ترمب يسعى إلى إبرام اتفاقية تجارية مع الصين خلال جولته الآسيوية

بكين تدعو لتعزيز العلاقات الاقتصادية في قمة ماليزيا

الرئيس دونالد ترمب يصل إلى مطار هانيدا في طوكيو باليابان (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب يصل إلى مطار هانيدا في طوكيو باليابان (أ.ب)
TT

ترمب يسعى إلى إبرام اتفاقية تجارية مع الصين خلال جولته الآسيوية

الرئيس دونالد ترمب يصل إلى مطار هانيدا في طوكيو باليابان (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب يصل إلى مطار هانيدا في طوكيو باليابان (أ.ب)

أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الاثنين، عن أمله في إضافة اتفاقية تجارية مع الصين إلى سلسلة الاتفاقيات التي أبرمها خلال زيارته الحالية إلى آسيا، لدى وصوله إلى طوكيو.

ويُجري ترمب أطول رحلة خارجية له منذ توليه منصبه في يناير (كانون الثاني)، وقد أعلن خلال محطته الأولى في ماليزيا عن اتفاقيات مع أربع دول في جنوب شرقي آسيا، على أن يختتم جولته بقمة مع الرئيس الصيني شي جينبينغ يوم الخميس، وفقاً لـ«رويترز».

وأفاد مسؤولون أميركيون بأن مفاوضين من أكبر اقتصادين في العالم توصلوا يوم الأحد إلى إطار عمل لاتفاقية تعلّق الرسوم الجمركية الأميركية المشددة، وضوابط تصدير المعادن النادرة الصينية، ما دفع الأسهم الآسيوية إلى مستويات قياسية.

وقال ترمب للصحافيين على متن طائرة الرئاسة الأميركية قبيل هبوطها في طوكيو، قبل اجتماعه مع الإمبراطور ناروهيتو: «أحترم الرئيس شي كثيراً، وأعتقد أننا سنتوصل إلى اتفاق».

وأشار وزير الخزانة سكوت بيسنت، المرافق للوفد، إلى أن الإطار العام للاتفاق مع كوريا الجنوبية قد تم الانتهاء منه أيضاً، لكنه لن يُستكمل هذا الأسبوع.

ترمب أثناء حديثه إلى وسائل الإعلام على متن طائرة الرئاسة خلال توجهه إلى اليابان (أ.ف.ب)

وحصل ترمب بالفعل على تعهد باستثمار 550 مليار دولار من طوكيو مقابل إعفاء من الرسوم الجمركية العقابية على الواردات.

وتأمل رئيسة الوزراء اليابانية المنتخبة حديثاً، ساناي تاكايتشي، في تعزيز إعجاب ترمب بوعودها شراء شاحنات بيك آب وفول الصويا والغاز من الولايات المتحدة خلال اجتماع القمة يوم الثلاثاء. وأكدت تاكايتشي، التي أصبحت أول رئيسة وزراء لليابان الأسبوع الماضي، لترمب أن تعزيز تحالف بلديهما «أولويتها القصوى» في أول مكالمة هاتفية لهما يوم السبت، فيما أعرب ترمب عن تطلعه للقاء تاكايتشي، الحليف المقرب لصديقه الراحل شينزو آبي.

ومن المقرر أن يعقد وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك ونظيره الياباني ريوسي أكازاوا، مهندسا اتفاقية التعريفات الجمركية المتفق عليها في يوليو (تموز)، غداء عمل يوم الاثنين، كما يُتوقع أن يلتقي بيسنت بنظيره الجديد ساتسوكي كاتاياما لأول مرة.

الصين تدعو لتعزيز العلاقات الاقتصادية

حثّت الصين، الاثنين، على تعزيز العلاقات الاقتصادية، وزيادة الانفتاح التجاري خلال قمة إقليمية في ماليزيا، وهي القمة التي هيمنت عليها الرسوم الجمركية الأميركية الباهظة، بعد حضور الرئيس ترمب فعالياتها.

وخلال جولته الآسيوية التي استمرت خمسة أيام، أشرف ترمب يوم الأحد على توقيع اتفاقية هدنة موسعة بين كمبوديا وتايلاند وأربع اتفاقيات تجارية إقليمية. وأعلن البيت الأبيض أن هذه الاتفاقيات لم تُخفّض الرسوم الجمركية الأميركية على كمبوديا وماليزيا وتايلاند وفيتنام، رغم بعض الإعفاءات المحدودة.

وقال ترمب: «رسالتنا إلى دول جنوب شرقي آسيا هي أن الولايات المتحدة معكم تماماً، ونعتزم أن نكون شريكاً قوياً لأجيال كثيرة».

وبينما يتوجه ترمب ووزير الخارجية ماركو روبيو إلى اليابان، سيعمل كبار المسؤولين من الصين وقادة البرازيل وكندا والمجلس الأوروبي ورابطة دول جنوب شرقي آسيا (آسيان) على ترسيخ الشراكات الاقتصادية وإبرام اتفاقيات تجارية. وبعد مغادرة المسؤولين الأميركيين الأقل شهرة، من المتوقع أن تضغط الصين لخفض الحواجز التجارية، وترسيخ الإجراءات ضمن قواعد منظمة التجارة العالمية، مع تعزيز العلاقات الإقليمية.

وفي اجتماع لأعضاء «آسيان» مع الصين واليابان وكوريا الجنوبية، دعا رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ جميع الأطراف إلى دعم التجارة الحرة ومعارضة الحمائية، مشدداً على ضرورة الحفاظ على السلام والاستقرار في شرق آسيا، وتعزيز التكامل الاقتصادي الإقليمي.

طموحات القيادة الصينية

دعت الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة، المدعومة من الصين، التي تضم عشر دول من «آسيان» إلى جانب أستراليا واليابان ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية، إلى توسيع الجهود التجارية، وتسريع انضمام أعضاء جدد في أول قمة لها منذ عام 2020. وتغطي الشراكة حوالي 30 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، ويُنظر إليها بوصفها وسيلة حماية محتملة من الرسوم الجمركية الأميركية.

مع ذلك، قد تواجه محاولات الصين لعقد قمة تشمل الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا ورئيس الوزراء الكندي مارك كارني مقاومة، وسط مخاوف بشأن طموحاتها العسكرية المتنامية. وانتقد الرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس الابن تصرفات بكين في بحر الصين الجنوبي، عادّاً أن المواجهات تعرض حياة المواطنين وسلامة السفن والطائرات للخطر، وردت وزارة الخارجية الصينية بأن الانتهاكات من جانب الفلبين واستفزازها مصدر التوتر.

اجتماع الاتحاد الأوروبي والصين

التقى رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا برئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ، معرباً عن قلقه إزاء توسع بكين في ضوابط تصدير المواد الخام الأساسية، وحثّها على استعادة سلاسل توريد موثوقة وقابلة للتنبؤ، كما طلب مساعدة الصين في جهود إنهاء حرب روسيا في أوكرانيا. وأوضحت الأزمة حول مغناطيسات ومعادن الأرض النادرة أنها نقطة خلاف رئيسية في حرب بكين التجارية مع واشنطن، حيث تستخدم الصين سيطرتها على 90 في المائة من الإمدادات العالمية كورقة ضغط لمواجهة الرسوم الأميركية. وأكدت وزارة الخارجية اليابانية أن القيود الصينية تؤثر بشكل كبير على سلاسل التوريد العالمية، مشيرة إلى محاولات الصين استغلال التعريفات الأميركية للتظاهر بأنها مناصرة للتجارة الحرة.

امرأة تقود دراجتها بجانب مبنى بورصة بكين في شارع المال (رويترز)

الأسهم الصينية تصل لأعلى مستوى منذ 10 سنوات

أغلقت الأسهم الصينية، الاثنين، عند أعلى مستوياتها منذ أكثر من عشر سنوات، مدفوعةً بتوقعات اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والصين. أغلق مؤشر شنغهاي المركب على ارتفاع 1.2 في المائة، مقترباً من مستوى 4000 نقطة النفسي، فيما ارتفع مؤشر «سي إس آي 300» بنسبة مماثلة، وصعد مؤشر «هانغ سنغ» في هونغ كونغ بنسبة 1.1 في المائة.

وناقش كبار المسؤولين الاقتصاديين الصينيين والأميركيين إطار عمل الاتفاقية التي سيُراجعها الرئيسان ترمب وشي خلال القمة المقررة، التي ستعلق الرسوم الأميركية الأكثر صرامة وضوابط تصدير المعادن النادرة الصينية.

وقال كيني نغ، الخبير الاستراتيجي في شركة «إيفربرايت»: «ظل المستثمرون يراقبون المحادثات التجارية عن كثب، وكانت تطورات نهاية الأسبوع مفاجأة إيجابية للغاية، وستعطي الأسواق دفعة قوية». وأضاف أن المشاركين ما زالوا بحاجة لتقييم ما إذا كانت الشروط النهائية للاتفاق تعكس ما تم الاتفاق عليه أم تشمل عناصر غير متوقعة.

وتصدرت أسهم الذكاء الاصطناعي المكاسب المحلية بارتفاع 2.4 في المائة، فيما صعدت شركات التكنولوجيا في هونغ كونغ بنسبة 1.8 في المائة. وقفز اليوان إلى أعلى مستوى له منذ أكثر من شهر مقابل الدولار الأميركي، كما أغلقت العقود الآجلة للسندات الحكومية على ارتفاع.

ومع ذلك، ظل المشاركون في السوق حذرين بشأن استمرارية التفاؤل، إذ قال تينغ لو، كبير الاقتصاديين في «نومورا»: «لا يزال كلا الجانبين يعتمد على الآخر، وكلاهما يكسب الوقت لتقليل هذا الاعتماد. هذه الدورة من التوتر والتصعيد والهدنة هي الوضع الطبيعي الجديد للعلاقات الأميركية - الصينية، ولسنا متفاجئين برؤية هدنة جديدة، ولن نتفاجأ برؤية تصعيد آخر خلال الشهرين المقبلين».


مقالات ذات صلة

الصين تبني أقوى نظام للطاقة الكهرومائية بالعالم... ومخاوف من مخاطره المحتملة

الاقتصاد عمال صينيون على جسر فوق نهر يارلونغ تسانغبو أثناء عملهم في مشروع سابق (رويترز)

الصين تبني أقوى نظام للطاقة الكهرومائية بالعالم... ومخاوف من مخاطره المحتملة

على بُعد مئات الأميال من سواحل الصين المكتظة بالسكان، من المتوقع أن يولّد نظامٌ للطاقة الكهرومائية تبلغ تكلفته 168 مليار دولار كهرباء أكثر من أي نظام بالعالم.

«الشرق الأوسط» (بكين)
آسيا رئيسة الوزراء اليابانية ساناي تاكايتشي خلال مؤتمر صحافي (أ.ف.ب)

رئيسة الوزراء اليابانية: منفتحون دائماً على الحوار مع بكين

أكدت رئيسة الوزراء اليابانية ساناي تاكايتشي اليوم (الأربعاء) أن طوكيو «منفتحة دائماً على الحوار» مع بكين، في ظل استمرار التوتر الدبلوماسي بين الطرفين.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد آلاف الحاويات المُعدَّة للتصدير في ميناء نانجينغ العملاق شرق الصين (أ.ف.ب)

الصين لتعزيز الصادرات والواردات في 2026 سعياً لنمو «مستدام»

تخطط الصين لتعزيز الصادرات والواردات العام المقبل ضمن الجهود الرامية إلى تعزيز التجارة «المستدامة».

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد الرئيس التنفيذي لشركة «إنفيديا» إلى جانب ترمب بالبيت الأبيض في 30 أبريل (أ.ف.ب)

«إنفيديا» تربح معركة الصين... ترمب يفتح لها الباب لبيع رقائق الذكاء الاصطناعي

مهّد الرئيس الأميركي دونالد ترمب الطريق لشركة «إنفيديا» لبيع رقائقها القوية للذكاء الاصطناعي إلى الصين، مما يُمثل انتصاراً للشركة ورئيسها.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد عرض سبائك الذهب بمعرض الصين الدولي للمجوهرات في بكين (إ.ب.أ)

البنك المركزي الصيني يواصل تكديس الذهب للشهر الـ13 على التوالي

واصلت الصين سياستها الهادفة إلى تعزيز مخزونها من الذهب، بينما سجلت احتياطاتها من النقد الأجنبي ارتفاعاً أبطأ مما كان متوقعاً خلال شهر نوفمبر (تشرين الثاني).

«الشرق الأوسط» (بكين)

بلغت 3.7 مليار دولار.. 26 % زيادة في تحويلات المصريين بالخارج خلال أكتوبر

مقر البنك المركزي المصري بوسط القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مقر البنك المركزي المصري بوسط القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

بلغت 3.7 مليار دولار.. 26 % زيادة في تحويلات المصريين بالخارج خلال أكتوبر

مقر البنك المركزي المصري بوسط القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مقر البنك المركزي المصري بوسط القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

أعلن البنك المركزي المصري، الأحد، أن تحويلات المصريين العاملين في الخارج ارتفعت بمعدل 26.2 في المائة خلال أكتوبر (تشرين الأول) 2025، لتسجل 3.7 مليار دولار، مقارنة مع نحو 2.9 مليار دولار في أكتوبر 2024.

وقال المركزي في بيان صحافي: «حققت تحويلات المصريين العاملين بالخارج تدفقات قياسية خلال الشهور ⁠العشر الأولى من العام ‌الحالي... لتسجل نحو ‍33.9 ‍مليار دولار مقابل ‍نحو 23.7 مليار دولار خلال الفترة نفسها من العام السابق. ​وعلى المستوى الشهري، ارتفعت التحويلات خلال ⁠شهر أكتوبر 2025 بمعدل 26.2 في المائة لتسجل نحو 3.7 مليار دولار مقابل نحو 2.9 مليار دولار خلال شهر أكتوبر 2024».


دعم شراء السيارات الكهربائية في ألمانيا قد يعزز الواردات من الصين

سيارات «بي واي دي» الكهربائية تنتظر التحميل في ميناء ليانيونقانغ بمقاطعة جيانغسو الصينية (رويترز)
سيارات «بي واي دي» الكهربائية تنتظر التحميل في ميناء ليانيونقانغ بمقاطعة جيانغسو الصينية (رويترز)
TT

دعم شراء السيارات الكهربائية في ألمانيا قد يعزز الواردات من الصين

سيارات «بي واي دي» الكهربائية تنتظر التحميل في ميناء ليانيونقانغ بمقاطعة جيانغسو الصينية (رويترز)
سيارات «بي واي دي» الكهربائية تنتظر التحميل في ميناء ليانيونقانغ بمقاطعة جيانغسو الصينية (رويترز)

توقعت شركة الاستشارات الإدارية «ديلويت» أن تؤدي الحوافز التي أعلنتها الحكومة الألمانية لشراء السيارات الكهربائية إلى زيادة كبيرة في المبيعات، لكنها حذرت بأن غياب إجراءات وقائية قد يجعل البرنامج يصب في مصلحة المنافسين الصينيين.

وقدر خبراء «ديلويت» أن يصل عدد السيارات الكهربائية الإضافية المبيعة في ألمانيا إلى 180 ألف سيارة سنوياً، معظمها سيارات تعمل بالبطارية فقط، فيما يمكن أن يغطي صندوق الدعم، البالغ 3 مليارات يورو، حتى عام 2030 نحو 750 ألف سيارة إضافية على الطرق الألمانية.

وأشار هارالد بروف، خبير قطاع السيارات في «ديلويت»، إلى أن الإنتاج الأوروبي لن يكفي لتلبية الطلب بالكامل، داعياً إلى ربط الدعم بمنطقة التصنيع، وقال: «لتحقيق دعم فعلي لصناعة السيارات الأوروبية، يجب وضع معايير لـ(المحتوى المحلي) حتى لا نخاطر بتمويل واردات من الصين بأموال الضرائب الألمانية».

ويقصد بـ«المحتوى المحلي» نسبة القيمة المضافة التي تُنتَج داخل المنطقة وليس استيرادها.

وكانت الحكومة الألمانية أعلنت في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي عن إعادة العمل بحوافز شراء السيارات الكهربائية، على أن يبدأ البرنامج العام المقبل.

وتشمل الحوافزُ شراءَ أو استئجارَ سياراتٍ كهربائية بحتةٍ أو هجين قابلة للشحن، وتستهدف الأسر ذات الدخل المحدود، حيث حُدد سقف الدخل السنوي عند 80 ألف يورو للأسرة، مع إضافة 5 آلاف يورو لكل طفل؛ مع طفلين بحد أقصى.

ووفق الوضع الحالي، فسيطلق البرنامج دون تطبيق معايير «المحتوى المحلي» التي تطالب بها «ديلويت». وأكدت وزارة البيئة الألمانية أنها تعمل على وضع قواعد متوافقة مع «الاتحاد الأوروبي» لتطبيقها لاحقاً ضمن البرنامج.

يأتي ذلك في وقت تواجه فيه شركات السيارات الصينية فائض إنتاج كبيراً وتبحث عن أسواق خارجية لتعزيز أرباحها.


الجدعان: نظام رقابة مالي جديد يحمي المال العام ويرصد المخاطر مبكراً في السعودية

وزير المالية السعودي محمد الجدعان (الشرق الأوسط)
وزير المالية السعودي محمد الجدعان (الشرق الأوسط)
TT

الجدعان: نظام رقابة مالي جديد يحمي المال العام ويرصد المخاطر مبكراً في السعودية

وزير المالية السعودي محمد الجدعان (الشرق الأوسط)
وزير المالية السعودي محمد الجدعان (الشرق الأوسط)

كشف وزير المالية السعودي محمد الجدعان عن أن نظام الرقابة المالية الجديد يمثل «تحولاً جوهرياً» في منهجية الرقابة، عبر نموذج أكثر مرونةً وشمولاً، يرتكز على التمكين وحماية المال العام، ويسهم في تعزيز الرقابة التقنية، والكشف المبكر عن المخاطر ومعالجتها بكفاءة.

وجاءت تصريحات الجدعان خلال فعاليات النسخة الأولى من «ملتقى الرقابة المالية»، الأحد، في الرياض، حيث شدد على أن بناء منظومة رقابية حديثة لا يكتمل من خلال الأنظمة وحدها، بل عبر الاستثمار في الكفاءات الوطنية، وتعزيز ثقافة العاملين داخل المؤسسات، مؤكداً أن التطوير الحقيقي تقوده العقول قبل اللوائح.

وأشار وزير المالية إلى نجاح التحول في نظام المراقبة، لافتاً إلى أن هذا النجاح يعتمد على تضافر الجهود بين الجهات ذات العلاقة، في مقدمتها وزارة المالية والديوان العام للمحاسبة، بما يضمن رفع جودة الحوكمة على المال العام، وتحسين الاستجابة للمخاطر قبل تفاقمها.

وانعقد الملتقى تحت عنوان «رفع الوعي بأهمية الرقابة المالية وتعظيم أثرها»، بتنظيم مشترك بين الديوان العام للمحاسبة ووزارة المالية، وبحضور عدد من القيادات العليا والمختصين في المالية العامة، وذلك في قاعة المؤتمرات بالمقر الرئيس للديوان العام للمحاسبة في مدينة الرياض.

يأتي تنظيم الملتقى في إطار التعاون القائم والأدوار التكاملية بين الديوان العام للمحاسبة ووزارة المالية في مجال الرقابة المالية على إيرادات الدولة ومصروفاتها وكافة أموالها المنقولة والثابتة، إلى جانب تعزيز التزام الجهات الحكومية بالأنظمة واللوائح والقرارات والتعليمات ذات الصلة، بما يدعم كفاءة الإنفاق ويرسخ مبادئ الشفافية والمساءلة.