أعلنت حركة «حماس»، الجمعة، أنها تعتزم الاحتفاظ بالسيطرة الأمنية في غزة خلال فترة انتقالية، مضيفة أنها تريد هدنة تتراوح بين 3 و5 سنوات لإعادة بناء القطاع وليس للاستعداد لحرب قادمة.
وقال القيادي الكبير في «حماس» محمد نزال، لوكالة «رويترز»، إنه لا يستطيع الجزم بنزع سلاح الحركة، وهي مواقف تعكس الصعوبات التي تواجه الخطط الأميركية للتأكد من نهاية الحرب. وأضاف نزال: «لا بد من الذهاب لانتخابات عامة بعد المرحلة الانتقالية».
وأعلنت الحركة، في بيان على تطبيق «تلغرام»، أنها ستسلّم مساء اليوم جثة رهينة تم استخراجها اليوم إلى إسرائيل، فيما قال الجيش الإسرائيلي إن طواقم الصليب الأحمر في طريقها لنقطة التقاء في جنوب قطاع غزة لاستلام جثة أحد المحتجزين.
وفي وقت سابق اليوم، دعت «حماس» الوسطاء إلى متابعة تنفيذ البنود المتبقية من اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة مع إسرائيل، والذي أنهى عامين من الحرب في قطاع غزة.
وأكدت الحركة، في بيان نقلته وكالة «رويترز»، ضرورة استكمال تشكيل لجنة دعم مجتمعي لتبدأ عملها في إدارة القطاع.
واتخذت «حماس» اليوم خطوة لتعزيز اتفاق وقف إطلاق النار الهش مع إسرائيل، من خلال تجديد تأكيدها على الالتزام ببنود الاتفاق، التي تتضمن تعهداً بتسليم رفات جميع الرهائن الإسرائيليين المتوفين.
وجاء بيان الحركة الذي صدر صباح اليوم عقب تحذير شديد اللهجة من الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أكد فيه أنه سيمنح إسرائيل الضوء الأخضر لاستئناف الحرب إذا لم تلتزم «حماس» بتنفيذ الاتفاق وإعادة جثث جميع الرهائن.
وأكدت «حماس» أن بعض جثث الرهائن تحت الأنقاض في أنفاق دمرتها إسرائيل، وأن استخراجها يتطلب معدات ثقيلة للحفر وسط الركام.
تحميل نتنياهو المسؤولية
وكانت «حماس»، قد أكدت (الخميس)، «التزامها» باتفاق وقف إطلاق النار في غزة، و«حرصها» على تسليم إسرائيل سائر جثامين الرهائن المتبقية في القطاع المُدمَّر.
وقالت الحركة في بيان: «إن إعادة جثامين الأسرى الإسرائيليّين قد تستغرق بعض الوقت، فبعضها دُفِن في أنفاق دمَّرها الاحتلال، وأخرى ما زالت تحت أنقاض المباني التي قصفها وهدمها»، مشدّدة على أنّها «تؤكّد التزامها بالاتفاق، وحرصها على تطبيقه، وعلى تسليم الجثامين الباقية كلها».
وأضافت «حماس» في بيانها أنّ جثامين الرهائن الإسرائيليين «التي تمكَّنت من الوصول إليها جرى تسليمها مباشرة، بينما يتطلب استخراج باقي الجثامين معدات وأجهزة لرفع الأنقاض، وهي غير متوفرة حالياً؛ بسبب منع الاحتلال دخولها».
وحذَّرت الحركة من أنّ «أيّ تأخير في تسليم الجثامين تتحمل مسؤوليته الكاملة حكومة نتنياهو التي تعرقل وتمنع توفير الإمكانات اللازمة لذلك».
وأتى بيان «حماس» بعدما اتّهمتها إسرائيل بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار الذي ينصُّ على إعادة كلّ الرهائن، الأحياء والأموات، في غضون 72 ساعة من بدء سريانه، أي ظهر الاثنين.
وأطلقت «حماس» سراح الرهائن الأحياء البالغ عددهم 20، مقابل إطلاق إسرائيل سراح نحو ألفَي سجين ومعتقل فلسطيني، لكنّ الحركة لم تسلّم سوى 9 جثامين لرهائن من أصل 28.
في المقابل، أفرج الجانب الإسرائيلي عن نحو ألفي معتقل فلسطيني من سجونه وأوقف العملية العسكرية التي بدأت في غزة منذ هجوم «حماس» في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 على الدولة العبرية.
وأعلن برنامج الأغذية العالمي، الجمعة، أنه تمكّن من نقل نحو 3000 طن من المواد الغذائية إلى غزة منذ دخل وقف إطلاق النار حيز التطبيق. لكنه حذّر من أن الحد من المجاعة في القطاع سيتطلب وقتاً، مشيراً إلى أنه يتعيّن فتح جميع المعابر «لإغراق غزة بالغذاء».
فريق تركي
وأعلنت تركيا، الخميس، أنّها أرسلت فريقاً من الاختصاصيين؛ للمساعدة في البحث عن جثث الرهائن في قطاع غزة. وأفاد مسؤول تركي بأن فريق المختصين ما زال بانتظار الحصول على إذن إسرائيلي لدخول القطاع.
واستجابة لدعوة وجّهتها «حماس» للمساعدة في تحديد موقع جثث الرهائن الـ19 المدفونين تحت الأنقاض إلى جانب عدد ما زال غير معروف من الفلسطينيين، أرسلت أنقرة خبراء للمساعدة في عملية البحث.
وأكد مسؤول تركي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، الجمعة، أن عشرات العناصر المتخصصين في الاستجابة للكوارث باتوا في الجانب المصري من الحدود بانتظار الحصول على الضوء الأخضر من الحكومة الإسرائيلية لدخول القطاع الفلسطيني المدمّر.
وتم تزويد الفريق المكوّن من 81 عنصراً والتابع لهيئة إدارة الكوارث التركية (أفاد) بمعدات بحث وإنقاذ متخصصة تشمل أجهزة للكشف عن مؤشرات الحياة وكلاب مدرّبة.
وقال المسؤول: «لم يتضح بعد متى ستسمح إسرائيل للفريق التركي بدخول غزة».
وتوقع مصدر في «حماس» أن يدخل الفريق التركي غزة بحلول الأحد.
والخميس، طالب «منتدى عائلات الرهائن والمفقودين» الحكومة الإسرائيلية بتأخير تنفيذ المراحل التالية من الاتفاق الذي أُبرم مع «حماس» إن لم تسلّم جثث الرهائن الـ19 المتبقية.
كان وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس هدّد، الأربعاء، باستئناف الهجوم على قطاع غزة إن لم تلتزم «حماس» بالاتفاق. وقال في بيان: «إن رفضت (حماس) الالتزام بالاتفاق، فإنّ إسرائيل، بالتنسيق مع الولايات المتحدة، ستستأنف القتال، وستعمل على إلحاق الهزيمة الكاملة بـ(حماس)، وتغيير الواقع في غزة، وتحقيق كل أهداف الحرب».
وجاء بيان كاتس بعد أن أعلنت «كتائب عز الدين القسام»، الجناح العسكري لـ«حماس»، أنّها سلّمت كل جثامين الرهائن التي تمكَّنت من الوصول إليها، وأنّها ستحتاج إلى معدات خاصة لانتشال جثث بقية الرهائن.
