دعوات في الكونغرس لإزالة فيديوهات العولقي من «يوتيوب» و«تويتر»

مصادر أميركية: «القاعدة» وراء هجوم كاليفورنيا

أنور العولقي زعيم القاعدة في اليمن قتل قبل أربع سنوات بـ«درون» أميركية («الشرق الأوسط»)
أنور العولقي زعيم القاعدة في اليمن قتل قبل أربع سنوات بـ«درون» أميركية («الشرق الأوسط»)
TT

دعوات في الكونغرس لإزالة فيديوهات العولقي من «يوتيوب» و«تويتر»

أنور العولقي زعيم القاعدة في اليمن قتل قبل أربع سنوات بـ«درون» أميركية («الشرق الأوسط»)
أنور العولقي زعيم القاعدة في اليمن قتل قبل أربع سنوات بـ«درون» أميركية («الشرق الأوسط»)

بينما قالت مصادر في مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بى آي) إن سيد فاروق، الأميركي الباكستاني الذي اشترك مع زوجته تشفين مالك في قتل 14 من زملاء مكتب فاروق قبل أكثر من أسبوعين، كان يشاهد فيديوهات منظمة القاعدة، دعا أعضاء في الكونغرس إلى مسح فيديوهات واحد من منظري «القاعدة» الأميركي اليمني أنور العولقي، من مواقع شركات التواصل الاجتماعي في الإنترنت، مثل «يوتيوب» و«تويتر» و«فيسبوك».
أمس السبت، قال مصدر في «إف بي آي» إن التحقيقات أوضحت أن فاروق، وصديقه الأميركي اللاتيني المعتقل الآن، إنريك ماركيز، كانا يشاهدان مواقع منظمات «جهادية»، وخصوصا العولقي، الذي قتلته، قبل أربع سنوات، طائرة «درون» (طائرة دون طيار) أميركية في اليمن.
وأضاف المصدر لصحيفة «واشنطن بوست»: لقد غرق الرجلان في دروس العولقي منذ سنوات دون أن ننتبه إلى ذلك، وإلى تأثير ذلك عليهما. اشتركا في سلسلة دروس العولقي تحت عنوان: «الحياة الآخرة». وتابعا صحيفة «انسبار» (إلهام)، صحيفة منظمة «القاعدة» الإلكترونية الإنجليزية، والتي، أيضا، كانت تقدم آراء العولقي.
وقال بروس ريديل، مسؤول سابق عن الإرهاب في وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه)، والآن خبير في الإرهاب في معهد بروكينغز في واشنطن: يخطئ من يقول إن هجوم كاليفورنيا كانت وراءه «داعش». هجوم كاليفورنيا كان نتيجة سنوات طويلة من متابعة فيديوهات منظمة القاعدة. من قبل ظهور «داعش».
وقال بروس هوفمان، خبير الإرهاب في جامعة جورج تاون (في واشنطن العاصمة): يظل العولقي يتمتع بنشر رسالة عالمية عن التطرف والمقاومة. ويظل بئره أعمق من بئر «داعش».
يوم الجمعة، دعت منظمة كاونتر إكستريمزم (مواجهة التطرف) من رئاستها في واشنطن أعضاء الكونغرس لوضع قانون لمنع فيديوهات وآراء العولقي في الإنترنت، وخصوصا في موقع «يوتيوب». وقال مديرها، مارك والاس، وهو سفير سابق: ألهم العولقي عددا لا يحصى من المتآمرين والإرهابيين. ليست هذه عن حرية الرأي. هذه عن حرية الكراهية، والتي يجب أن توقف.
لكن، قال جميل جعفر، نائب المسؤول القانوني في الاتحاد الأميركي للحريات المدنية (آي سي إل يو)، إن مثل هذه الدعوات لا يجانبها الصواب. وأضاف: يعتقد بعض الناس أن هناك صلة مباشرة بين مشاهدة فيديو معين، وبين تطبيقه. يشاهد كثير من الناس كثيرا من الفيديوهات لأسباب قانونية ومقبولة.
وقال مصدر في شركة «غوغل»، مالكة موقع «يوتيوب»، إنه في كل دقيقة، حول العالم، يحمل الناس 400 ساعة من الفيديوهات. وإنه مستحيل حقيقة متابعة كل ما يحمل. وأصدرت «يوتيوب» نفسها بيانا قالت فيه: «في جانب، سياستنا هي منع الإرهاب والعنف، وأي شيء يدعو لهما. وفي جانب، ننشر الفيديوهات الإخبارية والوثائقية».
وقالت صحيفة «واشنطن بوست» إنها بحثت عن اسم العولقي في «يوتيوب»، ووجدته 61 ألف مرة. وإن أكثر الفيديوهات مشاهدة هو فيديو «نداء للجهاد».
قبل أربع سنوات، عندما قتلت طائرة أميركية العولقي، طلب أعضاء في الكونغرس من «يوتيوب» مسح كل فيديوهاته. لكن، حسب «واشنطن بوست»، لم يحدث ذلك.
في الشهر الماضي، أعلنت وزارة العدل اعتقال أربعة مسلمين أميركيين بتهمة تقديم مساعدات، قبل خمس سنوات، إلى العولقي. وحسب وثائق الاتهام، وتبلغ 72 صفحة، إلى المحكمة الفيدرالية في شمال ولاية أوهايو، جمع الأربعة ما جملته عشرين ألف دولار. ونقلوها إلى اليمن في 2009 بهدف تسليمها إلى العولقي. وأن الأموال جمعت من خلال سحوبات من بطاقات ائتمان. لكن، لم يوفق الرجال في لقاء العولقي، ثم سلموا المبلغ إلى أحد أقرباء العولقي.
حسب صحيفة «شيكاغو تربيون»، الأربعة هم: الشقيقان فاروق محمد (37 عاما)، وإبراهيم محمد (35 عاما). ولدا في الهند، ثم هاجرا إلى الولايات المتحدة. ودرسا الهندسة، وتزوجا من أميركيتين، ثم نالا الجنسية الأميركية. والشقيقان آصف سليم (35 عاما)، وسلطان سليم (40 عاما) المولودان في الولايات المتحدة.
حسب فيديوهات وصور قدمها الاتهام إلى المحكمة، توجد مناقشات بين هؤلاء، دارت على مدى سبع سنوات حول منظمة القاعدة، والهجمات التي نفذتها ضد الولايات المتحدة، وأفضل السبل لجمع المال في الخفاء، وإرساله إلى «القاعدة».



ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
TT

ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)

دفع تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً» إلى تساؤلات حول تأثير القرار على مستقبل التنظيم وعناصره. يأتي هذا في ظل تصاعد الصراع بين «قيادات (الإخوان) في الخارج» حول قيادة التنظيم. وقال باحثون في الحركات المتطرفة والإرهاب إن «قرار باراغواي أشار إلى ارتباط (الإخوان) بـ(تنظيمات الإرهاب)، وقد يدفع القرار دولاً أخرى إلى أن تتخذ قرارات مماثلة ضد التنظيم».
ووافقت اللجنة الدائمة بكونغرس باراغواي على «اعتبار (الإخوان) (تنظيماً إرهابياً) يهدد الأمن والاستقرار الدوليين، ويشكل انتهاكاً خطيراً لمقاصد ومبادئ الأمم المتحدة». جاء ذلك في مشروع قرار تقدمت به ليليان سامانيغو، رئيسة لجنة الشؤون الخارجية بالكونغرس المكوّن من 45 عضواً. وقال البرلمان في بيان نشره عبر موقعه الإلكتروني (مساء الخميس) إن «تنظيم (الإخوان) الذي تأسس في مصر عام 1928، يقدم المساعدة الآيديولوجية لمن يستخدم (العنف) ويهدد الاستقرار والأمن في كل من الشرق والغرب». وأضاف البيان أن «باراغواي ترفض رفضاً قاطعاً جميع الأعمال والأساليب والممارسات (الإرهابية)».
ووفق تقارير محلية في باراغواي، فإن باراغواي رأت في وقت سابق أن «(حزب الله)، و(القاعدة)، و(داعش) وغيرها، منظمات (إرهابية)، في إطار مشاركتها في الحرب على (الإرهاب)». وقالت التقارير إن «تصنيف (الإخوان) من شأنه أن يحدّ من قدرة هذه الجماعات على التخطيط لهجمات (إرهابية) وزعزعة استقرار الدول». كما تحدثت التقارير عن دول أخرى أقرت خطوات مماثلة ضد «الإخوان» من بينها، روسيا، والمملكة العربية السعودية، ومصر، والإمارات، والبحرين.
وتصنف دول عربية عدة «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً». وعدّت هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية التنظيم «جماعة إرهابية منحرفة» لا تمثل منهج الإسلام. وذكرت الهيئة في بيان لها، نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2020، أن «(الإخوان) جماعة إرهابية لا تمثل منهج الإسلام وإنما تتبع أهدافها الحزبية المخالفة لهدي ديننا الحنيف، وتتستر بالدين وتمارس ما يخالفه من الفُرقة، وإثارة الفتنة، والعنف، والإرهاب». وحذّرت حينها من «الانتماء إلى (الإخوان) أو التعاطف مع التنظيم».
كذلك أكد مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي أن كل مجموعة أو تنظيم يسعى للفتنة أو يمارس العنف أو يحرّض عليه، هو تنظيم إرهابي مهما كان اسمه أو دعوته، معتبراً «(الإخوان) تنظيماً (إرهابياً)».
وتحظر الحكومة المصرية «الإخوان» منذ عام 2014، وقد عدّته «تنظيماً إرهابياً». ويخضع مئات من قادة وأنصار التنظيم حالياً، وعلى رأسهم المرشد العام محمد بديع، لمحاكمات في قضايا يتعلق معظمها بـ«التحريض على العنف»، صدرت في بعضها أحكام بالإعدام، والسجن «المشدد والمؤبد».
وحسب الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، منير أديب، فإن «تصنيف باراغواي (الإخوان) يؤكد الاتهامات التي توجَّه إلى التنظيم، بأن تنظيمات العنف خرجت من رحم (الإخوان)، أو أنها نهلت من أفكار التنظيم»، لافتاً إلى أن «قرار باراغواي أشار إلى أن (الإخوان) وفّر الحماية لتنظيمات التطرف التي نشأت في الشرق والغرب». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «قرار بعض الدول العربية في وقت سابق حظر (الإخوان) يعود إلى أمرين؛ الأول أن التنظيم مارس العنف، والآخر أن التنظيم وفّر الحماية لجماعات الإرهاب».
وفي وقت سابق أكدت وزارة الأوقاف المصرية «حُرمة الانضمام لـ(الإخوان)»، مشيرةً إلى أن التنظيم يمثل «الخطر الأكبر على الأمن القومي العربي». وفي فبراير (شباط) 2022 قالت دار الإفتاء المصرية إن «جميع الجماعات الإرهابية خرجت من عباءة (الإخوان)». وفي مايو (أيار) الماضي، قام مفتي مصر شوقي علام، بتوزيع تقرير «موثق» باللغة الإنجليزية على أعضاء البرلمان البريطاني يكشف منهج «الإخوان» منذ نشأة التنظيم وارتباطه بـ«التنظيمات الإرهابية». وقدم التقرير كثيراً من الأدلة على علاقة «الإخوان» بـ«داعش» و«القاعدة»، وانضمام عدد كبير من أعضاء «الإخوان» لصفوف «داعش» عقب عزل محمد مرسي عن السلطة في مصر عام 2013، كما لفت إلى أذرع «الإخوان» من الحركات المسلحة مثل «لواء الثورة» و«حسم».
وحول تأثير قرار تصنيف باراغواي «الإخوان» على «قيادات التنظيم في الخارج»، أكد الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، أن «قرار باراغواي سوف يؤثر بالقطع على عناصر التنظيم في الخارج، لأن التنظيم يزعم أنه ينتشر في دول كثيرة حول العالم، ومثل هذا القرار يؤثر على عناصر (الإخوان) الموجودة في باراغواي وفي الدول المجاورة لها، كما أن القرار قد يدفع دولاً أخرى إلى اتخاذ قرار مماثل ضد (الإخوان)».
يأتي قرار باراغواي في وقت يتواصل الصراع بين «قيادات الإخوان في الخارج» حول منصب القائم بأعمال مرشد التنظيم. ويرى مراقبون أن «محاولات الصلح بين جبهتي (لندن) و(إسطنبول) لحسم الخلافات لم تنجح لعدم وجود توافق حول ملامح مستقبل التنظيم». والصراع بين جبهتي «لندن» و«إسطنبول» على منصب القائم بأعمال المرشد، سبقته خلافات كثيرة خلال الأشهر الماضية، عقب قيام إبراهيم منير، القائم بأعمال مرشد «الإخوان» السابق، بحلّ المكتب الإداري لشؤون التنظيم في تركيا، وقيامه بتشكيل «هيئة عليا» بديلة عن «مكتب إرشاد الإخوان». وتبع ذلك تشكيل «جبهة لندن»، «مجلس شورى» جديداً، وإعفاء أعضاء «مجلس شورى إسطنبول» الستة، ومحمود حسين (الذي يقود «جبهة إسطنبول»)، من مناصبهم.