روسيا تبرئ نفسها من قصف حلب وتتهم الطيران الأميركي بتنفيذه

روسيا تبرئ نفسها من قصف حلب وتتهم الطيران الأميركي بتنفيذه
TT

روسيا تبرئ نفسها من قصف حلب وتتهم الطيران الأميركي بتنفيذه

روسيا تبرئ نفسها من قصف حلب وتتهم الطيران الأميركي بتنفيذه

برأت روسيا نفسها من القصف الذي وقع بمدينة حلب أمس (الأربعاء)، متهمة طيران أميركا بتنفيذه.
ونقلت وكالة تاس الروسية للأنباء اليوم (الخميس) عن وزارة الدفاع الروسية القول إن طائرات أميركية هي التي قصفت مدينة حلب أمس (الأربعاء) في هجوم كانت الولايات المتحدة قد قالت إن طائرات روسية نفذته.
ونقلت تاس عن متحدث باسم وزارة الدفاع قوله إن طائرتين أميركيتين من طراز إيه 10 انطلقتا من تركيا وقصفتا أهدافا في حلب.
وقال المتحدث باسم الوزارة الروسية أيضًا إن متحدثا باسم وزارة الدفاع الأميركية اتهم روسيا بقصف مستشفيين في حلب أمس.
ونوه المتحدث العسكري الروسي بأن الطائرات الروسية لا تقدم على قصف أي منشأة في سوريا إلا بعد أن تتأكد من أن عملية القصف لن تشكل خطرا على المدنيين.
وفي سياق متصل، أبدت روسيا اليوم (الخميس) استعدادها لبحث سبل وقف عمليات القصف في سوريا والتي تطالب بها المعارضة السورية والغربيون الذين يعزون فشل مفاوضات السلام في جنيف إلى استمرار الضربات الروسية.
ونقلت وكالة الأنباء الروسية إنترفاكس عن نائب وزير الخارجية غينادي غاتيلوف قوله: «نحن مستعدون لمناقشة سبل وقف لإطلاق النار في سوريا». وأضاف: «هذا ما سنبحثه في ميونيخ» خلال المؤتمر الدولي حول سوريا.
وستحاول الولايات المتحدة وحلفاؤها الضغط على موسكو اليوم (الخميس) خلال اجتماع في ميونيخ (جنوب ألمانيا) لوزراء خارجية الدول الرئيسية الأطراف في النزاع في سوريا.
ويهدف هذا المؤتمر إلى محاولة إطلاق المفاوضات بين المعارضة ونظام دمشق التي تأثرت بالهجوم الذي يشنه النظام السوري مدعوما بالطيران الروسي، منذ سبتمبر (أيلول) 2015.
الجدير بالذكر أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري كان قد اتهم موسكو علنا منذ أسبوع بأنها نسفت «جزئيا» جهود السلام السورية بقصفها مناطق حول مدينة حلب لدعم القوات الحكومية السورية.
وكان كيري طالب الثلاثاء موسكو العمل من أجل «وقف فوري لإطلاق النار» في سوريا ووقف حملتها التي بدأت في 30 سبتمبر وتكثفت في الأيام الأخيرة.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».