مشوار شيق وشجي مع فن الضحك، برع في تنويع مشاهده وأدواره على خشبة المسرح وفي السينما والدراما التلفزيونية وفي الحياة، الفنان سيد زيان الذي غيبه الموت أمس عن عمر ناهز 73 عاما، وبعد صراع مع المرض استمر لعدة سنوات. حيث أصيب بجلطة في المخ عام 2003 أدت إلى إصابته بالشلل النصفي، مما أبعده عن الأضواء في السنوات الأخيرة، وأصبح يسير بمساعدة العصا، كما تعرض لأزمة صحية ثانية بعد تحسن طفيف في صحته مما أدى إلى دخوله المستشفى العسكري، والعلاج على نفقة القوات المسلحة.
وشيع كوكبة من الفنانين والجمهور، بينهم أهله وأصدقاؤه الفنان الراحل إلى مثواه الأخير بمقابر الأسرة بمدينة السادس من أكتوبر (تشرين الأول)، وأقيمت صلاة الجنازة عليه عقب صلاة العصر أمس من مسجد الحصري بالمدينة.
ونعت وزارة الثقافة المصرية وفاة سيد زيان، وقال حلمي النمنم وزير الثقافة «إن الفنان الراحل كان «قيمة عظيمة في فن الكوميديا، ورسم الابتسامة على وجوه الملايين، كما حفر اسمه في قلوب المعجبين بما قدمه من أعمال وأدوار كثيرة».
ولد الفنان الراحل في 10 أبريل (نيسان) عام 1943. في حي الزيتون بالقاهرة، والتحق بمعهد الطيران حيث تخصص في هندسة الطائرات، ثم عمل بالقوات الجوية في القوات المسلحة المصرية، لكنه سرعان ما تمرد على تخصصه المهني، ليشبع موهبته الفنية في التمثيل، التي لفتت إليه الأنظار في فترة الستينات من خلال فرقة المسرح العسكري، حيث اكتشف موهبته في الكوميديا لينضم فيما بعد إلى فرقة الهواة مع الفنان عبد الغني ناصر الذي أسند إليه أول دور كوميدي في مسرحية «إعلان جواز».
واشتهر الفنان الراحل بأعماله المسرحية، ومن بينها «الفـهلـوي» و«العسكري الأخضر» و«واحد لمون والتاني مجنون» كما عمل بالسينما في عدة أفلام، أشهرها «بنـت اسـمها محمود» و«أريد حلا» و«عفوا أيها القانون» و«المتسول» و«أبناء الصمت» و«ليلة ساخنة»، فضلا عن الأعمال الدرامية التلفزيونية، ومن أشهرها مسلسل: «الراية البيضاء» مع النجمين جميل راتب وسناء جميل، واستطاع زيان في هذا المسلسل أن يحقق مساحة مهمة من الإعجاب، برغم دوره «النونو» الهامشي، صبيا يعمل في معية المعلمة «فضة» التي جسدته سناء جميل.
تمتع سيد زيان بروح مرحة، وخفة دم فطرية، انعكست في جميع أعماله، وكان حريصا على أن يجد لنفسه بصفته ممثلا، زوايا فنية جديدة لصناعة الكوميديا، أيضا انعكس هذا المسعى في أدائه بعض الأدوار ذات الطابع التراجيدي. كما تمتع بمقدرة طازجة على الارتجال والتقمص وصناعة المشهد بحيوية وتلقائية لافتة، خاصة على خشبة المسرح. وكان له براعة خاصة في اصطياد «القفشة» وابتكار «الإيفيه» حتى من انطباعات وملامح الجمهور، وفي الوقت نفسه كان ينوع إيحاءاته ودلالاته بعفوية وسلاسة، فيبدو كأنه خارج توًّا من عجينة النص الفني.
اقترب سيد زيان في بعض أعماله، خاصة المسرحية، من فكرة الفنان الشامل، فلم يمنعه بنيانه الضخم من أن يرقص ويغني ويمثل، في الوقت نفسه، وهو ما عكس ثقافة فنية واسعة لديه، وحبا لفكرة العمل ضمن مجموع وفريق، يكمل بعضه بعضا، على خشبة المسرح، في حوار فني متنوع، كان الفنان الراحل قادرا دائما على أن يكون نواته ومحور إيقاعه في معظم أعماله، مسجلا بذلك اسمه باقتدار في سجل فن الكوميديا المصري.
11:16 دقيقه
رحيل سيد زيان.. بعد صراع مع المرض ومشوار من الضحك
https://aawsat.com/home/article/615911/%D8%B1%D8%AD%D9%8A%D9%84-%D8%B3%D9%8A%D8%AF-%D8%B2%D9%8A%D8%A7%D9%86-%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D8%B5%D8%B1%D8%A7%D8%B9-%D9%85%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%B6-%D9%88%D9%85%D8%B4%D9%88%D8%A7%D8%B1-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B6%D8%AD%D9%83
رحيل سيد زيان.. بعد صراع مع المرض ومشوار من الضحك
صاحب «الفهلوي» و«العسكري الأخضر» ورحلة فنية متنوعة
الفنان الراحل سيد زيان
- القاهرة: جمال القصاص
- القاهرة: جمال القصاص
رحيل سيد زيان.. بعد صراع مع المرض ومشوار من الضحك
الفنان الراحل سيد زيان
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة

