رحيل فؤاد بطرس السياسي اللبناني المخضرم

الحريري: كان عنوانًا للحكمة والحنكة

رحيل فؤاد بطرس السياسي اللبناني المخضرم
TT

رحيل فؤاد بطرس السياسي اللبناني المخضرم

رحيل فؤاد بطرس السياسي اللبناني المخضرم

عن عمر يناهز 95 عامًا، غيب الموت أمس، السياسي اللبناني والوزير السابق فؤاد بطرس، الذي تولى مهام وزارية عدة، في عهود رؤساء الجمهورية اللبنانيين الراحلين، فؤاد شهاب، شارل حلو، وإلياس سركيس، كان أبرزها توليه منصب وزير الخارجية في عهد الرئيس إلياس سركيس، في عز الحرب الأهلية، وفي فترة حرجة من تاريخ لبنان.
ولد عام 1917، عمل في المحاماة والقضاء قبل أن ينتقل إلى السياسة، ولقي إعجابًا كبيرًا من الرئيس فؤاد شهاب وهو شاب صغير يومها، وبدأ من عهده بتولي مناصب وزارية، ولمع كوزير للخارجية في عهد الرئيس إلياس سركيس، وبإنجازه في مجلس الأمن، حيث تمت إدانة إسرائيل بإجماع كافة أصوات الأعضاء، ومعروف أنه مهندس القرار الأممي الشهير 425.
حتى بعد أن توقف فؤاد بطرس عن تولي مراكز رسمية، بقي مرجعًا دبلوماسيا وقانونيًا أثناء إقامته، في باريس خلال الحرب الأهلية اللبنانية، وبعد عودته إلى لبنان. وظل الرجل نشيطًا، وأشهر إنجازاته، هو قانون للانتخابات النيابية، اقترحه منذ سنوات قليلة، عرف باسم «قانون فؤاد بطرس»، ويقوم على نظام مختلط يجمع بين النظام الأكثري والنظام النسبي، وكانت له حماسة شعبية، ومع ذلك لم يقر، وبقي في الأدراج، ولا يزال من بين القوانين التي يرجو كثيرون أن تلقى طريقها إلى التطبيق. عام 2009 نشر مذكراته التي صدرت عن «دار النهار»، ووجدت ردود فعل متباينة، نظرًا لحساسية المرحلة التي تتحدث عنها.
وقال الرئيس سعد الحريري فيه بعد إعلان نبأ وفاته إنه بغياب الوزير السابق فؤاد بطرس «تطوى صفحة مجيدة من تاريخ لبنان السياسي والدبلوماسي وهو عنوان من عناوين الحكمة والحنكة والمبادرة وحسن التدبير». كما اعتبر الرئيس نجيب ميقاتي، في بيان، أنه «برحيل فؤاد بطرس يخسر لبنان شخصية سياسية أصيلة ودبلوماسيا عريقا على مدى سنوات كثيرة، منذ أيام الرئيس الراحل فؤاد شهاب. كانت له الكثير من الجولات الدبلوماسية والمواقف السياسية المميزة في مرحلة الحرب اللبنانية، فاستحق عن جدارة لقب رجل الدولة. ولعل من أبرز ما يسجل له خلال عمله الدبلوماسي هو إدانته الواضحة لممارسات العدو الإسرائيلي».
وختم ميقاتي: «تختصر حقبة فؤاد بطرس بكلمات قليلة، فهو محاور ومفاوض من الطراز الوطني الرفيع، وصاحب ذكاء وثقافة وجرأة جعلت منه رقما صعبا في المعادلة السياسية اللبنانية على مدى أعوام».



قاسم يعلن «انتصار» «حزب الله» ويتعهّد صون الوحدة الوطنية وانتخاب رئيس

الأمين العام لـ«حزب الله» نعيم قاسم معلناً «الانتصار الكبير» (رويترز)
الأمين العام لـ«حزب الله» نعيم قاسم معلناً «الانتصار الكبير» (رويترز)
TT

قاسم يعلن «انتصار» «حزب الله» ويتعهّد صون الوحدة الوطنية وانتخاب رئيس

الأمين العام لـ«حزب الله» نعيم قاسم معلناً «الانتصار الكبير» (رويترز)
الأمين العام لـ«حزب الله» نعيم قاسم معلناً «الانتصار الكبير» (رويترز)

قال الأمين العام لـ«حزب الله» إن الحزب حقّق «انتصاراً كبيراً يفوق النصر الذي تحقق عام 2006»، وذلك «لأن العدو لم يتمكن من إنهاء وإضعاف المقاومة».

وجاءت مواقف قاسم في الكلمة الأولى له بعد سريان اتفاق وقف إطلاق النار يوم الأربعاء الماضي. وقال قاسم: «قررت أن أعلن كنتيجة (...) بشكل رسمي وواضح أننا أمام انتصار كبير يفوق الانتصار الذي حصل في يوليو (تموز) 2006»، في إشارة إلى الحرب الأخيرة بين الجانبين. وأضاف: «انتصرنا لأننا منعنا العدو من تدمير (حزب الله)، انتصرنا لأننا منعناه من إنهاء المقاومة أو إضعافها إلى درجة لا تستطيع معها أن تتحرك، والهزيمة تحيط بالعدو الإسرائيلي من كل جانب» .

وتوجّه قاسم في مستهل كلمته إلى مناصري الحزب، قائلاً: «صبرتم وجاهدتم وانتقلتم من مكان إلى آخر، وأبناؤكم قاتلوا في الوديان، وعملتم كل جهدكم لمواجهة العدو». وأضاف: «كررنا أننا لا نريد الحرب، ولكن نريد مساندة غزة، وجاهزون للحرب إذا فرضها الاحتلال. والمقاومة أثبتت بالحرب أنها جاهزة والخطط التي وضعها السيد حسن نصر الله فعّالة وتأخذ بعين الاعتبار كل التطورات، و(حزب الله) استعاد قوّته ومُبادرته، فشكّل منظومة القيادة والسيطرة مجدداً ووقف صامداً على الجبهة».

 

ولفت إلى أن إسرائيل فشلت في إحداث فتنة داخلية، قائلاً: «الاحتلال راهن على الفتنة الداخلية مع المضيفين، وهذه المراهنة كانت فاشلة بسبب التعاون بين الطوائف والقوى». وعن اتفاق وقف إطلاق النار، قال قاسم: «الاتفاق تمّ تحت سقف السيادة اللبنانية، ووافقنا عليه ورؤوسنا مرفوعة بحقنا في الدفاع، وهو ليس معاهدة، بل هو عبارة عن برنامج إجراءات تنفيذية لها علاقة بالقرار 1701، يؤكد على خروج الجيش الإسرائيلي من كل الأماكن التي احتلها، وينتشر الجيش اللبناني جنوب نهر الليطاني لكي يتحمل مسؤوليته عن الأمن وعن إخراج العدو من المنطقة».

وأكد أن «التنسيق بين المقاومة والجيش اللبناني سيكون عالي المستوى لتنفيذ التزامات الاتفاق، ونظرتنا للجيش اللبناني أنه جيش وطني قيادة وأفراداً، وسينتشر في وطنه ووطننا».

وتعهّد بصون الوحدة الوطنية واستكمال عقد المؤسسات الدستورية، وعلى رأسها انتخاب رئيس للجمهورية في الجلسة التي حدّدها رئيس البرلمان نبيه بري، في 9 يناير (كانون الثاني) المقبل، واعداً بإعادة الإعمار بالتعاون مع الدولة، «ولدينا الآليات المناسبة»، قائلاً: «سيكون عملنا الوطني بالتعاون مع كل القوى التي تؤمن أن الوطن لجميع أبنائه، وسنتعاون ونتحاور مع كل القوى التي تريد بناء لبنان الواحد، في إطار اتفاق الطائف، وسنعمل على صون الوحدة الوطنية وتعزيز قدرتنا الدفاعية، وجاهزون لمنع العدو من استضعافنا».