الميليشيات الانقلابية تفرج عن طاقم «الجزيرة» في تعز

حمدي البكاري يؤكد أنه تعرض وزميلاه «لتعذيب نفسي فظيع»

الميليشيات الانقلابية تفرج عن طاقم «الجزيرة» في تعز
TT

الميليشيات الانقلابية تفرج عن طاقم «الجزيرة» في تعز

الميليشيات الانقلابية تفرج عن طاقم «الجزيرة» في تعز

أفرجت ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح عن فريق شبكة الجزيرة الإخبارية ومراسلها حمدي البكاري، وذلك بعد عشرة أيام من اختطافهم من وسط مدينة تعز.
وأعلنت قناة «الجزيرة» القطرية فجر أمس الخميس الإفراج عن ثلاثة من أفراد طاقمها خطفوا في مدينة تعز بجنوب غربي اليمن قبل عشرة أيام، بينهم مراسلها حمدي البكاري الذي اتهم المتمردين الحوثيين بخطفه وزميليه.
وكانت القناة القطرية أعلنت الأسبوع الماضي أنها فقدت الاتصال مع البكاري وزميليه منذ مساء الاثنين 18 يناير (كانون الثاني)، مرجحة تعرضهم لعملية خطف، ومطالبة بالإفراج الفوري عنهم.
وغداة الإعلان عن ذلك، اتهمت لجان «المقاومة الشعبية» التي تقاتل إلى جانب القوات الحكومية، المتمردين الحوثيين وحلفائهم بعملية الخطف.
وقالت القناة في بيان: «أفرج قبل قليل عن الزميل حمدي البكاري مراسل (الجزيرة) وزميليه المصور عبد العزيز صبري والسائق منير السبئي، وذلك بعد خطفهم بأيدي مجهولين منذ نحو عشرة أيام في مدينة تعز»، التي يحاصرها منذ أشهر المتمردون الحوثيون وحلفاؤهم من الموالين للرئيس السابق علي عبد الله صالح.
وفي أول تعليق له، كتب البكاري في صفحته على «فيسبوك»: «عملية اختراق أمني من خلالها تم اختطافنا، لنجد أنفسنا بيد الحوثيين في منزل يتبعهم داخل تعز. قالوا لي أنت عند الإمام، عند السيد، عند أبو طالب، وكنا نسمعهم يرددون الصرخة و(الموت لأميركا)». وأضاف: «تعرضنا لتعذيب نفسي فظيع. كان لحملتكم قوتها وتأثيرها، صعب على الخاطفين تهريبنا إلى خارج تعز».
ونشر البكاري صورة له عبر حسابه على «فيسبوك»، وأرفقها بنص جاء فيه: «هأنذا (ها أنا ذا) بين أحبابي في تعز».
وأضاف: «سأتحدث لاحقا بالتفصيل، لكن أختصر لكم المسألة.. عملية اختراق أمني من خلالها تم اختطافنا لنجد أنفسنا بيد الحوثيين في منزل لهم داخل تعز»، مؤكدا أنه تعرض وزميلاه «لتعذيب نفسي فظيع».
وقال البكاري: «نحن أكثر قوة وصمودا. نقوم بمهنة جليلة في نقل الواقع وأوجاع الناس وإيصال الحقيقة والدفاع عن حق الجميع في المعرفة.. لن نخاف أو نتراجع يوما عن القيام بذلك.. فشلت خفافيش الظلام.. وفشل إرهاب الجماعات القادمة من خارج الزمن». وتعهد في منشوره بكشف تفاصيل عملية الاختطاف خلال الأيام المقبلة.
وتابع: «كنا نسمعهم يرددون (...) الموت لأميركا»، وهو شعار يرفعه الحوثيون الذين يسيطرون منذ أكثر من عام على مناطق عدة بينها صنعاء، ومحافظات أخرى في شمال البلاد ووسطها.
وتسيطر القوات الموالية للحكومة، والمدعومة منذ مارس (آذار) من التحالف العربي بقيادة السعودية، على مدينة تعز. وأعلنت هذه القوات في نوفمبر (تشرين الثاني) بدء هجوم واسع لاستعادة المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في المحافظة. وأوقع النزاع في اليمن منذ مارس نحو ستة آلاف قتيل نصفهم تقريبا من المدنيين، وفقا لأجهزة الأمم المتحدة.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.