابي العائد إلى مسارح العاصمة بعد غياب 7 سنوات عنها، استطاع أن يشعل أجواء «ستّ الدنيا» بحضوره الديناميكي والشعبي. فصدح صوته على مدى نحو ساعتين بأشهر أغانيه القديمة والجديدة، مما جعل بيروت تنتفض فرحًا على إيقاعها الروتيني وليتزّود أهلها بجرعة أكسجين لا تشبه غيرها.
فمنذ اللحظة الأولى لاعتلائه المسرح (في مجمّع بييل وسط العاصمة)، استطاع الفنان المصري أن يولّد بينه وبين الحضور علاقة ودّ وطيدة عزف فيها على الوتر الوطني، عندما حمل العلم اللبناني على كتفه وراح يقبّله تعبيرًا عن شوقه للقاء جمهوره فيه، وليرسم القلوب الخيالية بأنامله ويوزّعها يمينًا ويسارًا على الحضور، مما زاد من حماس هذا الأخير الذي راح يصرخ: «تامر تامر».
استهل تامر حسني هذه الحفلة التي حضرها أكثر من 5 آلاف شخص أحاطت غالبيته بخشبة المسرح وقوفًا، على طريقة «غولدن كايج» المتبعة في الحفلات الأجنبية الضخمة، وجلوسًا على مقاعد مدرّج شاسع أضيفت إليه أخرى لاستيعاب عددهم الغفير، بأغنية «بعيش لو حبّك نار». وليسأل الجمهور بعدها عمّا إذا هو «فايق ورايق» ليشاركه الغناء حماسًا. فخاطبهم قائلاً: «أتمنى ذلك فأنا جئت من مصر سيرًا على الأقدام وأنتم مشواركم كان أقرب بالتأكيد». وليكمل الحفل بعدها على وقع تصفيق حار من قبل الجمهور، إثر إنشاده أغنية «كلّ مرة». وبلغت أجواء الحماس ذروتها على وقع أغنيته الشهيرة «يا بنت الإيه»، طالبًا من الحضور رفع أياديهم في الهواء ملوّحًا له ومبرهنًا عن مزاجه الجيّد. فكان المشهد جماهيريًا لافتًا ذكرنا بالذي نتابعه عادة في حفلات فنانين أجانب وعلى مسارح عالمية.
أطلّ تامر حسني ومنذ اللحظة الأولى على محبّيه من الغالبية الشبابية ببساطة وعفويّة (ارتدى الجينز وتي شيرت قطنيًا)، فكان يشبههم بحيويته وقفزه وتنقلاته السريعة على المسرح، فخاطبهم تارة والتقط صور «سيلفي» معهم تارة أخرى، حتى أثناء أدائه وصلاته الغنائية. كما أنه لم يتوان عن تلبية رغبات بعض الذين ناولوه هاتفهم الجوال ليأخذ صورة له، تكون بمثابة الذكرى التي يحتفظون بها على جهازهم الخلوي من سهرة العمر هذه. وليمارس أحيانًا أخرى مهنة مدير المسرح بأسلوبه الخاص، مقسّمًا ردود فعل الحضور ومشاركته الغناء حسب الجهة التي يقف فيها. واتّسم ديكور المسرح بمشهدية «التكنو» الحديثة، من خلال لعبة أضواء «ليد» التي غمرته من كل جوانبه، راسمة شعاعات ضوئية على جميع أنحائه مع خلفية لشاشة عملاقة عرضت كليبات أغانٍ مصوّرة للفنان المصري، فبان وسط هذا العرض كجوهرة متلألئة وسط لفيف من محبّيه.
وأعلن الفنان المصري بعدها عن غنائه مجموعته الخاصة من فيلم «عمر وسلمى»، فتجاوب معه الحضور مرة أخرى مع أغنية «تليفوني بيرنّ» و«عيني بتحبّك»، وليلوّن وصلته الغنائية بعدها من أغاني ألبومه الجديد «عمري ابتدا». وعلت صرخات حماس الجمهور على أغانيه «سي السيّد» و«بطلة العالم بالنكد» و«حالة حبّ»، وليطلب بعدها من أحد مساعديه رفع الشابة داليا إلى المسرح وهي مقعدة على كرسي نقّال، بعد أن طالبته بأن يؤدّي لها أغنية تحبّها. فكان مشهدًا مؤثّرًا عندما ركع إلى جانبها على المسرح وهو ينشد لها «الله يباركلي فيك»، كاشفًا عن الناحية الإنسانية التي يتمتّع بها والتي كان التواضع رفيقها في معظم تصرّفات تامر حسني على المسرح. وهذا الأمر لمسه الحضور عندما كان يلبّي رغبات جمهوره بكلّ طيبة خاطر وبسعادة نابعة من القلب، أو عندما قدّم مثلاً رلي شعيب الفائزة بمسابقة «أجمل صوت»، على المواقع الإلكترونية التابعة للشركة المنظّمة للحفل «فالكون فيلم»، فرافقها في الغناء وساعدها في تثبيت وقفاتها على المسرح عندما كان يمسك بيدها ويقدّمها للحضور. هذه الناحية من شخصيّته المحببة إلى القلب لمسها الحضور لديه أيضًا، عندما شاركه الغناء مجموعة من مواهب الأطفال «ذا فويس كيدز» التابعين لفريقه في البرنامج المذكور. حتى أنه وفى بوعده مرة أخرى تجاه لؤي عبدون الموهبة التي استبعدت في برنامج «ذا فويس كيدز»، وقرر دعمها بعد أن أحدث خروجه من البرنامج يومها الخيبة لمحبّيه. فوقف إلى جانبه يشاركه غناء «ارجعلي» وليصفّق له الجمهور طويلاً. ومن بين الجمهور اختار تامر حسني الطفل نور (5 سنوات) الذي حمل له باقة زهور في المناسبة، ليشاركه أيضًا إحدى أغانيه المعروفة «بطلة العالم بالنكد». لم يغب الحماس وتفاعل الجمهور المباشر عن حفلة تامر حسني التي افتتح بها رسميًا مهرجانات «أعياد بيروت». فاستمرّ يغني ويرقص ويقفز على المسرح دون تعب، وليزوّد الحضور بجرعات النشاط بين الفينة والأخرى، عندما كان يتوجّه إليهم طالبًا منهم أن يبرهنوا عن سعادتهم وفرحهم بهذا اللقاء. كما طالب مهندس الإضاءة في القاعة بأن يطفئ الأنوار كاملة لتشعّ فيها فقط أنوار أجهزة التليفونات الجوالة، التي راح يلوّح بها أصحابها على أنغام أغانيه الرومانسية.
سهرة منوعّة وخارجة عن تقاليد الحفلات المبرمجة سابقًا، التي نشهدها عادة، عنونت لقاء تامر حسني بجمهوره اللبناني بعد طول غياب، فكان وفيًّا له عندما توافد بالآلاف لحضوره، فشكره أكثر من مرة لوفائه هذا وخاطبهم بالقول: «أشكركم جميعًا وخصوصًا الذين تركتهم منذ 7 سنوات صغار السنّ، وتحوّلوا اليوم إلى شبّان فخطبوا وتزوّجوا وحملوا أطفالهم معهم ليتعرّفوا إليّ».
يذكر أن بيروت ستعيش صيفًا زاخرًا من خلال الحفلات التي سيتضمنها برنامج مهرجانات «أعياد بيروت»، وهي لفنانين أجانب وعرب ولبنانيين. والمواعيد مستمرة حتى منتصف شهر أغسطس (آب) المقبل، مع إطلالات لفنانين أمثال سعد المجرّد ووائل كفوري وإليسا ونوال الزغبي وإيلين سيغارا وخوسي فلتشيانو وغيرهم.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.