النائب العام المصري يحقق في مقتل مصريين اثنين في لندن وولاية إنديانا الأميركية

وزير خارجية إيطاليا حث القاهرة على التعاون الجدي من أجل تطبيع العلاقات

شريف حبيب الذي قتل في لندن ({الشرق الأوسط})
شريف حبيب الذي قتل في لندن ({الشرق الأوسط})
TT

النائب العام المصري يحقق في مقتل مصريين اثنين في لندن وولاية إنديانا الأميركية

شريف حبيب الذي قتل في لندن ({الشرق الأوسط})
شريف حبيب الذي قتل في لندن ({الشرق الأوسط})

أعلنت وزارة الخارجية المصرية أمس عن وجود شبهة جنائية في حادث مقتل مواطن مصري في ولاية إنديانا بالولايات المتحدة الأميركية، بعد ثلاثة أيام من مقتل مصري آخر في بريطانيا. وفي رد فعل سريع طالب النائب العام المصري السلطات في بريطانيا وأميركا بموافاته بنتائج التحقيقات وتقريري الطب الشرعي في الحادثين المرجح أن تسعى القاهرة للاستفادة منهما لتخفيف الضغوط التي واجهتها بعد مقتل الباحث الإيطالي جوليو ريجيني. وحث وزير خارجية إيطاليا باولو جنتيلوني، أمس أيضًا، مصر على التعاون بجدية لكشف ملابسات مقتل ريجيني، لكي تعود العلاقات إلى طبيعتها بين البلدين.
وقالت وزارة الخارجية في بيان لها أمس إن قنصل مصر العام في شيكاغو السفير محمد أبو الذهب التقى المحقق الأميركي المعني بمتابعة حادث مقتل المواطن المصري محمد عادل رشدي، وذلك للوقوف على التفاصيل الخاصة بالحادث ومتابعة إجراءات التحقيق.
وأضافت الخارجية المصرية في بيان حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، أنه وفقًا لما أفاد به المحقق الأميركي، فإن رشدي عثر عليه متوفى يوم 22 أبريل (نيسان) الحالي على الأرض بجوار حاوية نفايات بواسطة حارس أمن بمكتب عقارات، وأن سبب الوفاة هو إسفكسيا الخنق، وأن هناك شبهة جنائية في الحادث، وأن أوراق الهوية التي تم العثور عليها مع المتوفى هي أوراق هوية أميركية تشير إلى اسم المتوفى (..) وجار البحث عن أي أوراق هوية مصرية.
وأضاف المتحدث باسم الخارجية أن مكتب الطب الشرعي بمدينة إنديانابولس أصدر تصريح دفن وذلك بعد تشريح الجثمان، نظرًا لأنه لم يستدل على أقارب أو أعضاء لأسرته، لافتًا إلى أن القنصلية العامة في شيكاغو علمت بالواقعة يوم 27 أبريل من خلال اتصال من عضو بالجالية المصرية.
وأشار بيان الخارجية إلى أن القنصلية المصرية في شيكاغو تسعى حاليًا للتواصل مع مكتب الطب الشرعي لمعرفة المزيد من التفاصيل حول أسباب الوفاة، وسوف تستمر في التواصل مع جهات التحقيق لمتابعة مجريات التحقيق.
وناشدت وزارة الخارجية كل من لديه صلة بالمتوفى أن يتواصل مع القطاع القنصلي بوزارة الخارجية لتقديم أي معلومات قد تكون مفيدة في عملية التحقيق، لافتة إلى أن التقرير النهائي للطب الشرعي قد يستغرق مدة من 8 إلى 12 أسبوعًا، وفقًا لما أفادت به سلطات التحقيق في أميركا.
ويأتي الحادث بعد أيام من إعلان السلطات البريطانية عن اندلاع حريق في منطقة ساوث هول في لندن تسبب في وفاة شاب مصري يدعى شريف ميخائيل.
وأمر النائب العام المصري المستشار أحمد صادق، مساء أول من أمس بإجراء تحقيق في مقتل المصريين ميخائيل في العاصمة البريطانية لندن، ورشدي في ولاية إنديانا بالولايات المتحدة الأميركية.
وقال النائب العام في بيان صدر عن مكتبه إنه أمر بتكليف إدارة التعاون الدولي بإعداد مذكرات بطلبات النيابة العامة المصرية لإرسالها إلى السلطات القضائية المختصة في البلدين (أميركا وبريطانيا) لموافاتها بصور رسمية من التحقيقات التي أجريت في الواقعتين وتقارير الطب الشرعي، وما تضمنته التحريات وكل ما اتخذ من إجراءات في هذا الخصوص.
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد طالب السلطات البريطانية بتكثيف تحرياتها لكشف غموض مقتل الشاب المصري ميخائيل في لندن، وإلقاء القبض على الجناة.
وقالت الرئاسة في بيان «إنها تهيب بالسلطات البريطانية بذل العناية الواجبة وتكثيف تحرياتها وجهودها من أجل الكشف عن غموض هذا الحادث واستجلاء أسباب وقوعه، وتحديد الجناة وإلقاء القبض عليهم»، مشيرة إلى حق أسرة القتيل في التعرف على أسباب وفاته وتحقيق القصاص العادل.
ويأتي مقتل مصريين اثنين في أميركا ولندن في حادثين منفصلين بعد سلسلة انتقادات غربية زعمت أن القاهرة لم تظهر الجدية اللازمة لكشف غموض مقتل الباحث الإيطالي ريجيني الذي عثر على جثته وعليها آثار تعذيب أوائل شهر فبراير (شباط) الماضي.
وكانت القاهرة قد طالبت السلطات الإيطالية بكشف غموض مصري مختف في إيطاليا منذ نحو 8 أشهر، ردًا على موقف روما التصعيدي في قضية ريجيني. ومن المرجح أن تضغط القاهرة على لندن وواشنطن، لتخفيف الضغوط الدولية التي واجهتها بعد مقتل ريجيني.
وفي غضون ذلك، حث وزير خارجية إيطاليا مصر أمس على التعاون بجدية لكشف ملابسات حادث مقتل ريجيني، لكي تعود العلاقات إلى طبيعتها بين البلدين. ونقلت وكالة الأنباء الإيطالية (أنسا)، عن جنتيلوني قوله في تصريحات إذاعية، إن «عودة العلاقات الطبيعية بين البلدين يعتمد على التعاون الجاد» في التحقيقات من الجانب المصري في كشف ملابسات الحادث.
وأكد جنتيلوني أن إيطاليا «لا تزال غير راضية» عن مستوى التعاون المصري، لكن «تمت استعادة الاتصالات مع أعضاء النيابة في القاهرة».
وتصاعدت الأزمة بين روما والقاهرة بسبب قضية ريجيني، عقب رفض جهات التحقيق المصرية تسليم روما سجلات مكالمات أشخاص في المناطق التي وجد بها ريجيني قبل اختفائه.
واستدعت إيطاليا سفيرها لدى مصر أوائل أبريل الحالي لإجراء مشاورات بعد فشل اجتماعات روما في تحقيق تقدم ملموس في قضية ريجيني.
وقال جنتيلوني إن «مكتب المدعي العام في روما أرسل طلبًا جديدًا (للحصول على معلومات)، وأعلم أن الاتصالات بين مكتب المدعي العام (المصري والإيطالي) جارية».
وأعرب جنتيلوني عن أمله في أن يتمكن المدعي العام الإيطالي «من إحياء بعض الاتصالات المفيدة» مع الجانب المصري، إلا أنه شدد على «عدم رضا إيطاليا عن الوضع الحالي».



هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
TT

هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

أثارت تقارير عن تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري (HMPV) في الصين قلقاً متزايداً بشأن إمكانية تحوله إلى وباء عالمي، وذلك بعد 5 سنوات من أول تنبيه عالمي حول ظهور فيروس كورونا المستجد في ووهان بالصين، الذي تحول لاحقاً إلى جائحة عالمية أسفرت عن وفاة 7 ملايين شخص.

وأظهرت صور وفيديوهات انتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي في الصين أفراداً يرتدون الكمامات في المستشفيات، حيث وصفت تقارير محلية الوضع على أنه مشابه للظهور الأول لفيروس كورونا.

وفي الوقت الذي تتخذ فيه السلطات الصحية تدابير طارئة لمراقبة انتشار الفيروس، أصدر المركز الصيني للسيطرة على الأمراض والوقاية منها بياناً، يوضح فيه معدل الوفيات الناتج عن الفيروس.

وقال المركز، الجمعة، إن «الأطفال، والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، وكبار السن، هم الفئات الأكثر تعرضاً لهذا الفيروس، وقد يكونون أكثر عرضة للإصابة بعدوى مشتركة مع فيروسات تنفسية أخرى».

وأشار إلى أن الفيروس في الغالب يسبب أعراض نزلات البرد مثل السعال، والحمى، واحتقان الأنف، وضيق التنفس، لكن في بعض الحالات قد يتسبب في التهاب الشعب الهوائية والالتهاب الرئوي في الحالات الشديدة.

وحاولت الحكومة الصينية التقليل من تطور الأحداث، مؤكدة أن هذا التفشي يتكرر بشكل موسمي في فصل الشتاء.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، الجمعة: «تعد العدوى التنفسية شائعة في موسم الشتاء»، مضيفةً أن الأمراض هذا العام تبدو أقل حدة وانتشاراً مقارنة بالعام الماضي. كما طمأنت المواطنين والسياح، مؤكدة: «أستطيع أن أؤكد لكم أن الحكومة الصينية تهتم بصحة المواطنين الصينيين والأجانب القادمين إلى الصين»، مشيرة إلى أن «السفر إلى الصين آمن».

فيروس «الميتانيمو» البشري

يُعد «الميتانيمو» البشري (HMPV) من الفيروسات التي تسبب التهابات الجهاز التنفسي، ويؤثر على الأشخاص من جميع الأعمار، ويسبب أعراضاً مشابهة للزكام والإنفلونزا. والفيروس ليس جديداً؛ إذ اكتُشف لأول مرة عام 2001، ويُعد من مسببات الأمراض التنفسية الشائعة.

ويشير أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة بجامعة «مصر الدولية»، الدكتور إسلام عنان، إلى أن نسبة انتشاره تتراوح بين 1 و10 في المائة من الأمراض التنفسية الحادة، مع كون الأطفال دون سن الخامسة الأكثر عرضة للإصابة، خاصة في الحالات المرضية الشديدة. ورغم ندرة الوفيات، قد يؤدي الفيروس إلى مضاعفات خطيرة لدى كبار السن وذوي المناعة الضعيفة.

أفراد في الصين يرتدون الكمامات لتجنب الإصابة بالفيروسات (رويترز)

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الفيروس ينتشر على مدار العام، لكنه يظهر بشكل أكبر في فصلي الخريف والشتاء، ويمكن أن يُصاب الأشخاص به أكثر من مرة خلال حياتهم، مع تزايد احتمالية الإصابة الشديدة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

وأوضح أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي الناتج عن السعال أو العطس، أو من خلال ملامسة الأسطح الملوثة ثم لمس الفم أو الأنف أو العينين. وتشمل أعراضه السعال واحتقان الأنف والعطس والحمى وصعوبة التنفس (في الحالات الشديدة)، وتُعد الأعراض مختلفة عن فيروس كورونا، خاصة مع وجود احتقان الأنف والعطس.

هل يتحول لجائحة؟

كشفت التقارير الواردة من الصين عن أن الارتفاع الحالي في الإصابات بالفيروس تزامن مع الطقس البارد الذي أسهم في انتشار الفيروسات التنفسية، كما أن هذه الزيادة تتماشى مع الاتجاهات الموسمية.

وحتى الآن، لم تصنف منظمة الصحة العالمية الوضع على أنه حالة طوارئ صحية عالمية، لكن ارتفاع الحالات دفع السلطات الصينية لتعزيز أنظمة المراقبة.

في الهند المجاورة، طمأن الدكتور أتول غويل، المدير العام لخدمات الصحة في الهند، الجمهور قائلاً إنه لا داعي للقلق بشأن الوضع الحالي، داعياً الناس إلى اتخاذ الاحتياطات العامة، وفقاً لصحيفة «إيكونوميك تايمز» الهندية.

وأضاف أن الفيروس يشبه أي فيروس تنفسي آخر يسبب نزلات البرد، وقد يسبب أعراضاً مشابهة للإنفلونزا في كبار السن والأطفال.

وتابع قائلاً: «لقد قمنا بتحليل بيانات تفشي الأمراض التنفسية في البلاد، ولم نلاحظ زيادة كبيرة في بيانات عام 2024».

وأضاف: «البيانات من الفترة بين 16 و22 ديسمبر 2024 تشير إلى زيادة حديثة في التهابات الجهاز التنفسي الحادة، بما في ذلك الإنفلونزا الموسمية، وفيروسات الأنف، وفيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RSV)، و(HMPV). ومع ذلك، فإن حجم وشدة الأمراض التنفسية المعدية في الصين هذا العام أقل من العام الماضي».

في السياق ذاته، يشير عنان إلى أن الفيروس من الصعب للغاية أن يتحول إلى وباء عالمي، فالفيروس قديم، وتحدث منه موجات سنوية. ويضيف أن الفيروس لا يحمل المقومات اللازمة لأن يصبح وباءً عالمياً، مثل الانتشار السريع على المستوى العالمي، وتفاقم الإصابات ودخول المستشفيات بكثرة نتيجة الإصابة، وعدم إمكانية العلاج، أو عدم وجود لقاح. ورغم عدم توافر لقاح للفيروس، فإن معظم الحالات تتعافى بمجرد معالجة الأعراض.

ووافقه الرأي الدكتور مجدي بدران، عضو «الجمعية المصرية للحساسية والمناعة» و«الجمعية العالمية للحساسية»، مؤكداً أن زيادة حالات الإصابة بالفيروس في بعض المناطق الصينية مرتبطة بذروة نشاط فيروسات الجهاز التنفسي في فصل الشتاء.

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الصين تشهد بفضل تعدادها السكاني الكبير ومناطقها المزدحمة ارتفاعاً في الإصابات، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة تحول الفيروس إلى تهديد عالمي. وحتى الآن، تظل الإصابات محلية ومحدودة التأثير مقارنة بفيروسات أخرى.

وأوضح بدران أن معظم حالات فيروس «الميتانيمو» تكون خفيفة، ولكن 5 إلى 16 في المائة من الأطفال قد يصابون بعدوى تنفسية سفلى مثل الالتهاب الرئوي.

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

وأكد أنه لا توجد تقارير عن تفشٍّ واسع النطاق للفيروس داخل الصين أو خارجها حتى الآن، مشيراً إلى أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي والاتصال المباشر، لكنه أقل قدرة على الانتشار السريع عالمياً مقارنة بكوفيد-19، ولتحوله إلى جائحة، يتطلب ذلك تحورات تزيد من قدرته على الانتشار أو التسبب في أعراض شديدة.

ومع ذلك، شدّد على أن الفيروس يظل مصدر قلق صحي محلي أو موسمي، خاصة بين الفئات الأكثر عرضة للخطر.

طرق الوقاية والعلاج

لا يوجد علاج محدد لـ«الميتانيمو» البشري، كما هو الحال مع فيروسات أخرى مثل الإنفلونزا والفيروس المخلوي التنفسي، حيث يركز العلاج بشكل أساسي على تخفيف الأعراض المصاحبة للعدوى، وفق عنان. وأضاف أنه في الحالات الخفيفة، يُوصى باستخدام مسكنات الألم لتخفيف الأوجاع العامة وخافضات الحرارة لمعالجة الحمى. أما في الحالات الشديدة، فقد يتطلب الأمر تقديم دعم تنفسي لمساعدة المرضى على التنفس، بالإضافة إلى توفير الرعاية الطبية داخل المستشفى عند تفاقم الأعراض.

وأضاف أنه من المهم التركيز على الوقاية وتقليل فرص العدوى باعتبارها الخيار الأمثل في ظل غياب علاج أو لقاح مخصص لهذا الفيروس.

ولتجنب حدوث جائحة، ينصح بدران بتعزيز الوعي بالوقاية من خلال غسل اليدين بانتظام وبطريقة صحيحة، وارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة أو عند ظهور أعراض تنفسية، بالإضافة إلى تجنب الاتصال المباشر مع المصابين. كما يتعين تعزيز الأبحاث لتطوير لقاحات أو علاجات فعّالة للفيروس، إلى جانب متابعة تحورات الفيروس ورصد أي تغييرات قد تزيد من قدرته على الانتشار أو تسبب أعراضاً أشد.