الأسهم الآسيوية ترتفع مع صعود أسهم الذكاء الاصطناعي في «وول ستريت»

متداول في بنك «هانا» بسيول يراقب مؤشر «كوسبي» وسعر صرف الدولار مقابل الوون (أ.ب)
متداول في بنك «هانا» بسيول يراقب مؤشر «كوسبي» وسعر صرف الدولار مقابل الوون (أ.ب)
TT

الأسهم الآسيوية ترتفع مع صعود أسهم الذكاء الاصطناعي في «وول ستريت»

متداول في بنك «هانا» بسيول يراقب مؤشر «كوسبي» وسعر صرف الدولار مقابل الوون (أ.ب)
متداول في بنك «هانا» بسيول يراقب مؤشر «كوسبي» وسعر صرف الدولار مقابل الوون (أ.ب)

ارتفعت الأسهم الآسيوية، يوم الاثنين، في حين تراجع الين الياباني، متأثرةً بالمكاسب القوية التي حققتها أسهم شركات الذكاء الاصطناعي في «وول ستريت»، وعلى رأسها شركة «إنفيديا»، ما أعاد الزخم إلى الأسواق العالمية.

وسجلت الأسواق الآسيوية مكاسب ملحوظة، كما ارتفعت العقود الآجلة الأميركية، بعد انتعاش قوي في أسهم شركات التكنولوجيا المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، الأمر الذي دعّم موجة صعود جديدة في «وول ستريت».

انتعاش الأسواق الآسيوية مدعوم بأسهم التكنولوجيا والرقائق

وفي طوكيو، صعد مؤشر «نيكي 225» بنسبة 1.8 في المائة ليصل إلى 50.402.39 نقطة، مدفوعاً بمكاسب قوية لشركات تصنيع الرقائق وغيرها من الشركات المستفيدة من طفرة الذكاء الاصطناعي. وقفز سهم شركة «طوكيو إلكترون»، المتخصصة في صناعة أشباه الموصلات بنسبة 6.3 في المائة، في حين ارتفع سهم «أدفانتيست»، المنتِجة لمُعدات اختبار الرقائق، بنسبة 4.5 في المائة، وفق «وكالة أسوشييتد برس».

كما حققت الأسهم المالية وأسهم الشركات المصدّرة مكاسب إضافية، عقب قرار بنك اليابان، يوم الجمعة، رفع سعر الفائدة الرئيسي إلى أعلى مستوى له منذ 30 عاماً. وعلى عكس التوقعات، لم يؤدّ القرار إلى دعم الين الياباني، بل تراجع إلى مستويات قريبة من أدنى مستوياته، هذا العام.

تأثير رفع الفائدة على الأسواق

وفي وقت مبكر من صباح الاثنين، بلغ سعر صرف الدولار 157.40 ين، مقارنة بـ157.60 ين في أواخر تعاملات يوم الجمعة. وأدى استمرار الضغوط البيعية على الين إلى تحذير مسؤول بارز بوزارة المالية اليابانية، أتسوكي ميمورا، المسؤول عن شؤون الصرف الأجنبي، من أن السلطات مستعدة للتدخل للحد من أي تقلبات مُفرطة في العملة.

وفي هونغ كونغ، ارتفع مؤشر هانغ سنغ بنسبة 0.1 في المائة ليصل إلى 25.713.53 نقطة، كما صعد مؤشر شنغهاي المركب بنسبة 0.7 في المائة إلى 3.917.72 نقطة. وأبقى البنك المركزي الصيني أسعار الفائدة الأساسية على القروض لأجَليْ عام وخمسة أعوام دون تغيير، تماشياً مع التوقعات.

وفي بقية الأسواق الآسيوية، قفز مؤشر «كوسبي» في كوريا الجنوبية بنسبة 2.1 في المائة ليصل إلى 4.105.93 نقطة، في حين ارتفع مؤشر «تايكس» في تايوان بنسبة 1.6 في المائة، بدعم من صعود سهم شركة «تي إس إم سي» لصناعة الرقائق بنسبة 2.5 في المائة.

أما في أستراليا فقد ارتفع مؤشر «ستاندرد آند بورز/مؤشر أستراليا 200» بنسبة 0.9 في المائة ليصل إلى 8.699.90 نقطة.

تأثير الأسهم الأمريكية على التفاؤل في أسواق آسيا وأستراليا

وقال ستيفن إينس، من شركة «إس بي آي» لإدارة الأصول، إن أسواق الأسهم الآسيوية تتجه نحو الارتفاع، مدفوعة بتفاؤل المستثمرين، مستلهمةً ذلك من الانتعاش القوي الذي شهدته الأسهم الأميركية، يوم الجمعة، إلى جانب الاعتقاد المتزايد بأن الفترة المتبقية من العام لا تزال في صالح المشترين.

وكانت «وول ستريت» قد أنهت تعاملات يوم الجمعة على مكاسب، إذ ارتفع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 0.9 في المائة، محققاً زيادة طفيفة قدرها 0.1 في المائة خلال الأسبوع، بينما صعد مؤشر «داو جونز» الصناعي بنسبة 0.4 في المائة، وارتفع مؤشر «ناسداك» المركب بنسبة 1.3 في المائة، مسجلاً مكاسب أسبوعية بلغت 0.5 في المائة.

وتصدرت شركة «إنفيديا» مكاسب السوق بارتفاع سهمها بنسبة 3.9 في المائة، في حين صعد سهم «برودكوم» بنسبة 3.2 في المائة. وقد لعب قطاع التكنولوجيا دوراً محورياً في دعم أداء «وول ستريت» على مدار العام، مع التأثير المتزايد لشركات ذات قِيم سوقية ضخمة مثل «إنفيديا»، رغم تنامي تساؤلات المستثمرين حول مدى استدامة هذه التقييمات المرتفعة.

في سياق متصل، ارتفع سهم «أوراكل» بنسبة 6.6 في المائة، عقب أنباء عن توقيعها، إلى جانب مستثمرين آخرين، اتفاقيات لتأسيس مشروع مشترك جديد لتطبيق «تيك توك» في الولايات المتحدة. وبموجب الاتفاق، ستحصل كل من «أوراكل» و«سيلفر ليك» و«إم جي إكس» على حصة قدرها 15 في المائة بمنصة الفيديو الاجتماعي، ما يضمن استمرار عملياتها في السوق الأميركية.

في المقابل، تراجعت أسهم شركات بناء المنازل بعد صدور تقرير أظهر تباطؤ مبيعات المنازل على أساس سنوي، للمرة الأولى منذ مايو (أيار)، حيث هبط سهم شركة «كي بي هوم» بنسبة 8.5 في المائة.

وأظهر استطلاعٌ أجرته جامعة ميشيغان تحسناً طفيفاً في معنويات المستهلكين، خلال ديسمبر (كانون الأول) الحالي، مقارنة بنوفمبر (تشرين الثاني)، إلا أنها لا تزال أقل بكثير من مستوياتها المسجلة العام الماضي، في ظل استمرار الضغوط التضخمية وتباطؤ سوق العمل وتراجع مبيعات التجزئة.

كما لا تزال المخاوف قائمة بشأن تداعيات الحرب التجارية الواسعة التي تقودها الولايات المتحدة، والتي طالت شركاء تجاريين رئيسيين، من بينهم الصين وكندا، ما يزيد من حالة عدم اليقين لدى الشركات والمستهلكين.

ورغم بقاء التضخم أعلى من هدف مجلس الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2 في المائة، فقد خفّض البنك المركزي سعر الفائدة، في اجتماعه الأخير، مع إبداء الحكومة قلقها إزاء تباطؤ سوق العمل وتأثيره السلبي على الاقتصاد. غير أن استمرار خفض الفائدة قد يؤدي إلى تغذية التضخم، ما قد يعرقل وتيرة النمو.

ويواصل «الاحتياطي الفيدرالي» اتباع نهج حذِر بشأن السياسة النقدية مع اقتراب عام 2026، في حين يتوقع معظم المستثمرين في «وول ستريت» أن يُبقي البنك على أسعار الفائدة دون تغيير، في اجتماعه المقبل خلال يناير (كانون الثاني).


مقالات ذات صلة

قطاعا التكنولوجيا والسلع يدعمان ثبات الأسهم الأوروبية

الاقتصاد صورة لمخطط مؤشر الأسهم الألماني «داكس» ببورصة فرنكفورت (رويترز)

قطاعا التكنولوجيا والسلع يدعمان ثبات الأسهم الأوروبية

استقرت الأسهم الأوروبية، يوم الاثنين، مدعومة بمكاسب أسهم التكنولوجيا والسلع، بينما بدأ المستثمرون أسبوعاً قصيراً بسبب العطلة بأداء ضعيف

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد أوراق نقدية من اليورو (رويترز)

عوائد سندات اليورو ترتفع بعد تثبيت الفائدة الأوروبية

ارتفعت عوائد سندات حكومات منطقة اليورو بشكل طفيف في وقت مبكر من يوم الاثنين، مواصلة بذلك مكاسب الأسبوع الماضي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد موظفون يعملون في بورصة المكسيك (رويترز)

الأسواق الناشئة تسجل عوائد قوية في 2025 وتستعد لمواصلة الصعود

تحدّت الأسواق الناشئة الرسوم الجمركية، والحروب التجارية، واضطرابات الاقتصاد العالمي، محققةً عوائد مزدوجة الرقم في 2025.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد رسم بياني لمؤشر الأسهم الألماني «داكس» يظهر في بورصة فرانكفورت (رويترز)

الأسهم الأوروبية تتجه لختام أسبوعي قوي رغم تباين الأداء

اتسم أداء الأسهم الأوروبية بالهدوء يوم الجمعة، حيث حدّت مكاسب البنوك الكبرى من خسائر أسهم التكنولوجيا والسلع الاستهلاكية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد شعار «بنك كوريا» على قمة مبناه في سيول (رويترز)

«بنك كوريا» يتدخل لزيادة المعروض من الدولار واحتواء تراجع الوون

أعلن البنك المركزي الكوري الجنوبي يوم الجمعة عن إجراءات مؤقتة تهدف إلى زيادة المعروض من الدولار في سوق الصرف الأجنبي المحلي.

«الشرق الأوسط» (سيول)

اليابان تتأهب لإعادة تشغيل أكبر محطة نووية بالعالم

رجل يمر في طريق قرب محطة كاشيوازاكي - كاريوا الكهربائية النووية شمال غربي العاصمة اليابانية طوكيو (رويترز)
رجل يمر في طريق قرب محطة كاشيوازاكي - كاريوا الكهربائية النووية شمال غربي العاصمة اليابانية طوكيو (رويترز)
TT

اليابان تتأهب لإعادة تشغيل أكبر محطة نووية بالعالم

رجل يمر في طريق قرب محطة كاشيوازاكي - كاريوا الكهربائية النووية شمال غربي العاصمة اليابانية طوكيو (رويترز)
رجل يمر في طريق قرب محطة كاشيوازاكي - كاريوا الكهربائية النووية شمال غربي العاصمة اليابانية طوكيو (رويترز)

اتخذت اليابان الخطوة الأخيرة للسماح لأكبر محطة طاقة نووية في العالم باستئناف عملياتها من خلال تصويت إقليمي يوم الاثنين، وهي لحظة فارقة في عودة البلاد إلى الطاقة النووية بعد ما يقرب من 15 عاماً من كارثة فوكوشيما. وكانت محطة كاشيوازاكي - كاريوا، الواقعة على بُعد حوالي 220 كيلومتراً (136 ميلاً) شمال غربي طوكيو، من بين 54 مفاعلاً أُغلقت بعد الزلزال والتسونامي اللذين ضربا محطة فوكوشيما دايتشي عام 2011، في أسوأ كارثة نووية عالمياً منذ كارثة تشيرنوبيل. ومنذ ذلك الحين، أعادت اليابان تشغيل 14 مفاعلاً من أصل 33 مفاعلاً لا تزال تعمل، في محاولة منها لتقليل اعتمادها على الوقود الأحفوري المستورد. وستكون كاشيوازاكي - كاريوا أول محطة تُشغلها شركة «طوكيو للطاقة الكهربائية» (تيبكو)، التي كانت تُشغل محطة فوكوشيما المنكوبة. ويوم الاثنين، منح مجلس محافظة نيغاتا الثقة لحاكم نيغاتا، هيديو هانازومي، الذي أيّد إعادة التشغيل الشهر الماضي، مما سمح فعلياً للمحطة باستئناف عملياتها. وقال هانازومي للصحافيين بعد التصويت: «هذه محطة مهمة، لكنها ليست النهاية. لا نهاية لضمان سلامة سكان نيغاتا».

وبينما صوّت النواب لصالح هانازومي، كشفت جلسة المجلس، وهي الأخيرة لهذا العام، عن انقسامات المجتمع المحلي حول إعادة تشغيل المحطة، على الرغم من فرص العمل الجديدة واحتمالية انخفاض فواتير الكهرباء. قال أحد أعضاء المجلس المعارضين لإعادة التشغيل لزملائه النواب قبيل بدء التصويت: «هذا ليس إلا تسوية سياسية لا تراعي إرادة سكان نيغاتا».

وفي الخارج، وقف نحو 300 متظاهر في البرد رافعين لافتات كُتب عليها «لا للأسلحة النووية»، و«نحن نعارض إعادة تشغيل محطة كاشيوازاكي - كاريوا»، و«ندعم فوكوشيما».

وقال كينيتشيرو إيشياما، وهو متظاهر يبلغ من العمر 77 عاماً من مدينة نيغاتا، لوكالة «رويترز» بعد التصويت: «أنا غاضب من أعماق قلبي. إذا حدث أي مكروه في المحطة، فسوف نكون نحن من يتحمل العواقب».

وذكرت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية «إن إتش كيه» أن شركة «طوكيو للطاقة الكهربائية» تدرس إعادة تشغيل أول مفاعل من أصل سبعة مفاعلات في محطة كاشيوازاكي - كاريوا النووية في 20 يناير (كانون الثاني).

وتبلغ الطاقة الإنتاجية الإجمالية للمحطة 8.2 غيغاواط، وهي كافية لتزويد ملايين المنازل بالكهرباء. ومن شأن إعادة التشغيل المرتقبة أن تُدخل وحدة بقدرة 1.36 غيغاواط إلى الخدمة العام المقبل، ووحدة أخرى بالقدرة نفسها في عام 2030 تقريباً.

وقال ماساكاتسو تاكاتا، المتحدث باسم شركة «طوكيو للطاقة الكهربائية» (تيبكو): «نحن ملتزمون التزاماً راسخاً بعدم تكرار مثل هذا الحادث، وضمان عدم تعرض سكان نيغاتا لأي شيء مماثل». وأغلقت أسهم الشركة مرتفعة بنسبة 2 في المائة في تداولات فترة ما بعد الظهر في طوكيو، متجاوزة بذلك مؤشر «نيكي» الأوسع نطاقاً الذي ارتفع بنسبة 1.8 في المائة.

• قلق من إعادة التشغيل

وتعهدت شركة «تيبكو» في وقت سابق من هذا العام بضخ 100 مليار ين (641 مليون دولار) في المحافظة على مدى السنوات العشر المقبلة، سعياً منها لكسب تأييد سكان نيغاتا، لكنّ استطلاعاً للرأي نشرته المحافظة في أكتوبر (تشرين الأول) أظهر أن 60 في المائة من السكان لا يعتقدون أن شروط إعادة التشغيل قد استُوفيت.

وأعرب ما يقرب من 70 في المائة عن قلقهم بشأن تشغيل شركة «تيبكو» للمحطة. واستقرت أياكو أوغا، البالغة من العمر 52 عاماً، في نيغاتا بعد فرارها من المنطقة المحيطة بمحطة فوكوشيما عام 2011 مع 160 ألف نازح آخرين. وكان منزلها القديم يقع داخل منطقة الحظر الإشعاعي التي يبلغ نصف قطرها 20 كيلومتراً. وانضمت المزارعة والناشطة المناهضة للطاقة النووية إلى احتجاجات نيغاتا. وقالت أوغا: «نعرف من كثب خطر وقوع حادث نووي، ولا يمكننا تجاهله»، مضيفةً أنها لا تزال تعاني من أعراض تشبه اضطراب ما بعد الصدمة جراء ما حدث في فوكوشيما. وحتى حاكم نيغاتا، هانازومي، يأمل أن تتمكن اليابان في نهاية المطاف من تقليل اعتمادها على الطاقة النووية. وقال الشهر الماضي: «أريد أن أرى عصراً لا نضطر فيه إلى الاعتماد على مصادر طاقة تُسبب القلق».

• تعزيز أمن الطاقة

وعُد تصويت يوم الاثنين بمثابة العقبة الأخيرة قبل أن تُعيد شركة «تيبكو» تشغيل المفاعل الأول، الذي قد يُسهم وحده في زيادة إمدادات الكهرباء لمنطقة طوكيو بنسبة 2 في المائة، وفقاً لتقديرات وزارة التجارة اليابانية.

وقد أيدت رئيسة الوزراء، ساناي تاكايتشي، التي تولت منصبها قبل شهرين، إعادة تشغيل المفاعلات النووية لتعزيز أمن الطاقة ومواجهة تكلفة الوقود الأحفوري المستورد، الذي يُشكل ما بين 60 و70 في المائة من إنتاج الكهرباء في اليابان. وأنفقت اليابان 10.7 تريليون ين (68 مليار دولار) العام الماضي على استيراد الغاز الطبيعي المسال والفحم، أي ما يعادل عُشر إجمالي تكاليف استيرادها. ورغم انخفاض عدد سكانها، تتوقع اليابان ارتفاع الطلب على الطاقة خلال العقد المقبل نتيجةً لازدهار مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي التي تستهلك كميات هائلة من الطاقة. ولتلبية هذه الاحتياجات، والوفاء بالتزاماتها في خفض الانبعاثات الكربونية، حددت اليابان هدفاً يتمثل في مضاعفة حصة الطاقة المتجددة. ويهدف مشروع الطاقة النووية إلى رفع نسبة الطاقة النووية في مزيج الطاقة الكهربائية إلى 20 في المائة بحلول عام 2040.

وقال جوشوا نغو، نائب رئيس قسم آسيا والمحيط الهادئ في شركة «وود ماكنزي» الاستشارية، إن قبول الجمهور إعادة تشغيل محطة كاشيوازاكي - كاريوا سيمثل «محطةً حاسمةً» نحو تحقيق هذه الأهداف.

وفي يوليو (تموز)، أعلنت شركة «كانساي» للطاقة الكهربائية، أكبر مشغل للطاقة النووية في اليابان، أنها ستبدأ بإجراء مسوحات لمفاعل في غرب اليابان، وهو أول وحدة جديدة منذ كارثة فوكوشيما.


الين الياباني يترنّح قرب أدنى مستوياته رغم تحذيرات التدخل

رجل يمر أمام شاشة تعرض سعر الين الياباني مقابل الدولار الأميركي وسط العاصمة طوكيو (أ.ف.ب)
رجل يمر أمام شاشة تعرض سعر الين الياباني مقابل الدولار الأميركي وسط العاصمة طوكيو (أ.ف.ب)
TT

الين الياباني يترنّح قرب أدنى مستوياته رغم تحذيرات التدخل

رجل يمر أمام شاشة تعرض سعر الين الياباني مقابل الدولار الأميركي وسط العاصمة طوكيو (أ.ف.ب)
رجل يمر أمام شاشة تعرض سعر الين الياباني مقابل الدولار الأميركي وسط العاصمة طوكيو (أ.ف.ب)

دخل الين الياباني أسبوعاً جديداً وهو يراوح قرب مستويات تاريخية متدنية مقابل العملات الرئيسية، في مشهد يعكس فجوة متوسعة بين تحذيرات الحكومة من «تحركات مفرطة» في سوق الصرف، ونبرة حذِرة لا تزال تطبع تَواصل «بنك اليابان» بعد رفعه الفائدة الأسبوع الماضي. ورغم تلميحات رسمية متكررة بإمكانية التدخل، فإن المتعاملين واصلوا الرهان على ضعف العملة، مدفوعين بغياب إشارات تَشدد واضحة من «البنك المركزي»، واتساع فروق العائد مع الخارج.

وقال كبير مسؤولي العملة في اليابان، أتسوشي ميمورا، إن التحركات الأخيرة في سوق الصرف «أحادية وحادة»، مؤكداً استعداد السلطات لاتخاذ «إجراءات مناسبة» ضد التقلبات المفرطة. وذهب كبير أمناء مجلس الوزراء، مينورو كيهارا، في الاتجاه نفسه، محذّراً من استمرار ضعف الين، ومشدداً على أهمية تحرك العملات «بشكل مستقر يعكس الأساسيات»، مع التلويح بإجراءات تشمل التحركات المضاربية.

هذه الرسائل أعادت إلى الأذهان سيناريوهات تدخّل سابقة، لكنها لم تُفلح حتى الآن في تغيير سلوك السوق. فالمتعاملون يرون أن التحذيرات، على أهميتها، تفتقر عنصر المفاجأة ما لم تُترجم إلى فعل مباشر، خصوصاً في ظل تجربة الأشهر الماضية التي أظهرت أن الين يحتاج مزيجاً من تشدد نقدي أوضح، وتدخل فعلي كي يستعيد زخمه.

قرار الفائدة وتأثير معاكس

وكان من المفترض أن يمنح رفع «بنك اليابان» سعر الفائدة إلى 0.75 في المائة - وهو أعلى مستوى في 3 عقود - دعماً للعملة عبر تضييق الفارق مع الولايات المتحدة. لكن ما حدث كان العكس؛ إذ ركّزت الأسواق على المؤتمر الصحافي لمحافظ «البنك»، كازو أويدا، الذي تمسّك بنبرة حذرة ولم يقدّم جدولاً زمنياً أو وتيرة واضحة لمزيد من الرفع. والنتيجة كانت موجة بيع للين بعد القرار، مع قفزات حادة في عوائد السندات الحكومية اليابانية.

هذا التناقض، بين تشديد مُعلن ونبرة متحفظة، غذّى قناعة المستثمرين بأن مسار الرفع سيكون بطيئاً ومشروطاً بالبيانات؛ مما يُبقي العوائد الحقيقية منخفضة ويحدّ من جاذبية الين في استراتيجيات العائد المرتفع.

لماذا لم تنجح التحذيرات؟

وفق المراقبين، فإن هناك 3 عوامل رئيسية تفسّر محدودية أثر التحذيرات حتى الآن، أولها غياب الإشارة الزمنية، حيث إن السوق تريد معرفة «متى» و«كيف» سيواصل «البنك» التشديد. والعامل الثاني هو فروق العائد العالمية، فحتى بعد الرفع، تبقى الفجوة مع الدولار واسعة؛ مما يدعم صفقات التمويل بالين. وإلى جانب ذلك، يوجد العامل الثالث وهو توقعات التدخل، فالمتعاملون يميلون لاختبار عزيمة السلطات، معتقدين أن التدخل - إن حدث - قد يكون دفاعياً ومحدود الأثر ما لم يُدعَم بتشديد نقدي أسرع.

وتاريخياً، تميل طوكيو إلى التدخل عندما ترى تحركات «مفرطة» وسريعة تُهدد الاستقرار أو تُفاقم تكلفة المعيشة عبر الواردات. ومع ارتفاع أسعار الاستيراد وتأثير ضعف الين على الأسر، تزداد الضغوط السياسية. غير أن التدخل المنفرد غالباً ما يكون قصير الأجل إذا لم يترافق مع رسالة نقدية أقوى؛ مما يجعل الأسواق حذرة من المبالغة في تسعير أثره. وحالياً، ربما تركز الأسواق على مراقبة خطابات تالية لأويدا، تحمل أي تلميح إلى تسريع الوتيرة؛ مما قد يغيّر المعادلة سريعاً. وكذلك بيانات الأجور والتضخم لتأكيد «الدورة الحميدة» بين الأجور والأسعار التي يعوّل عليها «البنك».

ولحين ورود إشارات أقوى، أو اتخاذ الحكومة ردود فعل أشد، فإن الين سيظل عالقاً بين تشديد نقدي محسوب وتحذيرات رسمية لم تُترجم بعد إلى فعل حاسم. ومع أن رفع الفائدة خطوة تاريخية، فإن لغة التواصل لا تزال العامل الحاسم في تسعير العملة. وإلى أن تتضح وتيرة الرفع أو يحدث تدخل فعلي، فسيبقى الين عرضة للاختبار قرب قيعانه، فيما تواصل الأسواق لعب دور الحكم بين النيات والتطبيق.


«سينوك» تبدأ الإنتاج من مشروع نفطي جديد في بحر الصين الجنوبي

شاشة تعرض صورة لحقل «جينتشو» النفطي بجناح شركة «سي إن أو أو سي» في معرض الصين الدولي لتجارة الخدمات (رويترز)
شاشة تعرض صورة لحقل «جينتشو» النفطي بجناح شركة «سي إن أو أو سي» في معرض الصين الدولي لتجارة الخدمات (رويترز)
TT

«سينوك» تبدأ الإنتاج من مشروع نفطي جديد في بحر الصين الجنوبي

شاشة تعرض صورة لحقل «جينتشو» النفطي بجناح شركة «سي إن أو أو سي» في معرض الصين الدولي لتجارة الخدمات (رويترز)
شاشة تعرض صورة لحقل «جينتشو» النفطي بجناح شركة «سي إن أو أو سي» في معرض الصين الدولي لتجارة الخدمات (رويترز)

أعلنت شركة النفط الصينية العملاقة «سينوك»، الاثنين، عن بدء الإنتاج من مشروع نفطي بحري في بحر الصين الجنوبي.

ومن المتوقع أن يحقق مشروع تطوير «بلوك 24»، في منطقة حقول شيجيانغ النفطية، الواقع في المياه الضحلة لحوض مصب نهر اللؤلؤ، إنتاجاً ثابتاً يبلغ نحو 18 ألف برميل مكافئ من النفط الخام الخفيف يومياً بحلول عام 2026، وفقاً لبيان صادر عن «سينوك».

ويعتمد تطوير المشروع بشكل أساسي على المنشآت القائمة المجاورة لحقول هويشي النفطية، مع إضافة منصة جديدة لرؤوس الآبار غير المشغلة. ومن المتوقع أن يبدأ المشروع تشغيل 10 آبار تطويرية، وفق البيان.

وأضافت «سينوك» أنها تمتلك حصة 100 في المائة بهذا المشروع، وأنها الشركة المشغلة.