خلاف بين إردوغان وميرتس حول إسرائيل و«حماس» وانضمام تركيا للاتحاد الأوروبي

تطابق في المواقف بشأن سوريا والحرب الروسية - الأوكرانية

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خلال استقباله المستشار الألماني فريدريش ميرتس بالقصر الرئاسي في أنقرة في 30 أكتوبر (الرئاسة التركية)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خلال استقباله المستشار الألماني فريدريش ميرتس بالقصر الرئاسي في أنقرة في 30 أكتوبر (الرئاسة التركية)
TT

خلاف بين إردوغان وميرتس حول إسرائيل و«حماس» وانضمام تركيا للاتحاد الأوروبي

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خلال استقباله المستشار الألماني فريدريش ميرتس بالقصر الرئاسي في أنقرة في 30 أكتوبر (الرئاسة التركية)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خلال استقباله المستشار الألماني فريدريش ميرتس بالقصر الرئاسي في أنقرة في 30 أكتوبر (الرئاسة التركية)

أكدت تركيا وألمانيا تطابق وجهات نظرهما بشأن العديد من القضايا الإقليمية والدولية، وظهر خلاف بينهما بشأن الممارسات الإسرائيلية واتهام حركة «حماس» الفلسطينية بالإرهاب، وانضمام تركيا إلى عضوية الاتحاد الأوروبي.

وأبدى الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان والمستشار الألماني فريدريش ميرتس تفاهماً كبيراً بشأن التعاون بين بلديهما في الصناعات الدفاعية، والحاجة إلى التعاون المشترك في إطار حلف شمال الأطلسي (ناتو)، ودعم تركيا لأمن دول الاتحاد الأوروبي، رغم اختلافهما بشأن حصول تركيا على العضوية الكاملة للاتحاد.

وقال إردوغان، في مؤتمر صحافي مشترك مع ميرتس، في ختام مباحثاتهما في أنقرة، الخميس، إن تركيا وألمانيا لديهما إمكانات كبيرة في قطاع الصناعات الدفاعية، ويجب أن تركزا على المشروعات المشتركة والتعاون بين بلديهما، ورحب بخطوات ألمانيا في مجال التعاون الدفاعي، مثل بيع طائرات يوروفايتر لتركيا.

توافقات وتباينات

وثمن ميرتس خطوة شراء تركيا مقاتلات يوروفايتر، معتبراً أنها تعزز الأمن المشترك لأوروبا وحلف الناتو، وأن ألمانيا ستسعى إلى توثيق التعاون مع تركيا في مجال السياسة الأمنية، واصفاً إياها بأنها «فاعل بالغ الأهمية في جميع قضايا السياسة الخارجية والأمن التي تهم ألمانيا».

إردوغان وميرتس خلال المؤتمر الصحافي (الرئاسة التركية)

وتباينت المواقف بين إردوغان وميرتس بشأن انضمام تركيا إلى عضوية الاتحاد الأوروبي... ورداً على سؤال حول اعتقال رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو في الوقت الذي تتحدث فيه تركيا عن تطبيقها معايير كوبنهاغن من أجل الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، قال إردوغان: « قبل كل شيء دائماً ما قلنا إنه مقابل معايير كوبنهاغن لدينا (معايير أنقرة)، وننفتح من خلالها على أوروبا والعالم».

وأضاف أنه بالنسبة لبلدية إسطنبول، فمهما كان الشخص أو المنصب، لا يمكن لأي أحد أن يدوس على القانون أو يضرب به عرض الحائط، وإذا حدث ذلك في دولة القانون، فإن السلطات القضائية تقوم بدورها، أما إذا لم تقم بذلك فسيستشري الفساد والسرقة والرشوة ومختلف أشكال الجريمة».

جانب من الاجتماع الثنائي بين إردوغان وميرتس (الرئاسة التركية)

وتابع: «على سبيل المثال، في قضية تورط عشرات حكام كرة القدم في المراهنات لا يمكن للدولة أن تقف مكتوفة الأيدي، وعندما يرى المواطنون ذلك يشعرون بالسعادة».

وتعليقاً على ذلك، قال ميرتس إنه فيما يتعلق بتطبيق تركيا معايير كوبنهاغن ودولة القانون، فإننا نرى أن الأمر يتطلب مزيداً من الحوار، هذا ليس موقف ألمانيا فحسب، بل موقف الاتحاد الأوروبي كله، وقد تناولنا هذا الأمر في اجتماعنا وأعربت عن مخاوفي، على سبيل المثال، فيما يخص استقلالية القضاء، وهناك أمور لا تتفق مع رؤيتنا ومعاييرنا في هذا الشأن.

وخلافاً للتباين بشأن انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، أبدى إردوغان وميرتس تطابقاً في وجهات نظر بلديهما بشأن التطورات في سوريا، وضرورة دعم وحدتها، واستكمال رفع العقوبات المفروضة عليها.

وأكد إردوغان في هذا الصدد ضرورة تنفيذ اتفاق اندماج قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في مؤسسات الدولة السورية تنفيذاً لاتفاق 10 مارس (آذار) الماضي، الموقع مع دمشق، قائلاً إن تركيا تتابع هذا الأمر من كثب.

خلاف بسبب غزة

كما أكدا ضرورة العمل على إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، ولفت إردوغان إلى أهمية استمرار المساعي الدبلوماسية لإنهاء الحرب. وبدوره أشار ميرتس في هذا الصدد إلى أن الموقف الروسي يشكل تهديداً للناتو، ومهتمون بتطبيق قراراته بشأن الإنفاق الدفاعي، وممتنون لقرار تركيا شراء مقاتلات «يوروفايتر»، وهو قرارا يخدم أمننا أيضاً.

وأضاف أن الرئيسي الأميركي، دونالد ترمب، ركز على عدد من النقاط الأسبوع الماضي بشأن الحرب الروسية – الأوكرانية، منها أن على روسيا أن تقبل وقف إطلاق النار والمفاوضات.

وأشار إلى أنه قدم معلومات لإردوغان، وكذلك للاتحاد الأوروبي، بشأن استخدام الحسابات الروسية المجمدة في تسليح أوكرانيا، والآن يجري التشاور بشأن تطبيق عقوبات على موسكو بالتنسيق بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وبالطبع الأمم المتحدة، ونحن مصممون على اتخاذ هذه القرارات، بالتوازي نواصل جهودنا من أجل أن تجلس روسيا إلى طاولة المفاوضات.

جانب من الاجتماع الموسع بين وفدي تركيا وألمانيا برئاسة إردوغان وميرتس (الرئاسة التركية)

وذكر ميرتس أنه تم أيضاً، خلال الاجتماع الموسع مع الرئيس إردوغان ووفدي البلدين، بحث التطورات في الشرق الأوسط، لافتاً إلى أننا عبرنا عن رأينا بأن إطلاق سراح الرهائن وتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار كان أمراً جيداً جداً، وأنه للمرة الأولى هناك أمل في تحقيق السلام الدائم، بفضل جهود الولايات المتحدة ومصر وتركيا وقطر.

وأضاف: «نتمنى أن تسخر تركيا نفوذها على حركة (حماس) لترك أسلحتها؛ لأن الوضع لا يزال قابلاً للاشتعال والتطورات الأخيرة تؤكد ذلك»، مؤكداً أن الحكومة الألمانية أيضاً ستقوم بما في وسعها لتحقيق السلام الدائم.

وذكر أنه تم إرسال ضباط من ألمانيا إلى مراكز مدنية وعسكرية في جنوب إسرائيل، ويجب أن يتحسن الوضع الإنساني في غزة بشكل سريع، ويجب أن يكون هناك وجود أمني عالمي وإدارة من دون «حماس».

وأضاف أن إسرائيل استخدمت حقها في الدفاع عن النفس بعد هجوم «حماس» (الإرهابي) في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، ونأمل في أن يكون هذا الوضع قد انتهى مع البدء في تطبيق خطة السلام التي اقترحها ترمب.

مصافحة بين إردوغان ومبرتس عقب انتهاء المؤتمر الصحافي (الرئاسة التركية)

ولفت إلى أن الحكومة الألمانية تقف إلى جانب إسرائيل منذ تأسيسها، وستواصل ذلك، لكن هذا لا يعني أننا ندعم كل قرار تتخذه الحكومة الإسرائيلية.

وعقّب إردوغان موجهاً حديثه إلى ميرتس قائلاً إن هناك أمراً لا يمكنني أن أشاركك الرأي فيه، للأسف هناك أكثر من 60 ألفاً من النساء والشيوخ والأطفال، و«حماس» ليس في يدها قنابل أو سلاح، وإسرائيل هي من لديها هذه الأسلحة، وللأسف قصفت إسرائيل غزة أمس بهذه القنابل، ألا تتابعون كل هذا في ألمانيا؟

وأضاف: «دعك من كل هذا، فهم يستخدمون سلاح التجويع، وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية لغزة، والهلال الأحمر التركي يواجه العقبات والصليب الأحمر تحت التهديدات الإسرائيلية، يجب أن ننهي محاولة الضغط على الناس بالتجويع والتطهير العرقي، وأؤمن بأننا كتركيا وألمانيا والمجتمع الدولي سنقوم بذلك معاً». وتابع: «أما بالنسبة لـ(حماس)، فنحن نقوم بما يتعين علينا القيام به، وكما نقول إن الحرب بين روسيا وأوكرانيا يجب أن تنتهي، نقول أيضاً إن ما يحدث في غزة يجب أن ينتهي أيضاً».


مقالات ذات صلة

تركيا تتمسك بمنظومة «إس 400» الروسية

شؤون إقليمية تركيا أعلنت أنه لا تغيير على وضع منظومة «إس - 400» الروسية في ظل مفاوضاتها مع أميركا (موقع الصناعات الدفاعية التركية)

تركيا تتمسك بمنظومة «إس 400» الروسية

أكدت تركيا عدم حدوث تغيير بشأن اقتنائها منظومة الدفاع الجوي الروسية «إس - 400»، رغم استمرار مفاوضاتها مع أميركا للعودة إلى برنامج إنتاج مقاتلات «إف - 35».

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أوروبا زورق مسيّر أوكراني يصور اشتعال النيران في ناقلة روسية تتبع «أسطول الظل» بالبحر الأسود 10 ديسمبر (رويترز) play-circle

استهداف سفينة شحن مملوكة لجهة تركية بصاروخ في ميناء أوكراني

قالت شركة مشغلة لسفينة شحن مملوكة لجهة تركية إن أضراراً لحقت بالسفينة جرّاء ما يُشتبه بأنه هجوم صاروخي في ميناء تشورنومورسك الأوكراني، اليوم (الجمعة).

«الشرق الأوسط» (إسطنبول)
شؤون إقليمية جنود أتراك في مدينة عفرين السورية (أرشيفية-رويترز) play-circle

«الدفاع التركية» تنفي استعداد الجيش لشن عملية عسكرية في سوريا

قالت وزارة الدفاع التركية، الجمعة، إن بعض الدول تشجع «قوات سوريا الديمقراطية» على رفض إلقاء السلاح وعدم الاندماج في صفوف الجيش السوري.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
شؤون إقليمية جانب من مباحثات قائد القوات البرية التركي متين توكال ووزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة في دمشق 11 ديسمبر (الدفاع التركية)

تركيا: لا خيار أمام «قسد» سوى تنفيذ اتفاق الاندماج بالجيش السوري

أكدت تركيا أن لا خيار أمام «قسد» سوى الاندماج بالجيش السوري وفق اتفاق 10 مارس (آذار)، واتهمت إسرائيل بتشجيعها على عدم تنفيذ الاتفاق.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية زلزال مرمرة المدمر في 1999 خلّف 17 ألف قتيل بينهم ألف في إسطنبول إلى جانب دمار واسع (أرشيفية - إعلام تركي)

شيء مريب يحدث في أعماق بحر مرمرة... إسطنبول مهدَّدة بكارثة

هناك شيء مريب يحدث في أعماق بحر مرمرة في تركيا. الصدع الموجود تحت هذا الحوض المائي الداخلي يشهد زلازل تتزايد في القوة، تتحرك تدريجياً نحو الشرق.

روبن جورج أندروز

تقارير: هرتسوغ لن يتخذ قراراً بشأن العفو عن نتنياهو قبل لقائه مع ترمب

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ب)
TT

تقارير: هرتسوغ لن يتخذ قراراً بشأن العفو عن نتنياهو قبل لقائه مع ترمب

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ب)

أفادت هيئة البث الإسرائيلية، دون الاستناد إلى أي مصادر، بأنه من المستبعد أن يصدر الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ قراراً بشأن منح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عفواً قبل سفر الأخير إلى الولايات المتحدة للقاء الرئيس دونالد ترمب.

وأضافت، وفقاً لموقع «تايمز أوف إسرائيل»، أن هذا يعني أن قضية العفو قد تُطرح في اجتماع ترمب مع نتنياهو.

ويواجه نتنياهو اتهامات في ثلاث قضايا فساد، تتعلق إحداها بمحادثات سرية بين نتنياهو ورئيس تحرير صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أرنون موزيس، حول «تحسين التغطية الإعلامية مقابل إضعاف الصحف المنافِسة».

وقدّم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو طلباً إلى رئيس الدولة إسحاق هرتسوغ، الأحد، للعفو عنه في محاكمة مستمرة منذ سنوات بتُهم فساد، وعَدَّ أن الإجراءات الجنائية تعوق قدرته على إدارة شؤون إسرائيل، وأن العفو يخدم المصلحة العامة للدولة.

وينفي نتنياهو، صاحب أطول مدة في منصب رئيس الوزراء بإسرائيل منذ قيام الدولة، منذ فترة طويلة تُهم الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة.

وقال محاموه، في رسالة إلى مكتب الرئيس، إن نتنياهو لا يزال يعتقد أن الإجراءات القانونية ستنتهي بتبرئته تماماً، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.


تركيا تتمسك بمنظومة «إس 400» الروسية

تركيا أعلنت أنه لا تغيير على وضع منظومة «إس - 400» الروسية في ظل مفاوضاتها مع أميركا (موقع الصناعات الدفاعية التركية)
تركيا أعلنت أنه لا تغيير على وضع منظومة «إس - 400» الروسية في ظل مفاوضاتها مع أميركا (موقع الصناعات الدفاعية التركية)
TT

تركيا تتمسك بمنظومة «إس 400» الروسية

تركيا أعلنت أنه لا تغيير على وضع منظومة «إس - 400» الروسية في ظل مفاوضاتها مع أميركا (موقع الصناعات الدفاعية التركية)
تركيا أعلنت أنه لا تغيير على وضع منظومة «إس - 400» الروسية في ظل مفاوضاتها مع أميركا (موقع الصناعات الدفاعية التركية)

أكدت تركيا تمسكها باقتناء منظومة الدفاع الجوي الروسية «إس - 400»، بالتزامن مع استمرار مفاوضاتها مع الولايات المتحدة بشأن العودة إلى برنامج إنتاج وتطوير مقاتلات «إف - 35».

من ناحية أخرى، أعلنت محكمة تركية عن بدء محاكمة رئيس بلدية إسطنبول المحتجز، أكرم إمام أوغلو، وآخرين، في قضية «الفساد في بلدية إسطنبول» في 9 مارس (آذار) المقبل، متوقعة أن تستمر المحاكمة لمدة 12.5 سنة.

وقال مستشار العلاقات العامة والإعلام بوزارة الدفاع التركية، زكي أكتورك، خلال إفادة، الجمعة، إن تركيا والولايات المتحدة تبحثان العقوبات الأميركية التي فرضت في إطار قانون «مكافحة أعداء أميركا بالعقوبات» (كاتسا)، والعقبات التي تحول دون انضمام عودتها إلى برنامج مقاتلات «إف - 35» الشبحية المتطورة، مؤكداً في الوقت ذاته أنه «لم يطرأ تغيير فيما يتعلق بمنظومة (إس – 400) التي حصلت عليها من روسيا صيف عام 2019».

تمسك بـ«إس - 400»

وذكر السفير الأميركي في أنقرة توم براك، الأربعاء، أن المحادثات حول عودة تركيا إلى برنامج تطوير مقاتلات «إف - 35» لا تزال جارية، مؤكداً، في الوقت ذاته، أن القوانين الأميركية تمنع تركيا من تشغيل منظومة «إس - 400» أو امتلاكها إذا كانت ترغب في العودة إلى البرنامج.

السفير الأميركي في أنقرة توم براك (أ.ف.ب)

وسبق أن لفت براك إلى أن هناك شرطين يتعلقان بمنظومة «إس - 400» في تركيا، هما «التشغيل، وقد تم حلها (من خلال عدم تشغيل تركيا لها)، والثاني الملكية، وهو الأصعب قليلاً».

كما حدد سقفاً زمنياً لحلّ الملفات العالقة بين واشنطن وأنقرة يتراوح بين 4 و6 أشهر، لافتاً إلى العلاقات الجدية بين الرئيسين الأميركي دونالد ترمب، والتركي رجب طيب إردوغان.

وتعليقاً على تصريحات برّاك، قال أكتورك: «لم تطرأ أي مستجدات فيما يتعلق بمنظومة الدفاع الجوي (إس – 400) التي تم طرحها على جدول الأعمال في الأيام القليلة الماضية؛ إذ يجري بحث ملف برنامج (إف – 35) بروح التحالف، ومن خلال الحوار والتشاور البنّاء الذي من شأنه أن يسهم إيجابياً في العلاقات الثنائية».

عقوبات وبدائل

وأخرجت الولايات المتحدة تركيا من برنامج مقاتلات «إف - 35»، التي تنتجها شركة «لوكهيد مارتن» عقب حصولها على منظومة «إس - 400». وفرض ترمب عقوبات على قطاع الصناعات الدفاعية لديها بموجب قانون «كاتسا» في عام 2020، فيما اعتبرته تركيا قراراً غير عادل، لا سيما أنها دفعت نحو 1.4 مليار دولار لشراء مقاتلات «إف - 35».

إردوغان بحث مع ترمب قضية «إف - 35» خلال لقائهما بالبيت الأبيض يوم 25 سبتمبر الماضي (الرئاسة التركية)

وتمسكت واشنطن بأن منظومة «إس - 400» تشكل تهديداً لطائراتها المقاتلة «إف - 35» وأنظمة الدفاع الأوسع نطاقاً لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، فيما رفضت تركيا ذلك، مؤكدة أنه يمكن دمج المنظومة الروسية في أنظمة الناتو.

وبسبب الاعتراضات الأميركية، لم تتمكن تركيا من تشغيل المنظومة الروسية. وفي أبريل (نيسان) الماضي، كشفت تقارير عن أن تركيا تناقش مقترحاً لنقلها إلى سوريا.

المقاتلة الأميركية «إف - 35» (موقع شركة لوكهيد مارتن)

وحسب ما أعلن خلال توقيع صفقة «إس - 400» عام 2017، التي كلفت تركيا 2.5 مليار دولار، لا يحق بيع المنظومة إلى دولة ثالثة.

وتعارض اليونان، الجارة لتركيا وحليفها في الناتو، إلى جانب إسرائيل، حصول تركيا على مقاتلات «إف - 35». وبسبب الموقف الأميركي اتجهت تركيا للبحث عن بدائل مثل طائرات «يوروفايتر تايفون» الأوروبية أو إنتاج بدائل محلية.

إردوغان وستارمر خلال توقيع اتفاقية لحصول تركيا على مقاتلات «يوروفايتر تايفون» في أنقرة يوم 28 أكتوبر الماضي (الرئاسة التركية)

ووقّع إردوغان ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، في أنقرة في 28 أكتوبر (تشرين الأول)، اتفاقية لشراء تركيا 40 طائرة «يوروفايتر تايفون»، تحصل تركيا، على الفور، على 12 طائرة منها، مستعملة من مشترين سابقين هما قطر وسلطنة عُمان لتلبية احتياجاتها الفورية، على أن تحصل على 28 طائرة جديدة في السنوات المقبلة.

وذكر أكتورك: «سيتم جلب الطائرات التي سيتم شراؤها من قطر إلى بلادنا بعد توقيع العقد، بينما سيتم جلب الطائرات من سلطنة عمان بعد الانتهاء من أعمال التحديث المخطط لها».

تحديد تاريخ محاكمة إمام أوغلو

على صعيد آخر، أعلنت المحكمة الجنائية العليا في إسطنبول، الجمعة، أن دائرتها الـ40 ستبدأ نظر قضية الفساد في بلدية إسطنبول، المتهم فيها رئيس البلدية المعارض المحتجز، أكرم إمام أوغلو، في 9 مارس المقبل.

أنصار إمام أوغلو يرفعون صوره مطالبين بإطلاق سراحه خارج مجمع محاكم تشاغلايان في إسطنبول يوم 26 أكتوبر (رويترز)

وستعقد جلسات المحاكمة، المتهم فيها إلى جانب إمام أوغلو، الذي وصف في لائحة الادعاء بـ«رئيس منظمة إمام أوغلو الإجرامية»، والذي يواجه مطالبة بالسجن لمدة 2453 سنة، 105 متهمين رهن الاحتجاز، في قاعة بمؤسسة مرمرة العقابية، التي تضم سجن سيليفري المحتجز به إمام أوغلو منذ 23 مارس الماضي.

وقالت المحكمة، في بيان، إنه من المتوقع أن تنتهي المحاكمة في «غضون 4600 يوم (12.5 سنة) كحد أقصى»، وإن مساهمة ودعم الأطراف ومحاميهم أمر بالغ الأهمية لتحقيق هذا الهدف.


موسكو وطهران «تعملان بشكل وثيق» على البرنامج النووي

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والإيراني مسعود بزشكيان على هامش قمة السلام في عشق آباد بتركمانستان الجمعة (تسنيم)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والإيراني مسعود بزشكيان على هامش قمة السلام في عشق آباد بتركمانستان الجمعة (تسنيم)
TT

موسكو وطهران «تعملان بشكل وثيق» على البرنامج النووي

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والإيراني مسعود بزشكيان على هامش قمة السلام في عشق آباد بتركمانستان الجمعة (تسنيم)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والإيراني مسعود بزشكيان على هامش قمة السلام في عشق آباد بتركمانستان الجمعة (تسنيم)

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة، إن العلاقات بين موسكو وطهران «تتطور بشكل إيجابي للغاية»، مؤكداً أن البلدين يعملان بتنسيق وثيق في الأمم المتحدة بشأن البرنامج النووي الإيراني، وذلك خلال لقائه الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان على هامش قمة السلام والثقة الدولية في عشق آباد.

ونقلت وسائل إعلام روسية عن بوتين قوله إن موسكو تتعاون مع إيران في محطة بوشهر للطاقة النووية ومشاريع البنية التحتية، بما في ذلك ممر الشمال - الجنوب، مضيفاً أن الجانبين يبحثان سبل التعاون في قطاعي الغاز والكهرباء.

وأكد بزشكيان، حسب تقارير إعلامية إيرانية وروسية، التزام طهران بتنفيذ بنود اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة مع موسكو، قائلاً إن إيران «مصممة على تفعيل الاتفاق الموقع بين الجانبين»، وإنها تتوقع من روسيا تسريع خطوات تنفيذ التفاهمات المشتركة، خصوصاً في مجالات الطاقة والنقل والممرات الاستراتيجية.

وأضاف الرئيس الإيراني أن بلاده ستوفر الأرضية الكاملة لتنفيذ مشروع ممر الشمال - الجنوب من جانبها بنهاية العام، مشيراً إلى أن التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين يشهد نمواً متزايداً. وقال إن على البلدين تعزيز الشراكات المتعددة ضمن أطر مثل منظمة شنغهاي وبريكس لمواجهة «الأحادية».

وتسعى وروسيا لتعزيز التعاون الاقتصادي من خلال مشاريع مثل الممر الدولي للنقل شمال، وهو طريق متعدد الوسائط يربط شمال آسيا بجنوبها عبر شبكة من البحر والسكك الحديدية والطرق، يهدف إلى تسريع حركة البضائع بين روسيا والهند عبر إيران ودول أخرى وتخفيض تكاليف النقل مقارنة بالطرق التقليدية.

وينظر إلى المشروع كجزء من جهود موسكو لتنمية الروابط التجارية مع آسيا الوسطى وأوروبا وتقليل الاعتماد على المسارات البحرية الأطول.

أرشيفية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين (يسار) يصافح نظيره الإيراني مسعود بزشكيان في موسكو (رويترز)

تبادل تجاري

من جانبه، قال بوتين إن التبادل التجاري بين روسيا وإيران ارتفع 13 في المائة العام الماضي و8 في المائة خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي، مؤكداً استمرار التعاون في مجالات الطاقة والبنية التحتية.

وشدد على أن التنسيق بين موسكو وطهران في القضايا الدولية «وثيق ومتواصل».

وفي لقاءات أخرى عقدها بزشكيان على هامش القمة، اتفق الرئيس الإيراني ورئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف على ضرورة تسريع تنفيذ الاتفاقات الثنائية وتعزيز التعاون في مجالات النقل والعبور والطاقة وتطوير البنية التحتية الحدودية، حسب وكالة «مهر» الإيرانية.

كما دعا بزشكيان، خلال اجتماعه مع رئيس تركمانستان سردار بردي محمدوف، إلى تنفيذ الاتفاقات السابقة بين البلدين في مجالات الغاز والنقل والتعاون التجاري، قائلاً إن الثقة المتبادلة «ستضمن السلام والاستقرار بين الدول». وقال بردي محمدوف إن العلاقات بين عشق آباد وطهران تشهد توسعاً ملحوظاً، وإن بلاده مهتمة بتطوير التعاون وتبادل الخبرات مع إيران.

وكان بزشكيان قد وصل إلى عشق آباد، الخميس، للمشاركة في قمة السلام والثقة الدولية وإجراء محادثات ثنائية مع عدد من القادة المشاركين.