الحكومة السودانية توافق على صرف تحويلات المغتربين بالعملات الحرة

الدولار بـ14 جنيهًا في السوق السوداء بينما سعره في البنوك 6 جنيهات فقط

الحكومة السودانية توافق على صرف تحويلات المغتربين بالعملات الحرة
TT

الحكومة السودانية توافق على صرف تحويلات المغتربين بالعملات الحرة

الحكومة السودانية توافق على صرف تحويلات المغتربين بالعملات الحرة

وافقت الحكومة السودانية للبنوك التجارية على تسلم وصرف تحويلات المغتربين السودانيين بالعملات الحرة.
ومن المنتظر أن يصدر بنك السودان المركزي توضيحا وتعريفا للمنشور الخاص بالسماح للبنوك السودانية بتسلم وتسليم المغتربين العملات وفقا لنوعية العملة التي حولت بها، والشروط التي يجب أن يلتزم بها المحول والصراف.
ووفقا لمصادر («الشرق الأوسط») في جهاز تنظيم السودانيين العاملين بالخارج، فإن بنك السودان أبدى تفهما كبيرا لرغبات الجهاز في استقطاب وجذب مدخرات السودانيين العاملين بالخارج، الذين يقدر عددهم بأكثر من خمسة ملايين، منهم ما لا يقل عن 40 ألف خبير ورجل أعمال يستثمرون أموالهم بالخارج، مشيرة إلى أن بنك السودان سيعمل على تنشيط وتفعيل الإجراءات المطلوبة للسماح للمغتربين بتحويل أموالهم وتسلمها بنفس العملة في بلادهم.
من جهته، أوضح لـ«الشرق الأوسط» مساعد محمد أحمد رئيس اتحاد المصارف السودانية ونائب رئيس الاتحاد العربي للمصارف، أن منشور بنك السودان يمثل الوضع الراهن حاليا بالنسبة لتحويلات المغتربين في بعض البنوك، والذين يسمح لهم بإجراء أي تحويلات من الخارج بالعملات التي يرغبون فيها، ويتسلمونها بالفئة نفسها، موضحا أن المغترب يمكنه حاليا فتح حساب بالعملة الحرة، وأن يودع فيه الأموال، أو يمكنه شراء الودائع التي تصلح ضمانات لأي طلب تمويل أو قرض للاستثمار في أي مجال.
واعتبر خبراء مصرفيون أن خطوة بنك السودان للسماح للمغتربين بتحويل أموالهم إلى ذويهم وأسرهم بمختلف وقرى ومناطق ومدن البلاد، سيعزز من قدرة المواطنين الذين يعتمدون في معيشتهم على تحويلات المغتربين، وسيقضي تدريجيا على السوق السوداء للدولار، الذي يصل سعره إلى نحو 14 جنيها، بينما سعره في البنوك 6 جنيهات فقط.
وأوضح المهندس عوض التوم الخبير المصرفي السوداني لـ«الشرق الأوسط» أن قرار فك التحويلات يعني إعادة الثقة تدريجيا بين المغترب والدولة فيما يتعلق بالتحويلات وأهمية انسيابها للبلاد دون قيود، مما سيشجع المغتربين على فتح حسابات بالعملات الحرة في البنوك التي يحولون إليها أموالهم، بل الدخول في فتح ودائع بنكية تصلح ضمانات لأي استثمار يرغب فيه المغترب، بجانب أن الدولار الآن يعامل بوصفه سلعة، وكل سلعة تسري عليها قاعدة العرض والطلب، فعندما تزداد أعداد وكميات العملات الحرة في البنوك يقل الطلب عليها، وبالتالي تنحسر تدريجيا أسعار الدولار المرتفعة حاليا.



«الفيدرالي» على وشك خفض الفائدة مجدداً يوم الأربعاء

مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
TT

«الفيدرالي» على وشك خفض الفائدة مجدداً يوم الأربعاء

مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)

من المتوقع على نطاق واسع أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي تكاليف الاقتراض خلال اجتماعه، يوم الأربعاء المقبل، مع احتمال أن يسلط المسؤولون الضوء على كيفية تأثير البيانات الاقتصادية الأخيرة على قراراتهم بشأن أسعار الفائدة في العام المقبل.

وتضع الأسواق المالية في الحسبان احتمالات بنسبة 97 في المائة أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية بمقدار ربع نقطة مئوية، ليصبح النطاق بين 4.25 في المائة و4.5 في المائة، وفقاً لأداة «فيد ووتش».

ومع ذلك، تضاءل مبرر بنك الاحتياطي الفيدرالي لخفض الفائدة مؤخراً بعد التقارير التي تشير إلى أن التضخم لا يزال مرتفعاً بشكل مستمر مقارنةً بالهدف السنوي لـ«الفيدرالي» البالغ 2 في المائة، في حين أن سوق العمل لا تزال قوية نسبياً. وكان البنك قد خفض أسعار الفائدة في سبتمبر (أيلول) ونوفمبر (تشرين الثاني) بعد أن أبقاها عند أعلى مستوى في عقدين طوال أكثر من عام، في محاولة للحد من التضخم المرتفع بعد الوباء.

ويؤثر سعر الأموال الفيدرالية بشكل مباشر على أسعار الفائدة المرتبطة ببطاقات الائتمان، وقروض السيارات، وقروض الأعمال. ومن المتوقع أن تكون أسعار الفائدة المرتفعة في الوقت الحالي عقبة أمام النشاط الاقتصادي، من خلال تقليص الاقتراض، مما يؤدي إلى تباطؤ الاقتصاد لتخفيف الضغوط التضخمية والحفاظ على الاستقرار المالي.

لكن مهمة بنك الاحتياطي الفيدرالي لا تقتصر فقط على مكافحة التضخم، بل تشمل أيضاً الحد من البطالة الشديدة. وفي وقت سابق من هذا الخريف، أدى تباطؤ سوق العمل إلى زيادة قلق مسؤولي البنك بشأن هذا الجزء من مهمتهم المزدوجة، مما دفعهم إلى خفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في سبتمبر. ورغم ذلك، تباطأ التوظيف، فيما تجنب أصحاب العمل تسريح العمال على نطاق واسع.

توقعات الخبراء بتخفيضات أقل في 2025

تدور الأسئلة المفتوحة في اجتماع الأربعاء حول كيفية موازنة بنك الاحتياطي الفيدرالي بين أولويتيه في مكافحة التضخم والحفاظ على سوق العمل، وكذلك ما سيقوله رئيس البنك جيروم باول، عن التوقعات المستقبلية في المؤتمر الصحفي الذي سيعقب الاجتماع. وبينما تبدو التحركات المتعلقة بأسعار الفائدة في الأسبوع المقبل شبه مؤكدة، فإن التخفيضات المستقبلية لا تزال غير واضحة.

وعندما قدم صناع السياسات في بنك الاحتياطي الفيدرالي آخر توقعاتهم الاقتصادية في سبتمبر، توقعوا خفض المعدل إلى نطاق يتراوح بين 3.25 في المائة و4.5 في المائة بحلول نهاية عام 2025، أي بتقليص بنسبة نقطة مئوية كاملة عن المستوى المتوقع في نهاية هذا العام.

وتوقع خبراء الاقتصاد في «ويلز فارغو» أن التوقعات الجديدة ستُظهر ثلاثة تخفيضات ربع نقطة فقط في عام 2025 بدلاً من أربعة، في حين توقع خبراء «دويتشه بنك» أن البنك سيُبقي على أسعار الفائدة ثابتة دون خفضها لمدة عام على الأقل. فيما تتوقع شركة «موديز أناليتيكس» خفض أسعار الفائدة مرتين في العام المقبل.

التغيير الرئاسي وتأثير التعريفات الجمركية

يشكّل التغيير في الإدارة الرئاسية تحدياً كبيراً في التنبؤ بمستقبل الاقتصاد، حيث يعتمد مسار التضخم والنمو الاقتصادي بشكل كبير على السياسات الاقتصادية للرئيس المقبل دونالد ترمب، خصوصاً فيما يتعلق بالتعريفات الجمركية الثقيلة التي تعهَّد بفرضها على الشركاء التجاريين للولايات المتحدة في أول يوم من رئاسته.

وتختلف توقعات خبراء الاقتصاد بشأن شدة تأثير هذه التعريفات، سواء كانت مجرد تكتيك تفاوضي أم ستؤدي إلى تأثيرات اقتصادية كبيرة. ويعتقد عديد من الخبراء أن التضخم قد يرتفع نتيجة لنقل التجار تكلفة التعريفات إلى المستهلكين.

من جهة أخرى، قد تتسبب التعريفات الجمركية في إضعاف الشركات الأميركية والنمو الاقتصادي، مما قد يضطر بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض أسعار الفائدة لدعم الشركات والحفاظ على سوق العمل. كما يواجه البنك تحدياً في فصل تأثيرات التعريفات الجمركية عن العوامل الأخرى التي تؤثر في التوظيف والتضخم.

وتزداد هذه القضايا غير المحسومة وتزيد من تعقيد حسابات بنك الاحتياطي الفيدرالي، مما قد يدفعه إلى اتباع نهج أكثر حذراً بشأن تخفيضات أسعار الفائدة في المستقبل. كما أشار مات كوليار من «موديز أناليتيكس» إلى أن التغيرات المحتملة في السياسة التجارية والمحلية تحت إدارة ترمب قد تضيف طبقة إضافية من عدم اليقين، مما يدعم الحاجة إلى نهج الانتظار والترقب من لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية.