مقاتلو القبائل العربية في «قسد» بين نارَي التهميش والإهمال الحكومي

العشائر العربية وقد أعلنت النفير العام لمحاربة «قسد» في الجزيرة السورية عام 2023 (غيتي)
العشائر العربية وقد أعلنت النفير العام لمحاربة «قسد» في الجزيرة السورية عام 2023 (غيتي)
TT

مقاتلو القبائل العربية في «قسد» بين نارَي التهميش والإهمال الحكومي

العشائر العربية وقد أعلنت النفير العام لمحاربة «قسد» في الجزيرة السورية عام 2023 (غيتي)
العشائر العربية وقد أعلنت النفير العام لمحاربة «قسد» في الجزيرة السورية عام 2023 (غيتي)

يجد مقاتلو القبائل والعشائر العربية المنضوون في «قوات سوريا الديمقراطية (قسد)» أنفسهم في وضع صعب؛ لأنهم مهمشون لمصلحة العنصر الكردي رغم أنهم يشكلون الغالبية فيها، ويعانون في الوقت نفسه من عدم اهتمام الحكومة السورية الجديدة بأمرهم؛ بسبب انشغالها بكثير من الملفات ذات الأولوية.

لكن مصادر عشائرية رفيعة تؤكد أن هؤلاء المقاتلين الذين يشكلون نحو 60 في المائة من مقاتلي التنظيم، «سيكونون إلى جانب الحكومة في حال حدوث حرب بينها وبين (قسد)».

ديوانية لمقاتلي عشائر عربية في الجزيرة السورية إبان الاشتباكات مع «قسد» عام 2023 (غيتي)

ويعود أول فصيل مسلح من أبناء القبائل والعشائر العربية في مناطق شمال وشمال شرقي سوريا إلى عام 2013، عندما شكل الشيخ الحميدي دهام الهادي الجربا، شيخ قبيلة شَمّر العربية، ما عُرف حينها بفصيل «جيش الكرامة» في محافظة الحسكة أقصى شمال شرقي سوريا، بعد اندلاع الحرب في عموم محافظات البلاد عام 2011.

ومع بدء تنظيم «داعش» الإرهابي محاولاته للسيطرة على مناطق شمال وشرق سوريا في عام 2014، وجد مقاتلو «جيش الكرامة» أنفسهم بين خيارين أحلاهما مر: الانضمام إما إلى «داعش»، وإما إلى «وحدات حماية الشعب» الكردية التي شكلها «حزب الاتحاد الديمقراطي» الكردي لتكون ذراعاً مسلحة له في عام 2014 بعد انسحاب جيش النظام السابق من الحسكة بسبب اتساع رقعة الحرب في البلاد، على ما يقول الشيخ مثقال الجربا، أحد شيوخ قبيلة شَمّر.

الشيخ مثقال الجربا أحد شيوخ قبيلة شمّر العربية السورية (أرشيفية - الشرق الأوسط)

ويوضح الجربا لـ«الشرق الأوسط» أن مقاتلي «جيش الكرامة» انضموا إلى «وحدات حماية الشعب»، «بحكم أن ذلك أفضل من الانضمام إلى (داعش)؛ ولأنهم يريدون مورداً لتأمين معيشتهم».

وفي أواخر عام 2015، أسست «وحدات حماية الشعب» فصيل «قوات سوريا الديمقراطية (قسد)» بناء على حضّ من الولايات المتحدة، بوصفها جامعة لدمج العرب والأقليات على نحو أفضل، في جهد الحرب ضد «داعش».

وتُعرّف «قسد» نفسها بأنها «قوة عسكرية وطنية موحدة لكل السوريين، تجمع العرب والكرد والسريان، وكافة المكونات الأخرى على الجغرافيا السورية».

وبعد انضمام «جيش الكرامة» إلى «قسد» غيّر اسمه إلى فصيل «قوات الصناديد»، وبات عدد مقاتليه، وفق شيوخ قبائل وعشائر، ما بين 5 و6 آلاف مقاتل، ولاحقاً غيّر اسمه إلى «حماة الجزيرة» السورية.

مسلحون من «قوات سوريا الديمقراطية - قسد» خلال عرض عسكري في مدينة القامشلي (رويترز)

وبعد سيطرة «قسد» على معظم محافظات شمال وشمال شرقي سوريا (دير الزور والرقة والحسكة وأجزاء من ريف حلب)، أعلن «حزب الاتحاد الديمقراطي» تأسيس «الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا» في عام 2014، مع تأكيده على أنها «ستظل جزءاً لا يتجزأ من سوريا». وأدت هذه الخطوة إلى إنشاء هياكلها المؤسسية، ووضع دستورها المؤقت المعروف بـ«ميثاق العقد الاجتماعي».

هيمنة وتهميش

ووفق الشيخ الجربا، فقد هيمنت «وحدات حماية الشعب» على «قوات سوريا الديمقراطية (قسد)» التي باتت الذراع المسلحة لـ«الإدارة الذاتية»، فيما هُمّش مقاتلو القبائل والعشائر العربية الذين وجدوا أنفسهم «مضطرين إلى البقاء فيها بحكم أنها مصدر عيشهم، خصوصاً أنها تسيطر على المنطقة التي تضم أغلب الثروات النفطية والزراعية».

وتُعدّ القبائل والعشائر العربية المكون السكاني الأكبر في محافظتَي دير الزور والرقة. أما في الحسكة، فيشكل العرب غالبية سكان الريفين الجنوبي والغربي من المحافظة، في حين يُعدّ الكرد المكون الأكبر في مناطق شمالها وشمال شرقيها...وإلى جانب المكونين العربي والكردي، توجد أقليات سكانية، مثل السريان الذين يتركزون بشكل خاص في الحسكة التي توجد فيها أيضاً أقليات تركمانية وشركسية وأرمنية.

الشيخ مضر حماد الأسعد رئيس «مجلس القبائل والعشائر السورية» في الجزيرة (حسابه بأحد مواقع التواصل)

الشيخ مضر حماد الأسعد، رئيس «المجلس الأعلى للقبائل والعشائر السورية»، يوضح بأن نسبة مقاتلي أبناء القبائل والعشائر العربية في «قسد»، التي يبلغ عدد مقاتليها نحو 55 ألفاً، تصل إلى نحو 60 في المائة.

ويُرجع الأسعد، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، وجود أبناء العشائر والقبائل العربية في «قسد»، الى أسباب عدة؛ منها: «عمليات التجنيد الإجباري والقسري التي تقوم بها، والإقبال على التطوع فيها من قبل المناهضين للثورة السورية الذين ارتكبوا جرائم مروعة بحق الثوار والشعب السوري في منطقة الجزيرة والفرات، وكانوا مع نظام الأسد وجيشه وأجهزته التي كانت تعدّهم قوات رديفة للجيش».

كما انضم قسم آخر من أبناء القبائل والعشائر العربية إلى «قسد»؛ «بهدف الحصول على المال، والتسهيلات لتهريب المخدرات والسلاح والنفط، بينما انضوى آخرون من أجل الحماية العسكرية التي تخولهم فعل ما يشاءون بحكم وجود حماية لهم»، وفق الأسعد، الذي يؤكد أن مقاتلي أبناء العشائر والقبائل العربية في «قسد» هم «من كل القبائل والعشائر العربية: الجبور، والمشاهدة، وطيئ، والعقيدات، والبكارة والبوشعبان/ والشرابيين...».

في المقابل، يوجد قسم كبير من أبناء القبائل والعشائر، في مناطق شمال وشمال شرقي سوريا، مناهض لـ«قسد»، وخاض خلال العامين الماضيين معارك عدة ضدها في دير الزور.

عناصر من «قوات سوريا الديمقراطية - قسد» في دير الزور (أرشيفية - رويترز)

ويشكو الأهالي من أبناء القبائل والعشائر العربية من ممارسات مقاتلي «قسد» و«عناصر الأمن الداخلي (الأسايش)» التابعين لـ«الإدارة الذاتية»، المتمثلة في «الانتهاكات الجسيمة، والقمع والاعتقالات التعسفية، وجرائم القتل بحقهم، إضافة إلى عمليات التجنيد الإجباري للشباب والقصّر، وفرض الإتاوات، والاستيلاء على الممتلكات الخاصة، والتضييق على الحريات العامة».

وشهدت محافظات سورية عدة مظاهرات ووقفات احتجاجية يوم الجمعة الماضي، رفضاً لممارسات «قسد» التي عدّها البعض «انتهاكات ممنهجة بحق سكان الجزيرة السورية» في مناطق سيطرتها.

الرئيس السوري أحمد الشرع وقائد «قوات سوريا الديمقراطية» مظلوم عبدي يوم توقيع «اتفاق 10 مارس 2025»... (إعلام محلي)

ومع توقيع الحكومة السورية و«قسد» «اتفاق 10 مارس (آذار)» 2025، الذي ينص على دمج مؤسسات «الإدارة الذاتية» في وزارات ومؤسسات الدولة السورية، وتكثيف المفاوضات بينهما بدفع أميركي لتنفيذ بنوده، باتت الأسئلة التي تطرح تتمحور حول مصير أبناء القبائل والعشائر العربية المنضوين في «قسد»، وهل يمكن أن ينشقوا عنها في حال فشلت المفاوضات وحدثت مواجهة عسكرية؟

وفي رأي الشيخ مثقال الجربا أنه إذا لم تحدث مواجهة بين الحكومة و«قسد»، «فسيندفع هؤلاء المقاتلون باتجاه من يدفع لهم رواتب شهرية ذات قيمة أكبر. أما في حال فشل المفاوضات وحدثت مواجهة، فإن أبناء القبائل والعشائر العربية سيقفون إلى جانب الدولة».

حملة أمنية لـ«قسد» في الحسكة (متداولة - فيسبوك)

عتب على الحكومة

لكن الجربا أبدى عتبه على الحكومة السورية الجديدة؛ لأنها لا تبدي اهتماماً بوضعهم، ولا بشيوخ قبائل وعشائر مناطق شمال وشمال شرقي سوريا المؤيدين لها. وأضاف: «عندما نقول لهؤلاء المقاتلين اتركوا (قسد)، يردون بالقول: إلى أين نذهب؟».

ويصف الجربا تعاون الحكومة السورية الجديدة مع شيوخ القبائل والعشائر العربية المؤيدة لها في الرقة ودير الزور والحسكة بأنه «غير مقبول».

وكان هفل عبود الجدعان الهفل، وهو أحد شيوخ قبيلة العكيدات بمدينة ذيبان في دير الزور، أعرب عن تأييده دعوة عبد الله أوجلان، زعيم «حزب العمال الكردستاني» المسجون في تركيا، بمنتصف سبتمبر (أيلول) الماضي، شيوخَ ووجهاء قبائل وعشائر مناطق شمال وشمال شرقي سوريا إلى دعم «قسد».

وقال الهفل حينها لـ«الشرق الأوسط»، في رسالة مكتوبة: «أهمية الوقوف مع (قسد) تأتي من كونها العمود الفقري لحماية المنطقة».


مقالات ذات صلة

سوريا تؤكد التزامها «الثابت» بمكافحة تنظيم «داعش»

المشرق العربي وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني (أ.ف.ب)

سوريا تؤكد التزامها «الثابت» بمكافحة تنظيم «داعش»

أكدت سوريا، اليوم، التزامها الثابت بمكافحة تنظيم «داعش»، مشيرة إلى أنها ستواصل تكثيف العمليات العسكرية ضد التنظيم في جميع المناطق التي يهددها.

المشرق العربي عناصر من الجيش الأميركي في ريف الرميلان بمحافظة الحسكة شرق سوريا (أرشيفية - أ.ف.ب)

«البنتاغون» يعلن إطلاق عملية ضد تنظيم «داعش» في سوريا

أعلن وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث، الجمعة، إطلاق عملية عسكرية ضد تنظيم «داعش» في سوريا رداً على هجوم في تدمر أودى بحياة ثلاثة أميركيين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم العربي مسلحون من «قسد» خلال عرض عسكري في مدينة القامشلي (أرشيفية - رويترز)

دمشق و«قسد» تُسارعان لإنقاذ اتفاق الدمج قبل انقضاء المهلة

قال عدة أشخاص مشاركين في محادثات لدمج القوات الكردية مع الدولة السورية إن المسؤولين السوريين والأكراد والأميركيين يسعون جاهدين لإظهار تقدم في اتفاق متعثر.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية رئيس الأركان التركي سلجوق بيرقدار أوغلو وقادة القوات المسلحة أجروا تفتيشاً بمقر القيادة الرئيسي للفيلق السادس في كليس على الحدود السورية الأربعاء (الجيش التركي - إكس)

تركيا تُحذر «قسد»: «صبرنا بدأ ينفد»

حذرت تركيا قوات سوريا الديمقراطية (قسد) من أن صبرها بدأ ينفد إزاء عدم تحركها لتنفيذ اتفاق الاندماج في الجيش السوري، مؤكدةً أنها لا تؤيد استخدام القوة العسكرية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي من العملية الأمنية في تدمر عقب هجوم «داعش» (أرشيفية - وزارة الداخلية)

الداخلية السورية تعلن مقتل شخص واعتقال 8 بعملية أمنية ضد خلية لـ«داعش»

أعلنت السلطات السورية، الثلاثاء، أن قواتها قتلت زعيم خلية مرتبطة بتنظيم «داعش» واعتقلت 8 آخرين، على خلفية الهجوم الدامي الذي استهدف قوات الأمن بالشمال.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

«الخط الأصفر» مصيدة موت للغزّيين

الطفلة الغزية أرجوان المصابة بسوء تغذية حاد تتلقى الطعام من أمها في مستشفى الناصر بخان يونس  أمس (رويترز)
الطفلة الغزية أرجوان المصابة بسوء تغذية حاد تتلقى الطعام من أمها في مستشفى الناصر بخان يونس أمس (رويترز)
TT

«الخط الأصفر» مصيدة موت للغزّيين

الطفلة الغزية أرجوان المصابة بسوء تغذية حاد تتلقى الطعام من أمها في مستشفى الناصر بخان يونس  أمس (رويترز)
الطفلة الغزية أرجوان المصابة بسوء تغذية حاد تتلقى الطعام من أمها في مستشفى الناصر بخان يونس أمس (رويترز)

حوّلت إسرائيلُ «الخط الأصفر» الوارد في خريطة الانسحاب من قطاع غزة، إلى ما يمكن أن يوصف بـ«مصيدة للموت»؛ تقتل من خلالها كل من يقترب منه. وخلال 24 ساعة قُتل 4 فلسطينيين في بلدة بني سهيلا شرق خان يونس، والتي تبعد نحو 200 متر من «الخط الأصفر» الذي يفصل القطاع إلى جزأين، وفقاً لخطة السلام الموقعة في 10 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقول مصادرُ فلسطينية إنَّ إسرائيلَ فعلياً حوَّلت «الخط الأصفر» إلى «مصيدة للموت»، تقتل الغزيين عنده بدم بارد.

وأعلنتِ الأمم المتحدة أنَّ المجاعةَ في غزة انتهت، لكنَّ السوادَ الأعظم من سكان القطاع ما زالوا يواجهون مستويات مرتفعة من انعدام الأمن الغذائي.


سوريا تؤكد التزامها «الثابت» بمكافحة تنظيم «داعش»

وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني (أ.ف.ب)
وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني (أ.ف.ب)
TT

سوريا تؤكد التزامها «الثابت» بمكافحة تنظيم «داعش»

وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني (أ.ف.ب)
وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني (أ.ف.ب)

أكدت سوريا، اليوم، التزامها الثابت بمكافحة تنظيم «داعش»، مشيرة إلى أنها ستواصل تكثيف العمليات العسكرية ضد التنظيم في جميع المناطق التي يهددها.

وتقدمت وزارة الخارجية السورية بتعازيها الحارة لعائلات الضحايا من رجال الأمن السوريين والأميركيين الذين قتلوا في الهجمات الإرهابية التي وقعت في تدمر وشمال سوريا الأسبوع الماضي. مؤكدة أنّ هذه الخسارة تبرز ضرورة تعزيز التعاون الدولي لمكافحة الإرهاب.

وقالت الخارجية السورية عبر منصة "إكس»: «تؤكد سوريا التزامها الثابت بمكافحة تنظيم داعش وضمان عدم وجود ملاذات آمنة له في الأراضي السورية. وستواصل تكثيف العمليات العسكرية ضد التنظيم في جميع المناطق التي يهددها».

عملية أمنية في مدينة تدمر عقب الهجوم الإرهابي على وفد سوري - أميركي مشترك (الداخلية السورية)

وأضافت: «تدعو الجمهورية العربية السورية الولايات المتحدة والدول الأعضاء في التحالف الدولي للانضمام إلى دعم جهود الجمهورية في مكافحة الإرهاب، بما يسهم في حماية المدنيين واستعادة الأمن والاستقرار في المنطقة».

و شنت طائرات تابعة للتحالف الدولي غارات على مواقع يعتقد أنها تابعة لتنظيم «داعش» في مناطق شمال وشرق سوريا.

وقالت مصادر محلية في محافظات الرقة ودير الزور، بحسب وكالة الانباء الألمانية (د ب أ)، إن «طائرات حربية أميركية شنت غارات في بادية دير الزور والرقة وسمع صوت أربعة انفجارات في منطقة البشري في ريف الرقة الجنوبي الشرقي، ليل الجمعة-السبت، وسط صوت تحليق للطائرات الحربية في سماء مناطق ريف الرقة الشرقي ودير الزور الغربي في المنطقة التي تنشط فيها خلايا تنظيم داعش منذ مطلع الشهر الحالي».


«البنتاغون» يعلن إطلاق عملية ضد «داعش» في سوريا رداً على هجوم تدمر

عناصر من الجيش الأميركي في ريف الرميلان بمحافظة الحسكة شرق سوريا (أرشيفية - أ.ف.ب)
عناصر من الجيش الأميركي في ريف الرميلان بمحافظة الحسكة شرق سوريا (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

«البنتاغون» يعلن إطلاق عملية ضد «داعش» في سوريا رداً على هجوم تدمر

عناصر من الجيش الأميركي في ريف الرميلان بمحافظة الحسكة شرق سوريا (أرشيفية - أ.ف.ب)
عناصر من الجيش الأميركي في ريف الرميلان بمحافظة الحسكة شرق سوريا (أرشيفية - أ.ف.ب)

أعلن وزير الحرب الأميركي بيت هيغسيث، الجمعة، إطلاق عملية عسكرية ضد تنظيم «داعش» في سوريا رداً على هجوم في تدمر أودى بحياة ثلاثة أميركيين.

وقال هيغسيث في منشور على منصة «إكس»: «بدأت القوات الأميركية عملية +ضربة عين الصقر+ في سوريا للقضاء على مقاتلين وبنى تحتية ومواقع تخزين أسلحة لتنظيم داعش، في رد مباشر على الهجوم الذي استهدف قوات أميركية في 13 ديسمبر (كانون الأول)».

وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أن تنظيم «داعش" يواجه «رداً انتقامياً قاسياً جداً» في سوريا من قبل القوات الأميركية.

وكتب ترمب على شبكته الاجتماعية «تروث سوشال بعد وقت قصير من إعلان «البنتاغون» عن إطلاق عملية عسكرية في سوريا، «أعلن هنا أن الولايات المتحدة تقوم برد قاس جداً، كما وعدت، ضد الإرهابيين القتلة المسؤولين» عن الهجوم، مضيفاً «نوجه ضربات قوية جداً ضد معاقل تنظيم داعش في سوريا».

وذكر ‌الجيش الأميركي، أن ‍اثنين ‍من أفراده ومترجم مدني قتلوا، ‍السبت، في مدينة تدمر وسط سوريا على يد مهاجم استهدف قافلة للقوات الأميركية ​والسورية قبل أن يُقتل بالرصاص. وأصيب ثلاثة جنود أميركيين ⁠آخرين في الهجوم.

ونفذ التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضربات جوية وعمليات برية في سوريا استهدفت المشتبه في انتمائهم لتنظيم «داعش» في الشهور القليلة الماضية، وغالباً ما كان ذلك بمشاركة قوات ‌الأمن السورية.