السلع الاستهلاكية تدعم الأسهم الصينية في مواجهة تراجع التكنولوجيا

اليوان يترقب تحركات محلية وعالمية

موظفة تتحقق من هاتفها الذكي بأحد المتاجر الكبرى في بكين (إ.ب.أ)
موظفة تتحقق من هاتفها الذكي بأحد المتاجر الكبرى في بكين (إ.ب.أ)
TT

السلع الاستهلاكية تدعم الأسهم الصينية في مواجهة تراجع التكنولوجيا

موظفة تتحقق من هاتفها الذكي بأحد المتاجر الكبرى في بكين (إ.ب.أ)
موظفة تتحقق من هاتفها الذكي بأحد المتاجر الكبرى في بكين (إ.ب.أ)

واجهت أسهم الصين صعوبات في تحديد اتجاهها يوم الاثنين؛ حيث عوّضت مكاسب القطاعات الدفاعية، بما فيها السلع الاستهلاكية الأساسية، بفعل ارتفاع أسعار المستهلك، خسائر أسهم التكنولوجيا.

ومع استراحة منتصف النهار، انخفض مؤشر «شنغهاي المركب» بنسبة 0.03 في المائة ليصل إلى 3.996.26، بعد أن تذبذب بين المكاسب والخسائر خلال الجلسة الصباحية.

وكذلك انخفض مؤشر «سي إس آي 300» الصيني للأسهم القيادية بنسبة 0.2 في المائة. وقاد المكاسب مؤشر «سي إس آي للمشروبات» الذي ارتفع بنحو 4 في المائة ليصل إلى أعلى مستوى له في 3 أسابيع. وقفز قطاع السلع الاستهلاكية الأساسية بنسبة 2.6 في المائة، وكان في طريقه لتحقيق أكبر مكسب يومي له منذ أبريل (نيسان).

وأظهرت بيانات يوم الأحد أن انكماش أسعار المنتجين في الصين قد تراجع في أكتوبر (تشرين الأول)، وعادت أسعار المستهلك إلى النطاق الإيجابي، مع تكثيف الحكومة جهودها للحد من الطاقة الإنتاجية الفائضة والمنافسة الشرسة بين الشركات. ومع ذلك، يقول المحللون إن الضغوط الانكماشية لم تنتهِ بعد، وهناك حاجة إلى تدابير سياسية إضافية، لتحفيز الطلب بشكل أكبر.

وتأثرت الأسواق الأوسع نطاقاً، يوم الاثنين، بانخفاض مؤشر قطاع الذكاء الاصطناعي بنحو 3 في المائة إلى أدنى مستوى له في أكثر من أسبوعين، وتراجع مؤشر قطاع الرقائق بنسبة 1.3 في المائة مع استمرار التصحيح في أسهم التكنولوجيا العالمية، بسبب مخاوف التقييم.

وتقدَّم مجلس الشيوخ الأميركي بإجراء يهدف إلى إعادة فتح الحكومة الفيدرالية، وإنهاء إغلاق دام 40 يوماً، تسبب في تعتيم غير مسبوق للبيانات الاقتصادية.

وقال كيفن ليو، المدير الإداري للبحوث والخبير الاستراتيجي في شركة «سي آي سي سي»، في مذكرة: «نشهد محفزات محدودة على المدى القريب، بسبب الاضطرابات الخارجية، وضعف الأساسيات المحلية. لا تتوقعوا مزيداً من الدعم السياسي أيضاً. ومن المرجح أن ينتظر المستثمرون اجتماع (الاحتياطي الفيدرالي) القادم، وحل أزمة الإغلاق الحكومي، لمعرفة ما إذا كانت أوضاع السيولة ستتحسن. وقبل ذلك، من المرجح أن يبحثوا عن حماية من الانخفاض في أسهم توزيعات الأرباح، بينما يبحثون عن فرص دخول لأسواق النمو خلال فترات التصحيح».

وفي هونغ كونغ، ارتفع مؤشر «هانغ سنغ» بنسبة 0.6 في المائة، ليصل إلى 26.403.05، وارتفع مؤشر «هانغ سنغ للشركات الصينية» بنسبة 0.8 في المائة.

استقرار اليوان

ومن جانبه، استقر اليوان الصيني مقابل الدولار يوم الاثنين؛ حيث تابع المستثمرون تحرك مجلس الشيوخ الأميركي للمضي قدماً في اتفاق تمويل وإنهاء إغلاق حكومي طال أمده، في حين ينتظرون مزيداً من البيانات الصينية لتقييم صحة الاقتصاد المحلي.

وقالت هو ووي تشين، الخبيرة الاقتصادية في بنك «يو أو بي»: «شهد الاقتصاد الصيني تباطؤاً أكبر في الربع الأخير من عام 2025، على الرغم من أن مسار النمو يشير إلى أنه سيظل قادراً على تحقيق هدف النمو الرسمي البالغ نحو 5 في المائة لعام 2025». وأضافت: «نتوقع استئناف مجلس (الاحتياطي الفيدرالي) الأميركي تخفيض أسعار الفائدة، وضعف ضغوط الأسعار المحلية، مما يتيح المجال لبنك الشعب الصيني (المركزي) لتخفيف سياسته النقدية قبل نهاية العام».

وتتوقع تشين خفض سعر الفائدة بمقدار 10 نقاط أساس، وخفض نسبة الاحتياطي الإلزامي للبنوك.

وبحلول الساعة 03:36 بتوقيت غرينيتش، استقر سعر صرف اليوان في السوق المحلية عند 7.1210 للدولار مقارنة بسعر الإغلاق السابق في وقت متأخر من ليلة الجمعة. وارتفع سعر صرف اليوان في السوق الخارجية بنحو 0.04 في المائة في التعاملات الآسيوية، ليصل إلى 7.1234. وقبل افتتاح السوق، حدد بنك الشعب الصيني سعر الصرف عند 7.0856 للدولار، أي أعلى بـ319 نقطة من تقديرات «رويترز» البالغة 7.1175. ويُسمح لليوان الفوري بالتداول بنسبة 2 في المائة فوق سعر الصرف الثابت يومياً.

وصرح بول ماكيل، الرئيس العالمي لبحوث العملات الأجنبية، في بنك «إتش إس بي سي»: «يشهد الاقتصاد تباطؤاً في النمو، ولكن يبدو أن سياسة بنك الشعب الصيني تجاه سوق الصرف الأجنبي تُفضل استقرار سعر صرف اليوان الصيني».

ومن المقرر أن تُصدر الصين بيانات ائتمانية هذا الأسبوع، بالإضافة إلى مؤشرات أخرى للنشاط الاقتصادي، مثل مبيعات التجزئة، يوم الجمعة. ويتوقع متداولو العملات أن تُلقي هذه الأرقام مزيداً من الضوء على الاقتصاد.


مقالات ذات صلة

المعادلة العابرة لأفغانستان... ساحة تنافس أم مجال لمصلحة مشتركة؟

آسيا صورة غير مؤرخة لمنظر طبيعي وبحيرة في ريف كابل بأفغانستان (شاتر ستوك)

المعادلة العابرة لأفغانستان... ساحة تنافس أم مجال لمصلحة مشتركة؟

لم تعد عودة إحياء «الممر العابر لأفغانستان» مجرد مشروع نقل بديل، بل باتت مؤشراً حاسماً على الكيفية التي ستتموضع بها دول آسيا الوسطى جيوسياسياً في المستقبل.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد - كابل )
الاقتصاد مقر شركة «بايت دانس» الصينية في مدينة سان خوسيه بولاية كاليفورنيا الأميركية (إ.ب.أ)

«بايت دانس» الصينية توافق على صفقة انتقال إدارة «تيك توك الأميركي»

وقّعت شركة «بايت دانس» الصينية، المالكة لتطبيق «تيك توك»، يوم الخميس، اتفاقيات ملزمة لنقل إدارة عمليات التطبيق في الولايات المتحدة إلى مجموعة من المستثمرين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن - بكين)
الاقتصاد مبنى البنك المركزي الروسي في موسكو (رويترز)

«المركزي الروسي» يخفّض الفائدة إلى 16% مع تباطؤ التضخم

خفض البنك المركزي الروسي يوم الجمعة سعر الفائدة الرئيسي بمقدار 50 نقطة أساس ليصل إلى 16 في المائة، بما يتماشى مع توقعات المحللين، وسط تباطؤ التضخم.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الاقتصاد سفينة الحاويات «ميرسك هانغتشو» تبحر في قناة وييلينغن بويسترسشيلد (رويترز)

«ميرسك» تُكمل أول رحلة لها في البحر الأحمر منذ عامين تقريباً

أعلنت شركة الشحن الدنماركية «ميرسك» يوم الجمعة أن إحدى سفنها نجحت في عبور البحر الأحمر ومضيق باب المندب لأول مرة منذ نحو عامين.

«الشرق الأوسط» (كوبنهاغن )
الاقتصاد رئيس الوزراء الفرنسي سيباستيان لوكورنو في أثناء حديثه خلال جلسة الأسئلة الموجهة إلى الحكومة في الجمعية الوطنية 16 ديسمبر 2025 (رويترز)

فشل التوافق حول موازنة فرنسا 2026... واللجوء إلى «تشريع طارئ» بات وشيكاً

فشل المشرعون الفرنسيون، يوم الجمعة، في التوصل إلى مشروع قانون توافقي لموازنة عام 2026، ما يجعل من المرجح اللجوء إلى تشريع طارئ لتمديد حدود الإنفاق.

«الشرق الأوسط» (باريس)

بيل كلينتون يتهم البيت الأبيض باستخدامه «كبش فداء» في «ملفات إبستين»

صورة تجمع الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون وملك البوب الراحل مايكل جاكسون والمغنية ديانا روس في صورة أفرجت عنها وزارة العدل الأميركي ضمن ملفات جيفري إبستين (رويترز)
صورة تجمع الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون وملك البوب الراحل مايكل جاكسون والمغنية ديانا روس في صورة أفرجت عنها وزارة العدل الأميركي ضمن ملفات جيفري إبستين (رويترز)
TT

بيل كلينتون يتهم البيت الأبيض باستخدامه «كبش فداء» في «ملفات إبستين»

صورة تجمع الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون وملك البوب الراحل مايكل جاكسون والمغنية ديانا روس في صورة أفرجت عنها وزارة العدل الأميركي ضمن ملفات جيفري إبستين (رويترز)
صورة تجمع الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون وملك البوب الراحل مايكل جاكسون والمغنية ديانا روس في صورة أفرجت عنها وزارة العدل الأميركي ضمن ملفات جيفري إبستين (رويترز)

اتهم متحدث باسم بيل كلينتون البيت الأبيض باستخدام الرئيس الأميركي الأسبق «كبش فداء»، بعد أن نُشرت صور لكلينتون مع رجل الأعمال المدان في جرائم جنسية جيفري إبستين وشريكته غيلين ماكسويل، بالإضافة إلى صورة له مع شابة في حوض سباحة، ضمن ملفات حكومية أمر الكونغرس بنشرها.

وقال المتحدث أنخيل أورينا، في بيان نُشر على موقع «إكس»: «لم يُخفِ البيت الأبيض هذه الملفات لأشهر ثم يُسربها مساء الجمعة لحماية بيل كلينتون».

وأضاف البيان: «الأمر يتعلق بحماية أنفسهم مما سيحدث لاحقاً، أو مما سيحاولون إخفاءه إلى الأبد. لذا، يمكنهم نشر ما يشاؤون من صور قديمة غير واضحة تعود لأكثر من عشرين عاماً، لكن الأمر لا يتعلق ببيل كلينتون. لم يكن كذلك ولن يكون».

وامتلأت آلاف الوثائق التي نشرتها وزارة العدل الأميركية والمتعلقة بالراحل جيفري إبستين بأسماء بعض أشهر الشخصيات في ​العالم، لكن كان هناك استثناء واحد ملحوظ وهو الرئيس دونالد ترمب.

وكشفت الوزارة، الجمعة، عن جزء فقط من الوثائق المتعلقة بإبستين التي بحوزتها، بعد تنقيح معظم المعلومات الواردة فيها، مبررة ذلك بالجهد الكبير المطلوب لمراجعة هذه الوثائق وضرورة حماية ضحايا إبستين.

صورة تجمع الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون وجيفري إبستين ضمن الملفات المفرج عنها من جانب وزارة العدل الأميركية (رويترز)

وسعت إدارة ترمب للامتثال لقانون أقره الكونغرس بأغلبية ساحقة في نوفمبر (تشرين الثاني) يلزم بالكشف عن جميع ملفات إبستين، على الرغم من مساعي ترمب الحثيثة على مدار أشهر لإبقائها سرية.

ووفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء، فقد كان غياب الإشارات إلى ترمب ملحوظاً بالنظر إلى أن صوراً ووثائق متعلقة به ظهرت في إصدارات سابقة لسجلات إبستين على مدى سنوات.

وتابع بيان أورينا: «حتى سوزي وايلز قالت إن ترمب كان مخطئاً بشأن كلينتون»، في إشارة إلى تصريحات أدلت بها رئيسة موظفي البيت الأبيض مؤخراً لمجلة «فانيتي فير»، حيث أقرت بأن كلينتون لم يكن في جزيرة إبستين الكاريبية، على الرغم من ادعاءات ترمب المتكررة بخلاف ذلك.

ويؤكد كلينتون أنه قطع علاقاته بإبستين في عام 2005. ووفقاً لسجلات الزوار فقد زار إبستين البيت الأبيض 17 مرة على الأقل خلال السنوات الأولى من رئاسة كلينتون. وسافر الرئيس الأسبق لاحقاً مع إبستين على متن طائرته الخاصة في السنوات التي تلت مغادرته منصبه عام 2001، بما في ذلك رحلات إلى آسيا وأفريقيا، وفق ما ذكرته صحيفة «الغارديان» البريطانية.

ولم يُوجه أي اتهام رسمي لكلينتون بارتكاب أي مخالفة فيما يتعلق بقضية إبستين. وقال المتحدث باسمه: «هناك نوعان من الناس هنا. النوع الأول لم يكن يعلم شيئاً وقطع علاقته بإبستين قبل أن تُكشف جرائمه. أما النوع الثاني، فقد استمر في علاقاته به بعد ذلك. نحن من النوع الأول. ولن تُغير أي مماطلة من جانب النوع الثاني من هذا الواقع. الجميع، وخاصة أنصار ترمب، يتوقعون إجابات، لا كبش فداء».

صورة للرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون مع سيدة تم إخفاء وجهها ضمن ملفات جيفري إبستين المفرج عنها (أ.ب)

ورغم أنه خاض حملته الانتخابية عام 2024 واعداً بتوخي الشفافية الكاملة بشأن هذه القضية، فإن ترمب تلكأ لفترة طويلة في تنفيذ وعده، واصفاً القضية بأنها «خديعة» دبرتها المعارضة الديمقراطية، وحضّ الأميركيين على طي صفحتها.

لكنه لم يستطع منع أنصاره من المطالبة بكشف الوثائق المتعلقة بها، ولا منع الكونغرس من إصدار قانون يلزم وزارة العدل بنشر جميع الوثائق غير المصنفة بشأن إبستين وماكسويل وجميع الأشخاص المتورطين في القضية.

وقال مايك كوستاريل (58 عاماً)، وهو من مؤيدي ترمب، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «لقد طال الأمر كثيراً. من المهم محاسبة أي شخص يستغل الأطفال جنسياً. ولا يهمني انتماؤه السياسي أو مقدار ثروته».

ويأتي نشر وزارة العدل الأميركية للوثائق في الوقت الذي من المقرر أن يدلي فيه كل من بيل وهيلاري كلينتون بشهادتيهما أمام لجنة الرقابة بمجلس النواب بشأن علاقتهما بإبستين في 13 و14 يناير (كانون الثاني).


لماذا يزيد الطقس البارد من شعورك بالجوع؟ وما الحل؟

تغيرات الشهية في الشتاء تتأثر بشكلٍ أكبر بانخفاض ساعات النهار والتعرض لأشعة الشمس (بيكساباي)
تغيرات الشهية في الشتاء تتأثر بشكلٍ أكبر بانخفاض ساعات النهار والتعرض لأشعة الشمس (بيكساباي)
TT

لماذا يزيد الطقس البارد من شعورك بالجوع؟ وما الحل؟

تغيرات الشهية في الشتاء تتأثر بشكلٍ أكبر بانخفاض ساعات النهار والتعرض لأشعة الشمس (بيكساباي)
تغيرات الشهية في الشتاء تتأثر بشكلٍ أكبر بانخفاض ساعات النهار والتعرض لأشعة الشمس (بيكساباي)

خلال أشهر الشتاء الباردة، يشعر الكثيرون بجوعٍ أكبر من المعتاد، فيلجأون إلى تناول كميات أكبر من الطعام والأطعمة الدافئة والمريحة.

وبينما يُعزى ارتفاع الوزن في الشتاء غالباً إلى انخفاض درجات الحرارة، يقول الخبراء إن الأسباب الحقيقية تكمن في قصر النهار، واضطراب الساعة البيولوجية، وتغيرات هرمونية طفيفة.

وصرح تيموثي فراي، عالم الأعصاب التغذوي المقيم في فلوريدا ورئيس الأكاديمية الوطنية للتغذية العصبية، لشبكة «فوكس نيوز» الأميركية: «إن تغيرات الشهية في الشتاء تتأثر بشكلٍ أكبر بانخفاض ساعات النهار والتعرض لأشعة الشمس، وما ينتج عنه من اضطراب في الساعة البيولوجية - والذي يُسمى اضطراب الساعة البيولوجية - أكثر من تأثرها بانخفاض درجات الحرارة وحده».

تشير بعض الأبحاث إلى أن الناس قد يأكلون أكثر في البيئات الباردة لتوليد حرارة الجسم، لكن فراي قال إن الأدلة لا تزال مختلطة.

وأضاف: «إن الأدلة التي تشير إلى أن الطقس البارد يزيد باستمرار من هرمونات الجوع هي أدلة تقريبية، لكنها ليست قاطعة على الإطلاق. فهذه التغيرات الهرمونية لا تنطبق على جميع الأفراد».

وتتفق الدكتورة البريطانية كريستال ويلي على أن تغيرات الشهية في فصل الشتاء غالباً ما ترتبط بتغيرات المزاج والتعرض للضوء.

وأوضحت لموقع «Study Finds» العلمي: «الأمر لا يقتصر على الجوع فحسب، بل طريقة الدماغ للتعويض عن انخفاض المزاج ومستويات الضوء، مما قد يؤدي بسهولة إلى دوامة الإفراط في تناول الطعام».

تشير الأبحاث إلى أن الناس يكتسبون ما بين نصف إلى كيلوغرام واحد في المتوسط ​​خلال الأشهر الباردة، حيث يؤدي انخفاض ضوء النهار إلى اضطراب الساعة البيولوجية للجسم، وتغيير الهرمونات المنظمة للشهية، وتحفيز الرغبة الشديدة في تناول الكربوهيدرات التي تُحسّن المزاج مؤقتاً.

كيف تواجه جوع الشتاء؟

هناك بعض الطرق للمساعدة على كبح جماح الرغبة الشديدة في تناول الطعام خلال فصل الشتاء منها:

تناول الطعام في أوقات منتظمة

أشار فراي إلى أن الطعام وتناوله بمثابة مؤشرات زمنية، أو «مُعطيات الوقت»، وأضاف: «قد تؤدي أنماط تناول الطعام غير المنتظمة، خاصةً في غياب إشارات الضوء القوية إلى تفاقم اضطراب الساعة البيولوجية وزيادة احتمالية الشعور بالرغبة الشديدة في تناول الطعام أو اضطراب الشهية خلال أشهر الشتاء».

وأوضحت نيلوفر باساريا، خبيرة الصحة العامة ومدربة الصحة والعافية المعتمدة من تكساس، لشبكة «فوكس نيوز»، أن تناول العشاء مبكراً قليلاً وخفيفاً يُساعد على إعادة ضبط الساعة البيولوجية للجسم بعد تغيير التوقيت الشتوي، حيث يعمل توقيت الوجبات كإشارة تُساعد على تنظيم الإيقاعات البيولوجية.

اجعل وجباتك غنية بالبروتين والألياف

ينصح ويلي ببدء اليوم بوجبة إفطار غنية بالبروتين للمساعدة في استقرار مستوى السكر في الدم، وكبح الجوع لفترة أطول، مضيفاً أن بدء الوجبات بأطعمة غنية بالألياف وقليلة السعرات الحرارية يمكن أن يعزز الشعور بالشبع ويحد من الإفراط في تناول الطعام.

تقديم السلطة على الغداء في طبق يحتوي على البروتين

تساعد أطعمة مثل الشوفان والعدس والفاصوليا والبروكلي والتفاح وبذور الشيا على الشعور بالشبع بشكل أسرع، مما يسهل تناول كميات أقل من الطعام عند بدء الوجبات بأطباق مثل حساء الخضار أو السلطات مع الفاصوليا. كما قد تساعد الأطعمة الغنية بـ«أوميغا 3» مثل السلمون والجوز في تنظيم الشهية عن طريق تحسين التواصل بين الأمعاء والدماغ، بينما يمكن للشوكولاته الداكنة التي تحتوي على 70 في المائة كاكاو على الأقل أن تعزز الشعور بالشبع عن طريق إبطاء عملية الهضم وتحفيز هرمونات الشبع، وفقاً لتقرير «Study Finds».

استخدم التوابل بذكاء

إضافة التوابل مثل الفلفل الحار، والفلفل الأحمر الحار، والفلفل الأسود، أو الزنجبيل، قد تساعد في كبح الجوع بالشتاء عن طريق زيادة الشعور بالشبع وكبح الشهية بشكل طفيف. قال ويلي إن مركبات مثل «الكابسيسين»، الموجودة في الفلفل الحار، تنشط عملية إنتاج الحرارة في الجسم، مما قد يساعد في تقليل الرغبة الشديدة في تناول الطعام.

وجد باحثون في جامعة ولاية بنسلفانيا أن إضافة الفلفل الحار أو البابريكا الحارة إلى الوجبات يمكن أن تقلل بشكل طبيعي من كمية الطعام المتناولة بنسبة تتراوح بين 11 في المائة و18 في المائة عن طريق إبطاء وتيرة الأكل وإتاحة المزيد من الوقت للدماغ لتسجيل الشعور بالشبع.

اشرب الماء قبل الوجبات

قد يساعد شرب الماء أو شاي الأعشاب قبل الوجبات بعض الأشخاص على الشعور بالشبع، وتجنب الخلط بين العطش والجوع، حيث تشير الدراسات إلى أن تناول كوبين من الماء قبل 30 دقيقة من تناول الطعام يمكن أن يقلل بشكل طفيف من السعرات الحرارية المتناولة.

يقول الخبراء إن الحفاظ على ترطيب الجسم في الأشهر الباردة يساعد على الوقاية من التعب وانخفاض الطاقة، لأن الجفاف غالباً ما يمر دون أن يلاحظه الشخص عندما لا يشعر بالعطش.

انتبه... ليس فقط للسعرات الحرارية

أكد فراي أن التحكم في الشهية لا يقتصر على اتباع نظام غذائي فحسب، بل يشمل أيضاً الانتباه إلى عوامل مثل جودة النوم، والمزاج، والتعرض للضوء، والتوتر، والنشاط اليومي، وكلها تؤثر على الجوع وخيارات الطعام، خصوصاً في فصل الشتاء.

وقال: «من خلال ملاحظة الأنماط، مثل ازدياد الرغبة الشديدة في تناول الطعام بعد قلة النوم أو انخفاض الشهية في أيام النشاط المنخفض، يمكننا البدء في تحديد إشاراتنا الفسيولوجية والسلوكية بغض النظر عن الموسم».

وتابع: «تُنمّي هذه الممارسة للملاحظة الذاتية الوعي والمرونة المعرفية، مما يسمح باستجابات أكثر تكيفاً لإشارات الشهية على مدار العام، بدلاً من أنماط رد الفعل التي تحركها المواسم أو الظروف».


خيرية نظمي لـ«الشرق الأوسط»: حياتي الفنّية بدأت بعد الخمسين

خيرية نظمي في مشهد من فيلم «هجرة» (الشرق الأوسط)
خيرية نظمي في مشهد من فيلم «هجرة» (الشرق الأوسط)
TT

خيرية نظمي لـ«الشرق الأوسط»: حياتي الفنّية بدأت بعد الخمسين

خيرية نظمي في مشهد من فيلم «هجرة» (الشرق الأوسط)
خيرية نظمي في مشهد من فيلم «هجرة» (الشرق الأوسط)

في مسيرة بعض الممثلين، تأتي الأدوار المهمّة في وقت متأخر، وهو ما حصل مع الممثلة السعودية خيرية نظمي، بطلة فيلم «هجرة»، التي تحدَّثت بشفافية لـ«الشرق الأوسط»، قائلةً: «حياتي الفنّية بدأت بعد الخمسين»، مُعبّرةً عن سعادتها الغامرة بهذه التجربة التي نقلتها إلى منطقة مختلفة، بوصفها ثمرة رحلة طويلة من التراكم الفنّي والتجربة الإنسانية.

بطولة «هجرة» جاءت في مرحلة شعرت فيها خيرية بأنّ علاقتها بالتمثيل أصبحت أوضح وأكثر هدوءاً. وتتحدَّث عن هذه التجربة بثقة، مؤكدةً أن مرحلة ما بعد الخمسين حوَّلت العمر من مجرّد رقم إلى رصيد من المشاعر والمواقف والقدرة على قراءة الشخصيات بعمق، ممّا غيّر زاوية نظرها للأمور، وجعل اختياراتها أكثر وعياً ومسؤولية.

وللمرة الأولى، سارت خيرية نظمي على السجادة الحمراء في مهرجانات عالمية بصفتها نجمة سينمائية عبر بطولتها فيلم المخرجة شهد أمين «هجرة»، الذي كان عرضه العالمي الأول في مهرجان البندقية، وهناك حصد جائزة «نيتباك» لأفضل فيلم آسيوي، ثم واصل حضوره في مهرجان «البحر الأحمر السينمائي» بجدة، ليفوز بجائزتين هما «جائزة اليسر من لجنة التحكيم» وجائزة «فيلم العلا لأفضل فيلم سعودي».

خيرية، التي التقتها «الشرق الأوسط» في «البحر الأحمر»، تُشير إلى أن الفرق بين الأدوار الرئيسية وتحمُّل بطولة كاملة يكمُن في الإيقاع اليومي للتصوير، وفي الالتزام الجسدي والنفسي المستمرّ، قائلةً: «التصوير في (هجرة) امتد ساعات يومياً، وعلى مدى شهرين ونصف الشهر تقريباً، وهو ما تطلَّب جهداً مضاعفاً، وانغماساً كاملاً في الشخصية». هذا التعب، كما تصفه، أثمر لاحقاً مع خروج الفيلم إلى الجمهور، وظهور ردود الفعل في العروض الأولى، والإشادات التي ركّزت على الأداء والنظرة والتعبير الصامت.

خيرية نظمي على السجادة الحمراء (مهرجان البحر الأحمر)

سنوات من الكوميديا

قبل «هجرة»، رسَّخت خيرية حضورها في الأعمال الكوميدية، وتتوقَّف عند هذه المرحلة بكونها مدرسة أساسية في مسيرتها، تعلَّمت خلالها الإيقاع، والتوقيت، والقدرة على التقاط التفاصيل الصغيرة. وتستذكر تجربتها في مسلسل «سكة سفر» من خلال شخصية «بركة»، التي تقول إنها كانت قريبة من روحها، وتفاعلت معها بعفوية عالية. تبتسم وهي تتحدَّث عن «بركة»، مضيفةً: «هذه الشخصية خرجت مني بشكل تلقائي»، موضحةً أنها تعاملت مع النص بطاقة مفتوحة، وسمحت للارتجال بقيادة كثير من اللحظات. هذا التفاعل العفوي، كما ترى، وصل إلى الجمهور السعودي والعربي، وصنع حالة قبول واسعة، وأكد قدرتها على حمل الدور الكوميدي وصناعة شخصية تعيش خارج إطار الحلقة.

وتشير إلى أنّ «سكة سفر» شكّل إحدى أبرز تجاربها، ضمن مسار متنوّع سبقها، مؤكدةً أنّ انغماسها في الكوميديا أثبت نجاحه، وساعدها على بناء علاقة مباشرة مع الجمهور، وهي مرحلة منحتها ثقة إضافية، ووسَّعت أدواتها، إذ ترى أنّ الكوميديا فنّ يحتاج إلى حسّ داخلي عالٍ وصدق في الأداء.

خيرية نظمي وحفيدتها في الفيلم لمار فادن في مشهد من «هجرة» (الشرق الأوسط)

«هجرة»... اختبار العمق

في تلك المرحلة، كانت خيرية تتطلَّع إلى تنويع أدوارها، وتؤمن بأن التنقّل بين الأنواع يكشف عن جوانب مختلفة من الموهبة، ويمنح الممثل فرصة أوسع للتجريب. هذا التطلُّع قادها إلى أدوار تحمل ثقلاً مختلفاً، وتضعها أمام تحدّيات جديدة، خصوصاً في الدراما، وهو ما وجدته في فيلم «هجرة»، إذ انتقلت إلى منطقة أكثر كثافة، ودور يعتمد على الحضور الداخلي أكثر من الحوار المباشر.

في «هجرة»، قدَّمت شخصية «ستي»، الجدّة التي تعتزم الذهاب إلى الحج برفقة اثنتين من حفيداتها، وفي أثناء الرحلة تضيع إحداهن، فتتحمّل مسؤولية البحث عنها. وهي شخصية مركّبة، حازمة في ظاهرها، قوية في مواقفها، وتحمل في داخلها ضعفاً إنسانياً واضحاً. وتصف خيرية هذا التركيب بأنه «تحدٍّ حقيقي، لأنّ التوازن بين الصلابة والانكسار يحتاج إلى وعي نفسي دقيق، وقدرة على الإمساك بالتفاصيل الصغيرة».

وتضيف: «كثير من المَشاهد اعتمد على النظرة أكثر من الكلمة، وعلى الصمت أكثر من الحوار»، مؤكدةً أنّ ذلك جاء نتيجة مباشرة للتدريب والتحضير المُسبَق. وتولي خيرية أهمية كبيرة لمرحلة التحضير، مشيرةً إلى أنّ وجود المُخرجة شهد أمين، وحرصها على بناء الشخصية من الداخل إلى الخارج، صنعا فارقاً واضحاً في الفيلم الذي اختارته المملكة لتمثيلها في سباق «الأوسكار» لعام 2026.

ترى خيرية أنّ فيلم «هجرة» يشكّل مرحلة تحوّل في مسيرتها الفنّية (مهرجان البحر الأحمر)

رَمش العين... التحدّي الأكبر

تتوقف خيرية عند تفصيل صغير، وتبتسم وهي ترويه، موضحةً أنّ المخرجة طلبت منها تخفيف الرَّمش، لأن الكاميرا الكبيرة تلتقط كل حركة. في البداية، شعرت بالغرابة، ثم عادت إلى البيت وهي تفكر في وجهها، وفي عادات ملامحها، وفي تفاصيل تؤدّيها تلقائياً. وتضحك وهي تقول إنّ عضلات وجهها اعتادت الابتسامة حتى في لحظات السكون، كأنّ الوجه تعلَّم هذا التعبير مع الزمن.

وتؤكد أن شخصية «ستي» احتاجت إلى وجه جامد، ونظرة ثابتة، وحضور صامت يخلو من أي ليونة. التحكُّم في رمشة العين، كما تقول، تحوّل إلى تمرين يومي ومحاولة واعية للسيطرة على فعل طبيعي، مضيفةً: «هذه التجربة جعلتني أدرك أنّ التحكُّم في النظرة يكشف عن جوهر الممثل أكثر من التحكُّم في الكلام أو الحركة، لأنّ العين تفضح الإحساس قبل أن يُقال».

تحدَّثت خيرية نظمي عن أصعب اللحظات التي واجهتها خلال التصوير (إنستغرام)

طبقات الحزن والفرح

عند الحديث عن التوحُّد مع الشخصية، تتحدَّث خيرية عن علاقتها بالألم الشخصي، وتقول: «كلّ إنسان يحمل في داخله تجارب موجعة». وتستدعي هذه التجارب خلال الأداء، بما يمنح المشهد صدقاً داخلياً ويجعل التعبير أقرب إلى الواقع. كما توضح أنّ هذا الإحساس رافقها بعد انتهاء التصوير، مع استمرار جولات الفيلم في المهرجانات، وردود الفعل التي تلقتها من الجمهور.

وعن المرحلة المقبلة، تتحدَّث بنبرة هادئة وحاسمة، مؤكدةً أنّ خياراتها تتّجه نحو أدوار تحمل عمقاً حقيقياً، وتمنحها فرصة لاكتشاف مساحات جديدة في أدائها، قائلة: «كلّما كان الدور أقوى، ازدادت حماستي له، لأني أرى في التحدّي جوهر التجربة الفنية».

وتتوقّف عند تقييمات المخرجين والمنتجين، التي تعدّها مرآة مهمّة لتطورها، مشيرةً إلى أنّ أحدهم قال لها إنّ من أبرز نقاط قوتها قدرتها على خلق طبقات متعدّدة من الحزن والفرح، بما يمنح المخرج مرونة كبيرة في بناء المشهد، سواء احتاج إلى إحساس هادئ، أو دمعة واحدة، أو انفعال كامل.

وفي ختام حديثها، تعود خيرية إلى فكرة السلام الداخلي، مؤكدةً أنها تعيش حالة رضا وتصالح مع الذات، وترى أنّ هذا الشعور انعكس على أدائها، ومنحها حضوراً أكثر هدوءاً وثباتاً أمام الكاميرا. هذا السلام، في رأيها، يرتبط بمرحلة نضج إنساني يصل إليها الإنسان بعد رحلة طويلة من التجربة، وفي هذه المرحلة يصبح التعبير أكثر صدقاً، ويصبح الصمت أبلغ، وتصل الأدوار في توقيتها الصحيح.