إعادة افتتاح المركز الثقافي العراقي ـ الإيطالي بعد غياب دام عقدين

ضمن خطة للتركيز على أعمال المسح والتنقيب للمواقع الآثارية

جانب من الآثار العراقية
جانب من الآثار العراقية
TT

إعادة افتتاح المركز الثقافي العراقي ـ الإيطالي بعد غياب دام عقدين

جانب من الآثار العراقية
جانب من الآثار العراقية

على نحو جديد، استبشر مختصون وإعلاميون في مجال السياحة والآثار في العراق، بعودة افتتاح المركز الثقافي العراقي الإيطالي في مقر المتحف العراقي وسط العاصمة بغداد، بعد انقطاع دام نحو عشرين عامًا ضمن خطة للتركيز على أعمال المسح والتنقيب للمواقع الآثارية والقيام بأعمال الترميم وإعداد دورات وورش عمل في مجال الآثار والصيانة والبحث الآثاري من قبل الجانب الإيطالي.
وجرى حفل الافتتاح ضمن فعاليات اختيار بغداد ضمن شبكة المدن الإبداعية، من قبل منظمة اليونيسكو، وافتتحه وكيل وزارة الثقافة والآثار والسياحة قيس رشيد يوم الاثنين الماضي، بحضور وكيل وزارة الخارجية الإيطالية أميندولا وعدد من سفراء البعثات الدبلوماسية في العاصمة بغداد.
ويتضمن المتحف الوطني آثارًا يعود تاريخها إلى 100 ألف عام قبل الميلاد، وقد احتفل القائمون عليه في الثامن من مارس (آذار) الماضي، بمناسبة مرور عام على عودة تأهيله وافتتاحه من جديد أمام الزوار والوفود الرسمية والسياحية، والذي جاء ردًا من منظمة التربية والثقافة والعلوم (اليونيسكو) بعد يومين من نشر تنظيم داعش الإرهابي شريطًا مصورًا يظهر تدمير تماثيل وقطع آثارية في الموصل.
وقد جاء الافتتاح قبل عام بعد إغلاق دام أكثر من 12 عامًا بسبب تعرضه إلى عمليات السلب والنهب وإلى شظايا وقنابل بعد أحداث عام 2003، مما سبّب خسارة أكثر من 15 ألف قطعة أثرية منه.
بدوره، شكر الوكيل قيس رشيد في كلمته، الأصدقاء الإيطاليين على قيامهم بتأهيل وتأثيث مبنى المركز الثقافي العراقي الإيطالي مجددًا ليستقبل أنشطة وفعاليات الجانب الإيطالي الآثارية، مستذكرًا المركز القديم الذي تأسس في ستينات القرن الماضي في منطقة السنك في شارع الرشيد ببغداد، الذي شهد حضورًا بارزًا ونوعيًا للآثاريين الإيطاليين في مجالات التنقيب والصيانة والترميم والمسح والبحث الآثاري.
كما أشار باعتزاز إلى إنجازات البعثات الإيطالية للمواقع الآثارية في طيسفون، وعقرقوف، والمنارة الحدباء، ومأذنة عنه، وقلعة كركوك، والحضر، وسلوقيا ومواقع سد حمرين. وأكد: «افتتاح هذا المركز تتويج لكل تلك الأعمال والإنجازات»، آملاً أن يكون له لمساته الفنية والعلمية في تنسيق أعمال وفعاليات علماء الآثار الإيطاليين في العراق. من جانبه، أشار وكيل وزارة الخارجية الإيطالية أميندولا - في كلمة له - إلى التاريخ الطويل والتعاون الآثاري المشترك بين العراق وإيطاليا، لافتًا إلى أن العراق يمتاز بحضارة متنوعة الأديان والثقافات، وهي حضارة تتكلم عن نفسها أفضل ممَّا نتكلم نحن عنها. وشكر أميندولا المسؤولين في وزارة الثقافة العراقية على ما قدموه من تعاون إيجابي أثمر عنه افتتاح المركز والخبراء الإيطاليين الذين أشرفوا على نجاح هذه التجربة الجديدة، مؤكدًا استمرار التعاون فيما يخص التراث الحضاري للعراق.
ولفت ممثل إيطاليا في المركز العراقي الإيطالي د.كارلو ليبولس إلى أن «افتتاح المركز إنما هو امتداد لعمل وتعاون عمره نحو 50 عامًا لمتخصصين بعلم الآثار بين البلدين»، مستعرضًا بعض مجالات ذلك التعاون الآثاري، كما أشار إلى أن المركز سيسهم في حماية الموروث الحضاري العراقي وسيكون قاعدة للمناسبات الثقافية الآثارية.
فيما أوضح مدير المركز نوري عبيد كاظم الأهداف المرجوة من افتتاح المركز من خلال قيام الجانب الإيطالي بأعمال المسح والتنقيب للمواقع الآثارية، وكذلك القيام بأعمال الترميم وإعداد دورات وورش عمل في مجال الآثار والصيانة الآثارية.
وفي ختام فعاليات الافتتاح، نظمت الهيئة العامة للآثار والتراث جولة لضيوفها في أروقة وقاعات المتحف العراقي للاطلاع ميدانيًا على مقتنياته من مفردات الحضارة الرافدينية الموغلة بعمق التاريخ الإنساني.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.